القرن الأفريقي ، وإشكالية التغيير نحو الأفضل . بقلم الشيخ عبد الرحمن بشير ، كاتب جيبوتي*
فى مداخلة لى مع قناة ( وطن ) الفضائية فى تركيا سألني الصحفي سؤلا مباشرا ، فقال لى : هل ما يجرى فى إثيوبيا يعتبر تغييرًا نحو الأفضل ؟ هذا سؤال مباشر ، ولكنه يحتاج إلى جواب غير مباشر ، والسبب هو أن الأوضاع فى القرن الأفريقي قابلة للدخول فى أوضاع مختلفة ، ومن هنا يجب على المراقب أن يقف إزاء الأحداث بشكل مختلف ، فالأمر ليس بالسهولة التى يحسب كثير من الناس ، كما أن الأوضاع تنبئ بأن وراء الأحداث التى تجرى فى المنطقة خطيرة ، ولهذا فلا بد من قراءة مختلفة للأوضاع .
الناس دوما ثلاثة فى نظرتهم للحياة ومتغيراتها ، هناك من يقرأ الأفكار السائدة فى المنطقة ، وهم أقلية ، بل هم أقل من القلائل ، وهناك من يقرأ الحياة والمتغيرات من خلال الأشخاص ، ولدينا طرف ثالث ، وهم الذين يتيهون فى الأحداث ، واغلب الناس يدورون حول الأمرين الأخيرين .
فى القرن الأفريقي أحداث خطيرة وجسيمة ، وهي شبه يومية ، ويكاد التغيير السريع شبه يومي ، ولهذا تجد غالب من يكتب ، أو يحلل ، يتحدث عن الوقائع ، بل تجد غالب الناس حتى السياسيين يعيشون فى اللحظات بدون تفرقة ما بين الأحداث والأفكار التى تصنع الحياة ، ومن هنا وجدت فى قراءات الناس للأحداث سطحية متناهية من جانب ، وغوصا فى الأحداث من جانب آخر ، كما أن الكثير من الناس يتناولون فى جل أحاديثهم عن شخصية الدكتور أحمد آبي ، ومن هنا تكون القراءة بشكل كبير بعيدة عن الفهم الصحيح والسليم .
وجدت أن غالب الناس تائهون فى شخصية الدكتور أحمد آبى ، وهناك من يعتقد بأنه مسلم ، وينطلقون من خلال اسمه ( أحمد آبي ) ، ومنهم من يتناول فى حديثه عن تاريخه ، وأن والدته أخبرته بأنه سوف يكون ملكا وزعيما ، ورأت ذلك فى المنام ، ومنهم من يتحدث عن أن القوى الخارجية تولَّت فى رعايته ، ونجحت فى إعداده ، وهناك أخبار أخرى ، جلّ ما فيها تضخيم لدوره ، أو تخويف منه ، وكل ذلك بدون تفكيك لأفكاره من خلال خطاباته ، وأحاديثه ، وتحركاته ، فالمنطقة تعيش فى أزمة فكرية ، ولهذا تكون جل الأحاديث عن الأوضاع بعيدة عن عالم الأفكار .
لماذا غاب التحليل الفكري ؟
…………………………………
فى رأيى ، أن المنطقة تمر فى مرحلة مأزومة ، والنَّاس خرجوا من مرحلة الوصاية ، وينتظرون مرحلة أخرى يبحثون فيها عن ( وصيًّ ) جديد ، ومن هنا يكون الحديث عند بعض الشعوب ، كيف تحكم القومية الأورومية الوطن ؟ هل تنجح فى هذا المشروع ؟ هل تملك مشروع القيادة ؟
هذه الأسئلة ليست بريئة ، ولكنها تحمل فى طياتها ( المراهقة السياسية ) ، وهذا هو الفراغ الفكري الذى نتج من غياب العقل السياسي التحليلي للإشكالية .
لقد كانت القومية الأمهرية تحكم إثيوبيا عقوداً طويلة بقوة السيف والقوة ، وعاشت الشعوب الأخرى تحت هذه القومية ، وجاءت القومية التغرانية تحكم البلد بالعقلية ذاتها ، وهكذا عاش الناس تحت ( الوصاية ) ، فهم مراهقون سياسيون يحتاجون إلى قوى ترعى مصالحهم ، واليوم تجد بأن أغلب الناس يبحثون من خلال القومية الأورومية النظام القديم ، ويطرحون السؤال التالى ، هل لدى هذه القومية سمات القوميات القديمة ؟
فى هذا السؤال مفهوم عن نوعية المواطنة فى إثيوبيا ، هناك مواطن ( سوبرمان ) ، ومواطن ( تحت الوصاية ) ، والغريب أن التغيير الذى وقع فى الوطن لم يغير الأفكار ، وإنما غير الجلد فقط ، ولهذا فلا حديث فى المنطقة سوى الأشخاص ، والمقارنة بينهم ، ماذا يختلف الدكتور أحمد آبى عن السيد ملس زيناوى ؟
هناك من يرى فى الدكتور أحمد آبي نظرية ( المهدي ) ، وفيه الأمل كله ، وفى ملس زيناوى نظرية ( الشيطان ) ، ولكنى قبل عقد ونصف من الزمان إلتقيت رجالاً من الحبشة ، ومنهم مسلمون مثقفون ، فأخبروني بأن ملس يمثل بالنسبة لهم ( المهدي ) المنتظر ، ولكنه بعد برهة من الزمان تحوّل إلى إبليس ، ولهذا فالدوران حول فلك الأشخاص يحمل فى داخله فكرة ( الوصاية ) ، أو الصنمية ، فلا يمكن للبعض أن يخرج من طور الفكر الطفولي فى تحليل الحياة ، ولهذا تبقى بعض المناطق طويلاً تحت الوصاية .
إن الغرب المصلحي يفهم عقليات الشعوب ، وخاصة تلك التى لم تدخل بعد الحداثة وتعقيداتها ، ولهذا فهو يمدح بعض الشخصيات ، وينتقد بعض الشخصيات من خلال إعلامه القوي ، فيصنع للشعوب غير الناضجة أصنامًا ، ويهدم فى داخلها أصناماً ، والغريب أن غالب المثقفين عندنا فى القرن الأفريقي يتجاوبون مع تلك القراءات قبولاً ورفضًا ، وتعتبر هذه القراءة صناعة الخريطة الفكرية للشعوب العاطفية .
تعتبر دراسات الإستشراق فى بعدها السياسي مجالاً لصناعة العقل الشرقي من خلال الأهداف الاستعمارية ، وليست تلك الدراسات خالية من المقاصد الفكرية ، ذلك لأن الحياة السياسية ليست مجالاً للأعمال الخيرية ، فالأصل فيها التدافع ، وهذه هي طبيعة الحياة ، ولكن القوم فى الغرب المصلحي خرجوا من طور الشخصنة ، ويطورون دوما الخطاب الفكري الذى يصنع الخرائط الفكرية للأمم والشعوب .
ماذا فى الخريطة الفكرية للشخصية أحمد آبى ؟
……………………………………………………………
لقد استمتعت قريبًا لسماع كلمة للزعيم ( أحمد آبى ) أمام القومية العفرية فى الإقليم العفري ، كما استمعت مرة أخرى لكلمة له أمام البرلمان ، فوجدت أن الرجل لديه ثقافة عالية جدا ، وقراءة عميقة للفكر السياسي ، ولكنى مما جعلنى أتعمّق فى فهم هذه الظاهرة هو أننى وجدت الرجل يتبنى بأفكار ( ماكس فييبر ) الألماني ، وخاصة فى محاضرته الشهيرة حول ( السياسة كمهنة ) ، والغريب أن الرجل يستخدم ألفاظ الرجل الألمانية بالفاظ أمهرية ، ويتناول بعمق أمام الجماهير مفاهيم ماكس فييبر ، الفيلسوف الألماني ، رائد علم الإجتماع السياسي ، ووجدت أن غالب الناس ، وليس لديهم ثقافة سياسية يحسبون بأن المصطلحات المستخدمة من قبل الدكتور خالصة له ، ولكن عبقرية السيد أحمد آبى تكمن فى استخدام المصطلحات العالمية بلغة محلية ، بل ويعتبر الرجل قمة فى تنزيل الأفكار العالمية فى الأرضية السياسية ، وهنا تكون المفارقة بينه ، وبين جيله من جانب ، وبينه وبين من سبقه فى الحكم .
لماذا اختار الرجل محاضرة ( السياسة كمهنة ) ؟ ولماذا ينتقد دومًا الساسة الذين يحسبون السياسة مجالاً للتربح ؟ ولماذا بدأ سياسته من الأفكار ؟
نجد هنا شخصية سياسية لديه محاور فكرية ، ولا يستطيع أن يفهم شخصيته إلا من كان لديه قراءة خارج الزمان والمكان ، ولهذا أتعجب كثيراً حين أقرأ ، أو حين أستمع إلى بعض التعليقات التى تتحدث عن الرجل ( أحمد آبى ) كظاهرة إثيوبية فقط ، ومن هنا يكون الخطأ جسيما ، فالرجل ينطلق من أفكار إقتنع بها ، وهي من خارج الزمان والمكان ، ولكنه يتحرك فى داخل المكان والزمان ، هنا تكمن عبقرية الشاب الذى فاجأ الناس بأطروحاته المختلفة ، ذلك لأنه ليس من المكان والزمان فقط ، بل هو يأخذ من خارج السياق أفكارًا ملهمة ، ويحاول تنزيل تلك الأفكار الملهمة فى أرض الواقع .
قرأت محاضرة الفيلسوف الألماني عدة مرات ، واستمعت بشغف إلى خطاب الدكتور أحمد آبى ، ورأيت بأن الدكتور متأثر جدا بخطاب ماكس فييبر الذى يجمع فى فلسفته السياسية البعد الأخلاقي ، والبعد الروحي ، ويجمع فى فلسفته العلم والعمل ، ويرى بأن السياسي الحقيقي هو من يستجيب لندائه الداخلي فى الوقت المناسب ، ويكون منسجمًا مع ضميره ، ولكن لا بد وأن يكون واعياً للمحيط ، والداخل وغيرها من الأفكار المتجاوزة ، فلا تكاد تجد مسافات معتبرة ما بين الخطاب الذى يتبناه الدكتور أحمد آبى ، والخطاب الفلسفي الذى عمّقه الفيلسوف الألماني ماكس فييبر ، ولهذا يكون من المهنية الفكرية المحاولة الدؤوبة لهذه الشخصية الفكرية والسياسية .
فى القرن الأفريقي ظاهرة سياسية معروفة منذ زمن بعيد ( شخصنة السياسة ) ، وهي تنطلق من روح غير عقلانية ، ذلك لأن السياسة كما هو معروف ظاهرة إنسانية ، فلا بخلو مجتمع بشري منها ، بل حتى بعض الحيوانات والحشرات لها اعمال سياسية كالنمل ، والنحل ، والعنكبوت وغيرها ، ولهذا تم ملاحظة العمل السياسي فى كل مجمتع سواء كان هذا المجتمع متقدما ، أو متخلفا ، ولكن الذى تم رصده كذلك هو وجود فكر سياسي وراء كل عمل سياسي ، وهذا النوع من الرصد يحتاج إلى مجهود إضافي قوي لمعرفة ما وراء الأعمال الناجحة ، والفاشلة .
من أسوأ الأفكار فى دراسات التاريخ ، هو ربط التاريخ بالأشخاص ، بينما التاريخ فى حقيقته مرتبط بالأفكار ، فلا وجود لشخص بدون أفكار ، حتى أولئك الذين لا يهتمون بالأفكار ، وهم جل السياسيين فى القرن الأفريقي ينطلقون من عالم الأفكار ، ولكنهم يفعلون ذلك وهم لا يدرون ، ذلك لأن السياسة عمل ، والعمل يحتاج إلى مشروع ينطلق منه ، والمشروع يحب أن يقوم على عالم من الأفكار .
لا إمكانية للتغيير بدون مشروع سياسي .
…………………………………………………
التغيير نوعان ، تغيير إصلاحي ، وتغيير راديكالي ، فالأول يكون دوما من الداخل ، وينتج من تفاهمات بينية ما بين القوى المتضادة ، وهو يكون دوما مهيكل ، أي يهتم بهيكلية الدولة ، أما الثانى فهو ثوري بكل ما تعنى الكلمة من معنى ، فما هو النوع الذى يجرى الآن فى إثيوبيا ؟
هل هو تغيير داخلي ؟ أم هو تغيير راديكالي ؟ الإجابة عن السؤالين يفتقر إلى فهم الظاهرة السياسية فى إثيوبيا ، ومن هنا تأتى أسئلة ترتبط بوجود الدولة فى هذا البلد العتيق ، هل ظاهرة الدولة متجذرة فيها ؟ أم هي ظاهرة جديدة ؟ هل الدولة فى إثيوبيا جزء من الثقافة المجتمعية ، أم هي ظاهرة مستنسخة من الخارج ؟
هذه الأسئلة ليست نوعاً من الترف الفكري ، بل هي بحث فى عمق الإشكالية ، ودوما تفشل كل المحاولات فى تصحيح وضع الدولة فى أفريقيا ، والسبب أن الدولة حتى الآن ليست جزءا من ثقافة المجتمع فى أفريقيا ، فهناك دول داخل الدولة ، ومن أهم أسباب الإفشال وحود ظاهرة القبيلة ( قبْيَلة السياسة ) ، فلا يمكن إصلاح الدولة مع وجود القبيلة السياسية ، ولكن يمكن للدولة أن ينصلح حالحها بوجود التغيير الراديكالي ، ولكن هل يمكن بقاء الدولة كمؤسسة سيادية مع صناعة ثورة شاملة ؟
نحن أمام معضلة حقيقية ، ومن هنا فلا بد من طرح أفكار جديدة ، تجمع بين حسنات التغيير الداخلي ، ذلك لأن التغيير الداخلي ينجح فى الدول المستقرة ، وحسنات التغيير الراديكالي ، والتغيير الراديكالي ينجح دوما فى الشعوب الواعية .
فى القرن الأفريقي ، لا وجود لدول مستقرة ، بل الدول متذبذبة ما بين الفشل ، والهشاشة ، أي قابلة للفشل ، ولا وجود للوعي السياسي ، ولهذا فالتغيير الممكن ، والوحيد هو ما يسمى بالتغيير الشكلي ، ولهذا تجد الشعوب متنفسًا ، كلما تشعر بأن ثمة تغيير على الأبواب ، ولكن فلا حديث للمفكرين عن التغيير المطلوب لمثل هذه الشعوب ، ومن هنا يكون أحاديث الجميع متقاربة ، فلا تكاد تجد مسافة معتبرة ما بين المثقف العادي ، والمفكر ، والسبب هو أن إنسان الأزمة يعيش فى خلل فكري على الدوام .
يبدو بأن الدكتور أحمد آبى الإثيوبي يشبه إلى حد بعيد الدكتور أحمد أوغلو التركي ، وهما من مدرسة فكرية واحدة ، والفرق بينهما فقط فى المنطلق الفكري ، فالأول ينطلق من روح علمانية متسامحة ، وهو يُؤْمِن أخلاقيات البروتستانية ( الأخلاق البروتستانية ، وروح الرأسمالية ) وهذا كتاب ألفه ماكس فييبر ، بينما الثانى ينطلق من روح إسلامية متسامحة ، ولكن الدكتور أحمد أوغلو هو أول من تبنى سياسة ( تصفير المشكلات ) مع المحيط ، ونجحت تركيا فى هذا قبل حصول الربيع العربي بشكل مقبول ، واليوم رفع الرجل الشعار ذاته مع المحيط ، ولكن هل بنجح الرجل فى ذلك ؟
فشل الدكتور أحمد أوغلو التعامل مع الداخل ، ذلك لأن سياسة التصفير فى الداخل غير مجدية ، بل وكذلك حتى فى الخارج فى بعض الأحيان ، ولهذا أختلف الرجل مع أودرغان ، فالأخير ( أوردوغان )بعتقد بأن السياسة عمل أخلاقي ، ولكن يجب أن تستعد كسياسي ناجح لمفاجأتها بروح رياضية ، ومن هنا تخلّف الأكاديمي عن السياسي ، والسؤال هنا ، ماذا سيصنع الدكتور أحمد آبى حين يتجاوز الواقع سياسة التصفير مع الخارج والداخل ؟
يبدو أن الواقع الإثيوبي يشبه الواقع التركي مع مراعاة المكان والحال ، ولكن هناك فرق نوعي بين التجربتين ، فالتجربة التركية وراءها فكرة ، ورجال يؤمنون بالفكرة ( القاعدة الصلبة ) ، بينما التجربة الإثيوبية وراءها طموح ، وإرادة ، ولكن لا وجود لفكرة جامعة للناس جميعا ، أو على الأقل الثوار ، ومن هنا فالخوف من تعثر التجربة فى وسط الطريق وارد ، ومن هنا يجب على القائمين بالعمل السياسي فى إثيوبيا أن يحددوا نوعية التغيير الممكن فى المرحلة الراهنة .
إن الخوف من هيمنة قومية واحدة على البلد يجعل الناس بلا أمل ، وأن العودة إلى الوراء يجعل الناس يعيشون فى اليأس ، فلا بديل عن التغيير ، ولكن على المفكرين أن يبحثوا من خلال التراكمات البديل الممكن ، ولهذا فلا محيص من قراءة التجارب الحية فى الشعوب الواعية ، فالتغيير الذى يمكن فى هذا البلد هو التغيير الذى يبدأ من ثقافة التفاهمات بين الشعوب ، وهذا ليس سهلًا فى مجتمعات تعيش فى الفقر المدقع ، وفى الجهل المطبق .
التغيير ممكن ، ولكنه كما قلنا ليس سهلاً ، بل هو صعب جدًا ، ولكنه ليس مستحيلاً ، فالاستحالة مسألة نفسية ، كما أن الاستسهال كذلك مسالة نفسية ، وهما من عالم التخلف ، ولكن المناضلين يعملون فى المسائل العويصة ، ويبحثون عن الحلول لمشكلات كبيرة ، فالبداية ليست فى ( الفوق ) أي السلطة ، وإنما هي فى ( التحت ) ، أي فى عالم الأفكار ، فالناس هنا يَرَوْن الحل فى عالم السلطة ، والسلطة بدون أفكار صحيحة حالة طغيان ( الصنمية الفكرية ) ، والسياسي الثوري يتغير مع الزمن ، فيصبح جزءا من الفساد ، وهو ما لاحظ الفيلسوف جارودي فى قراءته حيث قال : وجدنا دوما ثورة ، ولكننا لم نجد ثوّارا ، والسبب هو أن أعين الناس متجهة نحو تصحيح السلطة ، ولكن السلطة بدون قيود فساد مطلق ، فمن دخلها ببراءة سياسية يصبح من أركان الفساد فيها ، فلا وجود لقديس سياسي ، ولا لسياسي قديس ، ولكن لا بد من نضال حقيقي فى تغيير أفكار الناس نحو السلطة ، وهذا طريق صعب .
الأمور هنا فى القرن الأفريقي تسير نحو التغيير ، ولكنها بطيئة جدا ، والنَّاس لا يلاحظون فى ذلك ، ولهذا تجد غالب من يناضل يلقى السلاح فى وسط الطريق ، لأنه كان يعتقد بأن إمكانية التغيير كبيرة ، وحين يجد أن ذلك وهم ، لا يحاول فهم الواقع كما هو لمواصلة الطريق ، وإنما يكون أحد رجلين ، إما أن يكون فى طرف أعداء التغيير فيلعن التغيير ورجاله ، أو أن يختار العيش فى الهامش يبحث عن لقمة العيش من أعداء التغيير فينتظر المهدي
* المقال أذن صاحبه بنشره في زينا مشكوراً
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم