تقارير

الحدود بين أرتريا والسودان ..نعم مغلقة ! نعم مفتوحة! ومصالح الأرتريين عابرة

لا تزال المنافذ الحدودية الرسمية بين دولتي أرتريا والسودان مغلقة على الرغم من إعلان الرئيس عمر البشير عن فتحها في خطابه أمام الحشد الجماهير الضخم الذي استقبله بمدينة كسلا بتاريخ 31  / 1 / 2019م في إطار جولاته في الولايات السودانية كسبا للتأييد الشعبي لمواجهة معارضيه المشاغبين حسب ما يراه مراقبون ومحللون سياسيون كثيرون

وعلمت وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” أن سكان مدينتي ( نقفة)  و( أفعبت) في الساحل الشمالي من أرتريا طالبوا مناديب أسياس أفورقي  في لقاءات جماهيرية  سابقة عقدوها بهدف التبشير والترويج للسلام مع إثيوبيا طالب سكان تلك المدن بفتح الحدود مع السودان مثل ما فتح مع دولتي إثيوبيا وجيبوتي وأكدوا لهم أن مصالح الشعب الأرتري خاصة سكان الساحل مرتبطة بفتح الحدود مع السودان  فكان رد مناديب أسياس أفورقي  بهدوء متعالي : لم نغلق الحدود مع السودان وعمر البشير هو الذي أغلقها ..وأضافوا نحن لسنا بحاجة إليها لأن حاجتنا من السودان لا تزال تصلنا كما أن السلع متوفرة الآن ورخيصة في أسواق أرتريا بفضل اتفاقية السلام مع إثيوبيا مؤكدين أن دولة أرتريا ليست بحاجة لتستجدي السودان بفتح الحدود التي اغلقها مختارا ومن طرف واحد حسب المصدر الذي تحدث لوكالة زاجل الأرترية للانباء ” زينا ” نقلا عن الاجتماع المذكور.

تؤكد متابعات ” زينا ” أن حركة الشعب في التواصل بين السودان لم تتوقف اجتماعيا واقتصاديا على الرغم من إغلاق الحدود بقرار رئاسي سوداني وإنما توقفت المنافذ الرسمية بين البلدين  التي كانت تطالب بإجراءات الدخول والخروج حسب الاتفاقية بين البلدين التي خفف بموجبها أن يكون عبور الإرتريين بأوراق خاصة تختم في البوابة بين البلدين دون المطالبة بجواز سفر ارتري واكد مصدر مطلع تواصلت معه ” زينا ” أن السودان وأرتريا كلاهما يدرك ومتابع الأنشطة المتواصلة بين شعبي البلدين اجتماعيا واقتصاديا والجانب الأرتري يتعامل رسميا مع القادمين إليها بخلاف الجانب السوداني الذي يغض عن هذه  المناشط وينظر إليها دون اكتراث وأكد المصدر أن الطرف السوداني يمنع عبور الحركة بين البلدين رسميا وأنه يعاقب العابرين بتهمة عبور غير شرعي في حالة القبض عليهم أو عبورهم بالطرق والمنافذ الشرعية ولهذا يتقي العابرون هذه المنافذ الرسمية ويشقون لأنفسهم طرقا أخرى ..

من جهة أخرى تفيد متابعات ” زينا ” أن السفارة الأرترية بالخرطوم شبه عاطلة عن النشاط منذ إغلاق الحدود بين البلدين  ولم يلاحظ فيها أي أنشطة جماهيرية سوى لقاء واحد عقدته السفارة والجاليتان في القضارف وبورتسودان بهدف التنوير والترويج باتفاقية السلام مع إثيوبيا وبيان مصالح أرتريا منها موضحين أن المبادرة كانت من طرف النظام والثمار يجنيها الشعب الأرتري حسب ما تروج تلك التنويرات غير الخائضة في مطالب الشعب الأرتري بحقه من خسائر الحرب ولا المطالبة بحريته في العمل والانتاج والحركة والعيش الكريم  داخل الوطن ولا التبشير بانفتاح تجاري واقتصادي مريح تجاه الشعب الأرتري وعودة مهاجريه من دول الشتات وأكد مصدر عليم ان النشاط الوحيد المنتظم في السفارة هو سفر قائم مقام السفير إبراهيم إدريس- وهو رجل استخبارات لا يحسن غير هذه المهنة حسب المصدر –  المتكرر جواً إلى أسمرا  على الرغم من وجوده عائلته بالخرطوم

وتفيد متابعة ” زينا ” أن السودان الرسمي هو الطرف المتحمس لفتح الحدود مع دولة أرتريا ولعله يهدف إلى احتواء الخلاف مع الجارة الشرقية التي تبدي استغناء عاليا بالانفتاح نحو إثيوبيا والدخول في اتفاقيات منافسة مع بعض دول الخليج العربي الطامعة في استثمارات كبيرة في دولة إثوبيا عبر الموانئ الأرترية

وتؤكد مصادر أرترية معارضة تحدثت لـــ” زينا ” أن السودان يريد أن يبرئ نفسه من تهمة إغلاق الحدود على الرغم من أنه يعرف نوايا وسلوك النظام الأرتري ولهذا بدا حدث فتح الحدود مع أرتريا وكأنه رغبة سودانية ملحة يقابلها تجاهل النظام الأرتري

وقد ذكرت الصحف السودانية  أن السودان  هيأ إدارات معابر الحدود لتنشيط حركة الشعبين وداعا واستقبالا بمختف مناشطها الاجتماعية والاقتصادية وأن ذلك التهيؤ بدا من وقت مبكر لكنه ووجه بتعنت ورفض أرتري  فقد نشرت صحيفة ( التغيير ) عن مصادرها قالت : ان السلطات بولاية كسلا (شرق السودان) خاطبت سلطات إقليم القاش – بركة الارتري من أجل إستئناف فتح المعابر الحدودية غير ان الاخيرة رفضت ذلك دون توضيح الاسباب.

صحيفة ا لتغيير بتاريخ 30 يوليو عام 2018م ارتريا ترفض فتح حدودها مع السودان

كسلا  نقلا عن (SMC.) : https://www.altaghyeer.info/ar/2018/07/30

وكشفت مصادر ”  التغيير ”  عن رفض ارتريا طلباً سودانيا بفتح المعابر الحدودية التى كان السودان قد أغلقها من طرف واحد مطلع العام الحالي.- انتهى .

وعندما لم يكترث النظام الأرتري باستقبال الخطوة السودانية بخطوة مماثلة نشرت وسائل الإعلام السودانية أن الرئاسة السودانية فوضت آدم جماع ( والي ولاية كسلا بالتواصل مع إريتريا، بعد قرار الرئيس، عمر البشير، بفتح الحدود بين البلدين، وخلال لقاء جمع مساعد الرئيس، فيصل حسن إبراهيم، مع “جماع”، اطلع فيصل على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأوضح والي كسلا في تصريحات صحفية أن اللقاء تطرق إلى موضوع فتح الحدود بين السودان وإريتريا، مبيناً أن مساعد الرئيس أمن على أهمية التواصل بين الشعبين السوداني والإريتري، وأضاف أن اللقاء اطمأن على استقرار الأوضاع الأمنية بالولاية، في أعقاب الأحداث الأخيرة التي شهدتها كسلا مؤخراً.) السودان بتاريخ :14 فبراير عام 2019م- https://alsudanalyoum.com/sudan

 عنوان النص  ( الرئاسة توجه والي ولاية كسلا بالتواصل مع إريتريا) ويبدو الحاح السودان على فتح الحدود بالاستعدادات التي تتم من طرفه لاستئناف النشاط بين البلدين :

و( أكدت ولاية كسلا بدء الجهات الأمنية المختصة الترتيب لمباشرة عملها بالمعابر الحدودية مع دولة أريتريا بغرض تسهيل الدخول والخروج للمواطنين، مشيرة إلى إنتظار السودان رد السلطات الأريترية لفتح الحدود. واوضح محمد موسى أمين عام حكومة كسلا بالانابة لـــ(smc) أن السودان شرع  فى الترتيب لاستئناف مرور حركة المواطنين والتجارة فيما تجرى الاتصالات مع الجانب الارتيرى لتسهيل الحركة  فى جانبي الحدود، مشيراً إلى اصدار لجنة امن الولاية توجيهات لشرطة الجوازات والجمارك بمباشرة العمل بالمعابر الحدودية مع اريتريا. وقال موسى ان هذه الخطوة ستسهم فى التواصل المجتمعى لسكان مناطق الشريط الحدودى مضيفاً بأن هنالك اعتماد كبير لسكان هذه المناطق على الاسواق السودانية  لتوفير  احتياجاتهم.

مصدر الخبر: / المركز السوداني للخدمات الصحفية

https://www.sudanakhbar.com/450768

ونشرت الصحف عن مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد في تصريحات صحفية ما يفيد أنه متابع لملف فتح الحدود بين ولاية كسلا ودولة أرتريا ونص الخبر 🙁 واطمأن موسى، على ترتيبات الولاية بشأن انسياب الحركة بينها ودولة إريتريا خاصّة الترتيبات الخاصة بالجمارك والهجرة خلال نقاط العبور. المصدر : صحيفة الصيحة 2019-02-15

: https://www.sudanakhbar.com/450118

وعنوان المادة هناك ( الرئاسة تقف على ترتيبات انسياب الحركة بين ولاية كسلا وإريتريا)

وعلى الرغم من إلحاح السودان على فتح الحدود والتعبير عنه بصوت جهير من رئيس الجمهورية أمام جماهير كسلا التي صفقت راضية مسرورة  والاستعدادات الكبيرة لاستئناف العلاقة بين البلدين لا زال النظام الأرتري يتعامل مع الموقف السوداني الإيجابي بتجاهل كبير إذ لم يرد تصريح رسمي متفائل بالخطوة السودانية الإيجابية سوى ما نشر المركز السوداني للخدمات الإعلامية من تصريح يتيم منسوب لدبلوماسي أرتري لم يذكر اسمه ولا موقعه الوظيفي رحب بالخطوة ونص على حاجة الإجراءات العملية إلى زمن طويل جاء :

( دبلوماسي أريتري: فتح الحدود مع السودان خطوة إيجابية…)

وقال المصدر في تصريح لـ(smc)  : إن فتح الحدود يحتاج لإجراءات وترتيبات وفترة زمنية لإستئناف فتح المعابر والحدود واستكمال الخطوات الفعلية بهذا الشأن.( نشر بتاريخ : 2019-02-13)

https://www.sudanakhbar.com/448936 – المركز السوداني للخدمات الصحفية

وأكد مصدر أرتري معارض عن مصادر أمنية سودانية ترى : إن السودان ليس بحاجة كبيرة لفتح حدوده مع دولة أرتريا وإنما الحاجة في أرتريا أكثر لما لدى السودان من خيرات وكان الأفضل أن يتم التواصل الإيجابي رسميا بين البلدين بدل التعامل بالتهريب والنشاط غير الشرعي وأضاف المعارض الأرتري أن تحويل الملف إلى ولاية كسلا إجراء يقلل من الزخم  الرسمي الكبير الذي أبداه  السودان بداية لعملية  فتح الحدود مع دولة ارتريا  والآن تصاغر الملف ليكون من واجبات ولاية لا واجبات دولة مع دولة.

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى