أين تتجه الترتيبات ما بعد أسياس أفورقي ؟
تعج الساحة السياسية الإرترية في الآونة الأخيرة – فيما يبدو – بترتيبات ما بعد أسياس أفورقي.
هل هناك خطة معدة لإسقاطه ؟ أم قراءة للأوضاع الداخلية والإقليمية ؟
أم استنفد المطلوب منه وانتهى زمنه ؟! أو أنه انتظار لقضاء الله وقدره وقد تجاوز الرجل السبعين – ولد بتاريخ الثاني من فبراير 19948 م- .
سواء كان أحد هذه الأسباب أو كلها مجتمعة أيا يكن الأمر فالأكيد أن اللاعبين الكبار يريدون ترتيب الأوراق لمرحلة ما بعد أسياس بما يضمن مصالحهم .
إذا كيف يمكن أن يكون الوضع ما بعد اسياس ؟
في ظل نظام يمارس الظلم والاضطهاد الديني والطائفي الممنهج ما أن يسقط حتى تدخل البلاد في حرب أهلية طاحنة نتيجة الاحتقان وخاصة إذا كانت الأغلبية هي المضطهدة ، ولكن على غير المتوقع والسائد – أعتقد- أنه لن يحدث في ارتريا حروب أهلية ، على الأقل في الوقت القريب نظرا لأن الشعب الإرتري منهك القوى ومشتت خارج وطنه . ولكن إذا استمرت الطائفة المتغلبة ” للمسيحين ” في تجاهل المظالم التي تعرض لها المسلمون بصفة خاصة وحاولت المحافظة على المكتسبات غير الشرعية التي حصلت عليها من خلال النظام البائد فإنها تعرض نفسها والوطن إلى مخاطر جمة . فعلى العقلاء منهم والسياسيين التبرؤ قبل كل شيء مما قام به النظام والاعتراف بالأخطاء ورد المظالم ، ولأنه لا يبدو ذلك قائمًا فإننا أمام سيناريوهات أو الاحتمالات التالية :
١– أن نقيم دستورًا على أساس المواطنة والكل فيه سواء والكفاءة هي المعيار ، في ظل استمرار تمكن طائفة معينة “الاقلية” واحتفاظهم بكل الامتيازات قد يبدو الوضع مستقرًا في السنوات القليلة الأولى لينفجر إما بثورة شعبية أو حربًا أهلية طائفية .
٢– إذا أقمنا دستور المحاصصة الطائفية كما هو معمول به في بعض البلدان متعددة الأعراق والطوائف … يستقر الوضع في السنوات الاولى نوعًا ما ، ويكون رهنًا بعد ذلك على وعي الشعب في الأجيال القادمة ومتوقفًا على ممارسته في أرض الواقع ، وقد تلفظه الأجيال اللاحقة إذا وصلت درجة من الوعي و النضج في التعايش السلمي وتقبل الآخر لتعدله إلى دستور المواطنة والكفاءة ، وهذا هو الوضع الأمثل . أو تقود الممارسات الخاطئة إلى زيادة الفجوة وانقسام الدولة وانفصال الأقاليم على أسس عرقية.
3- يبقى هناك احتمال:
أن يقوم المسلمون بإسقاط النظام سواء بقيادة ثورة شعبية يلتحق بها شركاء الوطن أو كأفراد في الجيش ، لتقوم بعدها دولة المواطنة بعد نزع حقوقهم كاملة وعدم التعدي على حق الآخر فتقي البلاد والعباد شر الحروب الأهلية والحفاظ على ارتريا دولة موحدة .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم