تقارير

السفارة الأرترية بالخرطوم …خدمات للبيع ومخاوف من مهمة السفير الأمنية

عرف النظام الأرتري بأنه يفرض على كل خدماته للمواطن  إتاوات باهظة  دون أن يمنحهم حقوقهم الطبيعية ، في وطن هم ينتمون إليه

والسفارة الأرترية بالخرطوم مثل غيرها من سفارات النظام مهمتها الأساسية جلب الدعم  من المواطنين لتغذية خزينة النظام ، دعم لا يرى المواطن أثره في الحياة ،

تحدث مواطنون أرتريون تواصلت معهم ” زينا ” عن  أسعار الوثائق والخدمات التي تقدمها السفارة  لطالبيها فشكوا من تكاليف باهظة تطلبها السفارة  دون ان تراعي ظروف المواطنين المقيمين في السودان  خاصة في هذه الفترة التي يعيشها السودان من قلة  الدخل أو ندرة العمل وغلاء المعيشة . وذلك بسبب وضعه السياسي الهش ، من ناحية وبسبب عارض الهلع من وباء الكورونا من ناحية أخر ،  وما يستلزم ذلك من انكماش الأنشطة على كل الأصعدة .

” زينا ” تحدثت مع مواطنين عبروا عن مصاعب تواجههم في بوابة السفارة واجمعوا على أن السفارة  لا تراعي  ظروف مواطنيها بل تحرص ان تستلم منهم حقها من الدفع المالي الواجب،  وبإجراءات إدارية قاسية ، وأوضحوا أن معاملة السفارة لمراجعيها ازدادت سوءاً وقسوة بعد فرض إجراءات جديدة بدعوى “الكورونا ” من هذه الإجراءات :

  • يمنع التواصل مع السفارة إلا عبر خطاب من  إدارة الجالية .
  • تشترط الجالية وبحزم وقسوة دفع رسوم متعددة قبل أداء الخدمة
  • يتم تحويل المعاملة التي تكتمل شروطها إلى السفارة عبر الشبكة
  • يتم منح خطاب للمواطن الذي استكمل الإجراءات يتضمن تحديد موعد الزيارة في السفارة ويختلف الموعد حسب نوع الخدمة والموقع الجغرافي الذي يأتي منه طالب الخدمة علما أن موعد أداء الخدمات للساكنين في الولايات هو يوم الأحد فقط  وبحجز سابق  عبر الجالية  ولهذا يعاني المواطن قسوة الانتظار حتى يحين الموعد . وأوضح المواطنون أن هذا الانتظار يكلفهم أموالا كبيرة  في السكن والإعاشة في العاصمة إلى جانب التعطيل عن العمل .

أكدت المعلومات التي استقتها ” زينا ” من مواطنين أتوا لطلب الخدمة إلى السفارة  أن معاملة موظفي الجالية قاسية جدا  وأنها  تتعامل مع  الطلبات بفظاظة واضحة  فبينما الدخول في دار الجالية  المهجور السيئ المنظر متاح للعب الميسر في المقهى والتواصل مع الأصدقاء فإن بوابة الإدارة  المعنية بالخدمات الرسمية  في الجالية تقابلك بسوء استقبال يبدأ من إجراء الاصطفاف الطويل امامها و بيع الكمامات – يلزمك شراؤها –  التي لا يلتزم بارتدائها الكثيرون بعد دفع قيمتها لموظف البوابة الذي يطلب منك الشراء الإلزامي قبل الحديث معك ومعرفة  حاجتك.

وينتهي  حديثه مع المراجعين في أحيان كثيرة إلى طرد المواطن  بحجة أن نوع خدمته لا يوجد أو لأن وقت الخدمة  لم يحن  مما يدعوه إلى الانتظار إلى موعد آخر قد يطول  أو العودة من حيث أتى إلى الولايات  كاسف البال.

أسعار الخدمات في الجالية :

موعد العمل في الجالية  هذا الأيام ما بين العاشرة صباحا والثانية ظهرًا  فهي الفترة التي تفتح فيها أبوابها فقط أربع ساعات في اليوم .ولهذا يشق على كثيرين تحقيق مقاصدهم بسبب ضيق الزمن .فأحياناً كثيرة  ينتهي  جل الساعات الأربع في الطريق مع صعوبة المواصلات وبعد الوصول لباب الجالية تجده مفتوحا دون قيود أمنية ظاهرة – ما لم تكن ساعات الدوام قد انتهت وأنت في الطريق –  وذلك بغرض جذب المواطنين إلى  الدار ومناشطها وعندما تتجه إلى الإدارة للخدمة المنوطة بها تبدأ القسوة في التعامل فهي صورة طبق الأصل من النظام الأرتري في الوطن هناك حسب مواطنين يجاهرون بالخصومة مع الموظفين .

كثير من المراجعين يستنكرون ارتباط خدمات السفارة  بالجالية إلزاما ويعتبرون  ذلك ربطًا استخباراتيًا لا علاقة له بالحقوق بين الدولة والمواطن وتحدث المواطنون الذين تواصلت معهم  ” زينا ” أنه لا يوجد اي مبرر صحيح  ومنطقي يفرض على المواطن الأرتري أن يتجه إلى إدارات  الجالية  الأرترية بالمدن السودانية  ولا يوجد مبرر لدفع فواتير لهذه الجاليات مقابل تحرير خطاب لا لزوم  له ويرى هؤلاء المواطنون أن الرسوم المقررة كان بالإمكان دفعها في السفارة مباشرة أو بتحويلة بنكية من بعيد وذلك لسهولة التعامل الألكتروني في السودان حاليا

وذكر المواطنون أن أسعار الخدمات في الجالية الأرترية بالخرطوم هي على النحو التالي :

أولا – في المقهى بمقر الجالية  بجريف شرق في محطة المدارس  :

  • كباية الشاهي : 30 جنيها وهو غالباً يدفعه المغلوب في القمار من المجموعات التي تلعب في حلقات متنوعة في المقهى..
  • قارورة الماء الصحي : 60 جنيها
  • طلب الطعام ” فتة ” بالشطة : 200 جنيها وقل ما توجد خيارات أخرى .

علما أنه لا يوجد ماء مجاني يشربه المواطن في الجالية

ثانياً – في إدارة الجالية :

  • بطاقة عضوية الجالية إلزامية : 300 جنيها ومدة صلاحيتها سنة واحدة.
  • الكمامة إلزامية : 50 جنيها وهي إلزامية من حيث الشراء لا من حيث الارتداء
  • خطاب الجالية إلى السفارة : 300 جنيها وهو يمنح لراغبيه وينص فيه على نوع الخدمة المطلوبة ومواعيدها.

ثالثًا- في السفارة :

مما ينتظر المواطن هناك في السفارة المطالبة بـــ

  • دفع الضريبة :2% وصلت هذا العام إلى  : 1680 جنيها  سنويا لكل مواطن. وأي مواطن تخلف عن دفعها خلال السنوات الماضية  تتراكم عليها ويدفعها بسعر اليوم الغالي لا بسعر امسها الرخيص .
  • قد تزيد بسبب فواتير إضافية أخرى مثل فاتورة مكافحة الكورونا : 100 جنيها .علما أن الدخل الشهري للمواطن تحدده السفارة اعتباطا دون تبرير ولا منطق على الرغم من أن السفارة تسأل عن الدخل ونوع عمل المواطن ومع ذلك تتجاهل إجابات المواطن وظروفه، وتفرض الفاتورة الموحدة  على كل من يصلها يطلب الخدمة الواجبة.
  • خدمة استخراج مستند الجنسية وذلك لمن كان من مواليد السودان وكان عمره فوق 18 عاماً  بتاريخ 1992م  فإنه يلزمه دفع الضريبة الوطنية منذ ذلك الحين بأثر رجعي  وهو مبلغ كبير يعجز كثير من المواطنين عن توفيره ومثل ذلك يدفع الضريبة 2% من ولد بعد 1992م تحسب عليه الضريبة منذ أن بلغ عمره 18 سنة  . علما أن مقدار الرسوم لهذه  البطاقة 000 50 جنيها  بما يعادل 125 دولار تقريباً والحصول عليها يتطلب مواعيد شاقة  إلى  جانب شروط أخرى أهمها اثبات بمستند أن طالبها من مواليد السودان.. .
  • الجواز : ثمنه في السفارة : 85 الف جنيها أي بما يعادل 200 دولار يستلم  الجواز المواطن بعد أكثر من 20 يوما ويتحدث الناس أنه يأتي من أسمرا ولا تؤتمن السفارة في الاحتفاظ بجوازات معها لمنحها المواطن متى ما  طلب وإنما ترسل الأسماء إلى أرتريا وتنتظر عودة الرد ووصول الجوازات من هناك . .

ملاحظة مؤلمة :

لا توجد خدمة التصريح بالذهاب إلى أرتريا  وإنما يقال للمواطن  بالوضوح : جازف بنفسك كما أتيت إلى  السودان ترجع إلى بلدك . تسمع هذه الإجابة من موظفين كبار يحاورون المراجعين أحياناً ومعنى ذلك أنهم يدفعون بالمواطن إلى التهريب هجرة من وطنه وعودة إليه

نشاط السفير الجديد

لاحظ مراقبون أرتريون تحدثوا لـــ ” زينا ” : أن السفارة الأرترية في الخرطوم  لم تقم بالاحتفاء الجماهيري هذا العام وإنما مرت ذكرى الاستقلال بهدوء على الرغم من أن أعضاء السفارة اعتذروا عن أداء الخدمة للمواطنين في هذا اليوم بحجة التحضير لذكرى الاستقلال  ومضت الذكرى دون رقص ولا فنانين ولا جبايات كانت مالوفة من قبل .

وقد لاحظ المراقبون كذلك نشاطا مكثفاً يقوم به سفيرالنظام الأرتري في السودان عيسى أحمد عيسى  فقد بدا أنه يكثف من    التواصل مع أفراد في الولايات واستدعائهم  بغرض عقد اجتماع بهم وإصدار تعليمات حسب مصدر تحدث لوكالة زاجل الأرترية  للأنباء ” زينا ” مؤكدًا أن جهات سودانية راصدة منزعجة من نشاط السفير الأرتري وتخشى  أن تنتهي انشطة عيسى إلى  إنشاء شبكة عريضة تعمل في اختلالات أمنية  بالسودان  وهو التخوف الذي جعل حكومة الإنقاذ سابقا تمتنع من الترحيب به سفيرًا .

وعلى الرغم من كثافة أنشطة عيسى أحمد عيسى إلا أنه يحيط نفسه بسياج من الكتمان والابتعاد عن التصريحات الإعلامية  وذلك لأن مهنته ليست دبلوماسية وإنما هي مهمة ذات طابع أمني وإجرامي حسب ما ذكر مصدر أرتري مطلع على سيرة السفير.

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى