مقالات وآراء

الأستاذ عبد الله إسماعيل آدم يكتب لــ ” زينا ” عن الشيخ الراحل إدريس سعد الله رحمه الله

                      بسم الله الرحمن الرحيم

بلغنا اليوم السبت ٢١/من جمادي الآخر/من عام ١٤٤١ه الموافق ٢٠٢٠/٢/١٥م نبأ وفاة الشيخ إدريس حامد سعد الله تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته

الشيخ ذو أفكار إصلاحية موالية للوطن :

عرفت الشيخ إدريس حامد سعد الله في عام ١٩٧٦م كنت حينها طالبًا في الصف الخامس الابتدائي في مدينة كسلا وكان لتوه قد جاء للسودان بعد تخرجه من مصر وكان أيضًا قد تزوج لتوه وكنا نسكن في دار واحدة مع الفكي موسى إدريس عشكراي في حي المربعات من هذا القرب في السكنى هناك بعض الأفكار مازالت حية في ذاكرتي عن هذا المربى الفاضل فقد تميز بنشاط وحيوية وعزيمة لا تلين أمام التحديات وكان يسبح عكس التيار فقد كان المجتمع الإرتري كله في حركة نزوح ولجوء نحو السودان وهو كان يتحرك للعود إلى إرتريا كان الناس يزحفون نحو الثورة الإريترية بفصائلها أما هو فكان همه العودة إلى إرتريا وأداء رسالته التربوية كان الناس قد تزعزع إيمانهم بسبب موجة الإلحاد التي عمت وكان هو أكثر تمسكا وإيمانا بعقيدته ومبادئه الإسلامية.

من المشاهد التي ظلت عالقة بذهني حيويته الدائبة فهو يغيب بعد شروق الشمس ويلوح قادماً إلى داره قبيل مغيب الشمس كان يحضر معه غالباً كتب ومصاحف عكس غيره الذين يعودون في الغاب وهم يتأبطون بعضًا من متاع الحياة، وهذه الكتب تكون بكميات متفاوتة تقل أحياناً وأحيانًا في شحنة تكسي وأحياناً تكون أكثر وبعد فترة نشعر أن الديوان قد امتلأ بالكتب وبعد أيام نجد الشيخ قد أحضر شاحنة لوري ويقوم بشحنها دون أن ندري إلى أين هي متجهة.

دعمه للمناضلين ثقافيا ودينيا:

كنت أرى الشيخ إدريس حامد سعد الله في سفر دائم فهو إما متجه إلى الخرطوم وما أن يعود منها حتى يشد الرحال إلى إرتريا ثم يعود بعد غيبة قد تطول ثم بعد أيام قليلة يسافر إلى مدينة بورتسودان ومما رسخ في ذهني أنه لم يتمكن من شحن مصاحف إلى إرتريا لأن الجبهة رفضت أن تمنحه التصريح فأحضر لوري وشحن الكتب والمصاحف إلى بور سودان غير أنني أدركت فيما بعد أنه شحنها إلى حيث كانت تتمركز قوات التحرير الشعبية في منطقة حشنيت عن طريق رفيقه في الدراسة بمصر  أدم أكتي عضو اللجنة التنفيذية ومسؤول مكتب الشؤون الاجتماعية في قوات التحرير الشعبية ومنها نقلت إلى وجهتها بالجمال.

مما أذكر أن الشيح كان كثيرًا ما يطلب منه التدريس في السودان في معاهد جهاز التعليم الإرتري الذي تأسس لتوه وكانت رواتبه مغرية ولا زالت في ذهني عالقة كلمات محدودة من حوار بينه وبين رفيقه في الأزهر الاستاذ إدريس أبو بكر بره قبي (أن الناس في إرتريا أحوج إليه في تعليمهم لذا سيتوجه إلى إرتريا)  

الشيخ المعلم :

توجه الشيخ إدريس حامد سعد الله إلى مسقط رأسه في حلحل وأخذ مكانه بين معلمي معهد الضياء الاسلامي معلمًا وبدأ في أداء رسالته في وسط مجتمعه داعياً وموجها نحو الأخلاق والقيم التربوية الإسلامية والبيئة تشتعل فيها نيران الحرب في كل مكان حتى اضطرتهم الحرب للانتقال إلى مدينة كرن وظل يؤدي رسالته التربوية إلى وقت قريب بعد أن ربى أجيالاً من أبناء شعبه.

توفي الشيخ عن عمر بلغ الخامسة والثمانين

أسأل الله أن يتقبله عنده في العليين

ويلهم زوجته الكريمة وأبناءه وطلبته ومريديه  الصبر وحسن العزاء

 

 

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى