مقالات وآراء

الشباب بين الأمس واليوم

لو نظرنا إلى سواد من شباب اليوم وما يشغل بالهم ويسيطر على مشاعرهم  وسلوكهم وأجرينا مقارنة بينهم وبين شباب الأمس لاتضح  كيف أن الجيل  الأول كان قدوة والجيل الجديد لا يورث للجيل القادم غير الجهالة وحب الذات واتباع الهوى وانفاق الوقت والعمر فيما لا يفيد

 جيل الآباء والأجداد كان نشطًا في الخدمات الاجتماعية  يهتمون بالقضايا العامة ويبذلون جهدهم ويتحركون في خدمة  المجتمع عبر جمعيات خيرية وتعليمية، وخلاوى قرآنية ، ومعاهد دينية، وكانوا يمضون جزءًا كبيرًا من  حياتهم في السعي من أجل أهداف المجتمع، لكن هذا الإرث  الجميل  لم ينتقل إلى الخلف من الشباب الذين انصب اهتمامهم إلى حياتهم الشخصية  وتطوير مهاراتهم الفردية المحدودة، وأصبح هدف هذه الشريحة الخلاص الفردي لا الخلاص  الجماعي، فلم يعد هذا الجيل مقيدا بالروابط  الاجتماعية، بل ارتبطوا بالمجتمع الإلكتروني بديلاً لمجتمعاتهم الحقيقية  فأصبحت العلاقات الأسرية مفككة أكثر ولتوضيح ذلك نذكر النقاط التالية التي تظهر جلاء المقارنة :

الأسرة:

كانت الأسرة في الماضي على الأقل تجتمع على طاولة الوجبات اليومية يتشاركون أطراف الحديث في جو أسري دافئ، ولكل عائلة كبير يرجع إليه في الأمور الكبيرة  والأزمات طلبا  للحكمة وكان مسموع الكلمة رفيع القدر وقور الهيئة وكلمته ملزمة لأفراد الأسرة كافة.

 منطق أنا وبعدي الطوفان:

 المناخ الأسري السابق صار مفقودًا اليوم  بسبب شيوع الأنا الفردانية فالشباب في سوادهم منعزلون في غرفهم الخاصة لا يلتقون بأهلهم إلا ما ندر، يقضون خارج البيت جل وقتهم، وإذا جاؤوا البيت تقوقعوا في غرفهم حول هواتفهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا جئتهم ضيفًا زائرًا بعد طول زمن مشتاق لرؤيتهم والحديث معهم، لا تجد من يبادلك هذه  المشاعر من الشباب الصغار فالكل يريد الانتهاء من الحديث معك   للانشغال بمتعته الفردية

 انقطاع الروابط مع الأرحام :

وفوق ذلك انفكت الروابط الأسرية  مع بقية الأقرباء والأرحام فما عاد هناك التزام بالعادات والأعراف العائلية وقوانين الأسرة والدين فكل إنسان أصبح سيد نفسه لا يستمع إلا لنفسه، ولا يهتم إلا بحياته الخاصة 

هجرالعمل  الجماعي العام: 

عزف الشباب عن الخدمات  التطوعية الاجتماعية، يقول أحدهم لم أضيع وقتي في الخدمات العامة وأنا باستطاعتي أن استثمره  لنفسي في تطوير مهاراتي الفردية أو الاستمتاع بالهوى الآثم ،  وبذلك  يتحرر من أهداف  المجتمع والعائلة والقبيلة ، والحزب  والدولة ، وتقاليد وأعراف المجتمع  وقيم الدين،لا يحتكم  إلى قيم ولا أخلاق فقط توجهه حالته النفسية  طبقا لأهدافه  وقيمه التي يصورها لنفسه

وهكذا يجري  وحده  ويحرم نفسه من متعة الحياة لأن متعة الحياة في الأخذ والعطاء في ظل الجماعة لا في التقوقع  والانغلاق على النفس فمن يجري وحده عاجز أن يحقق شيئا لنفسه فضلاً أن يحقق  لغيره،لأنه أسير سواد قلبه وجهله ولذا لم يَخْطُ خطوة واحدة نحو الأمام وقد ظلم نفسه و مجتمعه فشأنه شأن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.

جيل الأباء

الشباب بين الأمس واليوم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى