الإرشادات الإيمانية للتعامل مع المرض والمرضى
من يعيش مع المرضى حسب مهنته يجد الكثير من الحالات التي تبعث على الإشفاق وتنتزع تعاطف المعنيين بالصحة . والمريض والمعالج كلاهما يساهمان في تعجيل العافية بإذن الله أما تجاهل الطبيب واجبه تجاه المريض أو تجاهل المريض ارشادات ا لطبيب فالنتيجة غير سارة .
مؤخرًا تعاملت كثيرًا مع مرضى ذوى الإيمان الضعيف – والله أعلم بقلوبهم وما شهدت إلا بما رأيت من سلوك متضايق لدى المرضى- و نسأل الله أن يهدينا و يهديهم فهم يساهمون في تعقيد حالاتهم المرضية خاصة من الناحية النفسية ,
منهم من يعتقد أن المرض من السحر و منهم من يعتقد ألا يشفى أبدًا فهو يائس من فضل الله عليه .
و آخرون لا يصبرون على المرض و أذكر واحدة قالت بأن (فلانة ) قامت بعمل سحر لها و لذلك فهي على هذه الحالة البائسة ولا ترجو الشفاء . فقلت لها بأن الله أكبر من فلانة هذه و سوف تشفين قريباً إن شاء الله . فظلت تردد : لن تشفى . بدأت استغفر الله لها بصوت عالي حتى بدأت تردد معي .
نحن نتعاطف كثيرًا مع المرضى مع ذلك أتمنى أن يصبروا حتى ينالوا كامل الأجر والتعامل مع المرض بالتفاؤل والأمل الفسيح يساهم في العلاج ,
فيما يلى بعض من الإرشادات على المريض بأن يلتزم بها
1 – اليقين بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على رفع البلاء و على شفاء المرض قال تعالى { وإذا مرضت فهو يشفين} سورة الشعراء : 80
2- اليقين في جبر الله تعالى للمصاب ولطفه به حتى مع المصيبة، وأنه سيعوضه خيرًا عن كل ألم أو فقد
في الحديث عند الترمذي بسند حسن صحيح عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: (قلت يا رسول الله : أي الناس أشد بلاء ؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض ما عليه خطيئة
3- الرضى بقضاء الله وقدره
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
4- الدعاء
و هو مخ العبادة ويتخير الوارد من الأدعية مثل : اللهم رب الناس أذهب الباس، اشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما
5- الصدقة وقد جاء في الأثر :
داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وأعدوا للبلاء الدعاء
6- عدم سب المرض
وقد دل على عدم جواز سب المرض ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب، فقال : مَالَكِ يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين؟ قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد
** نسأل الله تعالى أن يشفي مرضانا و مرضى المسلمين .