الرعب يدفع سفارة النظام في الدوحة لتزرع كمرات مراقبة عالية دقة الالتقاط على أكثر من 10 زوايا وتعلن عن منع تداول القمار وتستبق شهر رمضان لإقامة حفل راقص يمول بتبرعات جديدة.
تقرير خاص من الدوحة – زينا
القرار المفاجئ:
أصدرت السفارة إعلاناً شديد اللهجة يمنع لعب القمار فوجئ به مرتادو كافتيريا الجالية مساء أول أمس الخميس (19 أبريل) حيث يقضي البعض جزءًا من مساء عطلة نهاية الأسبوع
. يأتي هذا الإجراء بعد أكثر من شهرين من خطوة شبه رسمية، قام بها مسؤول الملف الأمني بالسفارة، المدعو (ملوقيتا) – وهو أصلا السائق الشخصي للسفير- بالتنبيه على عدة طاولات معروف أنها ميدان للعب الورق بالقمار. وقد حذر بصوت عال أنه لن يسمح بذلك حفاظا على سمعة السفارة، ولكن عزاها مراقبون إلى تنبيه الجهات الأمنية القطرية بناءً على شكوى مقدمة من الجيران جراء الأصوات والروائح التي تصدر من المكان. كما علم مصدر ” زينا ” من بعض مرتادي الكافتيريا المسماة زورا بالمركز ( الثقافي الإرتري) والكائنة داخل مقر سفارة النظام الإرتري بحي الثمامة في الدوحة، أنهم لم يتفاجؤوا بعدة نسخ معلقة في الجدران من إعلان منع القمار بتوقيع رئيس الجالية المدعو (وليد يس) حيث كان الإجراء متوقعًا للقلق الذي تملك السفير وطاقمه من تسريبات وكالة زاجل ولربطهم إياه بموضوع الكاميرات الذي كان مثار الحديث لعدة أيام.
بداية القصة:
بعد التسريبات التي نشرتها وكالة زاجل قبل وبعد قيام المهرجان الغنائي الذي مني بفشل ذريع وجاء من ضمنها ما يدور من لعب القمار والتجسس على الإرتريين داخل كافتيريا الجالية، قام الطاقم الأمني للسفارة بتزويد كاميرات المراقبة بلاقط صوتي عالي الوضوح. وهو الأمر الذي تنبه له بعض رواد الكافتيريا وصار محور التحذير فيما بينهم، حيث أن الكاميرات التي تم زرعها في أكثر من 10 زاويا كانت ترصد بالصور عالية الدقة منذ بداية عمل الكافتيريا التي استأجرها المدعو (شمبل غيلاي) وتكلف بصيانتها وتحديثها، مقابل مبلغ 6000 ريال قطري شهريا يتم توريده في خزينة الجالية. كما تندرج تحت موضوع الكاميرات الحصانة التي تتمتع بها غرفة النخبة، وهي كما يعرفها مرتادو الكافتيريا بأنها جزء من فروض الولاء التي يقدمها المستأجر لقيادات الجالية، الذين أرسوا المزاد عليه قبل سنتين مقابل توفير تلك الغرفة المعزولة، لعدة أفراد معينين يشاركهم السفير أحياننا خدمات خاصة من داخل وخارج الكافتيريا هي مثار الشكوك، حيث يقضون فيها ساعات طويلة في المساء دون أن يدخل عليهم أحد أو تطالهم عدسات كاميرات المراقبة.
الحفل الراقص:
لقد بات من المؤكد قيام الحفل الراقص بمناسبة عيد الاستقلال قبيل أيام من بداية شهر رمضان المبارك، وتجري الترتيبات التي يتولاها المقربون من السفير تحت مسمى لجنة الاحتفالات لطلب التبرع من شخصيات معينة، نسبة لقلة إيرادات السفارة والجالية بعد مقاطعة الجمهور الإرتري لهما، وسوء العلاقات الرسمية بين النظام الإرتري وحكومة قطر كما هو معروف. وتأكيدًا لما نشرته زينا من خلال عدة تقارير شملت مجريات اجتماعات وقرارات متوقعة كان آخرها الدعوة لاجتماع يترأسه السفير ويمرر فرض رسوم جديدة على المقيمين الإرتريين في قطر من أجل تمويل الاحتفالات الراقصة، إلا أنه أسقط في يد السفير وقيادة الجالية وفرع الحزب والشبيبة المقربين منه، فتم العدول عن الخطة بل ألغي ذلك الاجتماع بدعوى ترتيب أفضل بحضور ضيف حكومي كبير. هذا وترجح مصادر عليمة لزينا أن يقام الحفل كالعادة في صالات ريجنسي التي تمنح تخفيضات للسفارة منذ عدة سنوات، ولكن هذا العام ربما يصل التخفيض إلى نصف القيمة حسب إفادة السفير في آخر اجتماع له مع المجموعة التي يسميها لجنة الاحتفالات الوطنية. اللجنة نفسها منقسمة على عدة اتجاهات حول قيام الحفلة دون مراجعة أسباب الفشل السابق، والخوف المتزايد من تكرار ذات المقاطعة الجماهيرية إن لم تكن بحجم أكبر مما يتوقع، ومن المعلوم أن تباين الاتجاهات هذا يأتي تبعا للخلافات السابقة بين أعضائها الذي يمثل جزء منهم الهيئة الإدارية للجالية بشقيها المتشاكسين وجزء آخر يعمل بتكليف من فرع حزب الجبهة الشعبية واتحاد الشبيبة واتحاد المرأة.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم