مقالات وآراء

أين الخلل ؟

أين الخلل ؟ حتى لا نكون مثل العراق وسورياكثيراً مارددت بعض النخب العربية والإعلامية. بشكل خاص هذه العبارة كفزاعة للشعوب لترضخ وترضى بواقعها الأليم ولا تفكر بثورة أو تمرد أو حتى تحدث نفسها به ورغم فساد منطقها إلا إنك تستطيع الرد عليها ودحضها بسهولة ، لكن الغريب أن بعض اﻹارتريين أصبح يتمنى لو كانت إرتريا مثل العراق وسوريا ليعود إليها !! ففي ظل اﻷوضاع والقرارات الجديدة في السعودية رأينا بعضا من اﻹخوة السوريين واليمنيين يعودون إلى أوطانهم في حين أن اﻷرتري ضاقت عليه اﻷرض بما رحبت حتى تمنى لو كانت إرتريا تحت القصف الجوي والقنابل العنقودية مقابل أن يعود إليها ويدفن تحت ترابها !!.. فالوطن “المستقر”الذي لا يخوض حرباً أصبح أشد طرداً ﻹبنائه !! أي نظام مجرم هذا الذي جعل الموت أسهل من العيش تحت ظله ؟!!

أهو طاغية العصر اﻷشد من فرعون وعاد ؟!! هل هذا النظام الدكتاتوري لم يشهد التاريخ مثله لا قبله ولا بعده ؟!! أي أدوات فتك وتعذيب تلك التي يستخدمها جعلت الشعب الذي كسر هيبة هيلي سيلاسي ودحر منجستو وقاوم اﻹإنجليز والطليان يقف عاجزا مستسلما أمامه ؟!! أين الخلل ؟! هل أبناء الجيل الجديد يحملون جينات تختلف عن أسلافهم فباتوا بلا كرامة أو إرادة !! هل الخلل في اﻷحزاب السياسية المعارضة التي غرقت في خلافاتها الجانبية البينية وألقت سلاحها لتخوض معاركها في شبكات التواصل أو ” تتفاكر في غرف البالتوك مع نفسها “!! أم الخلل في قياداتها التي مازالت حبيسة الماضي ؟!! هل الخلل في النخب اﻹرترية المثقفة التي تعيش في أبراجها ؟!…. لحظة ..

هل يوجد لدينا أصلا ما يسمى بالنخب المثقفة في المجتمع اﻹرتري ؟!! ربما توجد قيادات أو زعامات _مع كامل اﻹحترام لنضالاتهم _ لكنها لا تكاد تقرأ أو تكتب فضلا أن تحمل شهادات عليا ومن حصل على الشهادات فهو لاهٍ في أموره الخاصة وأمجاده الشخصية _إلا من رحم ربي _ إذا أين الخلل؟ هل يتحمل هذا الخلل جيل من الشباب أغلبهم نشأ في المهجر وولد فيه فكبر وهو لا يحمل أي مشاعر تجاه إرتريا أو شعور باﻹانتماء إليها فضلا عن أن يحبها أو يفكر ببذل الروح من أجلها !!

يبقى السؤال أين الخلل ؟ وتبقى الحقيقة المرة أن النظام واﻷحزاب والمثقفين والشباب هي من مكونات الشعب الشعب الذي هو أنا وأنت وأنتِ وتبقى سنن الله في كونه (( كما تكونوا يولى عليكم )) و ) إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

 

 

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى