– الحصاد المر في ميراث موسى رابعة – رحمه الله – بقلم باسم القروي
الحديث عن موسى رابعة – رحمه الله – هو حديث عن كل من خدم الجبهة الشعبية من القادة الصانعين ، فمكن لها بقصد أو دون قصد . مكن لها بإرادة ماكرة ، أو غفلة مخدوعة ، أو جهل مركب .
هو الحديث عن كل من تآمر على شعبه بجهل، أو بهوى متبع . فلست وحدك يا موسى رابعة تذكرك السيرة التي تركتها فأنت حبة في عقد منظوم ساق الوطن الأرتري إلى هاوية هانت عليه معها مآسي الاستعمار عند المقارنة! فإثيوبيا على جورها لم تصل من الحقد ضد المواطن ذاتاً وعقيدة ومصالح ما وصل إليه هذا النظام على يد العقد المشئوم .
حديث اليوم ضد أخلاق وسير بعض الأموات وهذا المقال لا يدين بعقيدة الثناء عليهم مطلقاً بل يزنها ويميز بين جميلها وقبيحها و يدين بسنة الإسلام التي استعرضت مسيرة الحياة فصنفت الناس حسب فعلهم إلى قائمة صالحة ، وقائمة طالحة ، وقائمة ناجحة ، وقائمة فاشلة، وقائمة مذمومة ، وقائمة محمودة . والإسلام يفترض أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أساءت لما كان يغني عنها شرف أبيه شيئاً، ولم تكن نبوة موسى عليه السلام وفضله عند الله تفرض على الناس أن يغضوا الطرف أنه قتل نفساً ما كان له أن يقتلها ، وأن محمد عبس في وجه من لا يستحق ذلك ، وأن الصحابة تولوا يوم الزحف في حنين ما كان لهم أن يفعلوا ذلك ، هم أموات الآن عند ربهم وتاريخهم غير قابل للزوال بما فيه من صواب وخطأ ولهذا أعيب على من يلاحق الأقلام الناصحة أن تسكت عن سيرة مودع سيء حتى يسلم من الإدانة عما كسبت يداه.
هذا القلم لا يتدخل في مصير الأموات الأخروي فهذا عند الله – ونسأل الله لنا ولهم المغفرة – لكنه يرى أن له حقًا شرعاً وعرفًا ومهنة في تقييم شخصية عامة كان لها حضور قوي في الساحة الأرترية ثم غادرت ولها أثر موروث محتاج لتقييم.ومن هنا أتى ليسجل رأيه في منطقة يهابها كثيرون بحجة أن الأموات أفضوا إلى ما قدموا فلزم الإعراض عن ذكر مساوئهم !! لا . إن الله لم يُخفِ عن الناس سير الفاعلين في التاريخ سلباً أو إيجاباً لأن في استعراض السيرة عبرة للأحياء ومن هنا جاز لنا الحديث عن موسى رابعة – رحمه الله – وهو واحد من قادة تاريخيين مؤسسين ، كان بيدهم الريادة إذ كاد بعضهم لبعض فاختطفهم غيرهم: أسياس أفورقي ،
فهذه من أسوء مذماتهم.
وكانوا أصحاب المبادرات الشجاعة ، والتضحيات الكبيرة لكنها آلت ثمارها إلى عدوهم دون أن يتخذوه عدواً.
وهذه من أسوء حصادهم.
أفنوا حياتهم كلها في الميدان يعملون بجد ، ويناضلون بصبر ، لصالح من تخلص منهم واحدًا واحدًا.
فبعضهم اغتيل في ظروف غامضة مثل إبراهيم عافة، وبعضهم تم اعتقاله علنًا مثل عمارو و شريفو والرفاق المؤسسين الذين كانوا أبطالاً في ا لمكر على إخوانهم وفي التمكين للجبهة الشعبية، وبعضهم تم تهميشه إلى حد الخمول الحزين مثل رمضان محمد نور الذي أكلت السنون والميدان دمه ولحمه ثم توارى عن الواجهة – وهو في عمر العطاء – بعد أن مهد الدرب لأفورقي مكتفياً بلقب ( أبوي رمضان) و الأمين محمد سعيد الذي يعجز الآن أن يشفع في تصريح مرور لجارٍ قريبٍ له مريضٍ يبحث عن علاج في الخارج ! قانعاً بظهور خامل في المناسبات .
وكلما غيب فارسهم لم يأخذ باقيهم الحذر الواجب وإنما انتظر الفرصة العاجزة ليلدغ من جحر الضب الذي لدغ منه أخوه حتى تساقط سوادهم لديغاً والبقية القليلة على الطريق الأليم.- نسأل الله لها الهداية والسلام-
وموسى رابعة من هؤلاء ..قائد عريق صابر شجاع تشبث بالميدان حتى مات فيه فهل ذاق حلاوة نضاله؟
نعم من أبناء الساحل هو ، فماذا فعل للساحل قبل التحرير وبعده ألم تقتل زعماؤهم بدم بادر على يد الجبهة الشعبية!؟ ما المكافأة التي يمنحها نظام الجبهة الشعبية لأهل الساحل فمدارسهم دون المستوى حتى الآن ، والطرق غير مسفلتة ، تترنح فيها العربات بين كرن وأفعبت ونقفة تكابد المطبات الشاقة
ومسؤولون هناك كبار يرهقون المواطنين لصالح النظام يمشون على أقدامهم – حتى الآن – بين موقع وموقع في حين عمت التنميةُ مناطقَ مختارة في مسقط رأس النظام والحاشية السيئة وكان من نصيب الساحل كتابة ” نقفة ” على العملة دون أن ترى ثمرة لاسمها هذا ولنضالها المشهود .
نعم من أبناء المسلمين هو، فماذا فعل للمسلمين قبل التحرير وبعده ألا يستحقون أن يحمي القادة من أبنائهم شر تنظيم تربى على خيرهم ثم عقهم .
نعم موسى رابعة من الرعيل الأول، فأين ثمرات نضاله العريق لأهله ولوطنه ولأمته
مَنْ يشيد بموسى رابعة ويعرف إنجازاته غير الجبهة الشعبية
ألم يناضل للأمن والسلام والحرية وتنمية الوطن؟ فأين انجازاته في ذلك؟
مضى ربع قرن وهو يرى العذاب الذي يعيش عليه المواطنون
ولم يفعل شيئًا !!
كان عاجزًا ؟ نعم – مثل كل الرعيل الذي يخدم تحت الجبهة الشعبية ذليلاً – لكن لم يكن عاجزاً أن يقول كلمة حق ويموت شهيداً في ظلها .
ساهم في طرد النظام الإثيوبي ؟ نعم هذه مكرمة تسجل لكل الأبطال لكن لماذا اليوم يفضل الشعب الأرتري أرض إثيوبيا على أرض بلاده، وسلطان إثيوبيا على سلطان بلاده.
ربما يقول قائل: إن الشعب الأرتري في وطنه سعيد والعملاء فقط هم الذين ذهبوا إلى إثيوبيا .!
نعم هذه ” نغمة ” النظام المفضلة وأنصاره ، لكنهم لا يجدون جواباً على الأسئلة المرة :
لماذا يحرس النظام الأرتري الحدود بين أرتريا وإثيوبيا والسودان بالنار ، لم لم يترك الشعب على حريته ليعلم النظام أيبقى الناس معه أم يهاجرون كرها له ؟ لم لا يترك النظام حرية المغادرة لمواطنيه عبر المطار أو بوابات الحدود .
كم يموت في الحدود هربًا من النظام؟؟
سيرة موسى رابعة تفيد أنه انضم للثورة الأرترية وهو صغير عام 1966م وكان ضمن الثورة في المنطقة الرابعة ومنها أخذ اسمه وظل في الميدان يحمل النار حتى ما بعد التحرير فما الذي جناه من رهق السنين؟
موسى رابعة خدم الجبهة الشعبية عند ميلادها خدمة كانت بحاجة إليها وهي محاصرة في شريط ( يسمى حطاط ) ضيق بين البحر الأحمر الذي تسيطر عليه إثيوبيا وبين الجبال التي تسيطر عليها جبهة التحرير .
كانت غريبة اليد واللسان في المنطقة فوظفت موسى رابعة – وأمثاله كثيرين – لتجنيد الشعب لها فتحرك بنشاط وهمة في مواطن كان أكثر دراية بها من غيره لأنها أهله ومرابع صباه . فجند الشعب لصالح عدوه، وضد نفسه ! أي عقل هذا الذي يقبل أن يعمل لغير دين ولغير دنيا طول حياته ؟
موسى رابعة – رحمه الله – على المستوى الشخصي مات فقيرًا معدمًا لا يملك شيئاً من حطام الدنيا وغيره من ضباط النظام يملك أموال قارون من قصور ومؤسسات وتجارة وكنوز في الخارج
وكان موسى رابعة يعيش على مساعدات بعض أقاربه وأصدقائه التجار تجار الجبهة الشعبية خاصة ومعارفه.
وعلى مستوى أهله سألت عنه كثيراً من سكان رورا حباب فلم أجد من يذكر موسى رابعة بأي إنجاز وكان معقولاً أن يعجز عن دعم الأهل من كان عاجزًا عن خدمة نفسه
وموسى رابعة لم يكن صاحب فكر حتى يضحى بكل شيء لصالح فكره وعقيدته فهو شبه أمي من ناحية ، وهو لم يتلق دورات في البعث أو الشيوعية أو الإسلام على يد متخصصين في الخارج الأمر الذي أهله ليكون أداة طيعة لغيره مغروراً على أهله ، ذليلاً أمام عدوه. وأمثاله كثيرون في قادة الجبهة الشعبية الذين كانوا يشغلون مناصب رفيعة بجهل ويديرهم مدير تنفيذي مسيحي ذي صلاحيات أوسع من صلاحياتهم.
تشهد سيرة موسى رابعة– رحمه الله – سكرًا ومجوناً حسب ما روى لي بعض من بحث في سيرته الشبابية وفترة كهولته لكن قد يخفف من حدة التاريخ أنه شوهد يرتاد المساجد في أواخر عمره و كان يحضر الجمعة والجماعة دون أن تدفعه صلاته وجمعته إلى مقارعة نظام يهمشه ويؤذيه وينكل بأهله.
ذهب إلى الله بما فعل ، وربه أعلم بحسن سريرته قد يغفر له في الآخرة ، لكننا نقرأ صفحة من الكتاب الظاهر وليس من سنن الله أن يخفي أخطاء الرواد الذين في الواجهة تأكيداً على أن الحق أحق أن يتبع وأن الباطل مردود على صاحبه يوجب الاعتذار والاعتبار، ومن هنا حفل التاريخ الإسلامي القديم والحديث بسير الفاعلين صالحها وطالحها . فلا وجه للأصوات التي تحاصر الأقلام الصائبة بالصياح بحجة أن الأموات يجب ذكر حسن سيرتهم لأننا لسنا في مجلس عزاء نترحم على فقيد ، وإنما نحن في استعراض سيرة من كسب صاحبها حتى يتقي الخلف ما أخطأ فيه السلف ، فكل إنسان بما كسب رهين، فاصنع لنفسك غرساً طيباً تذكر به عند الناس وعند الله وإن اللاحقين ليسوا بمسؤولين أن يصنعوا لك مجدًا ليس من كسب يدك.
إذا قرأت صفحات موسى رابعة فسوف تجد أنه كان مسئول إدارة ا لجماهير وهي أكبر مؤسسة في الجبهة الشعبية كانت معنية بالاستخبارات الراصدة للمعلومات عن كل شخص وتستخدم في ذلك كل شيء و بتجنيد المواطنين قسراً لصالح التنظيم وهو كان أشد الناس تفانياً في هذه الخدمة
وموسى رابعة شغل منصب رئيس الفلاحين فهو كان من أشد الناس إخلاصاً في إرهاق رعيته لصالح الجبهة الشعبية ،لم يكن رفيقا بهم رفقا يحمد فيه وإنما ساق الناس بالعصى خدمة للسلطان كشأن كل المأمورين في النظام البغيض.
وموسى رابعة كان رئيس الشرطة بعد التحرير فلم تشهد فترته حماية المؤسسات الدينية من الاختطاف وحماية المواطنين من الاختفاء القسري .
صحيح أنه لا يد له – حسب ماعندي من معلومات عن باحثين في سيرته- في اعتقال المعلمين لكن لم يقم بما يمليه عليه دينه ومنصبه في البحث ومتابعة ملفهم وكان بإمكانه أن يفعل شيئًا لو كان له ثقل جماهيري وقوة شخصية ومن أين له ذلك لأنه كان منبوذًا من الأهل كشأن كل القادة في الجبهة الشعبية من أبناء المسلمين خاصة ولهذا لا تنزل على موتهم دموع الأهل، ولا تقف يوم اعتقالهم خلفهم قبائلهم ، ولا عشائرهم ، ولا الشعب، لأنهم كانوا يدًا للنظام وعندما غضب عليهم قطعها ولا يبالي أو جعل حظها تشييعاً إلى المقابر بتنكيسة ماكرة للرأس دقيقة حزن مصطنعة ،وهو تقليد ذميم لا علاقة له بالدين الإسلامي ولا بعرف المواطنين، ولا فائدة تذكر فيه للميت المغادر ولا للأحياء الناكسين.
موسى رابعة كان يدعي في خطابات علنية أن أهله لا صلة لهم بالعرب والعروبة بل يتصل نسبهم بالأحباش وذلك تقربا للنظام وتطبيلا له وقد أثر في الناس فترة رئاسته لجهاز الجماهير حتى ظهر من بين الشعب من أراد أن يضع صليبا على قبر جده فتصدى المسلمون له ، وأمروه أن يحول جده إلى مقابر المسيحيين ، لا أن يضع صليباً في مقابر المسلمين ، وأنكروا عليه أنهم ليسوا مسيحيين وإنما كانت جدودهم مسلمين مدفونين في مقابر المسلمين وهم كذلك .
موسى رابعة شغل منصب حاكم إقليم ، فأي إنجاز قام به لصالح أهله المواطنين الذين تحت إدارته غير ما كان يقوم من تطبيق سياسة النظام في كبت الحريات ومصادرة الأموال والولاء الأعمى للنظام
موسى رابعة اعتقل بشبهة المشاركة في الانقلاب مع الشهيد علي حجاي لكنه خرج سريعاً ولم يمكث طويلاً – وما كنا نتمنى له إقامة دائمة في السجن – كما اختفى الآخرون وذلك لأن التحقيق ربما وضح أنه غير فاعل حقيقي بل كثير المطاوعة للنظام فخف عليه العذاب .
موسى رابعة تم تهميشه في أواخر عمره ، وهو ذو بصيرة وخبرة ويعرف ما يحدث للشعب والوطن كما يدرك ما يذوق من مرارة التضييق ومع ذلك كان يتردد إلى السودان ويعود موالياً على الرغم من الفرص المتاحة لينضم إلى المعارضة ويساهم مع الآخرين للعمل ضد النظام
الخدمة الوحيدة والأهم التي كافأ بها النظام موسى رابعة أنه كان يتعالج من أمراض الشيخوخة والسكري والضغط … في أرقى مستشفيات الخرطوم ويقيم في بيت تابع للنظام فماذا تفيد الزينة لمن بلغ من الكبر عتيا ، وتهالكت أجزاء بدنه بلِىً من إرهاق النضال ، والسنين العجاف؟ كان النظام يعرف أكثر منه أنه فان فقام بتجميله ليتهيأ إلى المقابر ولعله كان مسرورًا بذلك الإحسان !! مخدوعاً به سعيداً . أي سعادة يرجوها المرأ من الترداد في أبواب المشافي مجرداً من حب الأهل والعشيرة والذكر الحسن فقط كان ينتظر حظه من وداع بدقيقة صمت حائرة لا تصله بالدين ولا بعرف المواطنين وإنما تقطع علاقته بآلام المرض الدنوي لعل الله أن يغفر له على الرغم من أنه موقف مخزي ومرعب أن يقف العبد أمام الله وذنوب العباد تتعلق به .
موسى رابعة كافأه النظام بسرد سيرة له خاصة يمجد فيها الجبهة الشعبية في جريدة أرتريا الحديثة وهي فرصة وحيدة قل ما تتوفر لأبناء المسلمين من نظام مع في سيرة القادة المسيحيين وينسب لهم الفتوحات ويتجاهل سيرة القادة المسلمين الذين صنعوا غرسوا شجرة النضال دون شريك وحققوا مجد الاستقلال ، ومكنوا لنظام غير وفي لأصحاب الإحسان إليه .
جرى معه اللقاء وهو عاطل مهمش لا دور له ، ولا مكان، لا عند أهله، ولا عند الدولة .
موسى رابعة تختم حياته ببعض أسطر تعلن عن خبر وفاته ويمضى بلا ضجيج ، مضى ساكناً خامل الذكر عند أهله وعند المواطنين وعند النظام كذلك؛ لأن الأدوار المنوطة إليه قد انتهت فرمى به سيده كما يرمى الثوب الخلق .
مات موسى رابعة رحمه الله تعالى وغفر له وتجاوز عن كل ما يعلم عنه الشعب ا لأرتري من سوء الممارسة التي أذلت الشعب لصالح النظام غير الوفي .
آخر سطر :
لست وحدك يا موسى رابعة من خدم النظام ، ولست وحدك من انتهى الأمر به ذليلاً مهمشاً إلى الله الغفور الرحيم .. لكن السيرة التي خلفتها تظل من مكتسبات جهدك غير قابلة للزوال ، فالتاريخ كتاب أمين يسجل على الناس حسن سيرتهم أو سيئها فما زلنا نقرأ صفحات من نور لسيرة الأنبياء والصحابة الأولياء كما نقرأ الصفحات السيئة التي تخلد لبعض المواقف الخاطئة لكثير من الصالحين فكيف تمحى آثار من لم يعرف الشعب له فضلا ًغير المساهمة في تمكين العدو سواء كان هو على إدارك لهذه الحقيقة أو كان على جهل بها وحينئذ تنطبق عليه القاعدة أنه (مغفل نافع).. ومثل هؤلاء يستغلهم العدو في كل البلاد ويسلطهم على كل العباد فهم كانوا رموز المسلمين في واجهات كبيرة وفي تحت أقدامهم مديرون تنفيذيون نصارى يحركون دولاب الدولة إلى الهاوية التي يتجرع مرارتها الوطن الآن.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم
هذه حقائق يشكر عليها الكاتب ، وهي لاتخص موسى رابعة؛ فهو واحد من كثيرين مثله؛ فقيادات جبهة التحرير الإرترية وهم أكثر منه علمًا ودراية لم يفعلوا شيئا أمام تسلط ونفوذ حزب العمل الذي انحرف بمسار الجبهة، بل كانوا أدوات مكنت الجبهة الشعبية من الساحة حتى انفردت بها ؛ بقتل وإبعاد الشرفاء حينًا ودس الحسناوات بينهم لمعرفة أسرار الجبهة وخططها؛ إذن كل أبناء المسلمين شركاء في خذلان أمتهم ودينهم ووطنهم، ولو كانت الجبهة صامدة لانكفأ إليها موسى وغيره ، ومن لاهم له إلا الجنس والشراب وقد توافرله يقنع بهمه وهو ماحصل لموسى وأمثاله.