أخبار زاجلحوارات

أ. إسماعيل ابن المفتي إبراهيم مختار لـ” زينا : الشكوى الباكية لا تغير الواقع وإنما ننتظر التخطيط ا لاستراتيجي والاستشراف

أجرى المقابلة أ.باسم القروي

  • عدم تجريم العوام بفعل الخواص، أو تجريم اللاحق بجرم السابق
  • المسيحيون يتواصلون مع كنيستهم والفرصة متاحة لتواصل المسلمين مع دار الإفتاء
  • مستقبل المسلمين في ارتريا مرهون بما يفعلونه لا ما يفعله غيرهم
  • أفضل مناقشة الأفكار، والحديث عن الظواهر الاجتماعية؛ بدل الحديث عن الأشخاص فهم عرض زائل وتبقى الأفكار والظواهر.

الأستاذ إسماعيل ابن المفتي  الأسبق إبراهيم  مختار له حضور مكثف في وسائط التواصل الاجتماعي يكتب عن الأفكار وينشر اهتماماته الفكرية والدعوية  والاجتماعية قليل الاكتراث بالنقاشات الحادة بين أصحابها المختلفين في قضايا الوطن ، عرفته عبر مواد إعلامية منشورة  له في مواقع الأرتريين باللغة العربية والانجليزية وسمعت بسيرته الحسنة عن العارفين به من بعض أصحابه .لفت نظري أنه ابن المفتي الأول لدولة أرتريا الذي أسس دار الإفتاء التي تجمد أداؤها في عهد الحكم الإثيوبي مدة عشرين عاماً وبعد الاستقلال ظهر الاسم من جديد في ظرف يراه الضيف مغايرا نتيجة لظروفً موضوعية نتجت من تراكمات سنوات الحرب والشتات السابقة.  

كنت أحمل معي اسئلة تفصيلية عن دار الافتاء اطلب مقارنات واضحة بين جهود وأدوار رؤساء دار الإفتاء الذين تناوبوا على صدارتها : المفتي الشيخ إبراهيم مختار والمفتي الشيخ الأمين عثمان والمفتي الحالي الشيخ سالم إبراهيم المختار – اخ للضيف الكريم- لكن الضيف فضل أن يكون الحديث  عن الأفكار والظواهر الاجتماعية  لا الأشخاص بحجة أن  الشخص زائل والفعل والفكر باق. .

طلبت منه في بداية اللقاء السيرة الذاتية لضيف وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” الأستاذ إسماعيل إبراهيم مختار فأجاب:

أنا  من مواليد أسمرا، متزوج وأب لثلاثة،  درست المراحل الابتدائية والثانوية في أسمرا ، والجامعية في كندا، متخصصاً في المحاسبة ( محاسب قانوني-  (CPA- Chartered Professional Accountant، أعمل في إحدى المؤسسات المالية في كندا . إلى  جانب ذلك أقوم تطوعا بالخطابة  في الجامع الرئيسي في  المدينة ورئيس لجنة الفقه المحلية.. اهتمامي العلمي يتجه إلى الدراسات التاريخية خاصة التاريخ الأرتري .

من إصداراتي العلمية  : تاريخ المسلمين في مقاطعة مانتوبا الكندية  -باللغة الإنجليزية -،  والمزيد في الطريق  إن شاء الله وهذا عنواني للمتابعة : https://www.mukhtarmanitoba.ca/

العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في أرتريا كانت تحكمها في عهد الاستعمار نفرة شديدة بين طرف يوالي إثيوبيا وطرف يريد الاستقلال؛   الطرف الأول كان شديد الانتقام من المسلمين المخالفين له هذه حقيقة تاريخية فهل  تغيرت الصفحة مقارنة بين يومها وأمسها في رأيك ؟

العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في أريتريا ينبغي أن ينظر إليها من عدة مناظر:

  • منظور النسبية الذي ينظر إلى هذه العلاقة من خلال المنظور العالمي والمجتمعات المماثلة
  • منظور الظرف التاريخي الذي تتداخل فيه العناصر الاقتصادية والسياسية، والتدخلات الخارجية
  • منظور الفرز البعيد عن التعميم؛ وعدم تجريم العوام بفعل الخواص، أو تجريم اللاحق بجرم السابق
  • منظور المصالح المشتركة والمصير المشترك.

وبناء عليه أظن أن تاريخ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في أريتريا فيه الكثير من الايجابيات وفيه سلبيات يمكن معالجتها بالحوار والتبادل الحضاري

هل من ذكر لبعض الذي تراه من  السلبيات لتوضيح الفكرة ؟

السلبيات تظهر في نظرات بعض النخب التي لا ترى وجودا لغير وجهتها الهضباوية -لغة وثقافة ودينا-، وتسعى لتهميش دور المسلمين تاريخا، وعطاءا، وحضورا.

 كيف تقيم دارالافتاء في ارتريا هل تمثل الدار  المسلمين؟

إنشاء دار الإفتاء كانت خطوة تاريخية، جاءت بناء على طلب وجهاء وعقلاء البلد في الأربعينيات. المسلمون كانوا بحاجة إلى مرجعية موحدة ذات مؤهلات علمية وشرعية. وكانت الساحة الإسلامية تعاني من التشرذم الشديد في أمور تتعلق ببدايات المناسبات الإسلامية، وخلافات في فروع فقهية، وتباينات في توجهات دعوية. فإيجاد دار الإفتاء كان فاتحة خير للمسلمين في أريتريا.  وقد مرت دار الإفتاء بعدة مراحل:

  • مرحلة التأسيس والتوسع، وخاصة في العصر البريطاني الذي كان أكثر انفتاحًا مما سبقه و ما لحق به
  • مرحلة الدفاع عن كيانها و المحافظة على مكتسباتها، وهذه المرحلة بدأت مع الحكم الأثيوبي الطائفي الذي بذل كل جهد للقضاء عليها ولمحوها من الوجود
  • مرحلة الإغلاق والانزواء، وهذا حدث بعد وفاة المفتي الأول عام1969م، ورفض الحاكم العام تعيين أحد المرشحين الثلاثة من قبل المسلمين، وإغلاق دار الإفتاء تماما لأكثر من عشرين عامًا
  • مرحلة إعادة البناء، وهي مرحلة بدأت بعد استقلال أريتريا. المرحلة الأخيرة كانت صعبة ، حيث بدأت دار الإفتاء مسيرتها وهي مهيضة الجناح ومبتوتة الأطراف، فالبلاد -نتيجة لحروب العقود الثلاث- كانت قد أقفرت من العلماء، بعد أن كانت عامرة بهم في الستينيات، حتى أن مدينة أسمرا وحدها كان فيها ما يقارب أكثر من 20 أزهريًا. بالإضافة إلى هذا حدث تفتت في النسيج ألاجتماعي واختفى المحسنون من أصحاب الأموال الذين كانوا دعامة المؤسسات الإسلامية ورحل ركائز المجتمع من كبار السن ورموزه البارزة، تلا ذلك فراغ نشأ نتيجة لحالات اللجوء ومغادرة البلاد. ودار الإفتاء لا تعمل في فراغ، فهي تنمو حين تجد الظرف المناسب وتضعف حين يغيب ذلك. وككل جهد بشري لها ما يحسب لها، وما يحسب عليها
  • من هؤلاء المرشحون ومن رشحهم وما سبب إغلاق الدار في عهد هيلي سلاسي ؟
  • الذي أعرفه أنهم كانوا ثلاثة من أصحاب الخلفيات الأزهرية، وهم: الشيخ الأمين عثمان -المفتي اللاحق الذي كان قاضيا في محكمة الإستئنافات- والشيخ صالح حامد -مدير مدرسة الجالية العربية في أسمرة-، والشيخ سليمان الدين أحمد -عضو المحكمة العليا. وأظن الترشيح كان بعد مشاورات من قبل أهل الشأن وقادة المجتمع المحلي. أما الرفض فكان جزءا من التوجه العام للسياسة الطائفية الإقصائية آنذاك
  • ما الإمكانيات المادية التي تمتلك دار الإفتاء وما أسباب النفرة بينها وبين الأوقاف في الأقاليم حسب علمك؟

أنا لا أعيش الواقع الداخلي، ولا أستطيع أن أجزم بوجود النفرة المشار إليها، وليس من الإنصاف أن أتحدث في أمور لا أعرف حيثياتها ولا مداخلاتها.في السابق كانت علاقة الأوقاف بالإفتاء محكومة بقانون الأوقاف رقم 1 الصادر عام 1943م، والخلاف بين المركز والفرع، أو بين الفرع وقاضي المدينة أمر كان يحدث بين الحين والآخر، وقد حدث في السابق خلاف شديد بين لجان المساجد في أسمرة ولجنة الأوقاف فيها، وحدث خلاف بين إدارة المعهد ولجنة الأوقاف، وهذه أمور تحدث في العمل المؤسسي، وكانت تحل عبر الحوار وتدخل العقلاء، حتى لا يجد المغرضون وسيلة لتوسيع الشقة

ما الأسباب تجعل من مسلمي أرتريا في الخارج لا يتواصلون بإيجابية مع دار الإفتاء الأرترية

الأسباب كثيرة، ولا يمكن حصرها في سبب واحد، وهي أسباب آنية وأسباب لها جذور تاريخية، ولكن من الضروري جدا أن يعود هذا التواصل، كما هو الحال مع الكنيسة الأرثوذكسية في أريتريا، والتي رغم مافيها من تجاذبات، إلا أن المسيحيين خارج أريتريا هم على تواصل وارتباط معها.

 هل من تفاصيل لمؤاخذ يراها المسلمون الأرتريون على دار الإفتاء؟

كل جهد بشري معرض للصواب والخطأ، ومن أدب الإسلام التناصح، والإنصاف في القول، والتعاون فيما فيه الصالح العام

 ما النظام الذي يتمناه المسلمون في ارتريا  وهل تتوقع ان تتغير صورة النظام الحالي إلى الصورة المرجوة؟

النظام الذي يريده كل أرتري غيور على وطنه هو النظام الذي قاتل من أجله الأرتريون لثلاثة عقود؛ نظام قائم على العدل، وتكافؤ الفرص، والحريات، واحترام حقوق الإنسان. ونظام كهذا لا ينشأ بقرار سياسي، وإنما بقيم مجتمعية تتجذر في كل مناحي المجتمع، بدأ من المدرسة إلى المسجد أو الكنيسة، إلى الشارع، إلى مؤسسات الدولة ومراكزها

ما عوامل الضعف التي تراها في المسلمين مع الإشارة إلى كيفية معالجتها؟

المسلمون لهم قضايا تخصهم وقضايا تجمعهم مع غيرهم من أبناء الوطن. المخلفات التي أوجدتها سياسات التمييز التي عاني منها المسلمون لازالت تلقي بظلالها الداكنة على واقع المسلمين اليوم. ونحن في عصر لا يؤبه فيه للكيانات التي تتشرذم وتفتت قواها. ومن المهم للمسلمين أن يتجاوزوا التكتلات القبلية، والتوجهات الإنشطارية، ويسعوا بجد لامتلاك أسباب الرفعة من تفوق علمي، ونجاح اقتصادي، وتماسك قيمي، وتعامل أريب مع متغيرات الحياة، ومشاركة فعالة في الشؤون العامة، ويقول أمير الشعراء:

العلم يرفع بيتا لا عماد له ** والجهل يهدم بيت العز والشرف

 أين موقعك الآن هل أنت فاعل مع الآخرين  وما رأيك فيمن يرى أنه شخصية مستقلة لا هي مع المعارضة ولا مع النظام ؟

الوطن عزيز، والتقصير موجود، لكنني لا أرى تصنيف الناس في بواتق محددة، لما لها من محاذير تؤدي إلى النظرات الأحادية. فالولاء لابد أن يكون للمبادئ أولا، فيكون أين ما كان العدل، والتوافق، وصون الحقوق، وحفظ المكتسبات

 في الصراع المحتدم بين الأقوياء للسيطرة على القرن  الأفريقي والبحر الأحمر ما مستقبل الإسلام والمسلمين في أرتريا حسب رأيك ؟

مستقبل المسلمين مرهون بما يفعلونه هم لا ما يفعله غيرهم، بمفهوم الآية الكريمة ( ;قل هو من عند أنفسكم) ويوم يتغلب المسلمون على معيقاتهم الداخلية، فيومها ستتلاشى المعيقات الخارجية

 كيف تقيم الطموحات الخاصة بإقليم تقراي للتمدد نحو ارتريا هل تتوقع لها الانتصار ؟

من قراءتي المتواضعة للتاريخ لا أرى في هذا شيئًا جديداً، وعالمنا اليوم عالم يموج بصراعات إقليمية ودولية، وتلك طبيعة التجاذبات المحلية. خطر التيغراي وغيره سيظل قائمًا، والسؤال هو ما ذا سنفعل نحن لنكون في مركز القوة بحيث لا نكون مطمعًا لأحد أيا كان. وقديمًا قال زهير ابن أبي سلمى:

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم

 قرأت لك ترجمة مقال  منشور في موقع عواتي ترجمه الأستاذ منصور علي ، ترى أنك عشت في أجواء متعايشة في ارتريا لا نفرة بين أهل دياناتها المسلمين والمسيحيين وشهود يهوا والهندوس واليهود وكنت تسمع للأذان وأجراس الكنائس وتشاهد منظر ( مسجد الخلفاء الراشدين ، وكنيسة ; أندا ماريام ; التابعة للطائفة الأرثوذوكسية والكنيسة الكاتدرائية الكاثوليكية والمعبد اليهودي؟ هل لا زلت تثمن  هذا المشهد المتناغم  والمتعايش في رأيك؟

أريتريا التي نشأت فيها تمثل حالة مميزة للتعايش بين أطياف المجتمع. ورغم سياسات الإمبراطور الطائفية وإنجرار بعض النخب الأرترية المسيحية إليها، إلا أن رجل الشارع المسلم والمسيحي كان بينهم من حسن الجوار والتعاون ما يحمد ويثنى عليه، ولم يكن هذا التسامح على حساب القيم والمبادئ الدينية، وإنما كان في إطارها. عشنا في أسمرا في أجواء الحلقات العلمية الدينية، والمحافظة على الشعائر الدينية، وفي نفس الوقت كنا نتعايش مع من يخالفنا بالتسامح عملا بقوله تعالى(;لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم. ) وأتمنى أن تكون أسمرا  اليوم على نفس المنوال الذي عهدته سابقا

 هل تتوقع أن يستمر هذا التعايش مع السلوك العدواني  المسيحي الذي يزحف  مع النظام للسيطرة على  مقدرات الوطن كما يرى البعض ؟

التعايش في أرتريا له جذور تاريخية بعيدة، والظرف السياسي قد يؤثر فيه سلبًا وإيجابًا، وأصوات المتطرفين الداعية للطائفية قد تطفو حيناً، ولكن الشعب الأرتري، وأن أزكمه غبار الطائفية، فطبيعته تلفظ ذلك. وقد دل الظرف التاريخي على ذلك ، كما أشار إليه الأستاذ عثمان في كتابه:  تاريخ أرتريا، والأستاذ ألم سقد في كتابه:  لن نفترق.

يوجد كتاب منشور حديثًا عن الطائفية في أرتريا يحمل الطائفة الارثوذوكسية خاصة مسؤولية ما وصل إليه الوطن من استبداد طارد هل قرأت الكتاب ؟ ما رأيك  في التهمة هل يوجد ما يسندها  في رأيك ؟

أرحب بكل مشاركة علمية، وأشكر من يقوم بها، لم يتيسر لى قراءة الكتاب، وإن كنت قرأت بعض المقالات، ومن طبيعتي أن لا أبدي رأيي في أمر حتى أستقصيه دراسة وبحثًا

لماذا هاجرت ؟ لماذا تركت أرتريا الجميلة التي تصفها بالتنوع الآمن المسالم ؟ ما  المسارات التي سلكتها حتى استقرت قدامك المتعبتان  في كندا ؟

لو كان الأمر بيدي ما استقررت في بلد آخر غير موطني وموطن آبائي وأجدادي، ولكن ككل أريتري أجبرته ظروف الحرب غادرت بلدي مرغمًا، ورغم بعد البين والفراق فحالي هو كحال الشاعر -أبو تمام- الذي قال:

كم من منزل في الكون يألفه الفتي ** وحنيينه أبدًا لأول منزل

هل نجح الآباء المهاجرون الأرتريون في ربط أبنائهم بوطنهم الأم أرتريا؟

الحالة تختلف حسب المجموعات. المجموعات التي هاجرت تماما ولم يبق لها أحد في البلد يكون ارتباطها بالوطن -من ناحية التواصل- أضعف، وكذلك التوجهات السياسية لها دور في نوعية هذا الارتباط، لكنني أظن وبصورة عامة هناك ضعف ملحوظ

ما المهددات التي تحيط بالجيل الأرتري الذي ولد في المهجر ؟

  • المحافظة على القيم الدينية والإسلامية
  • الإسلاموفوبيا وما يتبعها من تمييز، وخاصة في البلدان التي يعلو فيها صوت اليمين المتطرف
  • عدم الوقوع في براثن دوائر الفساد من مخدرات وما شاكلها
  • عدم الإستفادة من الفرص التعليمية، وعدم حسن اختيار التخصصات التي تضمن العيش الكريم
  • الانزواء عن المشاركة في شؤون المجتمع، والرضى بالدونية والتبعية
  • عجز جيل الآباء عن فهم واقع أبنائهم،وفشلهم في حسن ترشيدهم وكسب ثقتهم 

أي الأسئلة في هذه المقابلة  أزعجتك وتتمنى ألا يتكرر ؟

أرحب بالحوار وتلاقح الأفكار، أفضل مناقشة الأفكار، والحديث عن الظواهر الاجتماعية؛ لا أحبذ الحديث في الأشخاص  فهم عرض زائل  وتبقى الأفكار والظواهر لتنتج أشخاصًا غيرهم، فالحديث في المؤثر الباقي أنفع من الحديث عن العرض الزائل. أرى الحديث في الأمور التي يمكن التدليل عليها بوقائع ثابتة، أنفع من العموميات المبنية على ما يتناقل على الشبكة العنكبوتية، وماهو مبناه أقوال مبتسرة، لا يعرف دقة ناقله في التحري والصواب، والآية الكريمة تقول:;( يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) – سورة  الحجرات ، آية 6 –

لكن الشرع يجيز ان تنسب الأفعال إلى فاعليها وقد قال صلى الله عليه وسلم لصحابي ” إنك امرأ فيك جاهلية” والظواهر مرتبطة بصانعيها وزارعيها ومروجيها وحماتها ؟ فكيف استقام عندك أن تفصل الظواهر عن الأشخاص الصانعين ، ألم يخلد التاريخ أسماء صنعت الأمجاد وأسماء صنعت انتكاسات ؟

نعم للأشخاص أدوار مهمة -حسنة كانت أم سيئة- لكن فهم الواقع المجتمعي ومعالجته معالجة جذرية تتطلب عدم الوقوف عند ظاهرة الفرد وحده، وإنما النظر إلى الظرف الذي أوجد له الأرضية التي يتحرك ضمن إطارها. فالمستبد فرد يبقى حينا ويرحل حتما، والإستبداد واقع يظل ينتج مستبدا بعد مستبد، والتركيز على الناتج دون المنتج يطيل أمد الظواهر السلبية ولا يعالجها.وتقييم الأشخاص ضمن الظرف المحيط بهم، وفق المعايير الشرعية المنضبة بقاعدة الآية الكريمة “ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، إعدلوا هو أقرب للتقوى”، أمر معتبر أن كان القصد الإصلاح

  • تابعت الأجوبة في المقابلة ، لم ألحظ أنك انفعلت أو غضبت ألا يوجد في أرتريا ما يغضب الأستاذ اسماعيل .أين الشيخ الازهري الوقور محمد عمر إسماعيل ؟ متى كانت آخر مرة شاهدته فيها أو سمعت أخباره؟
  • الغضب ظاهرة صحية إذا تحول إلى رد فعل موزون، مبناه التخطيط الإستراتيجي، والبعد الإستشرافي الذي يسعى للتغيير الإيجابي ضمن السنن الإجتماعية والفعل البناء المؤثر، والغضب حين يتحول إلى التعبير العاطفي الآني، وشكوى الزمان والمكان والأشخاص، فلا فاعلية تترتب عليه ولا قيمة تنبني عليه. الشيخ محمد عمر قد كتبت عنه مقالا -باللغة العربية والإنجليزية- منشور في المواقع عبرت فيه مشاعري لما وقع عليه وعلى نظرائه من الفضلاء من الجور، ويمكن الرجوع إليه لمن شاء

كلمة وداع :

  • شكرا على هذا الحوار وتحية لأسرة التحرير

حوار مع الأستاذ إسماعيل إبراهيم مختار

الانفعال الصارخ غير الموزون لا ينصر قضايا

من تحديات المهاجرين الأرتريين : - المحافظة على القيم الدينية والإسلامية

تقييم المستخدمون: 2.73 ( 3 أصوات)

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى