أدب وفن
الشاعر الأستاذ عبد القادر محمد هاشم يعيد نشر قصيدة : ( الْحِبُّ شِعِبْ ) في حلتها البهية الجديدة بعد الإضافات والتنقيحات المفيدة
ْقَلْبُ الْفَتَىٰ بِجَوَىٰ الْأَشْوَاقِ يَلْتَهِبُ
وَكَيْف َ لَا وَهَوَىٰ أَعمَاقِهِ شِعِبُ
أضنَيتِ شائقَتِي الجَنَانَ مِن وَلَهٍ
فالصَّبُّ قد شَفَّهُ فِي حُبِّكِ الوَصَبُ
وَالْقَلْبُ تَحوِينَهُ كَالرُّوحِ نَابِضَةً
إِذْ لَمْ تَزَلْ بِكُمَا دَقَّاتُهُ تَجِبُ
وَيْحَ الفُؤادِ الَّذِي أزرَىٰ بِهِ أَسَفٌ
لمّا غَدَا عَن مِلَاكِ الْحُبِّ يَحتَجِبُ
مَا فَتِئَتْ رؤيةُ المَحبُوبِ عَن كَثَبٍ
مِنَ المُحالِ الَّذِي مَا كُنتُ أحتَسِبُ
وَلَا يَزَالُ وَثَاقُ الْمَنْعِ يُبعِدُنِي
عَن قُربِ شائقتِي فَلستُ أَقتَرِبُ
غَدَا الْفَتَىٰ كَلِفاً بِهَا وَمُفْتَتِناً
لَا تَعذِلُوهُ إِنَّ الْفُؤَادَ مُسْتَلَبُ
فَالسُّرَّةُ انغَرَسَتْ فِي عُمْقِ تُربَتِهَا
لِذَا غَدَتْ حَكَماً فِي الْقَلْبِ تَنْتَصِبُ
وَلَيْسَ مِنْ طَلَبٍ لِلْمُسْتَهَامِ سِوَىٰ
تِلْكَ الَّتِي يَنْتَهِي فِي حُبِّهَا الطَّلَب
” لاَبَا” يَفِيضُ لَهَا بِالسَّيْلِ مُندَفِعاً
يَاهَوْلَ مُندَفِعٍ يُخْشَى وَيُجتَنَبُ
وَكُلُّ عَائِقَةٍ يَجتَثُّ شَأفَتَهَا
تَأتِيكَ فِي سَبْيِهِ الأَشْجَارُ وَالْخُشُبُ
أَيَسْتَطِيعُ «عَقِمْ جَلْوَتْ» مُقَاوَمَةً
أَمَامَ مُعتَنِفٍ أَمْ فَوْقَهُ يَثِبُ؟
يَحتَثُّهُ شَغَفٌ تِلْقَاءَ غَايِتِهِ
يَشْتَدُّ مُحتَدِماً يَعدُو وَيَضْطِرِبُ
تَرَىٰ بِهِ ثِقَلاً وَلَا يَنِي تَعَباً
فَمَا الوَفِيُّ بِمَنْ يَعتاقُهُ التَّعَبُ
حتَّىٰ إذَا وَصَلَ المُشْتَاقُ بُغيَتَهُ
حَوَتْهُ تَحضُنُهُ حَسنَاؤُهُ الرُّغُبُ
“شَلَاقْ” وَأَوْدِيَةٌ أُخْرَىٰ مُوَافِيَةٌ
لَهَا بِفَيْضٍ مِنَ الْإِروَاءِ تنسَكِبُ
وَقَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ السُّيُولُ مَحضَنَهَا
يَسُرُّ أسْمَاعَكَ الْهَدِيرُ وَالصَّخَبُ
وكُلُّ وَادٍ – مَعَ المِيَاهِ – مُحتَمِلٌ
طَمْيًا كثيرًا بِهِ العَرُوسُ تَختَضِبُ
فَالمَاءُ مُرتَشَفٌ وَالطَّمْيُ مُفتَرَشٌ
بِذَيْنِ تُربَتُهَا لاَ شَكَّ تَخْتَصِبُ
وَالسَّيْلُ مِن بَعْدِمَا يَطوِي مَرَاحِلَهُ
يَنْدَاحُ مُفْتَرِشاً لَهاَ وَيَنسَرِبُ
يَعتَنِقَانِ هَوىً كَيْ يُنتِجَا ثَمَراً
حُبًّا وَحَبًّا وَمَا مِثْلُهُمَا أَرَبُ
وَمِن شِعِبْ تُجْتَنَى الغِلَالُ ذَاهِبَةً
إِلَىٰ أَقَاصٍ مِنَ الأَرجَاءِ تَغْتَرِبُ
أَعظِمْ بِمُنتِجَةِ الْأَقْوَاتِ فِي رَغَدٍ
وَمَا لَهَا شَبَهٌ فِي الْحَبِّ يُرتَغَبُ
“سَمْهَر”ْ وَمَا حَوْلَهَا رِِيفاً وَحَاضِرَةً
تَقْتَاتُ مِنْ عَيشِهَا دَوْماً وَتَجْتَلِبُ
”دِقِّي” غَدَا مَركَزاً لَهَا مَدَىٰ زَمَنٍ
ومُلْتَقَىٰ حَضَرٍ مَرَّت بِهِ حِقَبُ
والآنَ مِن بَعدِهِ “مَنشَبْ” أَتَىٰ خَلَفاً
فَذَاكَ مَأْثُرَةٌ وَذَا هُوَ الْعَقِبُ
لكن تَظَلُّ ذِكْرَىٰ الْقَدِيمِ عَالِقَةً
مَعَ الْحَنِينِ الَّذِي لِلْقَلْبِ يَصطَحِبُ
شِعبُ البُطُولَةِ قَدْ لَاقَتْ مُنَاضِلَةً
جَيْشاً بِأَسْلِحَةِ الدَّمَارِ يَحتَرِبُ
فَبَينَمَا شَعبُهَا فِي الْبِيدِ مُنْتَشِرٌ
لَاقَوْا دَبَّابَ الْعِدَا عُزْلاً وَمَا رَهِبُوا
وَمَا لَهُمْ جُدُرٌ لِلْاحتِمَاءِ بِهَا
فِي”شَلْشَلَا” وَ “أَبِر” وَلَكِنْ مَا هَرَبُوا
مُجَنْزَرَاتُ العِدَا اصطَكَّتْ بِأظْهُرِهِمْ
وتحت قُضْبَانِهَا الأَحرَارَ تَعتَطِبُ
تِلْكَ المِئَاتُ ارتَقَوْا فِدَاءَ مَوْطِنِهم
نِضَالُهُمْ بِمَدَادِ المَجْدِ يُكْتَتَبُ
فَذَاكَ مُكْتَهِلٌ وَذَا عَلَىٰ صِغَرٍ
وَأُمَّهَاتٌ لَهُمْ وَعَمَّةٌ وَأَبُ
وَمِنْهُمْ ذُو سَقَمٍ وَمِنْهُمْ ذُو كِبَرٍ
وَكُلُّهُمْ فِي تُرَابِ الْأَرضِ قَد ذُوِّبُوا
نَالُوا الشّهادةَ فِي عِزًّ وفِي جَلَدٍ
وَمَا بِهِمْ نَدَمٌ كَلَّا وَمَا ارتَعَبُوا
مَا أَعظَمَ الْمُفْتَدَىٰ تَفدِيهِ صَامِدَةً
شِعبٌ لِمَوْطِنِهَا أَروَاحَهَا تَهَبُ
عَمَّ الْحَرَائِرَ وَالْأَحرَارَ مَجْزَرَةٌ
وَلَيْسَ مِن شَعبٍ بِمِثْلِهَا نُكِبُوا
شِعبُ الَّتِي دَاوَمَتْ بِالأَهْلِ عَامِرَةً
فِي ضَحوَةٍ أَهْلُهَا بِسَحقِهَا اقْتُضِبُوا
يَوْمٌ مَضَىٰ ب ِالدُّنَىٰ حُزْناً عَلَىٰ شِعبٍ
والأرْضُ وَاجِمَةٌ وَالجَوُّ مُكْتَئِبُ
أَعطَتْ ضَرِيبَتَهَا بِالرُّوحِ غَالِيَةً
وزالَ قَاتِلُهَا بالخِزيِ يَنْقَلِبُ
ملاحظة :
التعريف بمدينة شعب نشر بالنسخة الأولى للقصيدة تجده في :
https://zenazajel.net/شِعْب-قصيدة-جديدة-للشاعر-عبد-القادر-م
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم