تراثيات نبيلة : التهاني بعيد المسلمين في ارتريا-رصد الأستاذ محمد إدريس قنادلا – سويسرا
التراث كنز تستوحي منه الأجيال هداها وعزها وخصوصيتها ، وهو مثل كل الأشياء النفيسة قابل للزوال والضياع ما لم تكن عناية به وحماية ، ومن العناية روايته من جيل خبير به إلى جيل آخر جديد عليه .
وتشتد الحاجة إلى الرواية عندما تتعرض الأوطان إلى غزو ماكر يستهدف الكنوز التاريخية والتراثية للأمة ، وتقع المسؤولة على الفئة المثقفة حين يهيمن الهوان على الأمة نتيجة لتأثيرات الغازي الذي يغرس عقائده وأخلاقه وتراثه ، ويعمد إلى تشويه التراث الأصلي، ويعمل إلى الفصل بينه ، وبين الأجيال القادمة الذين يتلقون التراث على يد وأدوات المشوهبين المبشعين له فمن غير المنكور أن ينشأ الصغير على ما يلقنه له الإعلام الرسمي الماكر سواء اتخذ لنفسه الوسائل المرئية أو المقروءة أو المسموعة والمنتجات الأدبية التي ينتجها العدو محشوة بمضامين مشوهة للتاريخ والعرف والتراث وهي تقدم وتعرض بثوب أنيق خداع تمثله الأغاني والقصائد والروايات بكل اللهجات التي يتحدث بها السكان فعامة الناس يتلقون ذلك برضى غبي وفكر وشعور غير بصير الأمر الذي يمكن الاستعمار الداخلي أو الأجبني من تمرير مشروعه الماكر مقابل تراث الأمة وقيمها النبيلة .
ولهذه الاعتبارات كان محل إشادة البرنامجُ الثقافي الاجتماعي الذي نفذه ” صفحة روبروبيا على الفيسبوك خلال أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1441هـ وهو برنامج حظي بمشاهدات بلغت الآلاف والإعجابات والتعليقات بالمئات وقد استغرق قريبا من ثلاث ساعات تحدث فيها مشاركون أرتريون مهاجرون يقيمون في عدة دول جمعهم الشوق إلى وطنهم والرغبة في إحياء تراثه وعرفه السليم وكالة زاجل الأرترية للانباء ” زينا ” من جهتها تعيد نشر أهم ما ورد على ألسنة المشاركين من روايات للسلوك الاجتماعي والديني الذي كان عليه المسلمون في أرتريا أيام عيدهم .
تحدث في المناسبة ممثلون ينتمون لمختلف الاقاليم الأرترية ولهذا كانت المادة صورة معبرة عن كل الوطن .
محمد إدريس قنادلا- يقيم في سويسرا. من الساحل الشمالي في أرتريا:
يتحدث الأستاذ محمد إدريس عن بيئة بدوية مسلمة ينقصها الكثير من أدوات الزينة والجمال والرفاهية الذي يتوفر في المدينة ومع ذلك تحاول أن تطوع الموفور في بيئتها البدوية لتكمل به فرحها وسرورها دون أن تحس أنها ناقصة أو فقيرة ، تمد إلى الشجر لتأخذ منه ما يقوم مقام الصابون في النظافة ، وتستعين بالأواني المعدنية لتقوم مقام المكواة وينطلق السكان مسرورين يوم عيدهم وهذه مشاركة الأستاذ قنادلا وهي تصف الأنشطة المسرورة التي يمارسها المواطنون أيام العيد والأعمال المحببة التي يقومون بها تعبيرا عن احترامهم لأيام العيد فهو يأتيهم مختلفا عن أيامهم العادية ولهذا يستخلف استقبالهم إياه إنهم يعبرون عن حفاوة وتكريم وتعظيم لهذه المناسبة العظيمة الأثيرة قال الأستاذ قنادلا:
تجهيز المصلى :
العيد في ( الساحل الشمالي ) ما أروعه جمالا ودفئا، حيث يقوم الناس بتجهيز موقع صلاة العيد قبل العيد بيوم أو يومين ويختارون لصلاة العيد مكانا واسعا نظيفا جميلا.في ساحة تحصنها ها جبال وأشجار من كل ناحية وقد خططت معالم أطرافها بالحجارة في شكل مسجد توضع في مقدمته ثلاثة أحجار طويلة وأطولهن تتوسط الحجرين الآخرين وهي المحراب الذي تحدد اتجاه القبلة وتترك في مؤخرته بوابة يدخل الناس منها ويمنع منعا باتا تخطى الحجارة للدخول فيه من باب أدخلو البيوت من أبوابها.
نظافة الملابس بالنبات وكيها بما تيسر :
ويسبق العيد اختيار الأضحية للمستطيع ، وتجهيز ملابس العيد وليس بالضرورة أن تكون جديدة لغير المستطيع، فالمهم أن تكون نظيفة وتغسل الملابس بالصابون إن وجدت وإلا غسلت (بالغنشي) وهو نبات رخو له رغوة مثل الصابون يستخدم لغسل وتنظيف الملابس عوضًا عن الصابون، أما المكواة إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين( حسب الظروف )كما يقوم بعضهم بتسخين آنية الحديد لكي الملابس .
أما الزي المفضل للرجال في يوم العيد هو الجلابية والصديري، والسماديت، والسيف والخيزران المنقوش والملبس بالجلد والخرز.
تخفيف اللحية :
ويزين الرجل لحيته في يوم العيد بالتخفيف من الأطراف تجملا ويسمون تنظيف اللحية(زينة) فإذا أراد الواحد منهم أن يخفف لحيته يقول: (شكمي إقل إزين تو) وتعني أريد أن أزين لحيتي أي أخففها، وكأنهم كانوا يكرهون لفظ حلق اللحية.
عطر النساء والرجال :
واستعدادات النساء لاستقبال العيد تبدأ بالمشاط ، وتجديد الخيط لحبات الخرز ودهن الشعر بالسمن المخلوط بالشوكري والمحلب والقرنفل ويسمى(حسات طلام ) أي الدهن الأسود، ووضع الحناء والدخان والطيب .
وكانت العطور المشهورة آنذاك والمفضلة لدى الكثيرين من الأنواع المتواضعة كعطر(بنت السودان)(وسيدي علي)ولناس الحال الميسورة (فليل دمور ).
وتلبس النساء في يوم العيد كل ما لديهن من حلي وزينة ويتشاءمون من الحلي الذي لا يلبس أو التي لا تلبس حليها أو زينتها .
وكان عطر الرجال المفضل(كولونيا 555)،طبعا هذا رقم الماركة، والذي يمتلك هذه الأشياء البسيطة كان يرى نفسه كأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها، والذي لا يمتلك شيئا منها فهو قنوع راضي بما لديه.
حظ الأطفال من الفرح والسرور :
وفرحة العيد تكمن في عيون الأطفال ببراءتهم يرضون بالقليل من الأشياء سواء كانت قطعة جديدة أو حذاء أو حلوى أو أي شيء يعبر عن فرحة العيد ، وما يحز في نفسي أنه وبشكل عام كان الناس لا يهتمون بفرحة الأطفال في العيد سواء كان من جانب الأسر العادية أو ميسورة الحال، وربما كان ذلك لاعتقادهم أنه طفل صغير لا يعرف معني العيد أو أنها عبادة تخص المكلفين، ولذا كانت فرحة الأطفال مع أقرانهم في الحي أكثر من فرحتهم مع أهلهم وذويهم، إذ يلعبون ويرقصون معاً فرحاً وسرورًا بالعيد، ومن ألعابهم المشهورة ( عيمبو دلامبو ) وهي أن يدور الشخص حول نفسه إلى أن يسقط على الأرض من شدة الدوخة، و( بيب) وهي لعبة تؤدي بأن يجري كل واحد خلف الثاني ويحاول منعه من الوصول إلى الهدف برجل واحدة مطلقة والأخرى معلقة ( يلعبها فريقان متضادات ).
ويحلقون الأطفال بنين وبنات في يوم العيد التماساً لبركتها، وأداة الحلاقة كانت مدية صغيرة تسمى ( ملاطي عرب )وتعني مدية العرب يتم تسنينها ( وشحذها )على الحجر، أو( مطواة) يستعمل خصيصا للحلاقة ، وتزدحم أيام العيد التالية لليوم الأول بمناسبات الزواج التماسا لبركتها.
ويستمتع الأطفال كثيرا ب ( التاكو) ويسمى فري عيد وهو بليلة من حبوب(الماشيلا) او( الأدنكل )و( العدوقرا ) أو أي شيء متوفر من الغلال، وتطهى البليلة في الساحة أمام المنازل ويجهز كل طفل معلقة من لحاء الشجر اليابس ليغرف بها من البليلة وهي تغلي في النار، ويهدى منها للجيران كعرف متبع في مناسات العيد.
وكان القاسم المشترك بين النساء والرجال والأطفال هو وضع الكحل الحجري على العين تجملا للعيد وتقوية للنظر.
الذكر والصلاة والتهاني:
ومع مغيب شمس ليلة العيد تتعالى الأصوات بالذكر وتشد الطبول وتوقد النار لحلقات الذكر والتكبير والتهليل يتمايلون حولها ذكرًا وهيامًا ولكل ذكر أو مدح عزف خاص علي الطبل فالسامع من بعيد يعرف الذكر من عزفه والأطفال يشاركون هذه الليلة مع الكبار بنشاط وهمة عالية.
وفي صباح يوم العيد يتقاطر الناس من كل حدب وصوب إلى موقع الصلاة ما عدا النساء فليس لهن نصيب في شهود الصلاة حتى لا يختلطن بالرجال من باب العرف السائد، وتعلو تكبيرات العيد من كل ناحية ويلبس كل زينته، ويتكحل بالكحل الحجري الذي يتم طحنه محليا بالمنزل ثم يوضع في( مكحلة )أو( مكحولة ) وتسمى أيضا(عكيتت) وهو اسم مشتق من العكات(شجر الدوم ) الذي تصنع منه وتعبأ بالكحل وتغطى بشراك جلد ناعم حتي لا يضر بصحة العيون، وما تكحل به العين يسمى (ميلل) أو (مرود) ويسمى ” ميل ” بالعربية وهو من الفضة.
وبعد أداء صلاة العيد يتبادلون التهاني وتقبل النساء يد الرجال والأطفال من الأهل والعشيرة مباركات لهم العيد ومتمنيات لهم عيدًا سعيدًا يعود عليهم بالخير أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، وتستمر في الدعاء له واضعة يدها على يده لا تنزعها حتى تنتهي من الدعاء.
وتبدأ التهاني بكلمة ( معايدين، مسالمين، أبري ودحر) المقطع الأول هو مرادف لكلمة (كل عام وانتم بخير)، والمقطع الثاني يعني اعفُ عني وادعُ لي بالخير.
الأضحية :
ويذبح المستطيع ذبيحته ويطهي اللحم مشكلاً بين العظم واللحم ومحتويات البطن وتهدى للناس مطبوخة مع المرق وهذا الخليط بين اللحم والعظم ومحتويات البطن القصد منه إيصال الجيران هدية تحتوي على كل أجزاء الأضحية، وتشوى الكبدة والرئة على الجمر وتقدم كمقبلات قبل تجهيز الوجبة الرئيسية وتقرأ سورة قريش وينفث بها على الرئة ثلاث مرات قبل تناولها.
وتوزع الهدايا من اللحم حسب مقامات الناس فالعمد والمشايخ والوجهاء وكبير الأسرة والحمو يهدى لهم (اليد) أو (لحم الكتف) مما يلي الرقبة ويسمى(لبت) او لحم الصدر بداية من الترقوة بما فيها غضروف الصدر إلى نهاية البطن ويسمى ( التدع) وأما النساء فيهدى لهن الفخذ مع شيء من اللحم.
يتناول الناس وجبة الإفطار، تليها القهوة ، وتوزع بعض الصدقات على الفقراء والمساكين والنساء لا يفارقن المطبخ في اليوم الأول لكثرة الزوار من قريب وبعيد وتصنع القهوة تلو الأخرى، وفي الغالب يقمن النساء بالمعايدة على الأهل والجيران في اليوم الثاني للعيد.
وهذه بعض أدعية العيد :
عرفة مكة وجدة
عمر طوول
ورزق بدح
ونوس سنيت
ولاد تبعن وإقل أنسات
منا دولا إتا حولا
سمو إتا
و تأتو ديبا
هبو ديبا ونسؤو إتا
قموو إتا وأقمو ديبا
شاكت كلو جقفا
ودعروتت كلو قنطشا
طيناكم عبات
ولباسكم دبات
مطعنكم ود إنسا
وأفوكم درسسا
من وحيد ديب معدي
ومن دلام ديب مطهي
ومن بين ديب محبر
أدنياكم معر و سعر تقبأ
عرفة بكيتت تتعارفكم 🕋
الشاعر سعد آدم ابراهيم – يقيم السويد وهو من الإقليم الجنوبي في ارتريا:
قدم الأستاذ إبراهيم شعرًا بلجة الساهو معبرًا عن العيد في منطقته ومرتع صباه (عدي قيح ) الشامخة وضواحيها بدأ حديثه بتكبيرات العيد المبارك ثم التهنئة لإدارة البرنامج والشعب الإرتري والأمة الإسلامية عامة ثم قال: العيد ذكريات الكبار وفرحة الصغار، العيد بهجة وتسامح د وصفاء وليس حقدًا وكراهية وإقصاء أو إنكار بعضنا بعضًا، نحن شعب وأهل وأحباب وأمة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى نحن أهل العقيدة ولحمة واحدة ووطن واحد والوطن يسع الجميع. كنت أتمنى أن أشارككم بما يناسب المناسبة السعيد ولكن لضيق الوقت أشارك هذه المناسبة المباركة بقصيدة وطنية ثورية بلغة أجدادي بعنوان( إندح كراويشا ) وتعني عند ما أتحدث أنا ، هناك من يتحدث، هناك قتيل لكن القاتل والجلاد والحكم هو واحد وأنا كنت الضحية يقتلونني ثم يمشون على جنازتي ولهذا سميتها اندح كراويشا وهي قصة رمزية تتحدث عن طفللة صغيرة يتيمة كنت أقول لها (تاتيي ) إلى الأمل إلى الغد، إلى مايو،إلى الحرية وقد وصف البعض هذه القصيدة بأنها غزلية وبعضهم قال وطنية وتركت المجال مفتوحاً لكل الاجتهادات.
كنت أقول لها تاتيي ماكان لي مكان أستريح فيه، ما كان لي جهة معينة اتجه إليها كنت أرحل ليلًا ونهارًا تحت العواصف الرعدية بين أعمدة الدخان وأصوات المدافع بين القتلى والجرحى كنت اقول لها تاتيي أسقيها من دمي وأطعمها من لحمي وتفترش من جلدي وتستنيرالطريق بضلوعي واحدة تلوى الأخرى لتضيئ لها الطريق إلى الحرية.
تاتتي إندح كراويشا ، ومن هنا تبدأ القصيدة بلغة الساهو…
أما بالنسبة للعيد هناك طعام يؤكل قبل الذهاب إلى الصلاة ومن شروطه أن يؤكل خارج المنزل لا داخله وبعد الرجوع من الصلاة يؤتي إلى المسجد بحلم يسمى ( حاكلي ) هذا اللحم يؤكل جماعي في المسجد ثم تتوالى الزيارات من بيت إلى بيت وكان هذا عامل ألفة وتماسك يزرع المحبة بين الناس لا أدري اليوم هل موجود أم اندثر، ولا بد أن نبدأ بأنفسنا ونهتم بتراثنا ونعلمه أبناءنا في المهجر وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
الأستاذ إبراهيم اللولا- يقيم في قطر وهو من المنطقة الجنوبية في إقليم سمهر :
قدم الأستاذ إبراهيم الشكر والتقدير لإدارة البرنامج وهنأ وبارك العيد للشعب الإرتري بصفة خاصة متمنيًا لهم عيدًا سعيدًا في ظل دولة القانون التي ينعم فيها الجميع بالحرية والديمقراطية تحت صرح العدالة .
بدأ حديثه بقوله: اتحدث عن مناطق المرتفعات سمهر، عقمبسا، فرارا، عالا، قدم، وحاضرتها زولا ونسبة لأني هاجرت منها ومازلت أعيش في المهجر ربما لا أحسن الحديث عن هذه المناطق ولكن لا بأس بالتحديث عنها في حدود معرفتي المتواضعة.
تب
دأ الاستعدادات قبل العيد بيوم أو يومين وتغسل الملابس ويشترى المستطيع لبساً جديدًا وتنظف وتنظم البيوت ويجهز العطور والبخور والحلويات، ويعطون الأولوية للأطفال في اللبس وغيره، وفي صبيحة العيد تقوم الأم مبكرة وتقوم بأعداد الشاي والعصيدة ويفطر الجميع على العصيدة بالسمن واللبن الرايب ثم يذهبون إلى الصلاة بكامل زينتهم يهللون ويكبرون، وكان الزي الشعبي عبارة عن قميص وسروال طويل يظهر من تحت الجلابية، طاقية، عمامة، صديري مطرز وداخلي مفتوح من الجوانب وهذا الزي يشبه الزي الهندي أو الباكستاني ، يصلون في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس المشرقة وبعد صلاة العيد يتبادلون التبريكات والتهاني ، يتبادلون الزيارات حتى بيت العروس في هذا اليوم مسموح زيارته أما في غير العيد فممنوع الاقتراب منه إلا وفق قوانين العرف السائد في المنطقة. ويقدمون للزوار الفول السوداني والحلويات، و العطور، وفي الوجبة الرئيسية يقدمون لحمًا، أرزاً، كسرة ، كسارمققو، الشعيرية وفي القهوة يجتمع كل أفراد الأسرة ، ويخرج الأولاد والبنات إلى مشارف القرية يلعبون حتى في ضوء القمر دون إخلال بالآداب العامة.
أما العيد في معسكرات اللجوء فلا يختلف كثيراً عن إرتريا حيث حافظ الناس على هذه العادات حتى في المهجر.
أ.إسماعيل آدم- يقيم في السويد ويتحدث عن العيد في العاصمة أسمرا :
بخصوص العيد في أسمرا تحضرني الكثير من الذكريات التي تترك بداخلي صوراً من العادات المتنوعة في كلا العيدين فالتجهيزات نوعان قبل العيد وبعده
تحسين البيئة والاعتناء بالنظافة وتبادل التهاني :
ففي رمضان تكون تجهيزات العيد قبله بأيام مثل تجهيز ملابس العيد تغيرات في البيت ونظافة المنزل وكل شخص على حسب مقدرته يجهز للعيد.
وينتظرون العيد بفارغ الصبر ويعدون للعيد ويحسبون في الأيام المتبقية للعيد
وعندما تشتري الأطفال ملابس العيد يعرضونها على أصدقائهم ويقول أحدهم لصديقه أنا اليوم اشتريت هذه الملابس هل هي جميلة؟
وتتبادل في العيد الكثير من الذكريات الجميلة مع أصدقائك ومع أسرتك و مع زملائك ومع الجميع.
المشروبات والحلوى والفطور و أعلام المساجد
وفي صبيحة يوم العيد كل على حسب مقدرته يجهز بعض المشروبات مثل الحلبة ومشروب يسمى (بيبيتا) والكركدي، ووجبة الفطور بأي طعام متوفر وفي الغالب عصيدة يتجمع لتناولها كل أفراد الأسرة وبعدها يذهبون إلى مساجد الأحياء وأي مسجد له علم تميزه عن المساجد الأخرى ثم يتوجهون منه منتظمين مكبرين ومهللين إلى مسجد الخلفاء الراشدين فهو مجمع كل هذه المساجد فيه يصلون العيدين وعددهم يقدر بالآلاف والغالبية من حَيْ أخريا لأن أغلب المسلمين في اسمرا يسكنون في ضواحي أخريا وضواحي مالشتو وعداقا حمس ومسجد شيخ الأمين وضواحيه يتوجه إلى المصلى العام بشوارع معينة وهم يكبرون مستخدمين المكرفون يمرون بـ عداقا ومنها ينزلون إلى مسجد الخلفاء الراشدين وغالبية المصلين يأتون من هذا الاتجاه وهم ألوف مؤلفة يتحركون بنظام مشيًا على الأقدام إلى المسجد العام وفي السابق كانت صفوف المصلين تصل من المسجد حتى أحياء أندا عاسا ولكن حالياً ربما لكثافة السكان حول المسجد قد تغير الوضع حيث امتدت الصفوف إلى مواقع بعيدة في المدينة .
الخطبة والذكر الطيب :
كل مجموعة تأتي مسجد الخلفاء الراشدين والكل يجلس ويكبرون بالمكرفونات وهنا يعجبك أصواتهم العالية بالتكبير وكل الناس تريدون جلاليب بيضاء وعمم بيضاء وكثرة التكبيرات في وقت واحد وذكرياتها لا تبهت بل باقية إلى الأبد في نفوسنا .
وأثناء خطبة العيد في أسمرا يكون الشخص جالسًا لا يتحرك من مكان صلاته حتى يتم الخطيب خطبته وبعدها تذهب مع أصدقائك وزملائك إلى استديوهات التصويرلأخذ صور تذكارية نسبة لعدم وجود موبايلات في السابق وبعضهم يأتي (بكمرته ) إلى مكان الصلاة لأخذ اللقطات التذكارية
ولكن في الوقت الحالي يمكن لأي شخص ان يأخذ صور تذكارية من غير الذهاب الى الإستديو بالهواتف الذكية.
الزيارات العيدية واجبة اجتماعياً :
عند الرجوع من المسجد إلى البيت تغير ملابسك البيضاء بملابس أخري وبعدها تزور مختلف أصدقاءك وتزور أي بيت دون استثناء حتى تسلم من اللوم لأنه لا أحد يعذرك إذا لم تظهر زائراً في العيد.
وفي اليوم الأول سيكون نهارك كله تجوال وسوف تكثر عليك الوجبات والحلويات فتضع بعض الحلويات في جيبك تأكل منها وانت في طريق العودة إلى بيتك وتعطي منها زملاءك المسيحيين الذين تصادفهم في الطريق.
أ.صالح أحمد دين- يقيم في بريطانيا ويتحدث عن العيد في جنوب مصوع:
مثل هذه الاهتمامات بالمناسبات الدينية لا توجد في إعلام النظام الإرتري، والعادات في جنوب مصوع لا تختلف كثيرا عما هو موجود في شمالها إلا في بعض الأشياء الدقيقة
ازدحام الأسواق في مدينة فرو:
وبالذات مدينة ( فرو) فيها ثقافات متعددة ويظهر هذا الاختلاف في المناسبات جليا وخاصة عندما يجتمع فيها الريف بالمدية حيث توجد حول( فرو)40 قرية يأتي غالبيتهم إليها لصلاة العيد، من مناطق كثيرة خاصة التجمعات السكانية التي تقع غرب المدينة وهي قرى كثيرة وسكانها أقرب إليهم مدينة حرقيق من حيث المسافة ولكن هم يفضلون الذهاب الى (فرو) ومثل ذلك قرى أخرى كثيرة من ناحية الجنوب مثل (أيروملي) و(معادن) و (دقعينة) و(ساقنلي قدي) و(الخضراء) و هناك قرى كثيرة على بعد خمسين أو ستين كيلو متر على سبيل المثال (أم لي) و (عمر قبري) و(قرقرو ) ،
تشكيل مجموعات ذاكرة مهللة :
وهكذا يزدحم سوق فرو أيام العيد بالمتسوقين ، يأتون إليها وهم يهللون ويكبرون ويمدحون مدائح الشيخ محمد عثمان الميرغني وبذات قرية (عنقالي) يأتون عن بكرة أبيهم رجالاً وأطفالاً ونساء لأنها أقرب قرية إليها يأتون على شكل دفعات وهم يهللون ويكبرون وأما باقي القرى قد يقتصر إلى فئة الرجال وهم أيضا يأتون إلى المصلى على شكل مجموعات مكبرة مهللة . و يرددون أحيانا الأناشيد وقد تكون مصحوبة بدفوف ،
شخصية القدوة :
وكانت هناك شخصيات لا ينسى فضلها كان لهم الفضل في تحبيب الناس بعضهم إلى بعض دينيا واجتماعيا منهم الشيخ عبد الله بلوح وكان إمام المسجد الكبير في فرو،
المعايدة ومشهد الأطفال المرح :
وبعد الصلاة يقومون بالمعايدات بشكل جماعي تجد أحياناً عشرين طفلاً يتجولون للمعايدة من بيت إلى بيت لأن الناس يعيشون كأسرة واحدة على الرغم من تعدد جنسياتهم … فيهم أسر من أصول يمنية انصهرت مع السكان المحليين ، وفي الفترة المسائية يفسح المجال للبنات يلعبن ويغنين وكل بنت تحضر معها شيئا من حلويات وكيك العيد تعيد به على صاحباتها، أما اللبس فهو عمامة مزخرفه باللون الأبيض بالذهبي أو هي ذاتها ذهبية اللون.
سكان مدينة فرو:
سكان غرب مدينة فرو هم من أصول واحدة رغم اختلاف الألسن أما شرقها فأجناس مختلفة ومع ذلك لا تشعر بالفوارق لأنهم يجيدون معظم اللغات الإرترية أما اللهجات المستخدمة هي الساهو وتجرايت وعفرية
أ.حنان الشيخ ابراهيم- تقيم السعودية وتحدثت عن مسقط رأسها مندفرا:
انا عشت كغيري وترعرعت في المهجر ولكن ولكن أحتفظ ببعض الذكريات من خلال حكايات أمي وأبي
العيد في مندفرا :
ما زلت أحتفظ ببعض عادات العيد في (مندفرا) حيث تبدأ الاستعدادات بأيام قبل يوم العيد وتقوم النساء بإعداد بعض الحلويات والمعجنات في البيوت مثل (دابوقلو ) و( الفوفول )،( الكراميل ) وبعض المشروبات( أبعكي) وهي الحلبة تخلط بنكهات عديدة وأيضا مشروب ( ببيتا) يخلط بنكهة النعناع أو أي نكهات أخرى.
وينام الناس مبكرين ويصحون مبكرين والبنات يلبسن الزي التقليدى ( الزوريا) وفي الصباح يتحركون مكبرين إلى موقع أداء صلاة العيد، ويرتدي الرجال الجلابية والعمامة الجبرتية المعروفة ، وبعد الصلاة وتبادل التهاني في المسجد يعودون إلى البيت ويفطرون على( القجة) أو إمفتفت بالزبادي والسمنة مع الفلفل ،ويذبح المستطيع ذبيحته وهناك ما يسمى( دلوت) وهي مشهورة تتكون من الكرش والأمعاء يطبخ بعد التنظيف الجيد، وأيضا اللحم المشوي ويسمى( قلوت) .
ويذهب الأطفال بنين وبنات للمعايدة من الصباح إلى الليل يتجولون من بيت إلى بيت.
ما أروع هذه العادات الجميلة، كم تمنيت أن أعيش تفاصيلها في بلدي ومسقط رأسي مندفرا.
العيد في الغربة :
أما العيد في الغربة فمختلف تماما لا توجد فيه شيئ مما ذكر، حيث ينتهى بانتهاء صلاة العيد فمن له أقارب يزورهم ومن ليس له أهل في بلد الإقامة يجلس في بيته أو يذهب إلى أقرب مطعم أو متجر وينتهي العيد.
وختمت حديثها بقصيدة تعبرعن الحنين للوطن تشكو مرارات الهجرة والشتات تقول في مطلعها:
أحنين كلما غنى يماني** طار بي إلى تلك المغاني
يتلقى الصباح في الحانه** فيهيج شوقا من حزن الأغاني
أ.محمود همجاي- يقيم في ألمانيا ، ويتحدث عن العيد في الوطن:
قدم الأستاذ محمود همجاي أدعية خليطة بين العربي والتقرايت فقال: عرفة مكة وجدة تقبأ قلكم ، هبو إتا ونسؤو، تأتو ديبا وسمو، مثل ولاد إمام و ولاد رحمكم، هتا مطئ ايتحدي وأنتم طنح، كم دعروتت قنطفو وكمثل شاكت جقفو، أبياتوم لاتقاوركم ونحروم لأبلكعكم.
استقبال العيد ومناشطه :
يستقبل الناس العيد بفرح عميق يلبس فيه الناس جديدًا أو يغسلون قديمًا، ثم يغتسلون ويتزينون ويلبسون ، ويفطرون على العصيدة بالسمن واللبن الرايب ويذهبون إلى الصلاة مكبرين ومهللين الأبناء يرافقون الآباء والأجداد لأداء صلاة العيد ،ثم يجلسون حسب مقاماتهم، الصغار يجلسون في الخلف ولا يسمح لهم بالجلوس في الصفوف الأمامية، يتبادلون التهاني بعد الصلاة ثم يرجعون إلى البيت ويقومون بزيارة الجيران بيتا بيتا فإذا انتهى اليوم الأول قبل إكمال الزيارات يعودون في اليوم الثاني من حديث انتهوا ويواصلون المعايدة ، والأولاد والبنات يلعبون ويغنون في أيام العيد فرحا بالمناسبة السعيدة
قصيدة طويلة بالتقرايت عن مرارات الهجرة :
وقدم قصيدة طويلة بالتجري تحكي عن مرارات الهجرة بسبب الظلم والقهر الذي طال كل شبر في الوطن يقول في مطلعها:
حلحل دولة مثل ابقوانينا ** إت كل أكان هلا لاما علاوينا
هياب من لتحدي نحرم أجاوينا** وبأس من مطئ دولوي مروينا **
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم