أ.د. جلال الدين محمد صالح يكتب : خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الصهاينة والعرب …(خطة لخلاص أرتريا ثلاثية الأضلاع)
خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمعية رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو؛ ليعلن عن خطته للسلام بين الصهاينة والفلسطينيين، بعد انتظار طال أمده.
وكل ما في هذه الخطة لا يعدو شرعنة الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين المحتلة.
فهي إذن ليست خطة سلام، وإنما خطة تكريس الهيمنة الصهيونية.
وتندرج هذه الخطة في سلسلة المشاريع الأمريكية التي سبقتها.
وقد أسلم العرب أمرهم لمشروع السلام وقبلوا به مبدئيا، من يوم سبقهم إليه الرئيس المصري محمد أنور السادات، ورأوا أن لا قبل لهم بمواجهة الكيان الصهيوني عسكريًا.
ولا جديد في هذه الخطة غير الضغط على الفلسطينيين حتى يرضوا ويقبلوا بما يعطى لهم من حقهم الشرعي والتاريخي في أرضهم المحتلة، حيث اقترحت الخطة حل دولتين تكون فيه القدس عاصمة للصهاينة.
وهو ما حمل السلطة الفلسطينية، بزعامة الرئيس محمود عباس على الرفض القاطع للخطة، إذ قال عباس: ” رفضنا خطة ترامب منذ البداية، ولن نقبل بدولة دون القدس” مؤكداً أن خطة ترامب ” لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ“.
وطلبت القيادة الفلسطينية من العرب تحديد موقف موحد، وواضح، من خطة ترامب للسلام، داعية إياهم إلى اجتماع عاجل.
ومهما كان الموقف العربي من خطة ترامب هذه، فإنها جاءت لتعزز الكيان الصهيوني، على حساب الحق الفلسطيني.
وليس لترامب من ورائها إلا مكاسب سياسية بتوظيف إمكانات اللوبي الصهيوني، في الولايات المتحدة لصالحه، في حملته الانتخابية القادمة، وفي مواجهة الضغوط الداعية إلى محاكمته، من خصومه الديمقراطيين، تمهيدًا لعزله.
ولابد أنها مهدت لحلولها في صنع السلام بالتشاور مع بعض القادة العرب، وحظيت بالمباركة الجزئية منهم على الأقل .
لحظة الهزيمة الشاملة للعرب :
وإنها من حيث التوقيت تأتي في لحظة من الهزيمة شبه الشاملة للعرب، وفي حالة من التفكك والانهيارات
ومن حيث النظر إلى صراعات المنطقة، نرى اختناق العلاقة العربية الإيرانية، بدخولها في حروب بالوكالة، كما في اليمن وسوريا.
وفي خضم هذا الصراع الإيراني العربي وقلبه، تقف القضية الفلسطينية حدًا فاصلاً بين معسكرين من العرب أنفسهم، أحدهما يحمل مشروع السلام مع الصهاينة، خيارًا استراتيجيًا، وآخر يتهمه بالتآمر على القضية وتصفيتها، على حساب الحق الفلسطيني، تتزعمه إيران، ويعرف بمحور المقاومة.
وقد خسرت إيران قبل أسابيع مضت أحد أهم جنرالاتها العاملين في مشروع ما تسميه إيران بالمقاومة، قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة، بعد خروجه من مطار بغداد، قادماً من دمشق، في 3/1/2020.
وهذا بدوره يربك معسكر المقاومة، ويقحمه في وضعية غير متوازنة، تريح نوعا ما، خطة السلام الأمريكية من ضجيجه.
وربما فرض على إيران إعادة حساباتها، مع هذا الحصار المضروب عليها والعقوبات الأمريكية المتزايدة.
إذ لا يمكن لإيران أن تستمر أكثر مما مشت في خطابها العدائي للولايات المتحدة، ففيها من الأصوات المعارضة ما يمكن أن يكبح حماسها ولو مؤقتا.
وبالذات من التيار القومي الذي بدأ يتعاظم شأنه، في الآونة الأخيرة، وأخذ يعارض بشدة، ما يقول: إنه تبديد للطاقة الإيرانية، في صراعات ليس من ورائها عائد على مصلحة المواطن الإيراني، بل ضرر عليه، وتضييق.
وكما نشاهد، بدأت التظاهرات تكتسح شوارع طهران، بالتوازي مع تلك التي تهتف في بغداد بخروج إيران من العراق، من ناشئة شيعية سئمت الحالة الطائفية المفلسة التي نكب بها العراق، ، والتي رهنت البلاد والعباد للإرادة والسيطرة الإيرانية.
إذن بموجب هذه المؤشرات، يترجح لدينا أن خطة ترامب هذه سيكون لها مفعولها السلبي المؤثر على الموقف العربي، مهما كانت أصوات الشجب والاستنكار عالية.
ولابد أن تنعكس على قرار العرب الرسمي بالسلبية، مسببة التضارب بينهم في أقل تقدير.
ومن ثم لا يفترض أن نتوقع قرارًا عربياً قويا، حتى للظهور الإعلامي، وكل ما سنسمعه هو ما سمعناه من قبل، لا يتجاوز حد الشجب والإدانة في أشد لهجته.
انتشاء الصهاينة :
وأيا كان شكل الموقف العربي المتوقع من خطة ترامب للسلام، فإن الحركة الصهيونية تعيش اليوم أوج انتصاراتها، بانهيارات المدن العربية، من جراء عواصف ما بعد الربيع العربي.
ويكفي أن (نتنياهو) أكد في خطابه الذي ألقاه مؤخرا في مؤتمر ذكرى المحرقة النازية لليهود، أن معاداة الصهيونية معاداةٌ للسامية.
ويعنى تأكيده هذا إدانة كل أشكال إنكار شرعية الكيان الصهيوني، على أرض فلسطين المغتصبة، أو إنكار حقه المزعوم، في تهويد القدس، وليس فقط التشكيك في المحرقة النازية.
ولا ريب أن خطاب (نتنياهو) هذا، هو امتداد لخطابات الصهاينة الأولى، بإحباط فكرة المقاومة، وتهديد معسكرها بنفوذهم العالمي، وتحكمهم شبه الكامل من خلال هذا النفوذ، على منطقة الصراع، ومَنْطِقِها، سياسيا، واقتصاديا، وعسكريا، وأن لا سبيل إلى استقرارها من غير بوابة التطبيع.
لهذا لا غرابة أن نسمع بين الحين والآخر، أصواتا هنا وهناك، عربية، وأخرى غير عربية، تعقلن التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتسفه كل ما عداه، وتدعونا أن لا نكون ملكيين أكثر من الملك، وكأننا لا نفكر إلا بعقل الملك، ولا ننساق إلا بإرادة الملك.
وهي أصوات طالما تعالت، من يوم كانت اتفاقية كامبديفد،( سبتمبر 1978م ) التي وقعها الرئيس المصري أنور السادات مع اليهود إلى يومنا هذا، حتى عمت الفضاء كله، وباتت كأنها هي الأصل، وغيرها النشاز.
وهكذا صار اليوم يوسم بالجهل والسخافة، والارتهان للخرافة والأحلام، والكلام الفارغ، كل من لا يطاوع الصهاينة، ويهرول إلى التطبيع، معترفا بما يدعونه من حق تاريخي مزيف، على أرض فلسطين.
ومثل هذه النعوت، هي جزء من الحرب النفسية التي يشنها الصهاينة بصلافة، وللأسف ما زالت قوى التطبيع العربي ترددها، بوعي منها، أو بغير وعي، تريد تعميق حالة اليأس، والإحباط في نفوس الشعوب العربية، حتى تدفعها إلى الاستسلام الكامل؛ ذلك أن لا معنى للتطبيع من غير كسر نفسية الشعوب العربية والإسلامية، وإجبارها على القبول بالتطبيع، وهو ما لا يمكن أن يكون.
وهذه هي أكبر هزيمة تقلق الصهاينة وتزعجهم على الرغم من تفوقهم العسكري، وتراجع النظام العربي الرسمي أمامهم.
إن صراعنا مع الصهاينة صراع إرادات، على مدى أجيال، ولابد أن ينتهي بانتصارنا.
المطلوب من الشعوب :
وليس المطلوب منا في هذه اللحظة من تاريخ هذا الصراع، إلقاء الصهاينة في البحر، كما كان يزمجر الناصريون والقوميون العرب من قبل، وإنما المطلوب منا حرمانهم من شرعية الوجود، بعزلهم كلياً على مستوى شعوب المنطقة.
وهذا هو السلاح الوحيد الذي نملكه، ولا يملك أحد تجريدنا منه.
وهذه هي القلعة الكبرى والصلبة التي ما زال الصهاينة يعملون على هدمها وإسقاطها من خلال حمل الشعوب العربية والإسلامية على التطبيع.
وما زالت الشعوب العربية والإسلامية، ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتأبى أن تمنحه هذه الشرعية التي يحلم بها، ويحاول انتزاعها دبلوماسيا.
لا جديد في دعوة الأستاذ أحمد القيسي للتطبيع مع اليهود :
وفي هذا الوضع العربي المنهزم رسمياً، الصامد المقاوم شعبيًا، بدهي أن تكون لإرتريا سياسة راشدة وناضجة، تراعي مصالحها بالدرجة الأولى والأساسية، مستحضرة في الوقت نفسه تاريخها النضالي العظيم، في مقاومة الاستيطان الأجنبي، والاستعمار، وحلفائه.
ولابد أن يكون هذا ضمن مشروع التغيير الشامل، الذي لابد أن يحيل ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومعه ملف تعقيدات طبيعة علاقتنا مع إثيوبيا، إلى مؤسسات الدولة الدستورية، وليس إلى مزاجية الأفراد وانفعالاتهم العاطفية، أو رغبات حزب بعينه.
وفي هذا المناخ الدستوري المرتقب، فيما بعد التغيير، وعبر مؤسسة البرلمان، ومراكز الأبحاث السياسية، تكون المجادلة بالمسوغات العقلانية، تحسينا للتطبيع أو تقبيحا، بعيد عن نزعة الاستاذية التي تنتاب بعضا منا، وتبدو في فلتات ألسنتنا.
ومع ذلك كله، جميل أن نسمع من المناضل أحمد القيسي رأيه المشجع للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وهو خيار الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، عبر عنه من قبل أمينها العام إسياس أفورقي، وقال المقولة نفسها: لا نكون ملكيين أكثر من الملك.
وعلينا أن نحترم حقه في التعبير عنه، كما نسمع من الآخر المخالف نقيضه.
ولكن ما ليس جميلا أن نسمع رمي هذا الرأي أو ذاك بالجهل، أو الخرافة، ولاعقلانية، والكلام الفارغ.
فهذا في نظري يستبطن نوعا من الاستاذية، ومصادرة الحقيقة، واحتكارها، ويجافي العقلانية تماما، فلربما كانت للآخر أيضا مسوغاته المنطقية، والسياسية، ومن حقه أن يعبر عنها دون المساس من كرامته، إذ ليس في السياسة مطلقات، فكل ما فيها نسبيات، تخضع للأخذ والرد، ونحن هنا في ساحة محاورة.
لا مستند لتهمة محاولة تطبيع الإسلاميين الأرتريين مع اليهود :
ومما لفت انتباهي في طرح المناضل أحمد القيسي، في مسألة التطبيع، تبنيه رأيين، ظهرا لي تناقضهما، أحدهما حبذ فيه التطبيع مع الكيان الصهيوني، والآخر حذر فيه من التواصل معه، منبها إلى خطورة ما يضمره هذا الكيان من تأجيج صراعات عرقية تخدم استراتيجيته، على حساب مصلحة شعوب المنطقة، مشيرا في الآن نفسه، إلى أن الأجعزيان ليسوا وحدهم من فتح قنوات الاتصال مع الصهاينة، وإنما أيضا الإسلاميون، حسبما أفاده به من قال: إنه زميله القيادي الحوثي المغتال.
ولأن هذه المعلومة جد خطيرة، لا ينبغي في نظري أن تمر هكذا، دون توقف؛ لما تسببه من إشكالية، ولا سيما أن مصدرها جهة ذات علاقات قوية، مع ما عرف بمحور المقاومة، وينتمي إلى ما اشتهر بالإسلام السياسي وددت لو أن المناضل أحمد القيسي سلط عليها مزيدا من الضوء، بتوضيح أكثر.
وهل ثمة مؤكدات تثبت وقوعها، وإلى أي حد هي من المتانة هذه المؤكدات، أم أنها مجرد معلومات شفهية؟.
ثُم ما المقصود بالإسلاميين في نظر من أدلى بهذه المعلومة، هل تنظيمات الاتجاه الإسلامي، أم التنظيمات التي خلفيتها المسلمون؟.
وعندما يقول المناضل أحمد القيسي في هذه اللحظة من معارضته لنظام أفورقي: إنه يشجع التطبيع مع الكيان الصهيوني، إلى ماذا يهدف؟.
هل هي رسائل منه إلى الكيان الصهيوني؛ لكسب مواقفه في مواجهة أفورقي؟.
وإلى أي حد يمكن أن يستجيب الصهاينة لمثل هذه الرسائل، إن كان هذا هو الهدف؟.
رايي في التطبيع مع الصهاينة :
من طرفي أحسب أن مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني، هي مسألة دولة، وتحكمها عوامل عدة.
ونعم المصلحة الوطنية هي الرائدة في ذلك، ولكن مَنْ المخول بتحديد طبيعة هذه المصلحة، وتحديد طبيعة هذا التطبيع، هل هو كلي أم جزئي؟.
وهل هو ضروري، وإلى أي حد من الضرورة؟ وإلى حد يعرض سيادة البلد للانتهاك ؟ .
من يناقش كل ذلك هو الشعب الإرتري وحده، عبر أحزابه السياسية، ومؤسساته الدستورية، وبرلمانه المنتخب، من بعد إسقاط نظام الوصاية السياسية القائم حاليا، والذي بات يتصرف في قضايا شائكة، سياسية واقتصادية، وأخرى سيادية، بمعزل عن إرادة الشعب، ومنها التطبيع مع الصهاينة، بالمنطق الذي خاطبنا به المناضل أحمد القيسي.
وإن (البرجماتية) لا تعني فقط البحث عن المصلحة بعيدا عن القيم والمبادئ، وإنما يمكن أن تفسر على أنها وصول إلى تحقيق القيم والمبادئ بوسائل أخرى ممكنة ومتاحة.
وبهذا المعنى تعني البرجماتية عدم الجمود في الوسائل، لا عدم الوفاء للقيم والمبادئ.
وعليه ليس بالضرورة أن نرى (البرجماتية) في التطبيع فحسب، فقد تكون في نقيضه، وفي تحصيل المصلحة الوطنية، بوسائل أخرى، غير وسيلة التطبيع.
وإذا كانت في التطبيع حصرا، وهذا غير متصور، فحينها تقدر الأمور بقدرها، ولكل مقام مقال.
ومع اعتقادي في أن الأنظمة القمعية ترى في ذاتها الأنضج والأوعى بمسارات السياسة والتواءاتها، فتنحي إرادة الشعب جانبا، متهمة إياه بلاعقلانية، إلا أنها تعجز عن إدراك لاعقلانيتها، في انتهاج الاستكبار الدكتاتوري وإستاذيته.
تماسك النظام الأرتري :
ومع إيماني بهذه المسلمة أرى نظام أفورقي ما زال حتى اللحظة متماسكا، وبات جزءا من منظومة علاقات معقدة، على مستوى المنطقة، والمحيط من حوله، بما في ذلك الصهاينة وحلفاء الصهاينة، وقد كان أسبق إلى التطبيع مما فتح بابا واسعا من التكهنات إثر زيارته العلاجية إلى دولة الكيان الصهيوني.
وعلى مستوى الداخل – ومنذ وقت مبكر – حسم أمر من يشك في ولائهم، وأحكم قبضته الأمنية إلى حد رصد كل التحركات المضادة، واختراقها، مهما كانت تافهة، وأحيانا استدراجها إلى الخروج من مخبئها قبل أوانها، واشتداد عضدها .
وبهذا أبطل مفعول حركة 21 فورتو التي انكسرت في أول خطوة لها.
واكتسب في هذا خبرة تراكمية، مكنته من السيطرة الكلية، مستغلا تلك الثقة المطلقة الممنوحة له من رفاق الحزب باسم ( النقاء الثوري) أو ( الزهد الثوري) الذي أدرك المناضل القيسي خرافيته الآن، حين قال: النقاء الثوري أنتج أفورقي.
وكل هذا أتاح له فرصة تطوير قدراته الاستخباراتية، وتعزيز إمكاناته التجسسية، في تصفية رفاقه.
هذا مع ما تعانيه قوى المعارضة من ضعف شديد، أهم ما في هذا الضعف، من ضعف، فقدان ثقة الشعب وعزوفه عنها، لأسباب عديدة.
طريق الخلاص :
ومن ثم ليس من سبيل إلى هز جدار النظام وإرخاء قبضته، وربك خططه الأمنية، غير خروج جماهيري كبير، يبدأ من الداخل أول ما يبدأ، يسنده لحظتها تدفق جماهيري آخر من السودان، عبر الحدود.
ولابد أن تكون التكلفة هنا باهظة، هذا إذا ما كسرت الجماهير جدار الصمت، وحطمت قيود الرعب، وأبرزت قيادة من صنعها هي، لكن كما يقول الفيلسوف الفرنسي (جوستاف لوبون) في كتابه (سيكولوجية الجماهير) : إن الجماهير من طبعها الخوف، لا تهتف ضد الدكتاتورية، إلا حين تحس بضعفها.
وهذا أحد أهم التحديات التي تواجه مشروع التغيير.
والتغلب على هذا التحدي هو أهم عامل في طريق الخلاص.
والقيام بهذا العمل، يتطلب تخطيطا دقيقا، يستغرق وقتا كافيا من الزمن، تتحمل عبئه قيادة مقتدرة نابعة من معاناة الجماهير نفسها، ثلاثية الأضلاع في بنيتها التنظيمية، طرف منها في أوروبا، وآخر، في السودان، وثالث في إرتريا.
تعمل بتناسق وانسجام، ووضوح رؤية، وتحدد الإمكانات المطلوبة، وتدرس نقاط ضعف النظام وقوته بدقة، ومدى تكامل الشروط الموضوعية للثورة عليه، وكيفية توظيفها، وحجم الخسارة والتكلفة المتوقع تسديدها.
وإذا ما نجحت خطة كهذه، ولو بنسبة معتبرة، ستدفع القوى الوطنية في الجيش الشعبي إلى التحرك؛ لأخذ الإجراء اللازم.
وهنا لابد أن تضع خطة العمل في الحسبان حماية المكتسبات من سرقتها، والثورة من حرفها.
إذن نحن في حاجة إلى الخروج من التقليدية التي شبت عليها قوى المعارضة وشابت، وإلى ابتكار وسائل عمل جديدة، وإلا سنبقى كما نحن نؤبن شهداءنا، ونندب حظنا، عاما بعد عام.
وللجميع الشكر والتقدير
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم