التوازن في التربية
فشل الطفل في الجانب الاكاديمي يمكن تداركه ،فشله في الحياة يجعل منه إنسانا هشا مشوها نفسيا يصعب علاجه
د.سعاد دنكلاي : بتوزيع المهام عليه يتربى الطفل
إن تحلى الشباب بروح المسؤولية وتحمل الأعباء وأداء الدور المنوط به في الأسرة ومن ثم المجتمع لايأتي فجأة وإنما تتوارثها الاجيال اللاحقة عن الإجيال السابقة والخالف عن السالف كما قال الشاعر :
وينشأ ناشيء الفتيان منا
على ماكان عوده أبوه
فإن أي خصلة يكتسبها الإنسان مثل الصدق والأمانه وكل مكارم الأخلاق يُربى عليها منذ نعومة أظفاره ، على عكس مانشاهده هذه الأيام داخل الأسر ،وأخص بالذكر هنا تربية الابناء الذكور فهم رجال الغد وعليهم يقع العبء الأكبر في تحمل مهام ومسئوليات الأسرة ، وخاصة في الأسر التي يغيب عنها الأب وبالتالي غياب القدوة للشاب . فالزوجة التي تشكو اليوم من اهمال زوجها وعدم تحمله لمسؤولياته هي نفسها الأم التي تربي ابنها على ذلك مايجعلنا في حلقة مفرغة
_ الأم التي لاتكلف ابنها الذهاب إلى الدكان و( السوبرماركت) – المجمع التسويقي – لقضاء احتياجات البيت بدلا عنها أو حتى مرافقتها لحمل الأغراض والمشتريات ! وتقوم بسداد فواتير الكهرباء والماء وحدها وتترك ابنها الشاب بلا تكليف ، والحجة أنه لايعرف ولايزال صغيرا من وجهه نظرها- ( ١٥ ، ٢٠ سنة )- !! أو نائم
_ نوم ابنها مقدس فلا تجوز لنفسها ايقاظه وإن كان ينام النهار كله ويسهر الليل كله أيا كان سبب سهره فيما هو مفيد أو غير ذلك . وعن نوم الشباب المراهق فحدث ولاحرج قد ينام يوما كاملا أو نصف يوم متواصل؛ ( ١٢ ساعة )!!
_ تلبي الأم جميع احتياجات ابنها بمافيها الكماليات دون أدنى واجب يقوم به تجاه الأسرة .
أعجبني تصرف إحدى الأخوات عندما جادلها ابنها لماذا عليه هو الذهاب للسوبرماركت دون أخته قالت له : حتى لاتفقد أنت نخوتك ومروءتك ، عمل أختك داخل المنزل وعملك أنت خارج المنزل .
علينا أن نعيد التوازن للأسرة وفطرة الله التي فطر الناس عليها فلكل من الذكر والأنثى دوره في الحياة والمجتمع ودوره في إطار الأسرة .
فياعزيزتي الأم وإن كنت المرأة الخارقة و independent women فاسمحي لابنك أن ينمو نموا طبيعيا ليؤدي دوره في الحياة دور الرجال ،فلن يضره إن عمل في مواسم الصيف مثلا _ إن كان في مرحلة الدراسة _ وأعمال تناسب سنه ليتحمل على الأقل فاتورة جواله ومصروفه الشخصي يتعلم قيمة النقود ومعنى الادخار يتعلم حرفة يدوية ، اتركيه يكتسب تجارب ومهارات تصقل شخصيته وتعزز ثقته بنفسه فلا يكون لقمة سائغة لمروجي المخدرات وناشري السوء من الصحبة الضائعة التي تسعى لتكثير سوادها في المجتمع من أجل القيام بأدوار فاسدة مقابل الإعراض عن الأدوار الإيجابية . إن فشل الطفل في الجانب الاكاديمي يمكن تداركه أما الفشل في مواجهة تحديات الحياة وتقلبات الدهر تجعل منه إنسانا هشا مشوها نفسيا يصعب تداركه وعلاجه
عزيزتي الأم ابنك وابناؤنا هم جيلنا الصاعد وأملنا الواعد بعد الله فلنحسن إعدادهم بتأهيلهم أولا روحيا ومهنيا وعلميا وثانيا بإسناد مهام وأدوار خدمية خاصة وعامة عليهم. وامنحيهم الثقة بأنفسهم حتى لا يستطيبوا العجز والاتكال على الآخرين.
إن لأبنائنا طاقة كبيرة للانجاز واللإبداع فلا نهدرها بالاهمال الظالم أوالحب القاتل الذي يعطل دورهم في الحياة
بكالوررس صيدلة – اليمن ، دبلوم العلوم الشرعية معارج- جدة ، دبلومة الصحافة والاعلام ، المركز الدبلوماسي – القاهرة، دبلوم اخصائي تخاطب – جدة