النظام الأرتري يسارع الخُطَى نحو إثيوبيا ولا بشريات في خطاب أفورقي للشعب الأرتري
استجاب النظام الأرتري بعد صمت بائس ومحاولات المراوغة غير المجدية للنداء الإثيوبي الذي يدعو إرتريا للعمل من أجل إحلال السلام بالمنطقة وتسوية النزاع الحدودي مع إثيوبيا وفق اتفاقية الجزائر التي وقعها الطرفان عام 2000م
فقد أعلن أسياس أفورقي رئيس النظام في أسمرا في خطاب استمر حوالي عشر دقائق مقروءاً من ورقة باللغة التجرنية أعلن عن استعداد نظامه لإرسال وفد رسمي إلى إثيوبيا لمدارسة القرار الإثيوبي مرحباً بأي اتجاه نحو السلام . وقال : نحن نذهب إلى إثيوبيا للسلام .وكانت هذه الفقرة الأكثر إثارة لحماس المخاطبين حيث حظيت بالتصفيق مثل ما تحظى به عبارة الختام التقليدية ( وعتْ نحفاش )
جاء خطاب أفورقي و تاريخ الأربعاء 20 من شهر يونيو الجاري بمناسبة يوم الشهداء الذي يحييه كل عام
بث خطاب أفورقي ( 72 عاما )عبر وسائل الإعلام المحلية من صحف وإذاعة والفضائية وتناقلته وسائل الإعلام المختلفة كما تداوله بكثافة نشطاء أرتريون في حساباتهم بوسائل التواصل الاجتماعي .
شكر الخطاب الرئاسي كل القائمين على تنفيذ مناشط وفعاليات المناسبة وصرح أن عام ( 2018م ) والعام السابق يمثل بداية الانطلاقة للربع الثاني من استقلال البلاد ووعد بتحقيق آمال الشعب الأرتري والتحول الإيجابي الذي تسعى إليه البلاد حسب خطابه الذي عاب على الحكومات الإثيوبية التي حملها خسائر المعارك بينها وبين إرتريا وخسائر عدم الاستقرار بالمنطقة ورحب بالتوجه الجديد للحكومة الإثيوبية الحالية مؤكدًا وجود عقبات يضعها بعض معارضيه الإثيوبيين الذين اتهمهم بالعمل على إدامة العلاقة المتوترة مع أرتريا خوفاً على مصالحهم الخاصة وقال محملا وزر الحرب السابقة إلى الطرف الإثيوبي الذي كان يحكم إثيوبيا وسماه بـــ ” وياني ” : ( يتطلب جهودًا لإزالة تراث TPLF السام والخبيث ولإيجاد مناخ ملائم ، فإن الاتجاه الإيجابي الذي تم تحريكه واضح وضوح الشمس) وأبدى تفاؤله بالتوجه الإثيوبي الجديد .وختم أفورقي خطابه بأن السلام مفيد للشعبين الإثيوبي والأرتري مرحبا به ومتخوفاً من عقبات قد يضعها في طريقه الطرف الإثيوبي القديم الذي اتهمه بأنه يرغب في استمرار الحصار الدولي المفروض على أرتريا .
خطاب أفورقي كالعادة لم يحمل أي بشريات للشعب الإرتري حول التحول الديمقراطي ولا حول إيقاف المظالم ولا الإفراج عن المعتقلين ولا الوعد بعودة اللاجئين من دور الهجرة ولا الانفتاح الإيجابي مع الشعب ومع دول الجوار اقتصادياً وسياسياً على النحو الذي يفعله رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد ( 42 عاما) لهذا وتظل تصريحات أفورقي تصريحات راتبة متكررة لا جديد فيها غير الترحيب بالمصالحة مع إثيوبيا دون الاقتداء بها في المصالحة الشاملة مع المواطنين ومع المعارضين وفي الممارسة الديمقراطية لإدارة البلاد وتداول السلطة سلمياً .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم