مقالات وآراء

أ.عثمان دنكلاي :نظام الفتنة في أرتريا

إن أبرز صفة تنطبق على النظام الأرتري أنه نظام فتنة فهو يحسنها بامتياز ويدعمه الآخرون ليقوم بهذا الدور المقيت وبه شرد الشباب الأرتري إلى الخارج وأعاق عودة اللاجئين من الخارج وأرق دول الجوار لأنه يشعل النار بيت فترة واخرى وبينه وبين دولة مجاورة أخرى ومدعوم في كل أحواله لينجح وليسلم من الانهيار حتى لو أدت سياساته إلى تدمير الوطن وتشريد المواطنين .

المتابع في قضايا الشأن الارتري ما قبل استقلال إرتريا في مرحلة التحرير من خلال تخبطات وتصريحات  بعض قيادات الجبهة الشعبية (هقدف) يجد أنهم كانوا يمارسون سياسة التمزيق بين النسيج الاجتماعي في إرتريا بفرض لغة معينة علي بقية القوميات ، وتفضيل قومية معينة على بقية القوميات ، ومنحها امتيازات مادية ومعنوية وتسهيل وصولها إلى الصدارة في المجتمع مقابل القضاء على قيادات مجتمعية أخرى وتغييب رموزها ،  وفي مرحلة الكفاح المسلح عدد كبير من الشواهد  تقوي هذا  التحليل، وهو تخطيط ماكر كان خلفها أيدي خفية تمدها بخطط ودراسات بحثية واستراتيجية اهتدى بها رواد المركب الطائفي  مما يدل علي أن هقدف صنيعة غربية وهي الابن المدل للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ويحسن أن نذكر بأحد الشواهد قبل الاستقلال حيث ألتقى أسياس أفورقي وزير خارجية الولايات المتحدة بمطار الخرطوم  وتلقى تعليمات السيطرة  على الأوضاع في أرتريا وإثيوبيا وبالتنسيق مع ثوار تقراي  وبموجب ذلك غادر الرئيس منجستو هيلي ماريام إلى زنمبابوي حيث المقر الآمن له ووصول تجراي إلى السلطة في اديس ابابا ووصول هقدف الي اسمراومنها يعلن استقلال ارتريا واجراء الاستفتاء لتأخذ الصفة الشرعية في الامم المتحدة ، وبالفعل هذا الذي جري في أرض الواقع وتم إبعاد كل التنظيمات السياسية التي سبقت الجبهة الشعبية (هقدف) في مراحل النضال التي كان لها السبق في خوض العمل السياسي والعسكري في مواجهة الامبرطور هيلي سلاسي وصولا الي مرحلة الدرقي حتى وصلت إلى عتبة التحرير وعندئذ خافت  الأيدي الأمينة للغرب والأمريكان من وصول الأطراف العروبية والإسلامية إلى العاصمة أسمرا لاستلام السلطة   وقيادة  المرحلة ما بعد الاستقلال  فكان معقولا أن تدعم الجبهة الشعبية ذات السواد الطائفي ليحقق لها أطماعها في استغلال الوطن ومن هنا تداعت المنظمات الغربية والدول الغربية والإمريكان  لدعم  الموقف الجديد الداعم لاستقلال ارتريا لكن لفئة من الشعب الارتري  مؤهلة لتحقيق اهداف الآخرين وبموجب ذلك تم  تسليم  السلطة لي تجراي برئاسة ملس في اثيوبيا والهقدف برئاسة اسياسافورقي ، ان النظام الحاكم في ارتريا منذ الاستقلال حتي كتابة هذه الأسطر يتعامل مع الدول المجاورة له بمفاهيم ثورية ونضالية وعدائية ، لا بفهوم دول مجاورة  وحقوق واجبات للمواطن والوطن حتي  في داخل الوطن لا يلمس المواطن الارتري بوجود دولة فيها كل الحقوق للمواطن بل أصبح إحساس المواطن الارتري أن الدولة الارترية مختطفة في أيدي عصابة  لا تعرف ابسط حقوق المواطنة فحتى السجين يقطع عنه حق التواصل مع اهله وحق محاكمته في قضاء عادل .

ليت النظام يحسن التعامل  مع شعبه ومع دول الجوار حتى يتوفر شيء من الاستقرار والتنمية للوطن لكنه يعمل في أولويات مختلفة  أتي في مقدمتها إرضاء أولياء نعمته  وتحقيق مصالحهم دون العمل على تحقيق مصالح الشعب والوطن في ارتريا ..ولهذا يبرز نشاطه الكبير في إزعاج دول الجوار وفي إزعاج موطنه حتى اضطر السواد من الشعب الأرتري عامة والشباب خاصة إلى الهروب إلى ديار الغربة والشتات .واضطرت دول الجوار ان تعيش مع نظام ارتريا في حالة دفاع دائم  وعداء دائم ومكر متبادل  وهنا أتذكر قاعدة أو مثل  يستخدمه المزارعون وهذا المصطلح في مواسم الخريف (أكل قوم) أي ازرع هذا العام والعام القادم ماعندك  شيء إلا مع آخر   أي أن نظام هقدف يمارس العداوة هذه العام مع دولة والعام القادم يبحث دولة أخرى يمارس معها العداوة . ويقوم بحملة التجنيد الاجباري لكل فئات المجتمع الارتري  دون مراعاة فروق السن ،يزج بالشباب في المعارك والجبهات الأمامية . وكبار السن للحراسات  في المؤسسات الحكومية وأيضا حماية الطرقات بين الأقاليم وغيرها من الأماكن ولدينا شواهد كثيرة  علي سبل الميثال : ماحصل مع اليمن في مشكلة حنيش الكبرى والصغرى . وبعدالمعارك وفقدان عدد من الشباب تراجع وبدء يتوجه صوب السودان ويتنكر الجميل  الذي قدمه الشعب السوداني لشقيقه الشعب الارتري  وقام بدعم المعارضة السودانية بجميع أطيافها  ضد النظام الحاكم في الخرطوم وبعد فترة تصالح مع النظام في الخرطوم  ، واخذالعداوة مع دولة جيبوتي وفي كل هذه العداوات تجد خيام المأتم والحزن منصوبة في كل مدن وقري ارتريا. ولشناعة نظام هقدف أنه يجمع القرية أو المدينة في مكان عام ويذيع أسماء الذين قتلوا في هذه المعارك دون مراعاة الشعور للوالدين ولا الشعور الانساني (وكأنها كروت صرف لمواد اغاثة) للأسف لا قيمة للإنسان مع هقدف ومع هذا كله أبناء الشعب الارتري قدم  الغالي  والنفيس .حتي يأكدوا للوطن أنهم أبناؤه الأوفياء

وتمددت فتن النظام الأرتري حتى إلى حلفائه بالأمس بهذا بل سعى لخلق العداوة بين الحليفين في اثيوبيا ابي احمد والامهرا واصبح يدعم مليشات الامهرا (فنا) ضد التجراي وابي أحمد وظل يقود معهم المعارك لتدمير التجراي واوجد فتور بين أبي أحمد وإقليم الأمهرا  ياله من نظام فتنة لايراعي أي حق لدول الجوار ولا لمواطنيه ولا لمستقبل وطنه وإنما يستمتع بالأجواء الساخنة التي تتشعب اسباب الحرب فيها لا أسباب الامن والتنمية.

نظام الفتنة في أرتريا

تمددت فتن النظام الأرتري حتى إلى حلفائه بالأمس

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى