أخبار زاجل

الوالد الطريد أو بطل الأسرة المهزوم !!

لا يخلو بيت يعيش تحته زوجان مالوالد الطريد أو بطل الأسرة المهزوم !!ن مشكلات اجتماعية، عادة ما توجب معالجات سلمية والحوار الهادئ هو الوسيلة الفاعلة لتحقيق انسجام بين الأطراف وليس هناك من مبرر للصوت العالي يوجهه كل طرف ضد الطرف الآخر لأن هذا من شأنه تأزيم الموقف إلى درجة ينقلب هذا إلى التشاجر والصراع على أمور تافهة ينفرط عقد الأسرة فيفقد الأبوان أبوتهما والأطفال طفولتهم، نتيجة الخلافات الأسرية لينزل الأب في منتصف الطريق من قطار الأسرة.هذا عرف سائد في دول المهجر بخلاف الدول الإسلامية التي تعطى الخصوصية للوالد في إدارة البيت وتجعله راعيًا بيده حق اتخاذ القرار من إكرام أو حرمان، حسب حال رعيته النافرة وهو غير مأذون شرعًا ليستغل صلاحية القرار لصالح الاستبداد المقيت وإنما منح لحسم المشكلات حسب مستواها فهو يعلم ويأمر وينهي وينصح وقد يقسو ليصل إلى اتخاذ قرار أصعب من حرمان مرغوب أو التضييق حسب الحالة التي يلزم معالجتها .

 الأب هو صمام الأسرة والسند والقدوة ومهما عددنا دوره لن نوفيه حقه، ومهما كانت حدة الخلاف بين الزوج والزوجة فالحل لن يكون بطرد الوالد وبقاء المولود في الأسرة المطرود عائلها.

أصل القصة:

وقصتنا موضوع الحديث أنه وقع قبل عامين خلاف بيين زوجين إرتريين و بنتهما انتهى الأمر بوضع البنت في إحدى دور الرعاية، وبعد فترة أبدت البنت رغبتها في العودة إلى الأسرة بشرط طرد الأب من الأسرة، وتباينت آراء الزوجين بين قبول الشرط و رفضه ومع إصرار الأم بقبول الشرط خرج الأب من الأسرة وانتقل إلى منزل آخر وحيدًا طريدًا نزولًا إلى رغبة البنت وأمها وعادت البنت تتواصل مع أمها من منزلها المستقل دون الانضمام إلى منزل الأم. هذه قصة واحدة من قصص كثيرة لبعض الأسر الإرترية في المهاجرة التي تفشل في التوفيق بين الحضارة الجديدة- حضارة الفردانية- وبين دينها وعرفها النبيل 

 

الأسباب:

 لو نظرنا إلى أهم أسباب المشكلات نجدها صغيرة وبمرور الأيام تزيد حدتها وتتعاظم وتضخم عند أطراف وهي لا تستحق ذلك ومعظم الأسباب تعود إلى فشل الأطراف في ضبط سلوكهم تجاه بعضهم وعدم الإيفاء بالحقوق المتبادلة بينهم والتدخل الخارجي السلبي وعلى سبيل المثال :

 

عدم ضبط النفس وخروج المشكلة من إطار الزوجين.

استنصار الزوجة عند حدوث المشكلة بأناس غير مخلصين وغير أمينين وغير حريصين على مصلحة الأسرة كالصديقات اللاتي مررن بنفس التجربة فيوغرن صدرها ويساعد نها على التّمرّد والغضب وهدم بيت الزوجية. 

 

الأهل والأقارب من البلد البعيد وخاصة الأم والأخوات رغم البعد والجهل بواقع الأسرة فهم يصطفون خلف بنتهم بمشاعر عاطفية دون تعقل، مع أنهم ليسوا الشخص المناسب للتدخل في مشكلات بلد يختلف عن بلدهم عرفاً و نظمًا وقوانين وقضايا أسرية شائكة. 

تواصل الأخوال والخالات السلبي مع الأبناء يوسع الفجوة بين الولد وأبيه. 

 

نصيحة إلى الأزواج :

الخلاف بين الزوجين ملح الحياة الزوجية ومتوقع دوما والحل الأفضل ليس طرد الزوج من عشه وإنما يلزم المعالجة الهادئة وتقريب وجهات النظر بالحوار الهادئ وخير الطرفين الذي ينازل عن حقه ورأيه لكسب الطرف الآخر .

تجنب الأذى لبعضكما البعض فالعلاقة التي تتعرض للصدمات باستمرار تتآكل وتضعف بالتدريج، والأذى يتجاوز الزوجين إلى الأبناء، الذين يعيشون تآكل العلاقة إلى أن تكسر، فتنكسر قلوبهم.

احرصوا على حل مشكلاتكم في إطار الزوجية قدر الإمكان.

إذا اضطررتم للتدخل بالصلح فابحثوا عن مستشار أسرى تتواصلون معه عبر وسائل التواصل ليساعدكم في الحل. وليس من الصواب إقحام الأسرة الممتدة البعيدة عن واقع الهجرة في مشكلات وأسباب غير مألوفة لها فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.

 

الختام:

 في الختام ننصحكم بتحكيم العقل والحرص على الصلح، فالصلح خير،وليعلم كل منكما أن الزواج أخذ وعطاء وتفاهم ومودة ورحمة بخلاف الخصومة والطلاق فإن هذا من شأنه ان يؤدي إلى كثير من المفاسد، ويترتب عليه تشتت الأسرة وضياع الأولاد.

 

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى