الأستاذة نجاة إسماعيل الأمين العام للاتحاد الإسلامي للمرأة الأرترية لوكالة زاجل :
لم يمنحنا الرجال مواقعنا القيادية في الحزب الإسلامي وإنما اخذناها بالجدارة
الحزب الإسلامي هو الخيار المفضل سياسيا الذي وجدنا فيه أنفسنا فيه
الاتحاد الإسلامي للمرأة الأرترية جسم تنظيمي متكامل الشرعية والهياكل
أجرى الحوار: باسم القروى
**********************
كم من الأخوات المؤهلات يذخر بهن الحزب الإسلامي الأرتري للعدالة والتنمية وتأتي اليوم لتتحدث مع كالة زاجل الأرترية للأنباء عن كيان نسوي مهم ينشط في الساحة إيجابياً ويضم النساء المسلمات العاملات في الحقل الاجتماعي والسياسي فماذا تقول الأستاذة نجاة إسماعيل الأمين العام للاتحاد الإسلامي للمرأة الأرترية
ماذا تقول سيرتك الذاتية ؟
اسمي نجاة اسماعيل ادم، مولودة في مدينة أغردات . ونشأت في السودان ودرست فيه المراحل حتى تخرجت في جامعة ام درمان الاسلامية ، كلية الاعلام والعلاقات العامة .
المسلمات الارتريات مخفيات ؛ أ توارين خلف العجز الذليل أم انكسرن أمام البلاء الضاغط أم ترين خياراً ثالثاً يستوعب حالتكن ايتها المسلمات الارتريات ؟
ليس هناك ضغط لكن التأخر الموجود سببه ان المجتمع يعانى من جهل وأمية طاغية وهذه حالة مسيطرة على تحركها ومع ذلك توجد من تجاوزت حالة الخفاء التي يذكرها السؤال إلى الإبداع الفكري والتعليم والعمل التنظيمي والاجتماعي
انت عضوة قيادية في الحزب الاسلامي للعدالة والتنمية فمن ساقك الي هذه العضوية؟
نشأت في أسرة همها الدين و الوطن ، الوالد – الله يرحمه – من الرعيل الاول في جبهة التحرير الارترية الذين كرسوا حياتهم وكافحوا وناضلوا من أجل الشعب والوطن ثم حركة الجهاد الاسلامى الأرتري بمختلف مسمياتها.. وإخوانية من الدرجة الاولى فأنا نشأت فى هذا الجو المنظم حركة وفكرة ثم لم تتغير قناعتي عندما كبرت
و مبررات انتمائي هذا أن المجتمع الارتري بطبعه مجتمع متدين وتوجهه وسطى ليس فيه شذوذ او تطرف كذالك أرتريا مرت بأفكار حداثية جاءت مع المستعمر وإلحادية لا دينية بعد المستعمر وعلمانية متطرفة تقصي الدين فكان لا بد من التوجه الى المكون الاساسى للمجتمع الارترى وهو الدين الاسلامى
في المجتمعات الراقية أخذت المراة حقها مثل الرجال في تكوين كيانات جامعة سياسية وخدمية ومهنية فكيف تعرفين المؤسسة التي تنتمين اليها و ترأسين امانتها العامة؟
يتميز الدين الاسلامى بكونه أكثر تقدماً من جميع النظم وقد نالت المرأة فى ظله حقها وسيظل هو الاكثر تقدماً فى المستقبل فى اعطاء المرأة حقها ولذلك فإن المرأة في الاسلام تمارس حقوقها بحرية اكثر من أي نظام آخر.
لا تصدق الشرعية علي كيان جماعي دون أن تكون له مؤتمرات تصاعدية تصل به من ادني وحدة إلي أعلي مستوي قيادي يقر التشريعات ويحدد الأهداف والوسائل ويتواثق علي تحقيق اهداف نبيلة محددة فماذا عن شرعية اتحادكم؟
الاتحاد مبنى على نظم ومكونات وعلى ضوئها يتم:
اولاً – الاسرة كادنى مستوى تنظيمي ثم الوحدة ثم الفرع وهذه تحوي كل الشرائح يقوم علي ادارتها الاتحاد منتظماً في هيكل إداري :
المؤتمر العام
المجلس الإداري
الامانة العامة
امانة الفروع
الأسرة
ويسير وفق لوائح مقرة من المجلس الاداري
هذا هو الهيكل التنظيمي الذي يتكون منه جسم الاتحاد الإسلامي للمرأة الأرترية
المرأة في الحزب الاسلامي تشغل مواقع قيادية متقدمة فهل اخذت حقها باقتدار أم منحت تلك المكانة بالتعاطف لكونها تستحق دعم الرجال؟
المرأة فى الحزب الاسلامى اثبتت جدارتها فى خدمات المجاهدين بتزويدهم وفي خلافتهم في أسرهم والعناية بأسر الشهداء والمجاهدين وفى كثير من النواحى التى جعلتهم يسيرون إلى الامام دون الالتفات الى الخلف والمرأة الارترية امرأة واعية وهي تعلم حقوقها جيدًا بالتالى هي غير محتاجة إلى من يتعاطف معها ويمنحها هذا الحق فى طبق من ذهب وهى قعيدة بل عملت حتى علم الحزب الاسلامى أنها الجزء الأهم الذي لا يمكن أن تكمل المسيرة إلا به فأتاح لها الفرصة مستبشرًا حتى يكون عطاءها من موقع صنع القرار والحزب الإسلامي فى مقدمة من اتخذ هذه الخطوة الإيجابية تجاه المرأة.
ما رأيك في تجربة النظام الارتري تجاه المرأة مع العلم انها تشغل مناصب سياسية عسكرية ومهنية.
المرأة الارترية حاضرة بإيجابية فى كل حقب النضال الارتري من الرابطة الى حرب التحرير ولعبت دوراً أساسىاً فى حرب التحرير ليس للنظام أي فضل فى منحها هذا الشرف فهي تبوأت مكانها باقتدار وإن كان من شيء فعله النظام الأرتري الحالي فقد أذلها وأهدر كرامتها حرمها من فلذات كبدها ومن العيش الكريم في وطنها وباسم تحريرها تعيش أشد زمانها بؤساً في ظل نظام الجبهة الشعبية الحاكم.
لكل نضال جوانب مشرقة تظل شامة في وجه الامة فهل من صور من مجاهدات المرأة الارترية المسلمة؟
المرأة الارترية هي أول من وقفت ضد الظلم وأيدت الثوار فكانت تأتيهم بالسلاح وتحمل إليهم الطعام والملابس وكانت فى الخلايا الداخلية السرية لجبهة التحرير وأول مظاهرة فى فترت الرابطة قادتهأ امرأة ولها الكثير من المواقف التى لا يسع المجال لذكرها مثل المناضلات جمع أكتي ، وآمنة ملكين ، ونسريت كرار ، وسعدية تسفو وغيرهن كثيرات .
السواد الاعظم من النساء المسلمات الارتريات لا زلن غير مواكبات التقنية الحديثة بحكم الظروف وبحكم قيود المجتمع هل انت مع هذه التهمة؟
لا قيود عليها من حيث القانون والتشريعات إلا ما يأتيها من قبل جهل المجتمع وتفشي الأمية فيه وقلة الوعى والتخلف الاجتماعى وسيطرة السلوك التقليدي الذي يحتفى بالذكر أكثر من احتفائه بالأنثى ويفسح له المجال في الحياة بينما يرسم للأنثى دائرة صغيرة في خارطة الحياة لا تتجاوز محيط المنزل وبعض المناشط القليلة خلف الرجال.
وإلى جانب ذلك يأتي الفقر وصعوبة الحياة المعيشية التي تحول دون المواكبة المطلوبة ومع ذلك توجد من النساء المسلمات من تحررت من تلك القيود وتغلبت على الصعوبات الاقتصادية فتعاملت مع التطور التقني فسجلت حضورًا في مختلف الميادين مثل د. آمال إدريس رباط ( تخصص طب بشري ) ، و الشيخة آمنة محمد نور جمع رئيسة المجلس الإداري للاتحاد الإسلامي للمرأة الأرترية ( ماجستير ، ومحاضرة جامعية ) والأستاذة خديجة طه ( الناشطة السياسية والاجتماعية القديرة) والأستاذة سلوى دنكلاي ( ماجستير وناشطة اجتماعية وسياسية ) والأستاذة أم يحي دنكلاي ( ماجستير ، معلمة وكاتبة ) ، ود.نوال محمد إسماعيل عبده ( طبيبة) و الاستاذة حنان مران ( شاعرة وكاتبة وإعلامية ) وغيرهن كثيرات ممن تجاوزن مرحلة الاعتذار بالظروف الصعبة والركون إلى الضعف وكلهن عصاميات شققن طريقهن نحو العلا دون دعم حقيقي من المجتمع حيث بلغن مراحل متقدمة علماً وتجربة ونضج فكر ولهن المساهمات الواضحة في الحراك التحرري في مختلف الميادين وفي مختلف مواعين العمل العام.
ظهرت نساء مشاركات في المظاهرات العامة التي تعارض النظام الارتري عالمياً لكن لم تكن النساء المسلمات يشكلن حضورًا فاعلاً كبيرًا.. أين أنتن؟
قد تكون نسبة وجودها فى المهجر ليس كنسبة الرجال وهذا إطار لا أستطيع الاجابة عليه لأنني لم أعايشه. فقط ما أستطيع الجزم عليه انهن كن حضوراً فى مظاهرات جنيف متغلبات على ظروفهن ودون توجيه من أحد ولا دعم.
اين وصلت علاقة الاتحاد الخارجية ؟
للاتحاد علاقات طيبة وتواصل ممتد مع عدد من المنظمات الدولية والمحلية ومع ذلك يتأثر- لا شك – بالحصار المفروض على العمل الأرتري المعارض .ولهذا لم يتحقق ما يصبو إليه من درجة النجاح ويسعى لتجاوز العقبة الكؤد بعزم وجدية وليس بعيداً أن تشهد العلاقة بينه وبين الجهات ذات الصلة نمواً كبيراً. إن طموحنا كبير ومساعينا جارية وربنا يوفق..
هل يضم الاتحاد النساء الارتريات في الد اخل وفي المهجر؟
وصل صوت المراة الارترية فى الاتحاد الإسلامى إلى الخارج وضم الجزء الاكبر من النساء من خلال المشاركات فى المؤتمرات الخارجية المختلفة. فهو له فروع فى االخارج في كل من أروبا والخليج العربى
الا تتفضلين بسرد صورة من انجازات الاتحاد في بنا ذاته وفي خدمة المجتمع ؟
قدم خدمات مقدرة فى التعليم بإيجاد الفرص الدراسية والكفالات للطالبات وبرامج محو الامية والتعليم ما قبل المدرسي والخلاوي القرآنية وتقديم الخدمات للأرامل والفقراء وذوى الحاجات الخاصة والاهتمام بتدريب الفاقد التربوى من الشابات اللاتي لم يستطعن اكمال التعليم بتطوير قدراتهن عبر برامج خاصة وتمليكهن شهادات تعينهن على ظروف الحياة مثل دبلومات الحاسوب. كذلك تأسيس مراكز خدمية لذلك نستطيع ان نقول إن الاتحاد صنع التغيير الايجابى برغم ما واجهته من مشاكل وعقبات فى سبيل خدمة مجتمعه ولذلك بدا واضحاً فيما قدمه الاتحاد منذ التأسيس من خدمات جليلة استهدفت المجتمع عامة وشريحة النساء خاصة.
ماذا تفعلين اذا واجهتك المواقف التالية :
التقيت وجهاً لوجه مع راس النظام اسياس افورقي
أحيله لقضاء عادل .
تعارضت مصلحتك مع مصلحة العمل العام
أقدم مصلحة العمل العام لان المرء لا يعيش لنفسه.
مرت امامك مظاهرة صاخبة تنادي بإبعاد الاسلام والمسلمين من ادارة الوطن ومعالجة ازماته بالدين
اقود مظاهرة مضادة لها أؤكد فيها ان الدين الإسلامي مكون أساسي من مكونات المجتمع الإسلامى ولا يمكن ابعاده أو نفيه أو حجبه
ما رسالتك الي كل من:
الإسلاميين
الاسلاميون ليس أمامهم خيار إلا الوحدة والعمل فى الاطار الوطنى الجامع حتى يتم تحقيق الأهداف الكلية التى تحقق استقرار الوطن وسيادة العدل وعودة كل اللاجئين الي وطنهم
المعارضة الارترية
المعارضة الارترية عليها أن تتفق على الحد الادنى لان برامجها مجتمعة تقوم على محاربة الدكتاتورية وبسط الىحريات فما تتفق عليه أكبر مما يفرق بينها
المؤتمر الوطني الارتري للتغير الديمقراطي
يجب التمسك به وتفعيله والإسراع فى عقد مؤتمره الثانى وان يحقق برنامج الحد الادنى لكل الاطيأف السياسية
الذاكرة توثق دون استاذان من صاحبها فهل من مواقف وأحداث؟
لا انسي تلك الحظة التي تلقيت فيها نبأ وفاة الوالد التي كانت فجاة أيقظنا – رحمه الله – لصلاة الفجر وذهب إلي المسجد وماهي إلا دقائق لياتينا الخبر الأليم بعد أن أدي فريضة الصبح جالساً في حلقته مرتلاً القرآن الكريم في تلك البقعة الطاهرة.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم