مقالات وآراء

أ. عثمان دنكلاي: طموحات اثيوبيا على البحر الاحمر 

من قديم الزمن كان لإثيوبيا طموح في ان تحظي بمنفذ بحري في البحر الأحمر‘وهي تعلم علم اليقين ان البحر بالنسبة لها كما وصفه المثل القائل ( حلم الجعان في العيش ) ولتحقيق هذا الهدف سعت إلى احتلال إرتريا وتمكنت من الهيمنة العسكرية والسطو على البحر الأحمر وتمكنت قسرا وظلما من إيجاد المنفذ البحري، لكن الشعب الإرتري دفع ثمنا باهظا من أجل حماية الوطن الإرتري ومنافذه البحرية خلال ثلاثين عاما من النضال دون كلل أو ملل قدم فيها الأرواح الطاهرة الطيبة حتى نال استقلاله من الإمبراطورية الإثيوبية على يد الثورة الإرترية بكل فصائلها التي كانت لها رؤى سياسية متباينة في طرق التعبئة السياسية وطرق رؤيتهم لحكم ارتريا ما بعد التحرير . لكنهم كانوا موحدين في رؤيتهم اتجاه العدو الإثيوبي وكانوا متفقين على طريقة إخراجه من الوطن إرتريا إلا إن مجموعة الجبهة الشعبية بقيادة اسياس افورقي استمالت الدول الغربية من أجل السعي لأن تكون إرتريا ذات طابع نصراني وقاموا بخداع أبناء المسلمين الذين كانوا معه في التنظيم بالمفهوم الاشتراكي وان إرتريا للجميع بالتساوي . لكنهم خدعوا بهذه الشعارات. ولحبهم الشديد للوطن لم يعترضوا على أن يكون التدريب بلغة التقرنية بل قدموا تنازلات كبيرة بينها قبلوا ان تكون التغرينة لغة التعامل في الدوائر التنظيمية للجبهة الشعبية ‘ مقابل هجران اللغة العربية..وا الدول الغربية وجدت ضالتها في مجموعة اسياس افورقي وقدموا لها الدعم السخي ماديا او لوجيستيا ومعنويا ومشورة سياسية وفكرية . وقد سخر ذلك اسياس افورقي لتحقيق هدف الانفراد بالساحة حيث قام بإخلاء الساحة السياسية الإرترية والميدانية من التنظيمات السياسية .وتم له ذلك الهدف بالتدرج مستفيدا من الدعم الكتسي الغربي ماديا ومعنويا ..وكانت الخطوة الأولى ان تحالف اسياس افورقي مع جبهة التحرير الارترية ضد قوات التحرير الشعبية حتى تمكنت من هزيمكتها وإضعافها ثم تحالفات مع جبهة تقراي بقيادة ملس زناوي لمواجهة جبهة التحرير الأرترية حتى انكسرت شوكتها ودخلت الأراضي السودانية مهزومة .وتواصل الحلف المشؤوم بين جبهة تقراي وتنظيم افورقي ترعاه اتفاقيات مخفية وظاهرة بين الطرفين اتيح بموجب ذلك انتفاع إثيوبيا من المواني الارترية في البحر الأحمر ..والان يزداد الطموح الإثيوبي في عهد آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي فهو يريد الهروب من مشاكله الداخلية التي تمر بها إثيوبيا من صراعات قبلية بأقليم الأمهرا كما له خلافات داخلية مع ، الأرومو ‘ ولا يعدم من مشاكل اخرى مع اقليم جنوب اثيوبيا ‘ وتباينات مشاكله مع دول الجوار سواء كان مع السودان او مصر أو الدول المطلة على البحر اذ لايقتصر صراعه لمواجهة النظام الارتري بغرض البحر الأحمر وهو يعلم ان النظام الارتري ليس له (نصير ولا بواكي ) في المحافل الدولية والاممية …

ولعل آبي احمد يتغافل عن حقيقة واضحة وهي ان إرتريا أرضا وبحرا وجوا لها شعب أصيل حررها بدمه فلا يقبل عودتها إلى الاستعمار من جديد مهما كان طمع الإثيوبيين كبيرا.

أ.عثمان دنكلاي

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى