أخبار زاجلمقالات وآراء

الشيخ حامد دلشاي يرسل رسالة إلى رجب أردوغان

الرسالة تعبر عن حب الشعب الأرتري لتركيا

رسالة مفتوحة إلى الرئيس رجب طيب اردوغان ورفاقه قادة المسيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسن القمر عندما أحاطت به ظلماء ، وحسنت تركيا عندما تمدد الظلام في محيطها فأصبحنا نتشوق إلى البدر في العلياء ونحن نعيش وسط المتاهات السفلية ، كوني بخير يا تركيا تهدين الضوء للسالكين

الرئيس رجب طيب أردوغان

البعيد يقربه القلب المحب ، والحواجز لا تمنع تلاقي القلوب ، وأنا أرتري ، أنتمي إلى أرض الصدق التي كانت جزءا من الخلافة الإسلامية على امتداد تاريخها بما في ذلك الخلافة التركية ، واليوم من هنا في أرض المهجر من خارج وطني  مهاجراً  أرسل إليك تحيات عطرات ، ودعوات طيبات وأسأل الله أن يحفظك فدربك القويم أنت صاحب الراية فيه ، و بالله ثم بك يصل الركب الميمون إلى مراقي الفلاح لتركيا الأمل ، فيكم أمل الشعوب المسلمة، وأمل مواطني تركيا العزيزة ،  نحسبك على خير ولا نزكيك على  الله  وما شهدنا إلا بما نرى من منجزات هائلة حتى أصبحت تركيا تتحرر من تبعية الاستعمار وتعتز بانتمائها الإسلامي وتراثها النبيل.

كم هي المسافة الفاصلة بينك وبين المعجبين بك  من حيث المكان والمكانة لكنها قريبة جدا من حيث الحب والولاء والإحساس الجميل الذي لدينا تجاهك

نتابع مسيرة تركيا الدينية والتنموية  والسياسية بإعجاب شديد

وكم نحن مسرورون لما نرى من همتكم العالية وطموحكم الإسلامي الكبير وحرصكم على مصالح المسلمين في العالم عامة وفي تركيا خاصة  .

وليس غريبا عليك يا  تركيا الخلافة أن تكوني في الصدارة حاضراَ كما كنت في الصدارة ماضيًا .

ليس غريبا ان تكونوا  في الصدارة  عندما توارت دويلات عربية وإسلامية مستسلمة أمام الابتلاءات الاستعمارية التي تهز العالم وتكيد  وتسخر كل الأدوات المحلية والعالمية  لتحقيق الهيمنة الاستعمارية دون أي اعتبار للشعوب الإسلامية ودون أي اعتبار لحقها في الأمن والرخاء وأنتم وحدكم في المواجهة .

تواجهون تآمراً داخلياً كثيفاً ، وتآمراً خارجياً عنيفاً، وأنتم أنتم لم تتحرك فيكم شعرة هزيمة ، ولا مذلة انكسار، وحتى عندما جاء قدر الزلزال وخلف ضحايا فوق الخيال تابعنا كيف كانت المسؤولية تدفعكم تجاه الشعب المنكوب للقيام بما يلزم في الإنقاذ، وبما يلزم ما بعد الإنقاذ من دعم سخي تقوم به دولة مسؤولة وعاقلة ورشيدة تسخر إمكانيات  الوطن للمواطن  ، للتنمية ولمواجهة الأقدار المؤلمة.

هذه الرسالة تأتيكم وأنا مشفق عليكم من حجم المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد تجربتكم الناجحة

وللنجاح حساد وخصوم وللمؤامرات دخان كثيف لكن الحق الأبلج لا تغطيه سحابة عامرة من دسائس  وخيانات فكم كان يواجه رسول الله صلى  الله عليه وسلم من كيد عظيم على يد أعدائه إلى درجة يظن فيها الصحابة الظنون وتبلغ القلوب الحناجر ومع ذلك ظل نور الإيمان يبشر بالفتح المبين في كل من جزيرة العرب والقسطنطينية وروما ومصر ويبشر بالأمن ( حتى يسير الراكب  من صنعاء إلى  حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه  ) – البخاري – ويبلغ الدين الغالب المنتصر ما بلغ الليل والنهار .   . كانت بشريات شكك الأعداء  فيها واستقبلها المؤمنون بأمل وفرح وسرور .

وما هي إلا سنوات حتى تحولت أحلام وأماني أمس إلى حقائق ماثلات للعيان اليوم .

حتى استلم الصحابي سراقة بن مالك  سواري كسرى بوثيقة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قد كان جاء للتعطيل مسار الهجرة النبوية وعاد يثبط الأعداء على أمل أن يجد الوفاء بالوعد .

وهكذا يرى الإسلام  المستقبل لهذا الدين ولهؤلاء المسلمين  إنه سبحانه حفظ الأشخاص؛  أهل المواقف ليروا ثمار مواقفهم في حياتهم ، بشرى تتنزل عليهم بركات من السماء والأرض وأحسب أنك مثلهم :

* كل الأقطار من حولك تضطرب وانت شامخ كالطود العظيم

* كل المؤامرات تنسج لإيقاف مسيرتك وأنت تبحر بالسفينة

* كل الصعوبات تتعاظم لتثبيط همتك وأنت ماض قدماً لتحقيق الطموح الكبير

* نحسب أنك لا تعمل لتحقيق مجد شخصي وإنما تسوق معك الشعوب الكسيرة حتى تركب السفينة

أخي الرئيس رجب طيب اردوغان حفظك الله

أبعث إليك برسالتي هذه لتعلم أن في أرتريا شعبا يحبك ، وبلدا وشخصا يعبر عن مشاعر الحب التي لدينا تجاه حسن صنيعك : ببلدك وتجاه الشعوب المستضعفة وفي الحديث الصحيح ( إذا أحب الرجل أخاه فاليخبره أنه يحبه .- أخرجه أبو داود برقم 5124  فنحن نحبك في ارتريا ، نسأل الله ان يحفظ تركيا الخلافة  من بين أيديها  ومن خلفها ، ومن يمينها وشمالها حتى تخرج من المكايدات سالمة غانمة وحتى تكمل يا فخامة الرئيس رجب طيب أردغان  مسيرة النهضة والصدارة في تركيا . فإن تركيا لم تولد لتكون ضئيلة تحاصرها حدود استعمارية لكنها أمل المسلمين حيث  ما كانوا . ومن نجح في بلده اشرأبت اعناق المستضعفين إليه ، ومن غلب اعداءه في بلده كان حريا أن يكون عونا لمحبيه خارج وطنه.

وحتى لا تفهم كلمتي على غير وجهها أني أبارك لكم النجاح في وطنكم وأسأل الله أن تكتمل المسيرة على يدكم  وكم يعجبني ان تنال تجربتكم التفاف جميع المسلمين في تركيا وفي العالم لمؤازراتها وحمايتها  ودعمها .

كم هو جميل أن يحفظ ملفكم الإنساني ما تفعلونه لصالح  اللاجئين إليكم من سوريا ومن العراق ومن بلاد المسلمين الذين تضطهدهم حكومات بلادهم

كم هو شاهد ناطق حسمكم لمكائد داخلية وفهمكم العميق للصراع الدولي وإعداد أنفسكم لمواجهة هادئة عاقلة تستخدم منطق العصر وتسخر كل أدوات الصراع لصالح المشروع التركي الإسلامي

كم هو جميل أن يواجه حكمكم خصومه بالداخل والخارج دون ضجيج كبير في معركة هادئة تحرص على النصر دون إرهاق  للنفس ، ودون إسراف في المال العام ، ودون إزهاق لأواح كبيرة كما يفعل غيركم في البلاد المحيطة التي يتقاتل فيها المسلمون وتنتهي معركتهم إلى  نفاد مقدرات الوطن وضياعها دون تحقيق أهداف لأوطانهم .

أسأل الله أن يحفظ تركيا ويحفظ الرئيس رجب طيب أردوغان ويجعله هدية السماء لأهل الأرض

أخوكم

الشيخ حامد إدريس  دشاي

أرتري يقطن في أرض المهجر وهو من الرعيل الأول للثورة الأرترية

25 إبريل 2-2023م

من نجح في بلده يتشوق إليه الآخرون

بالقيم النبيلة والعمل الجميل ترتفع الأمم

رسالة من ارتريا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تقييم المستخدمون: 3.45 ( 5 أصوات)

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى