أخبار زاجلمقالات وآراء

أ.عثمان دنكلاي : الصراع الإثيوبي – الإثيوبي وتطفل نظام هقدف

الصراع الإثيوبي – الإثيوبي وتطفل نظام هقدف

الصراع بين مكونات إثيوبيا ليس بجديد لكن الدولة الإثيوبية بدأت تلامس الاستقرار بعد وصول الإمبراطور هيلي سلاس رغم إن النزاعات الداخلية موجودة لكن وتيرتها تختلف من فترة لأخرى ، والصراع بينهم ممتد من زمن طويل .فالصراع بين قومية الأمحرا التي بسطت سلطانها علي القوميات  الإثيوبية الأخرى منذ أمد بعيد وبين قومية التجراي وهي إحدى القوميات التي لم تستسلم لقومية الأمحرا والصراع بينهم طويل ومرير،  رغم  أن كليهما  تجمعهما ثقافة دينية واحدة  وإن عامل الهيمنة علي السلطة يفرق بينهما  ،  وكلتاهما  تتفقان ضد مسلمي إثيوبيا ويمارسان الظلم ولاضطهاد والضغط  على المسلمين سواء كانوا من الأمحرا  أو الأرومو أو التجراي .. وذلك انطلاقا من عامل العقيدة والدين.

 إن المسلمين في إثيوبيا تنفسوا الصعداء في عهد الشيوعي  منقستو هلي ماريام  ومثل ذلك في فترة ملس زيناوي الذي بسط الحريات في البلاد  فبدأ المسلمون بالظهور العلني بأنشطتهم   وسمح لهم ببناء المساجد في بعض المدن و في فترة أبي أحمد الحاكم الحالي في إثيوبيا سمح لهم بتكوين المجلس الأعلى للأوقاف الدينية للتعامل معه بصفة رسمية لدي الدولة الإثيوبية .

  • اما صراع التجراي ضد نصارى ارتريا أيضا قديم لكن في فترة تقرير المصير أي منذ أعلان الكونفدرالية مع إثيوبيا أعلن الإمبرطور هيلي سلاسي ضم إرتريا إلى إثيوبيا نصار التجراي مارسوا سياسة فرق تسد بين أبناء أكلي قوزاي _ وسراي و أبناء حماسيين
  • وفي تلك الفترة تزايد أطماع إثيوبيا والتجراي ضد إرتريا رغبة للتمدد والتوسع الي البحر الأحمر وكان ذلك بإيجاد كيان يسمي اندنت وهو يدعم مشروع ضم إرتريا الي إثيوبيا لكن نباهة وفطانة الشعب الارتري ذات الأغلبية المسلمة عطل هذا المشروع .
  • رغم المكون الذي يسكن الأقاليم الثلاثة أي المرتفعات ذات الأغلبية المسيحية وجزء من المسلمين الذين يقطنون معهم يتميزون باستقرار ويعتمدون علي الزراعة وقليل من المواشي ، ونظامهم الإداري يختلف عن بقية المناطق الإرترية الأخرى
  • يوجد تباين ثقافي بين المجتمع الارتري المسيحي منهم والمسلم وكل مجموعة لها موروثاتها وثقافتها وتقاليدها الاجتماعية تختلف عن الأخرى

قيادة جبهة التحرير الارترية  في فترة النضال المسلح ضد نظام الإمبرطور هيلي سلاسي فتحت باباً لتدريب معارضي التجراي ضد النظام الحاكم في إثيوبيا وهذا يؤكد وعي قيادة الجبهة في تلك الفترة وهذا من باب إضعاف العدو ، وأيضا إظهار النية الحسنة للإقليم التجراي المجاور لأرتريا

إلا أن قيادة التجراي التي لم يَرُقْ لها المزاج مع قيادة الجبهة  لجأت الي مجموعة اسياس افورقي الذي يتفق مع ثقافتها الدينية وكلاهما يسعى الي مشروع تجراي تجرنيا ومن هذا الباب اتفقوا ان تكون الساحة الإرترية خالية من دون منازع لصالح نتظيم الجبهة الشعيبة الذي يديره اسياس افورقي من خلف الكواليس و تأمروا وتدافعوا  وتعانوا على  ضرب جبهة التحرير الارترية (بقيادة أحمد ناصر) وإقصائها أو إبعادها من الساحة الإرترية وإدخالها إلى السودان ، وهنا كان الهدف من دحر جبهة التحرير الارترية ، إبعاد الثفاقة العربية والإسلامية

ومن هنا  أصبحت  الساحة خالية لأفورقي وأعوانه ليعبثوا بمصير الوطن الارتري ،بل إن  نظام الجبهة الشعبية المطوق بحزام أمني واستخباراتي قام باختراق التنظيمات الإرترية الأخرى وبدأ يمارس ضدها الاغتيالات والتثبيط والتخويف حتي تشل حركتها وتخلو الساحة لهقدف

  • لحكمة يعلمها الله دب الخلاف بين قائد هقدف اسياس اقورقي وقائد اهودك (التجراي) ملس زيناوي وهذا الخلاف كان حجر عثرة لمشروع تجراي تجرنيا وأيضا أورث عداء جنوني لأسياس افورقي ضد التجراي وكان نظام هقدف يسعي ليلاً و نهارًا لإيجاد فرصة ليخلق الخلاف بين النظام الحاكم في إثيوبيا وإقليم التجراي
  • وبوصول آبي أحمد إلآ  السلطة وجد نظام هقدف ضالته وأوحى إلى قيادات إقليم أمحرا  وأبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي بالحرب ضد إقليم تجراي وبسط السلطة وتشريد قيادات إقليم تجراي وإذلال شعبه ، ونظام هقدف أوحى إليهم بأنه سيكون مسانداً لهم بقواته ليعبروا إلى إقليم تجراي عبر أراضيه وبهذا التصرف أوصل نظام هقدف الشنيع رسالة سالبة لشعب تجراي أن الشعب الارتري  لا يقبل بكم جيران .
  • ان نظام هقدف هو من كان يقف حجر عثرة في المفاوضات الاثيوبية والتجراويه التي يرعاها (الاتحاد الافريقي  – والاتحاد الأوروبي) و آبي أحمد يتمسك بأن يكون إقليم تجراي منزوع السلاح وهذا الشرط لا تقبله قيادة التجراي  ، و طالبت قيادة التجراي في المفاوضات بخروج القوات الارترية من إقليم التجراي  وهذا الشرط لا يرضي المليشيات الامحراوية ولا آبي أحمد ويزعج قيادة هقدف وهي تعلم أن الجبهة الشعبية (هقدف) لم تقدم الجميل لشعب التجراي بل رسخت العداوة والبغضاء بين شعب التجراي والشعب الارتري

وفي الختام  النظام الارتري فقد المصداقية لدي الشعب الارتري وسقطت ورقة التوت التي كان يستخدمها بتمزيق وحدة الشعب الارتري وأصبح الشعب الارتري بشقيه المسلم والمسيحي لا يثق برئيس اسمه اسياس اقورقي في ارتريا. والآن قد توصل الإثيوبيون إلى اتفاق تاريخي في جنوب أفريقيا يوقف النار بين إقليم تقراي والحكومة المركزية فقد خاب فأل النظام الأرتري وباءت فتنه بالفشل لكنه من المحتمل أن يشعلها من جديد إذا لم تتق الأطراف الإثيوبية شره وتحافظ على وحدة بلادها ومواطنيها .موفية بما تم التوقيع عليه .ومدركة على الخطر يأتيها من طرف النظام الإرتري .بقيادة أسياس أفورقي .

أ.عثمان دنكلاي

الصراع الإثيوبي – الإثيوبي وتطفل نظام هقدف

الصراع الإثيوبي – الإثيوبي وتطفل نظام هقدف

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى