أدب وفن

بمناسبة ذكرى سبتمبر المجيدة: قصيدة: عَشِقَت مَعِي كُلُّ الدُّنَىٰ سِبْتَمْبَرَا

“سبتمبر” من كل عام تمر على الأرتريين عامة ذكرى عطرة غرست فيهم حب الوطن والتضحية من أجله وهي مبادرة كريمة نهض بها  القائد العظيم حامد عواتي وصحبه الكرام بتاريخ الفاتح من سبتمبر عام 1961م .ويحتفي الشعراء الارتريون بمرور هذه الذكرى بطريقتهم الخاصة وهذه واحدة من القصائد التي أنشأها الشاعر الأستاذ حضار صلاح وبعث بها لوكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” لغرض النشر فهي من خيار هدايانا اليوم للقراء :

أنَا لَنْ أَكُونَ  عَنِ  النِّضَالِ  مُعَذِّرَا

حتَّىٰ أرَى وَطَني الصَّبُورَ  مُظَفَّرَا

لَمَّا  غَدَا  سبتَمبَرٌ  عِندِي  الهَوَىٰ

عَشِقَتْ مَعِي كُلُّ الدُّنَىٰ سبْتَمْبَرَا

لَسْتُ الَّذِي يُلقِي السِّلاَحَ لِرَاحَةِ

حتَّىٰ أرَىٰ عَرْشَ الطُّغَاةِ  مُدَمَّرَا

وأَهُدُّ ذَا الطَّغْوَىٰ بِكُلِّ كِيَانِهِ

وأُحِيلُهُ رَهْنَ الإِهَانَةِ صَاغِرَا

فَأرَاهُ  قَدْ حَلّتْ عَلَيهِ هَزَائِمٌ

وأحِيلُهُ بَعْدِ الْغُرُورِ  مُغَرغِرَا

إنِّي أنا الشَّعبُ المُؤَدِّبَ  خَصمَهُ

حتَّى يَرَىٰ حُسنَ التَّعامُلِ أَجدَرَا  

وَأسُومُ خَصمِيَ مِن نِضَالِيَ قَسوةً

حتَّى يَعُودَ عَنِ  الأسَىٰ مُستَغْفِرَا

وأُحِيلَهُ  يَهْوَىٰ  السَّلاَمَةَ  حِينَما

يلقى الحَيَاة  على يَدَيَّ   زَوَاجِرَا

فَتُقِيمُهُ    تلك   الزَّوَاجِرُ    رَاغماً

حتَّىٰ يُقِيمَ عَلَى احتِرَامِيَ مُجبَرَا 

وَ يَهُدُّهُ  سَوْطُ العَدالَةِ   مُذعِنًا

حتى يَعُودَ عَنِ الفَسادِ الْقَهْقَرَىٰ

وَلِأنَّنِي شَعبٌ  يُحاسِبُ  نَفسَهُ

أرتَادُها   مُتسائِلا    مُسْتَفسِرَا  

مالي أرىٰ  كُلَّ الشعوبِ تَحرّرَت

وأَرَانِيَ الشَّعبَ المَبِيعَ المُشْتَرَىٰ؟ 

مالِي أرَانِيَ في التَّخَلُّفِ مُوغِلاً

وأرىٰ سِوَايَ قَدِ ارتقَىٰ وتَطَوُّرَا 

وأرَىٰ الشُّعُوبَ تَسُودُ فِي أوطَانِهَا

وأظَلُّ شَعْباً  فِي الشَّتَاتِ  مُبَعثَرَا     

ولأنني  شَعبٌ   يُسَائِلُ  خَصمَهُ

أُلْقِي سُؤَالِيَ   لِلعُدَاةِ   مُحَذِّرَا

أَتَرَوْنَنِي   –  يَا غَائِلِينَ  سِيَادَتِي

أنِّي عَجَزْتُ ولا أُطِيقُ   تَحَرُّرَا ؟

 أترونني  شعباً   أضاعَ  حُقُوقَهُ

إذ لا  أرَىٰ  إلاَّ  التَّعَتُّقَ   مُثْمِرَا؟

أترونني عند  المَلاحِمِ  مُحجِماً

مُتَولِّيا   يومَ   الكريهةِ   مُدبِرَا؟

أم   ذاهِلاً  عمَّا    يَدُورُ   وَهَائِباً

أم كُلُّ ذَاكَ تَرَوْنَهُ  عِندِي جَرَىٰ؟

كَلَّا   فإنِّي   المُستَقِيمُ   عَلىٰ  الْإِبَا

أَغْشَىٰ الوغَىٰ مُتَقَدِّماً أُسْدَ الشَّرَى

إِن كانَ ثَمَّةَ مَن يَخُوضُ مَعَاركاً

بِشَجَاعَةٍ  أَو  قَدْ  غَدَا   مُتَهَوِّرَا

فَشَجَاعَتِي  دَوليَّةٌ  ولَقَدْ غَدَتْ

نَهْجَ العِظَاتِ لدَىٰ مَمَالِكِ أَمْهَرَا

لِمَ تَحقِدُونَ  إذا أرَدتُّ كَرَامَتِي

بِزَوَالِكُمْ   وَأَنَا   أَرَاهُ    مُقَرَّرَا

أنا  لا أكونُ  ولن  أكونَ  ضَحِيَّةً

لكن سَأجعَلُ جُهْدَ خَصمِيَ مُهْدَرَا

أنا مَا سَلَوتُ عَنِ  الحُقُوقِ  وَصَوْنِهَا

أقسمتُ  أن  أَدَعَ    العَدُوَّ    مُدَمَّرَا

أنا  لا  أُطَالِبُ   بِالعَدالةِ  قَاضِياً

وأنا  أرَاهُ   مَعَ   العِدَا    مُتَآمِرَا

بل قد غَدَوتُ عَنِ العَدالةِ يَائِساً

وَلِذَا   أرَانِيَ  لِلوَغَىٰ  مُستَنفَرَا

جَارِي أُثَمِّنُ  بِالجميلِ  جَمِيلَهُ

وعليهِ  أَلهَجُ  بالثِّنَاءِ   مُقَدِّرَا

لكنْ  أَصِيرُ   مُفَاجَأً     لَمَّا      أرَىٰ

جَارِي وَخَصمِي فِي أساي تَجَاوَرَا

ياذَا الجِوَارِ   أترتجِي  مِنّي  أنَا

ثِقَةً عَلَيْكَ وقد غَدَوْتَ الغَادِرَا؟

هَلْ أَستجِيبُ لِمَن يُعارِضُ عَودَتِي

مِنْ مَهْجَرٍ  ولقد  سَئِمْتُ  المَهْجَرَا

دُسْتُورُ شَعبِيَ لاَ يُجِيزُ إِقَامَةً

فِي غُربَةٍ لكنْ  قُهِرتُ مُهَجَّرَا

 أَأُصِبْتُمُو   أَهْلَ اللَّسَانِ    بِعُقدَةٍ

فَلِذَا اللَّسَانُ عَنِ الحقيقةِ أقْصَرَا؟

أَ وَهَىٰ اللِّسَانُ فَلاَ يُطِيقَ تَكُلُّماً

بأَمَانَةٍ  كَيْ لَا   يُجَزَّ    وَيُبْتَرَا؟

لِمَ  لاَ أَرَاهُ  بِذِي الحُقُوقِ مُطَالِبًا

إنِّي غَدَوتُ عَلىٰ الدَّوامِ مُحَيَّرَا

وَطَنِي فَقَدتُّ فَلَمْ أَعُدْ ذَا مَوْطِنٍ 

وبَقِيتُ أَبكِي  مَوطِنِي    مُتَأثِّرَا

إني أرىٰ كُلَّ الشُّعوبِ تَحرَّرَتْ

وأنا الوَحِيدُ  أَرَانِيَ المُتَضَرِّرَا

إنسانُ ذَا العَصرِ تَصُونُ حُقُوقَهُ

هَيْئَاتُها   وَلقَد  رَأوْنِيَ   مُهْدَرَا

أَمَلِي غَدَوْا أن يَرفَعُوا عنِّي الأسَىٰ

لكنّهُم     زَادُوا     أَسَايَ     تَعَسُّرَا

يتجاهلونَ  عن  التَّعَمُّدِ    قِصَّتِي

لَمْ يُبْكِهِم حَالي الذي يُبْكِي الثَّرَى

مَاذَا دَهَا هَيْئاتِهِم لَمْ تَكْتَرِثْ

أَمْ قَدْ غَدَا ذَاكَ الشِّعَارُ مُزَوَّرَا 

عِتْقُ الخِداعِ مَعَ التّآمُرِ زَادَنِي

رِقّاً عَلَيَّ مَدَىٰ الحَيَاةِ  مُكَرّرَا  

ولقد حَزِنتُ بِعَودَةِ المَنفَىٰ الّذِي

أَغْدُو بِهِ  بَيْنَ  الشُّعوبِ  مُسَفَّرَا

قُومُوا  نُذِيقُ   المُستَبِدَّ  مَآسِياً

قَوَداً كَمَا فَرَضَ المَآسِيَ أَدهُرَا

نَجتَثُّ مِن أرضِ الكَرامةِ أَصلَهُ

وَلْتَحتَفِلْ كُلُّ الشُّعوبِ  بَأَسمَرَا

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى