أ.عثمان دنكلاي : الشعب الارتري الواعد
ان هذا الشعب هو واحد من الشعوب التي ناضلت وقاتلت قتالاً مريراً من أجل الحرية والرفاهية وشعب يعرف الصمود والتضحية وشعب يتطلع إلى مستقبل مشرق مزدهر بكل رفاهية الحياة المادية منها والاجتماعية وهو شعب يستلهم منه العبر في جميع تجاربه النضالية والقتالية
في الحقيقة الشعب من تجربته في فترة تقرير المصير كان يتمتع بكثير من الفهم الوطني المتقدم واجه هذه المرحلة بحنكة سياسية والعمل الدبلوماسي الذي قاده في هذه الفترة يؤكد وعيه واستيعاب ملتزمات المرحلة ، كان قويًا ومتماسكاً وكان ذا حركة مرنة ونشطاً مع قيادته السياسية والقيادة السياسية التي كانت تقود تلك الفترة كان لها دور سياسي ودبلوماسي بارز وناجح وهذه الفترة شهدت حراكاً دبلوماسياً وعلاقات دولية مما يدول علي أن الشعب الارتري كان يتمتع بالوعي الثقافي والعلم وكان يمتلك أدوات ثقافية وإعلامية مثل الجرائد وغيرها .
وعي الجماهير الارترية كان العامل المساعد والمحفز لنجاح القيادات في تحركاتها الدبلوماسية وكانت تطرق كل الأبواب بإرادة وعزيمة قوية وتعاملها مع الدول التي كانت تستهدفها سواء كان في العمل السياسي والإعلامي والشعب الارتري كان هو الدافع المعنوي للقيادات وهذه الفترة التي ولد فيها الكفاح المسلح فس سبتمبر1961م ونضال الشعب الارتري تواصل إلى فترة إعلان استقلال ارتريا 1990م تقريبًا وهذه الفترة كانت محل اعتزاز وفخر لصمود الشعب الارتري البطل وهذا الكفاح كان مواجهة نحو العدوان الاثيوبي الغاشم الذي كان جاثماً على صدور الشعب الارتري لكن أبطال الثورة الارترية الأشاوش لقنوهم درسا لا ينسى .
في فترة الكفاح المسلح ظهرت بعد الخلافات في وسط الثوار الإرتريين وهي عبارة عن خلافات وجهة نظر وغير مؤثر في مسيرة العمل السياسي والكفاح المسلح ، وهذه الخلافات أدت إلى ظهورالتنظيمات السياسة (قوات التحرير الشعبية / الجبهة الشعبية / اللجنة الثورية ).. الخ هذه الانقسامات كان سببها عوامل خارجية مثل حزب العمل الاشتراكي داخل جبهة التحرير الارترية قوات التحرير الشعبية ذات الميول الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ذات ميول اشتراكية (ماواستنغ الصين) واللجنة الثورية ذات الميول البعثي وهذه الأجتلوجيات غير مؤصل في الواقع الارتري وكلها تعتبر مصدر إلينا من الخارج لا الميول الإسلامي هذا الميول مؤصل لدي الشعب الارتري المسلم من طبيعته الإسلامية، رغم هذا الانقسامات المعارضة الارترية في مرحلة التحرير كانت فعالة وقوية في المجالات السياسية والعسكرية ضد المستعمر الاثيوبي الذي كان يستعين بالدب الروسي / وتارة باليمن الجنوبية/ وتارة يستعين بالولايات المتحدة الامريكية والغرب .
اما مرحلة مابعد التحرير :ان بعض التنظيمات الارترية التي كانت في مرحلة النضال حصل لها تلاشي تلقائي من الساحة السياسية و منهم من استمر في عملية النضال السياسي مجتهدين في رفع الظلم الذي وقع علي رقاب الشعب الارتري من تنظيم هقدف الذي قبل التحرير كان يرفع شعارات حرية ومساواة هذا الشعار لم يطبق في أرض الواقع وبدأ يمارس الظلم والقمع ضد الشعب الارتري ، وظلم ذوي القربى هو أشد ظلمًا ومرارة
ان تنظيم هقدف بقيادة اسياس افورقي اشبه بسياسة كمال اتاتورك منذ ان استلم السلطة بعد تحرير ارتريا لقد قام بتغيير سلوكيات واخلاقيات المجتمع الارتري ودفع باظهار القيم الرخيصة غير الأخلاقية والآنانية الضيقة ولهذا السبب تم استبدال العادات والسلوكيات والاخلاقيات الطيبة خير مثال منها فقدان الاستضافة للشخص القادم إليك أو تبلغ الجهات الأمنية لديك ضيف قادم من الإقليم الفلاني وهذه العملية دخيلة علي الانسان الارتري تجبر الشخص ن يتهرب من استقبال الضيف ، هقدف كحكومة مارست ضغط علي الشعب ليستوعب العمل غير الإنساني وغير الأخلاقي وهو سلوك مرفوض من قبل المواطن لكن حكومة مارست هذا السلوك ضد مواطنيها مثل اغلاق المنازل وزج المواطنين الى الشارع إنه السلوك الاجرامي ولن تراعي حرمة النساء والأطفال وكبار السن من الرجال يتعرضون إلى البرد والشمس والالتهابات وذلك بتهمة تهريب الأبناء ، وهذه الأسر لم يتمكن جيرانها من استضافتهم معهم في المنازل والسبب يعود الي تخوفهم من حكومة هقدف الجائرة لكي لا يعاقبوهم بتهمة التعاون من المعاقبين تعسفيا وتعتبر السلطات الضيافة جريمة تحدي لقرارات الحكومة ، وعليه كادت ان تتلاشى الاخلاق الطيبة واستبدل مكانها الخوف وقتل الفضيلة وإظهار الجبن وهي الأخلاق غير الحميدة . ان تنظيم الجبهة الشعبية (هقدف) برئاسة اسياسافورقي سعي إلى خلق مجتمع خالي من الاخلاقيات الطيبة والعرف الحسن بين الناس ولهذا المجتمع الارتري في الداخل في صراع مستديم لمقاومة الاخلاقيات الدخيلة والهدامة التي يفرضها تنظيم هقدف وتجد الشعب الارتري يظهر الثبات علي الأشياء الجميلة والطيبة التي ورثها عن أجداده والموروثه عن ثقافته الدينة
يري بعض المحللين والمتابعين ان مجموعة اسياس افورقي (هقدف) هم واحد من الأمراض الخبيثة السرطانية التي أصابت جسم المعارضة الارترية قبل التحرير ثم انتقل هذا المرض الي جسد الشعب الارتري بعد التحرير وقد اصيب بالذهول وعدم الحركة والعلاج من هذه المجموعة يحتاج الي خطوات عملية جراحية
- المرحلة الأولى يحتاج إلى جرعة طبية قوية النشاط السياسي الصارم ويجعل دبلوماسية هقدف تآكل وتعيد النظر في سياساتها الخارجية والداخلية
- المرحلة الثانية تحتاج جرعة تعالج ا لسرطان هقدف هو العمل العسكري المسلح القوي وتؤمة مع العمل السياسي لتركيع تنظيم عنيد مثل (هقدف)
- المرحلة الثالثة من العلاج توفيرالجرعة الثالثة تتمثل في تنسيق المعارضة الارترية والشعب الاترية في مظلة عمل جاهير واعلامي تنصهر فيها كل الجهود من أجل إنجاح الجرعة الأولى والثانية
مطلوب رؤية موحدة من قبل المعارضة الارترية : تتمثل في مشروع تكوين حكومة في المنفي والتحرك عبر هذا المشروع في المحافل الدولية ومنظمات الأمم المتحدة والدول الاؤروبية الكبرى من أجل كسب القرارات الدولية ضد نظام (هقدف)
ويجب من تكثيف العمل الدبلوماسي والاتصالات مع الدول الصديقة وغير الصديقة وبذل الجهد باللقاءات مع سفراء الدول ومسئؤلي العلاقات الخارجية وإظهار كرت المصالح المتبادل
والشروع في دولة ارتريا تتوفر فيها كل شروط العزة والكرامة ورؤية الدولة الحديثة التي يرفرف علمها بين الأمم وتعكس جمال موقعها الجغرافي الجميل بثوبها الحديث الأنيق.