الأستاذ أبو محمد علي محمد محمود رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس للحزب الإسلامي في حواره الساخن مع ” زينا ” :
* نسعى لإيجاد دولة أساسها المواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات دون النظر إلى الدين والعرق والمواقف السياسية والتاريخية .
-
مراجعاتنا لأولوياتنا حقيقية وأصيلة وقديمة وليست مراوغة سياسية يفرضها عاملا الرغبة والرهبة
-
متفائلون أن يخرج المؤتمر السادس بقرارات جريئة تهدف إلى تأسيس حزب سياسي يسع كل المواطنين بمختلف خلفياتهم السياسية والعقائدية والتاريخية
-
لا مانع لدينا أن ننضم بحزبنا إلى أحزاب أخرى تتفق معنا في الأهداف والوسائل
-
مطروح عندنا خيار أن يتخصص الحزب في العمل السياسي فقط والمؤتمر سيد نفسه
-
ليس من أولوياتنا خيار العمل المسلح وسيلة للتغيير وإنما نعول على العمل السلمي
أجرى الحوار: باسم القروي
مضى على الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية خمس سنوات منذ انعقاد مؤتمره الخامس ومعنى ذلك أنه سوف يدخل في الزمن الضائع إن لم يتدارك الزمن ولهذا لا بد أن يعقد مؤتمره السادس لتجديد شرعيته في العمل المعارض حسب نظامه الداخلي وسيرته العملية . وقد علمت وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” أن المؤتمر على الأبواب وأن هناك متابعات راصدة تفيد تغييرات هائلة تحدث في المؤتمر القادم بينها تغيير الاسم وترتيب مختلف للأولويات والأهداف والوسائل ولهذا طرحنا الأسئلة على الأستاذ أبي محمد علي محمد محمود رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس وأحد أقدم مؤسسي العمل الإسلامي في أرتريا جناح الإخوان المسلمين الذي تطور من حركة إلى رواد إلى جهاد إلى خلاص إلى الحزب الإسلامي من خلال مؤتمرات راتبة تقوم في موعدها المحدد وتثمر تغييرات تتناسب مع كل فترة تغييرات تحدث في الهدف وفي الوسائل وفي القيادات فما الجديد في المؤتمر السادس الذي يجري التحضير له هذه الأيام ؟
علي محمد محمود ينفي أن يكون حزبه راهبا أو راغبا في إجراء التغييرات الهائلة التي يتوقعها كما يعترف أن حزبه الجديد اختار العمل متخصصا في السياسة ليترك مساحات أخرى من العمل الدعوي والاجتماعي لاجتهادات وجهد الآخرين من منسوبيه ومن غيرهم من منسوبي المجتمع المدني وبهذا يعلن الحزب ان عضويته مفتوحة لكل المواطنين وأنه يتبنى العلمانية بمفهومها الإيجابي الذي يتيح الحريات لكل المواطنين ويجيز التنافس والتداول السلمي للسلطة ونفي ان يكون ضمن اولويات حزبه السعي لتطبيق الشريعة الإسلامية وأكد أن ذلك ليس مطروحا من طرفهم
الحوار يعترف أن العمل من الداخل أقدر على التغيير من العمل الخارجي والتعاون بين المسارين هو الصواب لتغيير النظام المستبد ويدافع الحوار أن المعارضة الأرترية في الخارج ليست بيد أحد يقلبها كيف يشاء وإنما تتعاطى النضال حسب ظروفها الموضوعية حتى تصل إلى تحقيق أهدافها
سألته عن المؤتمر المغترب لم اختاروا له الاغتراب لم لا يعقد في وسط جماهيره في السودان أو إثيوبيا حيث كثافة المهاجرين فذكر أن السودان يرفض المناشط المعارضة للنظام الأرتري ولإثيوببا ظروفها فكان الخيار الثالث المغترب هو المتاح وهو خيار الضرورة ومع ذلك تم التصعيد إلى المؤتمر بالطرق الشرعية المعتمدة نظاما والأجواء التي يعقد فيها المؤتمر على الرغم من أنها ” غربة ” لكنها مريحة معززة بحرية تامة وآمن تام ولهذا تتيح النقاش التام وإكمال الفعاليات بكل ارتياح الأمر الذي يبشر بخروج نتائج معافاة عاقلة فقيهة بواقعها وفطنة بمستقبلها . .. العالم يتغير ، ومنطقة القرن الأفريقي سريعة التغيروهي محط أنظار العالم فأين أنتم – يا إسلاميي أرتريا – لا نسمع لكم صوتا ولا نرى لكم صورة ولا نجد لكم فعلا ؟ إعلامكم خامل وغصنكم ذابل؟!! فهل لكم وجود مطمئن لمسلمي أرتريا ؟
- في البدء احيي الأخوة في وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” على هذه السانحة
حقا تمر منطقة القرن الافريقي بتغيرات متلاحقة يتوقع أن يكون لها ما بعدها، هذهالتغيرات المتسارعة لم تقف عند حد القرن الإفريقي وإنما تجتاح منطقة الشرق الاوسط برمتها، وكأننا على موعد مع جغرافية سياسية جديدة، وأوضاع غاية في التعقيد، ونحن مطلوب منا ان نتابع ونواكب تلك التطورات، ونتفاعل معها بدءا من أفكارنا وبرامجنا وقوالبنا التنظيمية وعلاقاتنا المختلفة ، وما تراه ذبولا هو دورة تجدد الحياة، أو هو الصيف عن قريب ستحيي مواته أمطار التغيير القادمة، والقادم أفضل إن شاء الله.
- من ” أمير” و” جهاد” إلى ” أمين” و” نضال” ومن قرقعة السلاح إلى دندنة الحوار مع خصومكم أنتم علمانيون بثوب إسلامي ..اسلامكم إسلام مصالح !! على النحو الذي حكم في السودان ثلاثين عاما حتى لفظه الشعب بثورة سلمية .. تهمة تردد من خصومكم فكيف ترد؟
- إذا حققنا المضامين في رأيي من التراتيب الادارية التي تمتاز بالفاعلية، وبذل الوسع في سبيل التغيير للافضل نكون قد وصلنا الى المقصد ، نحن اليوم لسنا في فصل دراسي لمفردات الفقه ، وإنما المطلوب وضع برامج ومضامين تخاطب كل شعبنا بكل مكوناته، وأن تشترك كل المكونات السياسية والاجتماعية في إحداث تغيير حقيقي، ينهي حال التخشب التي تعيشها قضيتنا الوطنية، وعليه مطلوب منا مراجعة اطروحاتنا السياسية، ومفردات خطابنا الاحادي، إلى خطاب موجه للجميع وليس لفئة بعينها، ليست لنا مصالح ذاتية فلا توجد مغانم نتهافت عليها، وإنما تدور مصالحنا مع كل ما ينقذ شعبنا من الحالة الراهنة، ونعتقد هذا ما يشغل بال غالبية الارتريين سواء كانوا افراداً أو تنظيمات، وإذا كانت محاولات البحث الدؤوب عن حلول لمشاكل شعبنا يعتبرها البعض مصالح فلا بأس وأكرم بها من مصالح!.
- تخففتم عن الإسلام الصريح فهو لا يظهر في لباسكم ولا في زهدكم ولا في ثقافة أتباعكم ..وأخيرًا حتى اسم الإسلام تعريفا لتنظيمكم تنوون التخفف منه حسب ما نتابع من طرح بعض آرائكم فهل سوف نستقبل تنظيمًا علمانياً محضاً يقوده الدعاة والمشايخ يولد في مؤتمركم القادم ، المؤتمر السادس ؟
- الدين ليس مظاهر وقشور، وإنما الدين سلوك ومعاملات، فمن اولى اولويات الدين الاهتمام بالإنسان ولهذا ينص “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ” ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لــــ (عمار بن ياسر “بعد أن أخذ المشركون عمارا فعذبوه حتى نطق ببعض ما أرادوا ، فشكا ذلك إلى النبي الكريم فقال له مطمنا فإن عادوا فعد” ونحن أجرينا مراجعات لأطروحاتنا وبرامجنا استمرت هذه المراجعات أعواماً، هذه المراجعات لم تنتج من خوف أو طمع ، أجريناها ونحن في وضع تنظيمي معافى، وبعيداً عن البلاء، توصلنا من خلال الوقوف على واقع وطننا وحالة شعبنا الذي يعاني كله بلا استثناء من ظلم النظام وانتهاكاته لجميع الحقوق، بل والخوف حتى على سيادة ارتريا واستقلالها، وبالمقابل فإن جميع الشعب بكل مكوناته قد اصطف في صف معارضة النظام، بمن فيهم الذين كانوا يد النظام ولسانه في يوم من الأيام، إذن توحدت وجهة الجميع لاقتلاع هذا النظام الذي ساوى الناس في الظلم.
ونحن من خلال مؤتمرنا يجب أن نجعل أولى أولويتنا إنسان ارتريا الذي هو ابي وامي واختي واخي وبنتي ابني وجاري ..الخ. يعتصر قلب المرء الأسى وهو يرى أن أهل وطنه يباعون ويشترون كالسوائم، ويراهم وهم يذلون داخل الوطن، وتهدر كرامتهم خارجه في الملاجئ، فضلا عمن يموتون في البحار، وتحت سياط تجار البشر، ويرى أيضا الوطن وسيادته قد وضعت في المساومة حسب مزاج شخص الدكتاتور، فإنقاذ الإنسان والوطن يتطلب تضافر الجهود دون وضع فواصل بين أصحاب المصلحة، هذه الحالة يادكتور صنفها كما شئت، وضعها حيث شئت علمانية إسلامية ليبرالية لا يهم فنحن اليوم غير مهتمين بالتصنيفات الايدلوجية ولا بالنظريات الطوبائية، ولكننا سنهتم بالفعل وبالذي يجمع وتجمع عليه كل قوى التغيير.
4- مؤتمركم الخامس عقد بمصر فأين سيعقد مؤتمركم السادس .. أما كان الأجدر بكم انعقاد مؤتمراتكم وسط جماهيركم في السودان أو في اثيوبيا … لماذا مؤتمر مغترب ؟
- أولاً : نحن ننتمي لشعب مناضل لم تتح له الفرصة ليمارس نشاطه السياسي والاجتماعي بصورة حرة ديمقراطية في أرضه، ومع هذا يعمل بإصرار على تحقيق أهدافه المشروعة دون الاستسلام للظروف السياسية التي تكبل نشاطه، ـ وارجو ان يكون هذا آخر مؤتمر خارج الوطن.
ثانياً : فعلاً عقدنا مؤتمرنا الخامس في مصر، وتعلمون أن السودان منذ 2007م حظر اي نشاط للمعارضة الارترية، بل اعتقل واستجوب قيادات وكوادر منا ومن بقية المعارضة الإرترية، كما صادر بعض الممتلكات، لأنه ظل يتقي صولة المخابرات الارترية، على حساب الشعب الارتري، وتعلمون الأعداد التي سلمت للحكومة الجبهة الشعبية من اللاجئين، وكنا أصدرنا في حينها تصريحات صحفية تندد بهذا التصرف، كما كتبنا عن ذلك اكثر من مرة. فكيف يمكن ان نعقد مؤتمرنا في أجواء مثل هذه .أما اثيوبيا ففي تلك الفترة لم تكن تسمح بدخول الجوازات الأرترية وكان هذا سيتسبب في تغييب بعض عضويتنا، فضلا عن ذلك فإن علاقاتنا المميزة مع عدد كبير من الأحزاب المصرية وفرت لنا فرص مهمة، وعلى رأس هؤلاء حزب غد الثورة الذي فتح لنا دوره لعقد مؤتمرنا، ومن هنا وبكل تقدير أحيي الاستاذ الجليل ايمن نور رئيس الحزب ومنسوبي الحزب قيادة وقواعد على وقفتهم الشجاعة ودعمهم اللوجستي، أضف إلى ذلك ما توفره مصر من الحضور الإعلامي الكبير. والحزب بفضل الله يتمتع بعلاقات واسعة مع عدد من الأحزاب بمختلف بلدانها وتوجهاتها الفكرية والسياسية، ويتواصل مع تلك الأحزاب بصورة مستمرة ، فإذا ضاقت علينا منطقة، تجاوزناها لمنطقة أخرى وسنجد فيها داعمين ، وأيضا سنجد فيها شعبنا، عليك أن تستعرض خارطة العالم قلما تجد منطقة لا يوجد فيها ارتري، ولذا سنعقد مؤتمرنا السادس أيضا بطريقة ومكان نحقق بها أهداف المؤتمر وتسمح لنا بفرص المناقشات المستفيضة، ومن ثم الخروج بقرارات تراعي مصالح الوطن، وفي ذات الوقت يتوافق عليها المؤتمرون في أجواء آمنة بعيدا عن الضغوطات السياسية والأمنية .
- كل مرة تظهرون لنا بتنازلات وتسمونها تطويرًا .. أفي مراجعات فكرية وتنظيمية أنتم أم في انهزام أمام الضغوط وصعوبات المقاومة يا أستاذ أبا محمد ؟
نحن في مراجعات حقيقية فكرية وتنظيمية ، حزبنا ليس حزباً محنطًا يعتقد بمقولة “ليس بالإمكان أبدع مما كان” والعمل السياسي والفكري والاجتماعي عمل متفاعل متجدد مع دورة الحياة، والعالم اليوم متشابك لا يمكن أن تفكر بمعزل عنه، والا أصبحت في عالم النسيان أو الموتى، الحزب الاسلامي يمتلك شباباً يدفق حيوية، متابعاً لمجريات يوميات الوطن، وحراك الفكر السياسي والاجتماعي في المنطقة، لا يرضيه أن ينتمي لحزب متكلس يقاد برأي أفراد، إذن فإن بسط الحوار على المستويات كافة، واحترام جميع الآراء، والأخذ برأي الأغلبية كل ذلك عصم الحزب من العلل التي أصابت كل التنظيمات الارترية بلا استثناء، . يقول الحكماء: ” حتى ان كنت في الطريق الصحيح لا تجلس ساكنا” علما أن مراجعاتنا لا تعني أن هذه أول مرة نمارس فيها مثل هذه المراجعات، أو أن رؤانا وبرامجنا السابقة كانت كلها أخطاء تحتاج الى توبة ، وإنما المراد بالمراجعات قراءة صحيحة لواقع متغير والفقه الإسلامي يعالج مثل هذه المراجعات ويرعاها ويضبطها وتاريخنا على امتداده حافل بمثل هذه المراجعات بدرجات مختلفة ، فإن كنا بالأمس على خير يخصنا عقيدة وسلوكاً فنحن اليوم في دائرة أوسع نعمل مع غيرنا في خير يعمنا وضد نظام يستهدف الجميع فلا ضير أن تتسع المواعين التنظيمية والرؤى السياسية، ويتسع الصدر كما الوطن للعمل مع المغاير دينا وفكرا من أجل الوصول الى المصالح المشتركة والوطن الواحد.
- العمل المعارض من الخارج غير ناجح في التغيير الإيجابي داخل الوطن فلم تتباعد بكم الجغرافية ؟
اتفق معك أن التغيير يجب أن يكون من الداخل، ودور الخارج ينبغي أن يكون مساندا ومكملا فقط، ولا يمكن ان يتم التغيير بالأشواق والأماني ، أو “بالريموت” ، وان وجد فأقل ما يقال عنه إنه بطيئ وغير مأمون النتائج، وهو ما يستحضره المؤتمر السادس للحزب وأتوقع أن ينظر له بصورة مناسبة بحيث نجسر حالة الوفاق والنضال الوطني بين معارضة الداخل والخارج.
- الأول من إنجازات النظام بعد التحرير استهدف الدعاة والمعلمين ثم تواصلت حلقات الإضرار بالمعاهد الدينية حتى انتهت إلى المصادرة ..من يحارب الإسلام والمسلمين في أرتريا نظام أم نصارى؟
الشعب الارتري اليوم بكل مكوناته مستهدف من نظام الشعبية أعطني جهة وشخصاً لم يستهدفه هذا النظام، إنه يحارب الجميع، صحيح أنه بدأ بالدعاة والمشايخ الا أن السياسيين والصحفيين والقساوسة كانوا هم التالي، بل كل الشعب اليوم في زنزانة واحدة، كنا ننتقد ونلوم في السابق الذين سكتوا عن انتهاكات النظام المركزة في مكون واحد وفئات محددة، وهؤلاء للحقيقة لم يكونوا كلهم مسيحيين وإنما هم أدوات اسياس مسلمين ومسيحيين، ولكن اليوم أدرك الساكتون مغبة سكوتهم (من استنام الى الاشرار نام وفي** أثوابه منهم صل وثعبان) وعلى الجميع ان يغتنم هذه اللحظة لتقصير أجل هذا النظام الاجرامي، دون أن نغلق أنفسنا في صومعة المبكى، ولنترك محاكمات التاريخ لما بعد تخليص الوطن والمواطن من هذا الوباء المهلك.
- ظلت تصريحات الساسة المعارضين تتفاءل بقرب نهاية النظام وهشاشة بنيانه ومرض رئيسه ولا تزال شجرة أفورقي قوية مخضرة حتى عافيته شبابية وحركته في حين شاخ كثير من أقرانه إلى درجة العجز وبعضهم قد توفي ..أنتم لا تهتدون إلى التقييم الحقيقي للنظام ولرئيسه.. ،معرفتكم بالداخل هشة ..ماذا تقول ؟
ليس المشكلة في شباب وفتوة رأس النظام ولا شيخوخته ، وإنما علينا أن نتساءل ما هي مقومات بقاء نظام اسباس افورقي ومستقبله، ما نراه ويراه كل متابع أن هذا النظام قد بلغ أرذل العمر، وفي حالة تفسخ لا يرجى إصلاحها ” وهل يصلح العطار ما افسد الدهر” لأنه نظام فردي بامتياز معزول من شعبه قبل جيراته، تنكره حتى الذين كانوا معه لسنوات وشاركوا في بنائه، وأن ما يقوم به رأس النظام من تحركات هنا وهناك لدى دول الجوار ليدلل بها على أهميته، أو يظهر للبسطاء بأنه يتمتع بالحيوية السياسية، فلا اخال تزيد في عمره أو تحسن صورته في وجه شعبه، وانتظر نهايته قريبا فقد دخلت المعارضة وبخاصة الشباب الى داخل حصونه وخاصته، فهو سوف لا يجد إلى السماء مصعدًا وفي الأرض مقعدًا طال الزمان أم قصر فمصير الفراعنة الغرق .
- ما أهم ما يطرحه المؤتمر العام السادس للحزب الإسلامي ؟
تمتاز مؤتمرات الحزب الاسلامي ببسط المناقشات في كل المواضيع وعلى المستويات التنظيمية كافة ، وبخاصة المؤتمر السادس الذي طالت فترة التحضير له بسب الظروف الأمنية والسياسية، ولأننا كنا بحاجة إلى انضاج فكرة التحول إلى حزب سياسي ارتري منفتح غير مؤدلج ، وهذه الفكرة طرحتها تحضيرية المؤتمر الخامس في 2013م ولكنها سقطت لعدم توفر الأغلبية لعلها لم تجد البلورة الكافية في حينها، وهو ما استفادت منه تحضيرية المؤتمر السادس حيث اقامت عدة سمنارات وورش لانضاج الفكرة، ونتوقع لها النجاح بأغلبية معقولة في هذا المؤتمر ، هذا من خلال ما لمسناه من مناقشات المشاركين في تلك السمنارات التي شملت مناطق واسعة، وفئات متعددة من العضوية. وهو ان يتحول الحزب إلى حزب سياسي وطني منفتح ومفتوح للجميع دون أن يكون مثقل ببرامج أخرى مثل العمل الدعوي او الخيري او العسكري، فلا يمكن لحزب واحد أن يقوم بكل تلك البرامج، فضلا اننا في عصر التخصص، وكذلك أن نتجاوز فكرة أن الحزب مغلق في مكون واحد أو فكر واحد، فمن خلال مراجعة التجربة التي استمرت عدة سنوات فإن الأولويات في ارتريا اليوم يجب أن تركز في مهمة انقاذ الوطن وانسانه، وهذا يتطلب أن يجتمع أهل المصلحة في هيكل يسع الجميع ورؤية محل اجماع وطني.
الا تعتبر هذه الفكرة عابرة البلدان من المغرب العربي إلى المشرق وكأنها نسخ ولصق؟
ذكرت لك بأن فكرة التمايز قديمة عندنا طرحت في المؤتمر السابق ولم تجد الأغلبية فتأخرت إلى هذا الوقت لتظهر للبعض بأنها تجربة مستنسخة، وهب أننا استقيناها ونقلناها عن الآخرين فما الضير إذا كانت تناسب واقعنا، لاحظ أنهم اخذوا بها وبلدانهم تدين بدين واحد في الغالب، وتتحدث لغة واحدة، الا يكون من الأوفق أن نأخذ بها نحن وإرتريا بلد متعدد الاديان واللغات ؟ ثم أن نقل الأفكار وتطويعها لواقعك بوعي ليس منقصة فالفكر حق مشاع بين البشر يستفيد منه العالم، فليست ارتريا مهد المسيحية ولا الاسلام فقد وصلتها هذه الديانات من مناطق اخرى، وهكذا الكثير مما نستخدمه ليس نتاجا ارتريا محضا وهي حالة كل العالم، وأنا لا أبرر أن نكون دومًا ضيفًا على مائدة الآخرين، فيجب أن تكون لنا بصمتنا الخاصة ومشاركتنا المتميزة في الانتاج العالمي فكريا كان او مادياً.
وأين موقع الدعوة من برنامجكم أم تخليتم عنها باسم التطوير والمراجعات ؟
نحن سنحصر أنفسنا في العمل السياسي فقط إذا وافق المؤتمر، وعلى من يريد أن يقوم بالدعوة وغيرها من البرامج الأخرى التي لا تدخل في هذا المجال سنترك لهم حرية العمل إما كأفراد او كمنظمات مجتمع مدني أما حزب (لبن سمك تمر هندي) فهذا مع حلاوة كل منها بمفرده ، الا أنه لا يستسيغه الواقع الحالي ولذا سنتجاوزه.
كنتم في تربية وفكر يرى أن الإسلام دين ودولة ومصحف وسيف وجهاد ودعوة وتربية . الآن تتجهون إلى غصن واحد من شجرة الإسلام الشاملة ” سياسة “.. فهل يتعارض مستقبلكم مع ماضيكم ؟
لا يوجد أي تعارض فتكليف الانسان بالواجبات والشرائع مناط بالقدرة والطاقة والواقع، ودرء المفاسد ثم جلب المصالح “ذلك على ما قضينا وهذا على ما نقضي” ثم هذا عصر التخصص بسبب تشعب ضروب الحياة وتعقدها ، ونحن في مراحل تطور تاريخنا تقلبنا بين الصفاء التظيم والعمل الجماهيري، ففي بداية ثمانينيات القرن السابق كنا حركة طلابية موزعة بين التنظيمات الإرترية، وبالرغم من تحقيق نجاحات كبيرة ونحن في هذه الحالة، حيث أصبحت كل الاتحادات الطلابية تقريبا تقاد بطلابنا ، الا أن تغير الواقع السياسي ومتطلبات المرحلة اقتضت أن نجمع طلابنا وكوادرنا في تنظيم جماهيري مستقل ، ونحن اليوم في مرحلة مفصلية هامة تستلزم أن نحصر جهودنا في مجال نعتقد أن فيه مخرج لوطننا وشعبنا من حالة التيه التي يعشها، ونعتقد أننا نستطيع مع الآخرين أن نسهم في تعبيد الطريق لبناء دولة المواطنة والقانون التي هي حلم كل ارتري ، ويبدأ التغيير من الذات التنظيمة والتحول في التفكير من عقلية تتشبث بالمثاليات،واحلام اليقظة، الى تفكير بمعطيات الواقع ، والقائد في المعركة لا يفكر ابتداء كيف يموت ليتوج بطلا ، وإنما يفكر كيف ينتصر وكيف يحمي جنوده وشعبه فيتقدم عندما يكون التقدم خيارا، وينسحب عندما يكون الانسحاب مبررا..
وما مصير العمل العسكري ؟ .. هل تحولت معارضتكم إلى ” سلمية ” بلا أسنان في زمن البقاء فيه للأقوى والأشرس ؟
ظروف متغيرة توجب تغيير الآليات المناسبة فما كان بالأمس مناسبا ليس بالضرورة أن تكون له أهمية أمسه .. فهناك 8 تنظيمات ارترية كانت تتبنى العمل العسكري ولا تزال، وكان العمل المسلح ضمن وسائل التغيير المتعددة المعتمدة لديها، ونحن كنا من بين هذه التنظيمات، ولكننا بعد أن أجرينا التقييم المتأني وجدنا أننا لم نستطع أن نحدث تغييرا يذكر عبر هذه الوسيلة، كما أن الجيش الإرتري اليوم هم من شباب الخدمة وليسوا جيش الجبهة الشعبية العقائدي الذي كان مشحونا بخلفيات ونظرة استئصالية لمن يخالفه الرأي، فهؤلاء اما افنتهم الحروب، أو اخنى عليهم الدهر، وقدرنا أنه من الخطأ أن نستمر في نفس النهج لمجرد أن نقول إننا نملك القوة. وكما يقول أينشتاين: ” من الغباء فعل نفس الشيء مرتين ، بنفس الأسلوب، ونفس الخطوات، وانتظار نتائج مختلفة. ولذا ينبغي ان نجمع إمكانياتنا فيما نتوقع أننا نحدث به التغيير.
كان من بينكم من يحرم التلفاز والتحاور مع الكفار ويصنف المسلمين إلى درجات مؤمنة وفاسقة ..هل يوجد في ارتريا إسلاميون متطرفون ؟
نحن لم يكن هذا منهجنا أبدا منذ نشأتنا فقد عشنا بين التنظيمات الارترية واتحاداتها الطلابية والعمالية قبل أن نستقل بتنظيم خاص، والمتابعون ليوميات حركة الجهاد يدرك أن احد مناطق الخلاف مع اخواننا كانت حول نشر الصور، حيث كنا لا نرى فيها حرجاً، وكذلك الانفتاح في القراءة، وحتى عندهم للحقيقة المنع كان رأي أفراد أخذ قوة التنظيم بسبب التأثر باجتهادات آخرين والمنافسة ، وعلى كل حتى هؤلاء تجاوزوا هذه الحالة ، وبحق فإن الاسلاميين في ارتريا يمتازون بالاعتدال، والاقتناع بالعمل المشترك مع غيرهم من التنظيمات الارترية منذ وقت مبكر، مهما اختلفت توجهاتها الايدلوجية، فالتجمع الوطني والتحالف الديمقراطي والمجلس الوطني حاليا كلها شاهد على ذلك، قلما تجد هذا الانفتاح في التنظيمات الاسلامية في المنطقة. بيد أننا كأي مجتمع وكأي دين وكأي فكر لا تعدم من بيننا من يركب الشطط ، ولكن تظل حالة فردية شاذة ومن العدل الا تعمم.
ماذا تعنى لكم العلمانية ؟
صحيح هذه المصطلحات كل يفسرها حسب خلفيته الفكرية وقناعاته السياسية، أما عندي فتعني الحرية لي ولغيري، وتعني عندي التداول السلمي للسلطة، وتعني عندي احترام أديان وأخلاق وموروثات المجتمع، وأن ما احمله من دين أو فكر لا يمكن أن الزم به غيري، أو افرضه بالقوة، وارجو بالمقابل أن يقوم المتطرفون من العلمانيين بالمراجعات اللازمة لفكرتهم الاستئصالية التي تقول ما أريكم إلا ما أرى.
العلمانية حسب شرحك لها وتعريفك لا وجود لها في العالم الثالث خاصة وإنما تبنى عرشها الباطل بالدبابة والبطش وتحميه يالقهر الدئم …ونفهم من تبنيكم لها مستقبلا انكم سوف تصبحون مثل غيركم بلا اخلاق ولا عهود ولا مواثيق ولا كوابح دينية تمنع الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين وتمنح الخصوم الامن والامان وإنما تتعاملون مع خصومكم بقاعدة الغاية تبرر الوسيلة ولهذا يخشى منكم مستقبلا و عندما كنتم إسلامييين كنتم محل ثقة يلوذ بكم الفرقاء فهل لكم من ضمانات اخلاقية تطمئن المواطنين من نسخة العلمانية المتهمة.؟
انا لم أقل أن العلمانية خير محض ونظاما لا يتطرق اليه خلل وفساد فهواجتهاد بشري، كما انني لا ادعو اليها كنظام مثالي، ولا اعاديها إذا هي التزمت بمبادئها المعلنة، وليس في رؤية الحزب حتى الآن أن يعلن نفسه حزبا علمانيا خالصا، إنما اهتمامه في هذه المرحلة ينصب في إزاحة النظام الدكتاتوري، وتوفير الحريات العامة والخاصة لكل مواطن، والعيش الكريم له في حضن الوطن، وتشييد نظام ديمقراطي عادل يسمح بالمنافسة الشريفة عبر المشاركة السياسية الواعية مع الآخرين، أما العالم الثالث فليس معيارا للديمقرطية وحقوق الانسان، فعلمانيوه يعانون من ازدواجية المعايير في تعاملهم مع الديمقراطية والحرية يهدمونها اذا تسنموا السلطة، والعويل والصراخ إن فقدوهما، ولكن لحسن الحظ هناك بلدان أخرى احسنت تطبيقها فلماذا نغفلها، أما موضوع الثقة فدعنا نكون عادلين في أقوالنا فهي قضية اخلاقية وتربوية وضمير حي في المقام الأول، فكم من المتدينين يخفرون بعهدهم وميثاقهم ، وآخرين من دونهم يوفون بالعهد وأقرأ إن شئت قول الله تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا) وانظر للفرق بين الدينار والقنطار. ثم الق نظرة الى حكام المسلمين الذين يصلون ويحجون ولكنهم يسفكون دماء مواطنيهم دون وجه حق، وسجونهم تعج بالمظلومين من النساء والأطفال فضلا عن الرجال، بل أنهم يدفعون الاعلام الماجور ليؤلههم ،ويثبت في الأذهان معنى “ما علمت لكم من حاكم غيري”. وبالمقابل ترى الدول غير الاسلامية يستجير بها حتى الاسلاميون وتحميهم بالقانون من بطش دولهم، فماذا تقول في ذلك، إذن نحتاج الى التجرد والعدل والنظرة العقلانية الواقعية ونحن نراجع مواقفنا ونضع رؤانا المستقبلية.
ما القواسم المشتركة بينكم وبين غيركم وعوامل الاختلاف التي تبرر لتمايزكم في تنظيم سياسي ذي اسم وشعار؟
نحن اليوم لا نختلف عن غيرنا في الطرح والفكرة الكلية ،ربما نختلف في بعض التفصيلات، ولكننا نطمح ان نتميز في الفاعلية والأداء والجدية، وفي النهاية دعنا نكون اضافة مفيدة في الموجود، وليس لدينا اي موانع أن ننتظم في المستقبل مع غيرنا في تنظيم واحد اذا اتفقنا في الوسائل والغايات من خلال حوارات جادة تراعي الأولويات .
المعارضة في الخارج هل تنتظر من يحملها فوق دبابة أجنبية لتعود إلى الوطن محررة ؟
المعارضة الارترية معارضة وطنية لم تبع قرارها ولم ترتهن يوما ما للأجنبي، صحيح أنها تبحث عمن يدعمها ويؤيدها، ويتفهم مطالبها العادلة، فيوقف دعمه للنظام الدكتاتوري الذي يعمل على تشريد الشعب الارتري، أو اعتقاله في وطن تنعدم فيه أقل مقومات الحياة، وهذا الدعم والمساندة حق طبيعي تطلبه الدول كما تطلبه الأحزاب المعارضة، على أن يقدم هذا الدعم دون شروط مسبقة أو لاحقة.
لم تهيئون أنفسكم للتداول السلمي للسلطة أقصد أنه لا مانع لديكم إذا تولى السلطة من لا يتبنى الشريعة ويفرض على الناس الحرية الطاغية حتى يرتاد الناس تعاطي الخمور وممارسة الدعارة في غياب تام عن الإصلاح الديني الذي تحاصره العلمانية بين جدران المسجد والكنائس ؟
اذا سلم الوطن وسلم أهله، وأصبحت الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والمشاركة السياسية سائدة كحق قانوني أصيل لكل ارتري، عندها فاليطرح كل شخص أو حزب ما يشاء من البرامج والمشاريع القانونية، وعليه أن يدافع عن قناعته وفكره، ويقنع بها غيره عبر الحوار، فالحرية أصل حتى في الايمان والكفر، وهي هبة الله للإنسان لا ينبغي لاحد أن يسلبها منه. ونحن لا يهمنا الانتماء الاجتماعي أو الديني أو الفكري لأي ارتري يريد أن يحكم فهذا حقه ، ولكن كيف سيأتى إلى الحكم، وكيف يحكم .
هل من المتوقع أن تصل منافستكم لخصومكم السياسيين أن تعرضوا على الشعب خيار الحكم بالشريعة فإذا كانت خيارهم طبقتم اسلامكم بارتياح على من لا يؤمن به ولا يرضيه منهاج حياة ؟
نحن اليوم نطرح قضية واحدة وهو كيف يعود الشعب الارتري إلى وطنه ويعيش فيه بحرية وكرامة، نحن من خلال مراجعاتنا وصلنا الى أن ارتريا المتعددة الأديان والاثنيات المتعايشة المتساكنة المتصاهرة على مر العصور، ينبغي ألا يفرض عليها دين واحد ولا قانون لا يجد الاجماع كما كانت في التاريخ، نحن اليوم نتبنى دولة المواطنة دولة الحرية والعدالة، لا نطرح خيار حكم الشريعة، وإذا كان هناك من يرى طرحه فهذا حقه القانوني عبر الوسائل الديمقراطية. وعلى كل ينبغي ان تكون الأولية للوحدة الوطنية والاستقرار والتنمية ،ودولة القانون التي يعيش الجميع متساوين تحت كنفها.
أليس من أولويات المسلمين حماية الدين والعرض والمال والعقل والنفس الضرورات التي أتت الشرائع لحمايتها ؟ كيف تتصورون وطنا لا تحمى فيه هذه الحرمات ؟ و لم يتجاهل مستقبلكم حماية هذه الثوابت ؟
ونحن ايضا في برنامجنا الجديد ندعو الى حماية هذه الكليات، وأيضا القوانين والمواثيق الدولية كلها تدعو الى حمايتها ، وما نعمل له هو كيف نحمي الانسان وحقوقه العقلية الدينية والأسرية وحقه في الحياة الكريمة اقتصاديا واجتماعيا ، الا أن تكون الكليات في رأيك هي فقط تبطيق الحدود وأعتقد الاسلام اوسع من ذلك، فإذا وجدت الحرية والديمقراطية الحقيقية والعدل والالتزام بالقانون فقد يتحقق معظم مقاصد الدين .
ما ملامح البرنامج السياسي المتوقع للحزب الإسلامي؟
نحن نطرح اليوم برنامجا وطنيا يجمع عليه كل الارتريين بمختلف مكوناتهم ، وليس برنامجا احاديا يصلح لمكون او جهة واحدة، سنخرج من حالة الاستقطاب الايدلوجي إلى رحاب الفكرة الوطنية الجامعة ومن تشعب وتداخل برامج المنظمات الاجتماعية والدينية إلى برنامج متخصص يعنى بقضية واحدة هي قضية الساعة وهي كيف يسترد شعبنا حريته وكرامته في ارضه، ويبني وطنه بدلا من أن يفنى عمره في بناء أوطان الآخرين، أو نوصف دائما باللاجئين وهو وصف فيه انتقاص وذم، وهذا يتطلب مراجعات حقيقية وتجرد وفهم لضرورة الوقت وترتيب الأولويات الوطنية مع الشركاء
هل يجب في رأيكم اختيار العلمانية بهدف التعايش بين مختلف الأديان الأرترية؟ ألا توجد خيارات أخرى مثل خيار أن يحكم أهل الكتاب بدينهم وأهل الإسلام في أرضهم بدينهم ؟
نحن لا نريد ان نجعل الوطن قطعا متجاورة متشاكسة، نريده وطنا موحدا يعيش فيه الجميع باحترام وبحقوق متساوية ، كما عاش عليه اجدادنا طوال القرون، فلم تكن المسيحية ولا الاسلام ولا الدينات الروحانية الافريقية طارئة في ارتريا، فهي قديمة قدم وجودها، وقد عاشت في كل الأزمنة الغابرة في وئام لا يكدر انسجامها وتواصلها الاجتماعي حروب او مشاحنات الا ماندر، وهو ما جعل في بعض البيوتات وحتى اليوم أديان متعددة في اسرة واحدة تعيش في حب واحترام.
هذه أماني سياسية وليست حقائق تاريخية فقد شهد التاريخ الأرتري حروباً بين قبائله وفصائله وتسلط كنسي على المسلمين بقصد تنصيرهم أو تهجيرهم وحتى النظام الأرتري مسنود كنسيا في تاريخه وحاضره ولهذا أحرقت قرى مسلمة وهجر سكانها وتنصرت أسر بفعل التبشير المسيحي إكراها وإغراء ؟ والترحيل القسري لطائفة إلى أراضي طائفة أخرى أنتم تتجاهلون هذه الحقائق. ..هذا رأي لبعض معارضيكم ..ما تعليقكم ؟
الأماني ان تجعل من الحواث الفردية حالة شاملة، أو أن تحاكم قرون من التاريخ المتطاول بممارسة مجموعة اسياس افورقي المعزولة والمنبوذة من الجميع ، فأين مقولة إن فيها “ملكا عادلا لايظلم عنده أحد” نعم هجرت قرى مسلمة ولكن بالمقابل أيضا هجرت قرى مسيحية ، وحتى لو حدث ذلك فهي اليوم محل استنكار المسلم والمسيحي على السوادء، وهذه المعارضة الارترية بكل الوانها السياسية والدينية والاجتماعية شاهدعلى حالة الرفض لهذا النظام الظالم المظلم.
غرس النظام الأرتري ارثا اجتماعيا دخيلا حطم به تركيبة المجتمع القبلية وأباد الوجهاء من علماء وعمد ونظار قبائل هل يوجد برنامج بديل آخر تأتون به ليكون النموذج القدوة للتعايش بين السلطة والكيانات المجتمعية؟
نحسب أن النظام بسياساته غير المدروسة في كل المجالات، وقد تكون في بعض الأحيان متعمدة، أضر بارتريا أرضاً وشعباً، ومن ضمنها ضربه العلاقات الاجتماعية من خلال إنهاء دور زعماء وعقلاء المجتمع، وتقطيع الوشائج الاجتماعية التي كانت صمام الامان لحفظ المجتمع وأصوله التي تدل على أصالته الاجتماعية ووعيه بارتباطاته ووشائجه المختلفة التي تحفظ الأنساب والحقوق، ومن جانبنا وضعنا في برنامجنا معززات الوحدة الوطنية واحترام معتقدات وتكوينات المجتمع الارتري، ومع هذا ينبغي أن تتطور وتتوسع الأسس التنظيمية التي تنظم حراك المجتمع وفاعليته ، لتسهم بشكل ايجابي في بناء الدولة مثل منظمات المجتمع المدني الحديثة.
هل من كلمة ختامية في نهاية هذا الحوار؟
اشكر في نهاية اللقاء وكالة زاجل الأرترية للانباء ” زينا ” التي تسهم بشكل مستمر على تعرية النظام وكشف انتهاكاته ومساوئه، وتسهم في الوقت ذاته في خلق وعي سياسي وحشد كل الطاقات في اتجاه النضال الايجابي، كما أشكرها على اتاحتها لنا هذه المساحة من الحوار مع ان أسئلتها في غالبها كانت تحقيق ومحاكمة. فلكم مني كل التقدير . ومعا نبني وطن العزة والشموخ.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم