أدب وفن
الشاعر الأنيق عبد القادر في قصيدته الجديدة : دَرُّ المِنَنِ فِي دَرْءِ الْفِتَنِ:
لا تُوقِظُوا فِتَناً نِتَاجُهَا أَسَفُ
لا تُوقِدُوا مِحَناً هَوْجَاءَ تَلْتَقِفُ
قِفُوا العُدْوَانَ الَّذِي يُحِيلُكُم لُعَباً
أمِ المُحَرِّضُ لَا يُرضِيهِ أَنْ تَقِفُوا
أَمِ النَّصِيحَةُ لَا تَرضَوْنَهَا أََبَداً
وَمَن يُرِدكُمْ بِهَا عَلَيْهِ تَعتَنِفُوا
لا تَحسَبُوا النَّاصِحَ المِغْوارَ مُنهَزِماً
كلّا سَيَنهَزِمُ العَادِي وَيَنجرِفُ
إنْ تَنتَهُوا فَلَدىٰ الأيّامِ مَوْعِظَةٌ
وحِينَهَا خَطَرُ الهَيْجَاءِ يَنصَرِفُ
لَكِنْ إذا لَمْ تَرَوْا غيرَ الوغَىٰ عَلَفاً
فالسّيْفُ فِي سَغَبٍ وأنتُمُ العَلَفُ
لَا تَعذِلُوهُ إنِ استَزَادَ مِن دَمِكُم
يَعُبُّ مُرتَوِياً وَلَيْسَ يَرتَشِفُ
نُفُوذُهُ في نُفُوسِ الغَدرِ مُنْفِذُهُ
وَإِذْ يُحَاكِمُهَا فَشَأنُهَا التَّلَفُ
فَقُمْ أَيَا حَكَماً وَاحسِمْ تَعَنُّتَهُمْ
مَا دَامَ لَمْ يَنْهَهُم عَهْدٌ وَلَا سَلَفُ
وقُلْ لِمُستَتَرٍ يُزْجِي لَهُم فِتَناً
لمّا نُنَقِّبُ فالفَتَّانُ يَنكَشِفُ
يَظَلُّ مُخْتَفِياً لَكن يُحَرِّضَهُمْ
فِي المَوتِ يَقْذِفُهُم وليسَ يَنقَذِفُ
مَازالَ يُوهِمُهُمْ بَأنَّهُمْ غَرَضُ
مِمَّن يُسَالِمُهُم وأنَّهُمْ هَدَفُ
وأنَّ نَقْضَهُمُ العُهُودَ مَحْمَدَةٌ
لَكِنْ مُدَافَعَةُ العُدْوَانِ مُقْتَرَفُ
يجد يَحتَالُ والمَخْدُوعُ فِي عَبَثٍ
اُنظُر لِذِي عَبَثٍٍ أَضَاعَهُ الصَّلَفُ؟
لِلْحَتْفِ يَدْفَعُهُمْ خُبْثاً ومُحتَرِفاً
وليسَ مُنْفَضِحاً إذْ هُوَ يَحتَرِفُ
أرَىٰ مُحَرِّضَهُم يَلْهُو بِهِم سَفَهاً
أَمَا لَهُم أَحَدٌ بالرُّشْدِ يَتَّصِفُ؟
لكن بُطُولَتُهُم عَلَىٰ الضّعِيفِ الَّذِي
عَتَا بِهِ كِبَرٌ أو هَدَّهُ الدَّنَفُ
وحربُهُمْ تَفْجَأُ الغَارّينَ تَقْتُلُهُمْ
من بالبَراءَةِ والسَّلَامِ قد عُرِفُوا
ومَالَهُ شَرَفٌ مَنْ عَهْدُهُ لَعِبٌ
وكَيْفَ يَعرِفُكَ الْغَدَّارُ يَاشَرَفُ؟
وكنتُ أحتسِبُ الإعلامَ يُنصِفُنا
لكنّهُ لِقُوَىٰ الأَشْرَارِ يَنتَصِفُ
أهلَ الدِّيانةِ هَلْ هَذَا تَدَيُّنُكُم
أنْ تَسكُتُوا وإحقاقُ الحقِّ مُنحَذِفُ؟
أَنْ تَنزَوُوا ودِمَاءُ النّاسِ مُهْدَرَةٌ
أوتخنَعُوا لِذَوِي الطّغْوَىٰ وتَزدَلِفُوا؟
دُعَاةَ حُرّيّةِ الإنسانِ أسْألُكُم
أَعِندَكُم قِيمَةُ الإنسانِ تَختَلِفُ؟
إِنِّي لَأعتَقِدُ الحياةَ يَجمعُها
رُوحٌ وَحُرّيّةٌ مِن تَيْنِ تَأتَلِفُ
لكنْ بِغيرِهِما الحياةُ ليسَ بِهَا
إلا الدُّمَىٰ وَالأسَىٰ والوَغْدُ وَالجِيَفُ
وما ارتأيْتُ يَوْماً كلّا ولستُ أرَىٰ
أنَّ التَّحَرُّرَ مِن قُوَىٰ الأسىٰ تَرَفُ
وعَلَّنَا قَدْ نَرَىٰ لِلعَدلِ فَيْصَلَهُ
وَحِينَهَا صَوْلةُ الأشْرارِ تَنجَئِفُ
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم