الأستاذ أحمد القيسي في تصريحات لـــ ” زينا ” : أفورقي كان في رحلة علاج في السعودية غطاها بزيارة إثيوبيا المفاجئة
أفورقي كان في رحلة علاج في السعودية غطاها بزيارة إثيوبيا المفاجئة
أجرى الحوار : أ.باسم القروي
صرح الأستاذ أحمد القيسي أن خبر مرض أسياس أفورقي وعلاجه في السعودية خبر صحيح لكنه خالطته إشاعة موته وذلك عبر خصومه من ” تقراي ” الذين تبنوا إشاعة الوفاة بقوة
واكد القيسي أن أسياس أفورقي كان اختفى في رحلة علاج في السعودية حتى وجدت الإشاعة طريقا إلى الشيوع بسبب بغض الناس له وتمنيهم رحيله واستنادا إلى مصادر من داخل ارتريا أوضح القيسي أن أفورقي لم يذهب إلى أرتريا وإنما طار من السعودية إلى أديس أبابا مباشرة وذلك بهدف التغطية على حالته المرضية وكشف كذب إشاعة وفاته
وإجابة عن سؤال ” زينا ” قال الأستاذ أحمد القيسي : إن ذهاب أفورقي وموته يحمل بشريات بتصحيح الأوضاع في أرتريا . قلت له : إن النظام الأرتري ليس شخصا وإنما هو مسنود من الضباط والكنيسة والداعمين الأجانب والعرب والدول الغربية صاحبة المصالح في بقائه فقال :
موت أفورقي معناه انهيار النظام وأنه هو الوحيد الذي يقود المنظومة العسكرية من جيشه وأمنه فإن اختفى هو اختفى البريق فانهارت المنظومة كلها
وسألته متى تم بناء الجهاز الأمني فقال : إن جهاز الأمن صاحب الجبهة الشعبية ، وأسياس أفورقي نفسه رجل أمن وتعامله مع الآخرين تعامل أمن. وأضاف : إن النظام يدفع في جهاز الأمن ما لا يدفعه في غيره من الأجهزة الأخرى من الإمكانيات الشحيحة للدولة
قلت له : لماذا تختفي المعلومات عن النظام للمقيمين في ارتريا أو المقيمين في دور الهجرة لم المعلومات شحيحة دائماً فقال:
أسياس أفورقي رجل أمن من الطراز الأول ولهذا فهو يدير الدولة بهذه العقلية الأمنية
قلت : أليس مدعوما من جهات أجنبية صاحبة مصالح في بقائه . أليس بإمكان تلك الدول اتخاذ تدابير جديدة تحقق بها مصالحها بعد غياب واختفاء أسياس أفورقي فأوضح الأستاذ القيسي : أن اسياس أفورقي يستغل تناقضات المنطقة لصالحه ويستخدمها استخدامًا عاليا الأمر الذي جعله يمكن أن يتعنت في مواقف كثيرة حتى يبدو أنه الطرف الأقوى فهو لا يخدم دون ثمن وله ما يعطيه ليجد مقابل ذلك ما يقوي جانبه دومًا في مواجهة المعارضة الأرترية
طرحت عليه بعض الأسئلة الإضافية الملحة فأجاب الأستاذ أحمد القيسي بهدوء وتعقل :
لماذا اختار أفورقي الذهاب إلى إثيوبيا ؟
إلى جانب التغطية على مرضه الحقيقي وتكذيب إشاعة موته هناك اضافة بالنسبة لزيارة اثيوبيا ، وهي التنسيق والتشاور حول الأوضاع داخل اثيوبيا واستحقاقات الانتخابات القادمة ، وما سيتبع ذلك من تغييرات جوهرية في حكم البلاد والقوي التى تسيطر ، والآن ثبت قطعاً مدى تورط النظام الأرتري في الشأن الاثيوبي ، وانعكاس ذلك علي مستقبل الكيان الارتري ، ولذا رب ضارة نافعة ، وجب الآن علي كل القوى المعارضة أن تحسن القراءة لطبيعة المرحلة ، وما سوف نواجهه في المستقبل ،
إشاعة موت أسياس افورقي ما مصدرها في رأيك ؟
” التقراي ” فهم من تولى الترويج لها فتلقفها الآخرون برضى وانشراح والاختفاء المريب لأسياس أفورقي ساعد على انتشارها .
في مسيرة أسياس وأنت تعرفها عن قرب هل كان يعاني من أمراض محددة ؟
لا . كان لديه أمراض عادية ، شأنه شأن الأرتريين في الظروف التي كنا نعايشها
راجعت مسيرة الإشاعات بموت أسياس فوجدت أكثر من ثلاث مرات يقال فيها مات ثم يظهر ..ألا يدل ذلك على أنه والحزب الحاكم يصنع الإشاعة ويقتلها ؟
لا أعتقد هذه المرة كانت حقيقة وعولج في السعودية بس المبالغة وصلت إلى مستوى الوفاة حتى السفر إلى أديس لم تكن من أسمرا بل من السعودية وفعله ذلك تغطية على إشاعة وفاته
في زمان الكورونا والانشغال بالداخل سافر إلى إثيوبيا هل لك من تعليق حول أهداف الزيارة الأخيرة ؟
السفر إلى إثيوبيا اعتقد جاء من باب التغطية على خبر الوفاة إلى جانب مشورة أبي أحمد ومشاكله أما الكورونا في ارتريا فمسألة منسية وليست من أولويات النظام مصلحة الشعب.
هل من معلومات أكيدة عن حالته الصحية وعلاجه في السعودية ؟
مجرد تحليل و كلام لكن المصدر من الداخل وهم أيضا معلوماتهم محدودة بطبيعة الواقع والإقامة الجبرية بفعل الكورونا ومع ذلك فهم أقدر على معرفة وتحليل ما يجري هناك .
لا تزال المعلومات شحيحة عن أفورقي هل معه سحر وساحر يخفي الحقيقة عمن في الخارج والداخل ؟
الله أعلم . ومع ذلك في الفترة الاخيرة أخذ يعتمد على بعض المشعوذين حسب ما ينقل عن المحيطين به ..والله أعلم
هل الجهاز السري الخاص بالجانب الأمني قوي في أرتريا ومتماسك إلى هذه الدرجة ؟
أيوه إلى أبعد حد الميزانية أقرب للخيال لهذه الأجهزة مع ظروف البلاد .
طبيعة تكوين هذه الجهاز خلال فترة النضال وبعد الاستقلال فهل فيها فروق أم هي نمط واحد ؟
لا. تختلف جدا لا تنسى الجهات المتبنية الجهاز فهي لها القدرات والإمكانيات و الخبرات الجديدة والرجل نفسه أمني من طراز رفيع
أفورقي ميت مثل كل البشر فهل تتوقع دوام هذه المؤسسة الأمنية القابضة بعد وفاته ؟
لا أعتقد, كل البريق في هذا النظام سنتهي بنهاية الرجل
معقول شخص واحد يدير دولة يا استاذ أحمد أليس مسنودا من ضباط وكنيسة وداعمين آخرين من دول ذات مصالح فهي بإمكانها اتخاذ تدابير لحماية مصالحها أليس كذلك ؟
اقصد مقدرة الرجل في توظيف الأمور التي بيده وعجز الآخرين عامل مهم
ثم المقدرة المتميزة في اللعب على التناقضات التي تحكم هذه الأجهزة ورموزها .
هل للعامل الخارجي عربيا وأمريكيا وغربيا دور في بقاء النظام على الرغم من أنه منبوذ من شعبه وغير شرعي .
الكل يعمل من أجل مصالحه ولا شأن لهم إن كان مقبولا أو العكس من قبل الشعب ثم إن أسياس يعتمد سياسة الابتزاز معهم فهو لا يسلم أموره مجانا لا بد وأن يستخدم أوراقا أخرى مثلا مشاكل السودان توظف لقضايا ثانية وهكذا.
هل من رسالة في ختام هذه المقابلة إلى الشعب الأرتري
رسالتي الي الشعب الارتري وكل قواه السياسية الوعي واليقظة في هذه المرحلة والخروج من الدائرة الضيقة التى حكمت حياتنا السياسية ، اذ لا يجاوز ان نلهي أنفسنا بقضايا عفا عليها الزمن ، نحن أمام مرحلة دقيقة ، إذ ما نشاهده الآن يتجاوز الخيال ، إذ أصبح العدو اللدود في كل تاريخنا ، الصديق الأكثر التصاقا بحكومة نعتبرها في الحد الأدنى المعبرة وطنيا عن سيادتنا ومستقبل أجيالنا ، شيء أقرب إلى اللا معقول . والأكثر اللا معقولية أن نكون رهينة لخلافات مضى عليها عقود وعقود ، وإن استمر الحال علي هذا المنوال فعلى كل شيء السلام ، إن الرهان اولاً وأخيراً يتوقف علي وعينا ، وأن يرتقي هذا الوعي إلى مستوى الصبر الذى دفعه شعبنا طوال عقود طويلة
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم