إن كنت ديوثاً فارقص على جراحنا
تأتي احتفالات ومراقص القنصلية اﻹرترية بجدة في الوقت الذي تغلي فيه النفوس الحرة مما يلاقيه أخوتهم في أسمرا وبالتحديد في أخريا على خلفية أحداث مدرسة الضياء واعتقال رئيس مجلس إدارتها الشيخ المقدام موسى محمد نور . وقد بلغ بقنصلية جدة الاستخفاف بالمسلمين والاستهانة بحقوقهم إقامة الحفل والرقص في هذه اﻷيام وهم في هذا الحال من الألم ويخيم عليهم الحزن من جراء الدوس على كرامة ألمسلمين في داخل ارتريا . وقد اعتاد النظام قمع المسلمين وهضم حقوقهم االدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فسلب أراضيهم وممتلكاتهم وبنى كنائس في مناطقهم لتغيير هوية وتاريخ وحضارة تلك المناطق وزج ببناتهم في التجنيد الإجباري و تعمد ليصل بهن الحال الزواج من النصارى وهمش مناطقهم من التنمية وهمش تعليم أبنائهم وحرمهم من الوظائف السيادية كما همش لغة دينهم -العربية – وهي اللغة التي تجمعهم واعتقل كل من طالب بتلك الحقوق سواء كان من الدعاة والعلماء أو من المناضلين مهما كان تاريخه في البذل والتضحية لوطنه، فتلك معاناة المسلمين في ارتريا منذ ستة وعشرين عاما يعلمها القاصي والداني . لكن نكأ الجرح اﻵن ﻷن النظام يريد اقتلاع آخر معاقل المسلمين و ماتبقى لهم من هويتهم في المظاهر اﻹسلامية وشريعتهم مثل الحجاب والفصل بين الجنسين وتدريس الدين واللغة العربية في مدرسة الضياء اﻹسلامية بأسمرا. فهذه اﻷحداث جددت اﻵلام والجراح : لمثل هذا يذوب القلب من كمد …….إن كان في القلب إسلام وإيمان . المسلمون أخوة إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، لاسيما حين تجتمع أخوة الدين والوطن . واﻹرتريون في جدة بحمدالله الغالبية متدينة ومحافظة تقاطع حفلات النظام الماجنة منذ أمد بعيد لاتلوث سمعتها بارتياد تلك اﻷماكن ومن يفعل ذلك فهو مغموص في دينه حقير في مجتمعه ينظر إليه بعين الريبة وقلة الشهامة والمروءة. فمن يجرؤ اليوم ويشارك في أنشطة النظام من لهو وعبث وغناء ورقص على جراحات المسلمين في ارتريا؟؟؟! ويحرم شرعا حضور حفلات النظام الماجنة لما فيها من انتهاك لحرمة الدين والعرض ولما فيها تأكيد على مشاركة الظالم على ظلمه بالتصفيق والرقص معه قال تعالى: (ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ). ولايمكن أن يحضرها هذه اﻷيام إلا من كان ديوثا وعديم الغيرة تبلد لديه اﻹحساس بجراح وآلام شعبه؟! أعلم أن النصارى أيضا مضطهدون من النظام لكن لم يصل الاضطهاد إلى دينهم وثقافتهم كما يحدث للمسلمين ومع ذلك هم مدعوون أن يقفوا مع أخوتهم في الوطن وقفة جادة وحازمة ﻹيقاف هذه المهازل والمظالم . واﻹرتريون في السعودية ضاقت بهم السبل بعد فرض الرسوم على اﻹقامات وعجزوا عن العودة إلى وطنهم بسبب تلك المظالم ويبحثون عن مخرج ﻷزمتهم وكربتهم فلايجد أكثرهم منفذا لبلاد أخرى يجد فيها الاستقرار ولم تسع القنصلية في جدة لحل هذه المشكلة ولا النظام التابعة له بتخفيف الوطأة عليهم ورد بعض حقوقهم لتكون العودة إلى الوطن هي الحل الطبيعي كما نرى لكل المقيمين من البلدان اﻷخرى التي قدمت لهم دولهم التسهيلات للعودة .
وبدلا من ذلك قدم لنا النظام اﻹرتري مزيدا من الضغوط والاضطهاد وسلب الحقوق لزرع الرعب والخوف وإمعانا في منع المغتربين اﻹرتريين من العودة . وتقدم القنصلية بجدة هذا الاحتفال في هذا التوقيت ولا تؤجله لتوتر أوضاع الوطن لتقيس مدى نجاح سياسة الاستعباد التي انتهجتها مع الشعب اﻹرتري كم تبقى له من أبواق النظام الذي يفاخر بالدياثة والمهانة واﻹذلال . القرار بيدك أيها اﻹرتري في جدة أن تعلن اليوم عن موقفك أين تقف ؟ هل أنت مع أخوتك المسلمين والمضطهدين واﻷبطال الشامخين المعتقلين فتشمخ مثلهم ؟ أو أنت تقف مع الظلمة المجرمين فترقص على جراحنا ؟! إن كنت مع اﻷخير هنيئا لك بالدياثة والمهانة والحقارة وإلى مزبلة التاريخ وعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ..
قلم أم ياسر الإرترية – السعودية
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم