أدب وفن

الشاعر عبد القادر محمد هاشم في قصيدة جديدة :النَّجَاشِي الْمَلِكُ ذُوالْعَدْلِ وَالْفَضْلِ

من المحرر : الإحساس بلذع المحيط  الظالم، وقسوته الجائرة ،  يدفع إلى صرخة أليمة عند الموجوعين،  لكن الشاعر يحولها إلى مكسب أنيق يظهر بشكل قصيدة خالدة،  وكم من لحظات الوجع أنتجت إبداعاً متفردًا ، يتلاشى  الألم ، ويبقى الذكر العطر في النص المبدع الممتع . ونتابع القصيدة التي تبعث ربما من محيط محبط إلى الملك العادل ترى فيه شجرة الأمل الجميلة ذات الظل والثمر والقيم النبيلة  والقصيدة إلى النجاشي ليس باعتباره حالة تاريخية سالفة تستحق الحنين والبكاء وإنما باعتبارها حالة أمل جاذبة يمكن أن تتكرر مثل تكرر طلوع الشمس بدفئها وإشراقها وأملها وحيويتها  :

يَامَنْ  بَقِيتَ  لَدَىٰ  الْكِرَامِ  تُبَجَّلُ

كُلُّ الْمُلُوكِ أَمَامَ  مَجْدِكَ  تَضْؤُلُ

لِلصِّدقِ  كُنتَ  وَلِلْعَدَالَةِ   قِبْلَةً

وَلِذَا تَخَيَّرَكَ الصَّدُوقُ الْمُرسَلُ

إِيوَاؤُكَ  الْأَصْحَابَ   عِزُّ   شَجَاعَةٍ

وَلِذَا   فَأَنتَ    الْمُستَخَارُ    الْأَوَّلُ

فَتَيَمَّمَ الْأَصحَابُ أَرْضَكَ مَأْمَناً

فَإِذَا   جِوَارُكَ   لِلْمُؤَمَّنِ   مَوْئِلُ

 حُزْتَ الْمَكَانَةَ وَالثَّنَاءَ مُفَضَّلاً

لَمَّا غَدَوْتَ رَضَا الرَّسُولِ تُفَضِّلُ

أَصْحَابُهُ  لَمَّا   أَتَوْكَ  أضَفْتَهُمْ

فَإِذَا قِرَاكَ مَعَ الْحِمَايَةِ أَجْزَلُ

وَجَدُوا لَدَيْكَ مَعَ الْأَمَانِ عَدَالَةً

وَبذَيْنِ تَكْتَمِلُ الْحَيَاةُ  وَتَجْمُلُ

بِهِمَاحَفِظْتَ عَلَىٰ الْبِلَادِ سَلَامَهَا

وَبِفَقْدِهَا  الْآنَ   السَّلَامَ   تُبَهْدَلُ

أَعظِمْ  بِهِ  مَلِكاً    تَفَرَّدَ    عَدْلُهُ

يُنْهِي  التّعَدِّيَ  وَالْمَظَالِمَ يَقْصِلُ

وَقَدِ ارتَقَىٰ نَحوَ العُلَا حَتَّىٰ غَدَتْ

كُلُّ الدُّنَىٰ  عَنْ    شَأْوِهِ   تَتَسَفَّلُ

بَعَثَ الطُّغَاةُ بِوَفْدِهِمْ يَبْغُونَهُ

تَسْلِيمَ مَن لَاذُوا بِهِ  وَتَوَسَّلُوا

بَلْ رُبَّمَا  خَالُوهُ  إِذْ  نَزَلُوا   بِهِ

أَنَّ الْمَلِيكَ عَنِ الإِجَارَةِ   يَنْزِلُ

 أََنَّىٰ لَهُمْ أَنْ يَنْتَوُوا  إِغْوَاءَهُ

أَوْ يَرْتَأُوا  إِغْرَاءَهُ  وَيُحَاوِلُوا

 وَلَقَدْ أَتَوْهُ  بِرَشْوَةٍ  وَبِظَنِّهِمْ

أَنْ لَوْ يَرَىٰ  أَمْوَالَهُمْ    يَتَذَلَّلُ

لَكِنَّهُ      أَخْزَاهُمُو     بِمَقُولَةٍ

زَهْوُ الطُّغَاةِأمَامَهَا يَتَخَلْخَلُ

رُدُّوا الرُّشَىٰ سُحقاً لَهَا  وَلِأَهْلِهَا

وَدَعُوا الْعَدَالَةَ بِالحَقَائِقِ تَفْصِلُ

أنَا لَا أُسَلِّمُ  لَائِذَينَ  بِرَشْوَةٍ

حَتَّىٰ وَلَوْ مِقْدَارُ ذَلِكَ  أَجْبُلُ

فَالدَّبْرُ  مِنْ ذَهْبِ الطُّغَاةِ تَفَاهَةٌ

حَتَّىٰ وَلَوْ يَزِنُ  الدُّنَىٰ أَوْ يَثْقُلُ

وَإِجَارتِي   تِلْكَ   الْأُبَاةَ    أَمَانَةٌ

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ -مَاحِيِيتُ-أُنَاضِلُ

وَيَسُرُّنِي أَنْ أَسْتَدِيمَ  جِوَارَهُمْ

وَالْمُرتَشِي يُخْسَىٰ لَدَيَّ  وَيُرذَلُ

لَسْتُ الَّذِي يَخْشَىٰ الطُّغَاةَ وَمَكْرَهُمْ

فَعَدَالَتِي    مَكْرَ    الطُّغَاةِ     تُعَطِّلُ

تَاللَّٰهِ مَا أَخَذَ الْمُهَيْمِنُ رَشْوَةً

لَمَّا سَبَوْا مُلْكِي وَفِيَّ تَحَايَلُو

بَلْ رَدَّهُ   اللَّٰهُ    إِلَيَّ   مِنَ الْعِدَا

بَعْدَ الأَسَىٰ  وَأَعَزَّنِي الْمُتَفَضِّلُ

وَلِذَا فَلَوْ كُلُّ الدُّنَىٰ  قَبِلَتْ رُشىً 

قَسَماً   بِرَبِيَ  رَشْوَةً   لَا   أَقْبَلُ

إنِّي أرَىٰ  فِي  الِارْتِشَاءِ  خِيَانَةً

فَلْيَرْجِعِ الْوَفْدُ الْأثِيمُ   يُوَلْوِلُ

وَأَنَا   لَكُمْ   يَا لَائِذُونَ  مُؤَمِّنٌ

 أَهْلاً بِكُمْ وَإِلَى الرِّحَابِ تَفَضَّلُوا

أَنْتُمْ شُيُومُ الْأَرْضِ عِنْدَ مُضِيفِكُمْ

وَأَمَانُكُمْ   عَهْدٌ   لَدَيَّ  مُؤَصَّلُ

إِنْ كَانَ  يَحْمِلُ غَيرُكُمْ تِلْكَ الرُّشَىٰ

فَنَبِيُّكم   هَدْيَ   السَّعَادَةِ    يَحْمِلُ

رَجَعَ الطُّغَاةُ  الْقَهْقَرَىٰ لَمَّا رَأَوْا

 طَغْوَاهَمُو  مِنْ عَدْلِهِ   تَتَزَلْزَلُ

يَأيُّهَا الْبَاغِي الْعَدَاءَ  مُمَاحِكاً

الْبَغْيُ  يُهْلِكُ  قَارِفِيهِ   وَيَقْتُلُ.

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جزيت خيراً الأستاذ عبدالقادر
    قصيدة رائعة جداً
    وفقك الله فى ما تحب وترضى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى