المؤتمر العام الثامن للاتحاد الإسلامي للطلاب الأرتريين .. هنا موسى، فبشراك يا فرعون !!
أخلى الأمانة العامة أحمد عبد الله واعتلاها عبد الله آدم علي للدورة الجديدة
زينا ZENA-
مؤتمركم يأتي في زمن يلاحق فيه فرعون نبياً في رحم الغيب ، يقتل الدعاة ، ويحاصر كل دعوة تنطلق لتكسير الصنم ، حفاظًا على عرش جبار يريده صاحبه مُلْكاً ” لا يَبْلَى ” . ولا يدوم ؛ لأن البقاء لله .
فإن حاصر فرعون الخلاوي هناك ، والمعاهد والمساجد..والأصوات ا لحرة فموسى تعدى البحر بسلام دون غرق .. ( واترك البحر رهواً) لم تكن رسالة عجز واستسلام ، وإنما سيفُ عدلٍ من الله على من طغى وتجبر.فأتى أكبرُ انتصارٍ على أكبر طغيانٍ لصالح فئة واهية العدد قوية الأيمان لا تملك غير: ( كلا إن معي ربي سيهدين ) ولا عجب في معركة يديرها الله .
هنا عند شعيب يجد الأمن ، والأمان، والعلم ،والخلق، والتأهيل على كل ما من شأنه ترقية وطنه .
وضمن التأهيل يمارس الاتحاد الإسلامي للطلاب الأرتريين العمل النقابي ممارسة لا يريدها فرعونهم ، وتأهيلاً لا يرغب جبارهم فيه، حتى يظل في كرسيه جسدًا . وأنى له ذلك؛ هنا من تحت قدميه تنخر الأَرَضَةُ العصى الطاغية ،
اتحادهم لا يسر أعداءهم ، تعليمهم لا يسر أعداءهم
تخرجهم لا يسر
ارتقاؤهم بأنفسهم على مراقي المعرفة لا يسر
إن عادوا إلى بلادهم ، تنتظرهم الذئاب هناك يعلمونها
افترست أساتذتهم وعلماءهم
في كل بلاد الدنيا السفارات تمثل دولها للاحتفاء بحملة المعرفة ، استبشارًا بنور التعليم وبخريجي الجامعات إلا هنا !! وطن يحارب مشاعل الهدى والمعرفة ، يحارب ” اقرأ” ويلقن النشء : ” اجهل” بالدنيا والدين.
ومع كل المثبطات فهم قادمون
معهم الخلق القويم ، والعقل الرزين ، والتجربة الرائدة فهم يعرفون كيف يديرون البلاد والعباد
وكيف يسوسون الناس جميعاً بالعدل ، وكيف يتقاسمون المصالح مع الشركاء ويحمونها ، ويوفون بالعهود ويحترمون القانون ، يمدون يد الإحسان والعفو قبل سيف الانتقام ، ولهم لكل داء دواء.
هنا مؤتمر حماة الدين، و العرض والنفس والمال والعقل والوطن
إنه المؤتمر العام الثامن للاتحاد الإسلامي للطلاب الإرتريين
التاريخ : السابع عشر من شهر أغسطس الجاري ،
والوقت : بعد صلاة المغرب
وامتدت الفعاليات حتى العاشرة ليلا ً دون أن يعلو الناسَ فترٌ ولا تضايقٌ ، لم تكن في الأبواب ملشيات ” شنراي ” تمنع الناس من الانصراف ، ولا أغاني راقصة تجذب المستمعين حذب النار للحشرات، وإنما حبس الجميع جمال الفكرة وجودة الأداء فكان هنا رضى من الجميع وصبر وانبساط .
روعة التقديم :
شاب ناضر، وشابة مثله، استلما بالتناوب المنصة، فأخذا يقدمان لحفل الافتتاح ، الصوت كان عذباً واللغة واضحة ، والجنان ثابت ، والتحضير كان رصيناً ، فانسابت الفقرات بارتياح يتلقاها الجمهور الحاضر ، وشاشات العرض تغطي الجلسة الدائرية تعين على وصول الصوت والصورة إلى كل شخص في مكانه في المقاعد الأنيقة دون أن يتلوى عنقه لمتابعة مشهد جذاب.
توالت الفعاليات :
مسك الافتتاح كانت تلاوة عطرة مثل مسك ختامه ، وتتابعت الفقرات بعد ذلك التي ضمت :
1 – كلمة اللجنة التحضيرية التي ألقاها رئيسها الأستاذ عمر محمد عثمان
2- كلمة الأمين العام السابق للاتحاد الأستاذ أحمد عبد الله آدم.
3 – كلمة ممثل منظمة الطلاب الوافدين أ. عثمان صالح
4 -كلمة مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالسودان . أ. محمد الحبر يوسف
5 – كلمة رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي الشيخ خليل محمد عامر
الكلمات ركزت على الإشادة بدور الاتحاد الإسلامي الأرتري مثل تأكيدها بدور الاتحادات الطلابية عامة في إحداث التغيير الإيجابي ، وقد تميزت كلمة ممثل منظمة الطلاب الوافدين بأنها وعدت بالتمييز الإيجابي للطلاب الأرتريين في المنح والدعم . وهتفت بمعاني الجهاد والصمود والتحدي ، وأشادت كلمة الأستاذ عثمان صالح بدور الاتحاد الإسلامي وقال: يعرفهم جيدا بالتفصيل وأنه محتفي بجهودهم .
وأتت كلمة مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي الأستاذ محمد الحبر يوسف مشيدة بما شاهد من عرض جميل لمنجزات الاتحاد مؤكدًا دور الندوة العالمية في رعاية مناشط الاتحادات الطلابية التي تنتهج الوسطية والاعتدال وتعمل لرقي شعبها ووطنها بحكمة وهمة صابرة محتسبة.
الشيخ خليل محمد عامر خاطب الطلاب المؤتمرين محملاً إياهم المسؤولية فهم صناع قرارهم ، إدارةً وعملاً واختياراً ونظاماً.. وأشاد بالممارسة الإيجابية الناضجة التي تحكم سلوك الاتحاد الإسلامي في العمل النقابي الذي تصعد فيه عضوية المؤتمر من الفروع وفق نظام معتمد، وتختار إدارة الفروع بالانتخاب ، والقانون يحكم الجميع ، ولا خلود لأحد في الإدارة والمسؤولية ، وإنما تتجدد الدماء دومًا .وقال : كل من مر بقيادة الاتحاد الإسلامي تدرب ليقود العمل الأكبر، وتبوأ مقاعد إدارية ووظيفية عليا، إن الاتحاد مدرسة جديرة بالاقتداء.
ودعا الشيخ خليل الطلاب أن يحملوا الأمانة بعلم وعمل، فالمستقبل لكم ، والشعب ينتظر جهدكم
وأشاد بدورهم الإيجابي في خدمة الشعب خاصة بمناطق اللاجئين كما أشاد بتواصلهم الإيجابي مع المناشط الخارجية التي تستوجب صنع علاقات بناءة مع المنظمات والاتحادات المشابهة.
الشعر والأناشيد:
ضمن فعاليات الاحتفال كانت هناك فقرات شعرية وأناشيد باللغة العربية ، وما كنت أدري لماذا اختفت الأناشيد باللغات المحلية هل هذا موقف منها سلبي ومناصرة للغة العربية أم عجز عن الإبداع باللغات المحلية لطلاب متعلمين يدرسون في الجامعات مثقفين يصعب الإبداع عليهم بلغة الأميين ربما وربما.. تساءلت . ولإيجاد جواب مقنع سألت أحد المسئولين في الاتحاد فقال : كانت أناشيد باللهجات المحلية محضرة جاهزة تم تداولها إداريًا ، فاتجهت معظم الآراء إلى تقليص فقرات البرنامج لاعتبارات إدارية راعت المصلحة ولم يكن غياب اللهجات عجزاً.
ولعل هذا التبرير يتفق مع تاريخ الاتحاد الذي كان حافلا بأداء جميل لإبداعات باللغات المحلية خاصة ” تقرايت ” ومثيلاتها وفرقة دبر سالا التاريخية شاهدة .
أخذت الأناشيد تتوالى وبهذا الخصوص أعطت إدارة المنصة فقرات متنوعة لفتيات صغيرة السن ، عظيمات الإبداع وشباب مقبلين على الحياة بأمل ، كلا الطرفين أدى أناشيد إسلامية أشعلت حماسة الحضور، وكانت فرقة الريان أشد تألقا على الرغم من الجهد الإيجابي الذي بذلته فرقة شباب الاتحاد فهي كذلك واعدة واثقة.
وفرقة الريان اسم لفتيات منشدات ملأن القاعة أريجا ، بألحان عذبة يرددن بانسجام أناشيد مختارة وكلتا المجموعتين أسهمت في الإبداع والترنم بأناشيد عربية إسلامية عذبة بينها :
( ارتريا بلادي عروسة البحر …)
) هذي دعائم دعوة قدسية….)
( سوف نبقى هنا كي يزول الألم….)
) خندقي قبري وقبري خندقي …..)
( يارسول الله هل يرضيك أنا إخوة في الله للإسلام قمنا….)
( دعوة الحق نادت بنيها ….)
) يارسول الله وقدوتنا لن ندع الغرب يدنسنا(….
توزيع القاعة لأجنحة :
جلس في القاعة الحضور الأنيق على شكل دائري مرصوص ، مقسم لأجنحة منتظمة خصصت لجنة النظام جناحًا لــــــــ :
** الطلاب المؤتمرين المصعدين من الفروع
** الطالبات
** كبار الضيوف
** ممثلي الروابط والاتحادات الطلابية
فجلس الحضور في شكل متقابل مريح
كان ضيوف جلسة الافتتاح ممثلا لــــــ :
منظمة رعاية الطلاب الوافدين
الاتحاد العام للطلاب الارتريين
الرابطة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا
الاتحاد الوطني لطلاب وشباب ارتريا
اتحاد شباب العدالة الارتري
العلاقات الخارجية بقطاع طلاب المؤتمر الوطني
الندوة العالمية للشباب الإسلامي – مكتب السودان
اتحاد جزر القمر بالسودان
حركة أدال الأرترية
…
الهيكل الإداري :
يتكون الهيكل الإداري للاتحاد الإسلامي من :
1 – المؤتمر العام الذي تصعد إليه الفروع ممثلين منتخبين وعددهم 81 عضواً
2 – المجلس الإداري الذي ينتخبه المؤتمر
3 – الأمانة العامة التي يختارها المجلس الإداري وهي تضم سبع أمانات : الأمين العام ، أمين العلاقات الخارجية ، أمانة الشؤون الاجتماعية والأكاديمية ، الأمانة الإدارية والمالية ، أمانة الدعوة والفكر ، الأمانة الثقافية والإعلامية ، أمانة ا لفروع والإحصاء.
رؤساء الاتحاد :
عقب المؤتمر أظهرت النتيجة أن الأستاذ أحمد عبد الله آدم قد ترجل ليكون
الأستاذ عبد الله آدم علي أميناً عامًا جديدًا ، وفي تاريخ الاتحاد الإسلامي عبر مسيرته قادت أمانته العامة الأسماء التالية :
الدورة الأولى – الأستاذ/ محمد داود الأمين
الدورة الثانية – الأستاذ/ أحمد دين صالح
الدورة الثالثة – الأستاذ/ محمود محمد علي
الدورة الرابعة – الأستاذ/ صلاح آدم خليفة –
الدورة الخامسة – الأستاذ/ عبده محمد إبراهيم
الدورة السادسة – الأستاذ / أحمد سليمان
الدورة السابع- الأستاذ أحمد عبد الله
الدورة الثامنة : عبد الله آدم علي وتستمر دورته لمدة أقصاها ثلاث سنوات بداية من هذا العام حسب النظام الإداري للاتحاد الإسلامي للطلاب الأرتريين.
السطر الأخير :
الحق غالب وإن قل ناصروه ، والهجرة مدرسة تثمر الصامدين الفاتحين ، وشباب في مقتبل العمر؛ يبرزون بدور إيجابي للأمة، لا تلهيهم ملذات الهوى ، ولا ترعبهم تهديدات ( لأصلبنكم في جذوع النخل) ، يبعثون الأمل الواعد في الأمة ، وعلى الرغم مما يعلمون من شر وكيد عدوهم الجائر، فهم يرون الفجر الساطع يبسم لهم ، ويقرؤون في حصار الأحزاب :” فتح خيبر “، وعندما كان يسخر المنافقون واليهود من بشريات المستقبل كانت تترآى للمسلمين – وهي غائبة وجودًا وحاضرة تصديقاً ،- ثم تصبح تلك البشريات حاضرهم المشاهد ، بعد فترة وجيزة ، وتتوفر لها الآلة المادية الوسيلة التي لم تكن ميسورة وقت الضيق، إلا بمنظار الإيمان القوي ، والصبر الجميل ،والعزيمة الوثابة .
والاتحاد الإسلامي امتداد إيماني لتاريخ معجز غالب، فمنذ تأسيسه عام 1987م على يد شباب مبادر يعمل بهمة متقدة ، وبتفاؤل بنصر الله آتٍ ، ومع ذلك لم يغفل رسالته الأصيلة وهي العمل على رفع الجهل عن الأمة ، وعلى السعي للتغيير الإيجابي بالتعاون مع كل مكونات الشعب الأرتري ، وثقة في مشروعه الطموح تضم صفوفه أكثر من خمسة آلاف عضو ، وله فروع عاملة نشطة في السودان، وماليزيا ، ومصر ، والهند ، والسعودية وقطر. وتعاقبت على إدارته في الدورات الثمانية قيادات مؤهلة، وتدرب مائة قيادي في دوراته التاهيلية النظرية والعملية وخمسة آلاف عضو. وقدم مشروعات خدمية للشعب الأرتري، وأنشطة إيجابية داعمة استفاد منها أكثر من خمسين ألف نسمة، معظمها في القطاع الطلابي والمهاجرين ، حسب تقارير إدارية اطلعنا عليها في منجزات الاتحاد ، بالإضافة إلى منح وخدمات معينة للطالب الارتري مساهمة من الاتحاد الإسلامي لتجاوز صعوبات الغربة والهجرة . فهنيئا لكم من شباب طموح واعد .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم