البشير يعلن فتح حدوده مع دولة أرتريا … النظام الأرتري يتجاهل الفتح والإغلاق معًا
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الخميس من منصة الاحتفال البهي الذي أقيم لاستقباله في مدينة كسلا أعلن فتح الحدود مع دولة أرتريا ، الاحتفال المشهود حضرته الجماهير من مختلف محليات الولاية واحتشدت لاستقبال عمر البشير لإظهار وقوفها معه وتضامنها مع النظام السوداني القائم ضد المشاغبين عليه المتظاهرين ، الرافعين شعار ” يسقط بس” في مواجهة ” يقعد بس ” الذي تغلب من حيث الجماهير على الشعار الأول فقد نظمت الحكومة السودانية في عدد من ولاية السودان تظاهرات حاشدة تلاشت أمامها مظاهرات تشعل إطارات السيارات وتقطع طرق المواصلات وتهتف ثم سرعان ما تختفي من المشهد هربا من قوات مكافحة الشغب بعد توثيق الأصوات الضاجة والأعداد القليلة مقارنة بالأعداد الموالية للنظام
إعلان عمر البشير فتح الحدود مع دولة أرتريا حدث يسر سكان كسلا كما يسر الشعب الأرتري هناك لما بين الشعبين من تواصل مصالح وصلات أرحام وتاريخ وجغرافية ومستقبل مشترك ولهذا كان موقفاً منتظرًا ولم يكن مبرر لتأخيره في وجهة نظر الكثيرين من شعبي البلدين خاصة بعد انفتاح نظام أرتريا نحو إثيوبيا والرمي بكل ثقله في أحضانها مع تجاهل رغبة الشعب الأرتري في الحريةوالعيش الرغيد
.إغلاق الحدود كان بمرسوم جمهوري خاص بإعلان حالة طوارئ بولاية كسلا وشمال كردفان صدر في ديسمبر 2017م و تم تمديده في يونيو 2018م تبعه تعزيزات عسكرية اجتهدت في إغلاق المنافذ الحدودية وتعقبت السلع المتجهة من كسلا إلى أرتريا وقد شكا سكان القرى السودانية الحدودية من تصرفات الجنود القاسية التي رافقت الحملة على التهريب.
الرئيس عمر البشير أعلن في الحفل الكبير وقال : أقدم من هنا شكرًا خاصًا لدول الجوار وأخص دولة أرتريا رئيساً وحكومة وشعبًا ومن هنا أعلن فتح الحدود مع أرتريا وقال : هم أهلنا وإخوتنا وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا لأن علاقتنا مع أرتريا علاقة تاريخ وجغرافيا ودم .
إعلان الرئيس البشير في كسلا عن فتح الحدود مع دولة أرتريا – قد سبقه فتح مقر الجالية الأرترية بكسلا – محل رضى لسكان كسلا وللشعب الأرتري لأنه يخفف التضييق الذي كانت تكابد منه الحركة المتواصلة بين الشعبين والبلدين
فمنذ إغلاق الحدود من طرف السودان وحده تحولت الحركة إلى تهريب أكثر تطرفا للتوارى عن التعزيزات الأمنية والعسكرية التي كانت تتعقب حركة المواطنين إذ سلكت طرقا وعرة وبعيدة عن عين المراقبة مما أدى إلى ارتفاع سعر تكلفة السلع الأمر الذي أدى إلى غلاء الأسعار في أرتريا
علمت وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” من مصادر مطلع لها معرفة متابعة لحركة التجارة أكدت أن تجارة الحدود من السودان إلى أرتريا لم تنقطع خلال فترة الإغلاق وإنما اخذت لنفسها سبلا خاصة في الحدود الواسعة بين البلدين فهي أصعب من أن يغطيها جيش وقال المصدر أن معظم المنافذ نشاطا وقت الإغلاق كان منفذ الساحل بولاية البحر الأحمر إلى جانب معابر خاصة بولاية كسلا استفادت من حركة المواطنين الطبيعية إلى القرى المجاورة لدولة أرتريا وقرب الحدود الذي يدفع المهرب في بضع ساعات ليلا إلى داخل الأراضي الأرترية بما يحمل من بضاعة في عربات كارو أو جمال أو سيارات صغيرة .
فتح الحدود حدث مبشر يجعل الحركة بين المواطنين شرعية سهلة بدل أن كانت محظورة قاسية مكلفة بما كانت تواجه من مخاطر مصادر السلع ومصادرة وسائل نقلها.
من جهة أخرى قال محلل أرتري معارض تواصلت معه وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” إن فتح الحدود يفيد الشعب الأرتري لكن النظام الحاكم الذي فتح لنفسه آفاقا واسعة تجاه إثيوبيا ودول الخليج ظل يتجاهل الإجراء السوداني كما أنه لم يشارك هذه المرة في احتفالات كسلا بالرئيس البشير كما كان معهودا في تاريخ البلدين والنظامين ولهذا يظل حدث فتح الحدود يتم من طرف من واحد كما كان الإغلاق من طرف .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم