استطلاع: المكون المسيحي أدرك مؤخرًا أن مصلحته في اللغة العربية
أ. أحمد القيسي في استطلاع
- فجأة لغة عربية مكثفة يتحدث بها النظام ويكشف عن تخريج دورات منتشية انتظم فيها رجال ونساء يتحدثونها بصعوبة
- فجأة تظهر أصوات كانت معارضة تتحول لمناصرة النظام تشغل الوسائط
- فجأة أغاني بالتقرايت تملأ الوسائط تكرر الأغاني القديمة وغزل والجمهور المستمع من فئة مختلفة والرقص المنتشي يتواصل
- فجأة تضج أغاني عربية سودانية وأرترية تشغل الوسائط يذيعها النظام
على خلاف العادة يحظى اسم ” الرمزالشهيد حامد عواتي ” جهارة بالإشادة من قبل أصوات النظام ووسائله الإعلامية. ما الذي يجري في ارتريا هل من دلالات إيجابية تدعو إلى التفاؤل بمستقبل سعيد يبشر بالحكم الرشيد والأمن الوفير والعودة الظافرة للمهاجرين والتنمية الوطنية .
فيما يلي مشاركة الاستاذ القائد المخضرم أحمد القيسي :
- – المكون المسيحي أدرك مؤخرًا أن مصلحته في اللغة العربية
- – بعد أحداث حركة فورتو بطش النظام بالمكون المسلم ونصب دمى مرفوضة جماهيريا والآن يتلطف لكسب ود المسلمين
- – من المهم أن يرتقى المكون المسلم في رؤيته الاستراتيجية بفهم الوقع
الواقع انني اجد موضوع التوجهات الجديدة للنظام ، مسالة في منتهى الاعتيادية ، ولا تحمل جديد . المصيبة والطامة الكبرى هو فهم القوى المعارضة ، لأنها حصرت مشروعها في قضايا محددة و تجد في غياب هذه المسائل او تجاهلها هو مساس بالمسألة الوطنية ، وهنا تكمن مشكلة اغلب او جميع فصائل المعارضة الارترية.
مسالة اللغة العربية وشرعية استخدامها هي مسالة خلافية ، ومصدر الاختلاف يعود الى الموروث الثقافي للمكون المسيحي وربط اللغة بالدِّين والخوف الذي تجذر لسنوات طويلة من ابتلاع المحيط الإقليمي لهذا المكون ، وللأمانة التاريخية هناك أطراف معينة في الداخل والخارج لعبت كثيراً في اثارة هذا الموضوع وجعله حاضراً باستمرار بأشكال متعددة ، لكن الثورة الارترية ومن خلال تجربة الكفاح المسلح قدرت ان تفرض واقعا جديداً في إذابة جبال من الشكوك ، بحيث فرض واقع جديد في قبول الامر الواقع باعتماد كلا التنظيمين اللغتين التجرينة والعربية كاداة تواصل ، وبقي الشيء العالق هو رسمية كلتا اللغتين والاقرار بذالك ، بحجة ان المجتمع يقوم علي تعدد عرقي له لهجاته ولا يمكن تجاوز هذه الحقيقة من خلال الاعتراف برسمية اللغتين العربية و التجرينية .
لكن الجديد الذي طرأ في وعي النخب وبصورة تدريجية ان المسالة أكبر بكثير من التصورات التي اعتقدوها لزمن طويل بان الدين هو الدافع الوحيد الذي يجعل المسلمين يتعصبون نحوها ، وان القضية أبعد بحكم الواقع الجغرافي والتاريخي لارتريا ومحيطها ، وهكذا تدريجيا لم تعد المسالة خاصة بالمسلمين بل بالمجتمع ككل ، وان علي المكون المسيحي كي يعيش ويتفاعل مع محيطه لابد له أن يلم بثقافة المحيط ولغاته وتاريخه ، ولعلنا نجد أمثلة كثيرة في ذلك . فرئيس الدولة ونتيجة إجادته للغة العربية بصورة جيدة وطلاقة ، كان عاملا مهما في صناعة شخصيته الكاريزمية في الوسط الارتري المسلم ومحيطه العربي والإسلامي . اذا هناك تطور في وعي النخبة فرض الي حد ما واقعاً جديداً .
ومن سخريات القدر أن يكون المحاور باللغة العربية ، والمترجم ، في زيارات وزير الخارجية الارتري عثمان صالح ،، السيد يماني قبراب ، ولذا نحن أمام واقع جديد يفترض ان نبني عليه ، وان لا نكون ضحايا عقد الماضي بحيث نفقد البوصلة في صراعنا مع النظام. اما فيما يتعلق بالتركيز علي ثقافة ولغات االجماعات العرقية الاخرى ، في اعتقادي هناك واقع فرض نفسه بشكل كلي في الداخل الارتري بعد احداث حركة ( فورتوا) وهي الهستيريا التي اصابت النظام في الاعتقالات الواسعة للنخب الإسلامية ، دون مراعاة ، بحيث أفرغ المشهد السياسي من المشاركة السياسية لشخصيات وازنة في الحياة السياسية والتاريخ النضالي ، واستبدلت بشخصيات باهتة لا طعم لها ولا تأثير ، واعتقد جازماً بان النظام تصور انه يمكن تمرير هذه المسالة ببساطة علي الطريقة المعتمدة في التعامل مع المكون المسيحي .
ولكن يبدو انه وجد من الصعب تمرير ذلك ، نتيجة الرفض الإسلامي لهذه الدمى ، فما يجري الان من المبالغة في إظهار ثقافة الآخرين وتحديداً التجري تصب في هذا المنوال لا غير المهم في تصوري ليس المهم فيما يقوم به النظام ، بل الأكثر أهمية ان يرتقي المكون الاسلامي في رؤيته وان يبني استراتيجيته من خلال فهم الواقع بصورة اكثر دقة .
أ.أحمد القيسي في استطلاع " زينا " المكون المسيحي أدرك مؤخرًا أن مصلحته في اللغة العربية
أ.أحمد القيسي في استطلاع " زينا " المكون المسيحي أدرك مؤخرًا أن مصلحته في اللغة العربية