الأستاذ أبو هاشم عبد الرحمن السيد لــــــ ( زينا) : الشعب الأرتري ليس بحاجة لاستيراد قوانين إنجليزية وفرنسية وأمريكية
لست من سدري ولا هي مني منذ عام 2011م وقد تعرضت فكرتها النبيلة لهجوم كاسح
الإسلاميون عاجزون عن معالجة إشكالياتهم وهم أعجز عن استيعاب المجتمع في ماعونهم
ليس من الصواب التشبث بوسائل تغيير ثبت فشلها وإنما يلزم طرح الحلول البديلة
النظام يقوم بحرب استئصال للمجتمع الإرتري والناس في غفلة
ملف انتهاك حقوق الإنسان في أرتريا من أهم الملفات التي يجب مناصرتها
يلزم أقارب المعتقلين ومعارفهم وتلامذتهم التضحية بالمشاركة الفعالة في ملفهم
كان حاضرًا في ذهني كحضوره في الساحة فطرقت بابه عبر وسيط كريم فوافق على المقابلة مع ” زينا ” وسرني أني تعرفت على شخصية مهمة في الساحة الأرترية تتسم بالاعتدال في طرحها وتخدم القيم وتدافع عنها وتعتز بها، ويبدو أنها ليست مصادمة لكنها فاعلة تختار الأسلوب السلمي على العنف وسيلةً ويرى أن الزمن والإمكانيات المادية المتاحة محدودة فليس من الحكمة هدر الوقت للتعايش مع المهاترات البينية ولهذا لا يرى عيبًا في أن يختار طريقا جديداً إذا سد أمامه الطريق الأول ويجتهد في الوفاء للشعب الأرتري فمن حقه (علينا أن نوصل صوته إلى الآخرين) ونعمل لمصلحته حسب إمكانياتنا المتواضعة حسب تصريحه لزينا .
الأستاذ عبد الرحمن السيد لا يحمل أفكارًا مناصرة للنظام ومع ذلك يرى أنه تعب من معارضة عنيفة تتصدي لأفكاره دون أن يكون لها بدائل ناجعة.
يطرح الحل السلمي وينشط في منظمات المجتمع المدني دون أن يعيب على المنظمات السياسية التي تتقدم بطرح خيار سياسي بديل يريد أن يحكم على أنقاض النظام القائم ويرى أن منظمات المجتمع المدني لا تطرح نفسها بديلا لأي نظام سياسي القائم أو القادم وإنما تجتهد لتقوم بأدوار إيجابية مع كل شرائح المجتمع وترغب أن توعي الشعب بواجبه تجاه المطالبة بحقوقه.
ويرى أن أرتريا التي يحلم بها هي التي تسود فيها الديمقراطية والسلام والتعايش بين كل مكوناتها الاجتماعية ، تحترم القانون وتتحاكم إليه دون شرطة تقف بسيفها فوق المواطن
ويرى أن هذا مطلب يمكن تحقيقه لما لأرتريا من أعراف تعايشية وتجارب ثرة في استيعاب المخالف عقيدة وسلوكاً والتعاون معه ومعالجة الخلافات البينية بالطرق السلمية وأكد أن 80 % من الشعب الارتري يعيش في الأرياف وله نظام وعرف اجتماعي كاف وقابل للتطوير يصلح لإدارة حياة راشدة وليس محتاجا لاستيراد قوانين إنجليزية أو أمريكية أو فرنسية ..
ويتحدث أبو هاشم بمرارة وأسى عندما ينظر إلى خلافات الأرتريين ويرى أن كثيرًا منها يقوم بها معيقون يجب على البقية تعريتهم وإيقافهم في حدهم وتحدث عن خلافات الإسلاميين الأرتريين عائبًا عليها الاستمرار في النهج المتشرذم العاجز عن الخروج من أزمتهم فمن باب أولى أن يعجزوا عن استيعاب كل المواطنين تحت شعار الإسلام فهو شعار يجعل حامليه في موقع الشك أمام المواطن الآخر لأنه غير مرحب به لدى فئات من المواطنين ولهذا يقل حظهم في الساحة ومثلهم من يطرح الشعارات المطلبية إقليمية كانت أو قبلية إنه – مع شرعية حق أصحابه – ماعون ضيق لا يتسع لكل المواطنين.
مقابلة زينا اليوم أمام شخصية هادئة رزينة فقيهة بالسياسية وواعية بالواقع ومدركة لما يدور حول الوطن من مخاطر ، ولهذا تبادر بطرح الحلول لإشكاليات الوطن شخصية تتبنى أفكارا واقعية قابلة للتطبيق لكونها محل رضى بين سواد المواطنين . قلت له أنت مبادر لكنك قليل الصمود لنصرة ورعاية مبادراتك فعبر بضيق أنه يبحث عن مخرج إذا تعرضت المبادرة النبيلة لهجوم كاسح حتى من بين مناصريها وهو مزحوم بمهام لا تسمح له بهدر الوقت في المهاترات البينية ويرى أنه متصالح مع كل الأطياف الإيجابية ويقف معها بغض النظر عن خلفياتها العقدية والسياسية والثقافية.
وهذه بطاقته الشخصية كما وضحها لزينا :
أنا عبد الرحمن السيد من أبناء ارتريا الحبيبة و من مواليد مدينة كرن وعشت و ترعرعت في هذه المدينة .
من حيث الدراسة والخبرات العملية فلدى شهادة ماجستير في “الفيدرالية المقارنة” و فض النزاعات، حضرت دورات عديدة في العلوم الإدارية و القانون العام، عملت لأكثر من ٢٠ عام في القطاع العام البريطاني تحديدًا في إدارة المشاريع المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والتعايش السلمي في ظل التنوع المجتمعي والثقافي. أجيد ٥ لغات وهي: التغراييت و التغرنيا و العربية و الأمهرية و الإنجليزية، الحمد لله. كنت الناطق الرسمي للمؤتمر الدولي حول ارتريا و القرن الأفريقي الذي عقد في مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل في من ٨ إلى ٩ نوفمبر ٢٠٠٩. وقد حضر هذا المؤتمر العديد من الساسة و الدبلوماسيين الأوروبيين و الامريكان و الأفارقة.
قريباً تنشر المقابلة على حلقات ثلاث :
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم