ترجمة قصيدة السلام من شاعر السلام المعتقل إدريس محمد علي فك الله أسره
بقلم باسم القروي
في زمن الجاهلية المحضة يعادي الطغاة من الطيور الحمامَ ، والشجر الزيتونَ، ومن الألوان البياضَ، ومن الفن والشعر من كان على مذهب زهير بن أبي سلمى في ذم الحرب :
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتــم ** وما هو عنها بالحديث المرجــم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمــــة ** وتضر إذا ضريتموها فتضــرم.
وهو بخلاف مذهب الشعر الجاهلي الذي يحتفي بالحرب وفتنها وكبريائها الجاهلة على النحو الذي تخلده قصيدة عمرو بن كلثوم التي جاء فيها :
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
ذكرت هذا الاستهلال لأنشر لكم ترجمة لقصيدة وأغنية الشاعر الفنان المبدع إدريس محمد علي فقد استمعت اليوم أغنية فخيمة له تخاطب أهل ” كبسا” بأنهم إخوانه ، وتتدفق بحب لهم صادق ، وتذكر من شمائلهم السيوف البتارة
حَوْيِيْ وِلَادْ كَبَسَا * سَبْلاَ أَسْيُوفْ فضاضي**
إيتَمْتَمْا بيتْ نِهِبْ غاوي لــ إيكون وبادي
سَرْقُو عَدْنَا أَسْمَرَا إيتِتْرَكبْ إِبْ حَادِي
ومعنى الأبيات :
إخواني أبناء ” كبسا ” – وهو اسم للإقليم الأوسط وربما الجنوبي معه – والشاعر يصفهم بأنهم أصحاب السيوف البتارة المزينة بالفضة، لنفاستها ولأنهم شجعان لا يستطيع أحد الاقتراب منهم مثل خلية النحل التي لا يقترب منها غير الجاهل بخطورتها . وفي البيت الأخير يصف العاصمة أسمرا بانها حلي وزينة المدن الأرترية جمالا ولطفا
نعم ربما يصدق الوصف على سواد أهل ” كبسا ” فهم على مذهب زهير لكن فئة منهم حاكمة امتشقت السيوف ضدك، يا إدريس،فهي على مذهب عمرو بن كلثوم ضد السلام وضد الوطن، وضد فكرك المتسامح الذي يحب الخير للجميع وهو موقف نبيل منك شبيه بما قاله الشاعر أبو العلاء المعري :
فلا هَطَلَتْ عليَّ ولا بأرضي
سحائبُ ليس تَنْتَظِمُ البلادا
إنه قمة الإيثار أن تطلب عدم وصول الخير إليك إذا حرم منه آخرون ،
وكم هو مؤلم أن يعاديك من تحب ، ويمد إليك خنجرا مسمومة من تهديه الزهور الناعمات
ويصدق فيك وفيهم ما قال الشاعر العربي :
وإخوان حسبتهُمُ دروعاً * * فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهامًا صائباتٍ * * فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا : قد صفت منا قلوب * * فقد صدقوا ولكن عن ودادي
وقالوا : قد سعينا كل سعي * * لقد صدقوا ولكن في فسادي
من مأمنه يؤتى الحذر :
إن النهج المسالم المتودد إلى الخصوم لقد كان ولا زال مبدئاَ يعتنقه في سذاجة كثيرون من أبناء الثورة على الرغم من أن في الطرف الآخر من هو مستبد ظالم سيء الطوية غادر، وكم لدغنا من جحرهم الآثم دون أن نبدي مواقف إيجابية تحمي الحرمات والحقوق من اعتداء الآخر .
كنت مثل غيرك مشغول بهموم الوحدة والنضال ومن مأمنه يؤتى الحذر يا إدريس
لم تشغلك الصوارف من حاجة الولد، والقرية والقبيلة التي ألهت الكثيرين عن الواجب العام ، وأنت كنت مثلهم ذا حاجة مشروعة لكنك قدمت عليها الحاجة العامة
تهديد العرش :
نتيجة ما كانت تستحق مئات الآلاف من الضحايا قتلى وجرحى ومعاقين ، فالطريق إلى إثيوبيا كان سالكًا مرحبًا به منذ فجر التاريخ الاستعماري في أرتريا ،
إنه سفه الحاكمين الجبارين يخوض حربًا لإشباع غريزة العدوان لديه ، ويوقع السلام الذليل عندما يجد أن عرشه مهدد ، فلا بأس من أن يحتمي بالذئب في شراكة كشراكة الثعالب والضباع مع الأسد الضاري فهي تصيح وتصيح باستمرار عندما ترى فريسة تنادي في الأسد ليكون حظها بقايا العظام وما اختلط بدم وروث من فتات اللحم تعافه الأسود الصائدة . وهذا وضع النظام الآن في شراكته مع إثيوبيا القوية الفاعلة وهي الشراكة نفسها بين النظام وبين الشركاء الضعاف من أبناء المسلمين أمثال رمضان أولياي والأمين محمد سعيد ووزيرة العدل فوزية هاشم ووزير الخارجية عثمان صالح إنهم يعيشون على فتات الأسد، ودورهم الصيحات الداعمة؛ للقوي الغشوم الظلوم، لا يظهرون إلا في قص شريط مناسبة ينجزها غيرهم، ولا يوقعون إلا اتفاقية ينجزها غيرهم في عواصم استعمارية داعمة.
نتيجة مأساوية :
ولهذا فليس من بينهم من يرشحه الشعب اليوم في صندوق الاقتراع إنهم بقايا منبوذة جماهيريا فلا جاه لها ولا مال ولا سيادة وإنما هي تسكن في قصر لا تملك مفتاحه ، وتنتظر الموت الذي اقترب موعده بغير ترحاب أنهم الآن فوق السبعين يعانون أوجاع الشيخوخة مثل كبيرهم أفورقي الذي يتردد في المشافي ويكتم فعل السنين فيه بالتجميل الدائم ويتحرك بتصابي بشع مع أبي أحمد الأربعيني.
إنها نتيجة مأساوية أن يرى المناضل من الرعيل الأول نفسه في وضع مزري يخدم نظاما:
لا يوفر له أمانا ، ولا احتراما ، ولا مالا ولا جاها وليس له من حظ الدنيا غير نفس ذليلة راتعة في دماء الأبرياء ، وشريكة في قتل أهلها وفي إفقارهم ولهذا تلوذ بالتواري عن الأنظار ، لا تتحرك إلا في ظل النظام القمعي ، ولا تقوى أن تخاطب المواطنين تحدثهم عن الشرف والتاريخ والثمار الناضجة لتضحياتهم ، إنهم لم يخدموا الشعب ولا الوطن ولهذا يكرههم الوطن والشعب الذي لا زال سواده الأعظم يتشبث بحبال الهجرة هرباً منكم يا خدم البلاط ، تباً لكم .
موقف ذليل وموقف شريف :
تحدثني عن نضال هؤلاء ، وإنجاز الاستقلال ، !!! أي تاريخ وأي استقلال ؟
الدهر يومان : يوم عز يموت الإنسان فيه دفاعا عن وطنه وشرفه ومصالحه أو يوم ذل يعيش الإنسان فيه مهانا يأكل الفتات ليبقى على قيد الحياة ،
وقد أحسن من قال :
وَلَن يُقيمَ عَلى خَسفٍ يُسامُ بِهِ إِلاّ الأَذَلاّنِ عَيرُ الأَهلِ وَالوَتِدُ
هَذا عَلى الخَسفِ مَربوطٌ بِرُمَّتهِ وَذا يُشَجُّ فما يَرثي لَهُ أَحَدُ
إنهم خونة مغلوبون على أمرهم ولهذا فهم في شرفة الفرجة المريحة وإخوانهم يخطفون من بين أيديهم واحدًا واحدَا وهم شهود ، وينتهي تاريخهم إلى عار الاستلام لإثيوبيا
كان لكم شرف الشهادة لو قتلتم كما قتل علي حجاي أو شرف السجن كما سجل رفقاء النضال أمثال شريفو ، إنه موقف شريف فائز خالد ، مقابل موقف ذليل خاسر خالد :
الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ وَالْعَيْشُ عَيْشَانِ ذَا صَفْوٌ وَذا كَدَرُ
أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِ الدُّرَرُ
وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
نعم فاز من رحل بشرف أو سجن بشرف، وخاب من حافظ على حياة ذليلة
ومع وضوح الطريق فإنه يتعامى عنه بعضهم لأن من أساء البدايات لا يحسن النهايات ، فجرائم الجبهة الشعبية منذ تم تسليم زمام قيادتها لأفورقي هم شركاء فيها
شركاء الجريمة :
ربما كان بعضهم مخلصا في خدمة الوطن مغشوشا ،
وهذا صحيح ومع ذلك فإن الذي يحجز الغنم من الهرب عن الذئاب وهو عاجز أن يحميها
شريك في جريمة الافتراس ، فكلهم كان أدوات تنفيذ ا لجرائم ولا زال حتى ملف الاستسلام إلى إثيوبيا وقع حروفه الأولى بعض هؤلاء ، وهو من صناعة غيرهم كما كان الاستقلال من صناعة غيرهم، بعد إزاحة جبهة التحرير عن المشهد المنتصر، ورحيل مظلوم لعثمان صالح سبي الذي مات في ظروف غامضة في مصر، نقول لأننا في زمن العلم الذي مكن تنفيذ الغدر مع ضمان إخفاء الجناة المجرمين، وأرواح الأبطال تباع في مستشفيات الأنظمة العميلة ، يأتون إليها بحثا عن دواء ويعودون منها جثثا هامدة .ولا تحقيق لأن القاتل يدرك ما يفعل ولأن القتيل لا ظهير له يطالب بالثأر.
إنهم كانوا البطانة السيئة للنظام العنصري الطائفي الحاقد الذي لا يدرك أهمية الوفاء والعدل للناس وإنما يهمه تسخير كل الطاقات لخدمته، فإن أخلصت البطانة تمتعت بشيء قليل من لعاع الدنيا، وإن تأبت وعصت فلا تبقى الرؤوس على الأجساد، وخوفًا من هذه النتيجة الأليمة بقيت الرؤوس الذليلة تعيش وهى موتى .
الطائفية الحاقدة تحتكر ضوء الشمس :
جمع الشاعر الفنان إدريس محمد علي الشعر والغناء والنضال والسلام وهذا مما ضايق الحاسدين الحاقدين الذين يودون احتكار ضوء الشمس لأنفسهم وللجغرافية المحدودة تطيقا لنظرية الشاعر العربي : ( إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر ) فما كان يضره أن تنزل بركات السماء على الخلق بعد وفاته لكنه الانتماء البخيل إلى أصحاب نظرية احتكار الخير العميم. وكم من ضنين يرغب أن يفصل الخير على قدر قامته القزم حتى لا يستفيد الآخرون من ظل الأشجار السامقة والنتيجة لا هم استمتعوا بالظل، ولا الوطن استراح ، ولا القلوب تصافت بين المواطنين فمصيرهم المنتظر هو مصير النخلة الحمقاء التي خلدها الشاعر إيليا ابو ماضي :
ونخلة غضة الأفنان باسقـة ** قالت لأترابها والصيف يحتضر
بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني عندي الجمال وغيري عنده النظر
لأحبسن على نفسي عوارفهـا ** فلا يبين لها في غيرها أثر
كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتهـا** وليس لي بل لغيري الظل والثمر
لذي الجناح وذي الأظفار بي وطر* وليس في العيش لي فيما أرى وطر
أني مفصلة ظلي على جسدي** فلا يكون به طول ولا قصر
ولست مثمرة إلا على ثقـة ** أن ليس يأكلني طير ولا بشر
عاد الربيع الى الدنيا بموكبــه** فازينت واكتست بالسندس الشجر
وظلت النخلة الحمقاء عاريــــــة ** كأنها وتد في الأرض أو حجر
ولم يطق صاحب البستان رؤيتها**فأجتثها فهوت في النار تستعر
(من ليس يسخو بما تسخو الحياة به ** فأنه أحمق بالحرص ينتحر)
نظرية عبيد وأسياد :
هذا السلطان الظالم قضى سنين عددًا يتغنى بوحدة الشعب ، ويغرسها بما يفتتها من قوميات وقبائل ولهجات وربط كل طرف بالنظام طاعة وولاء وظل النظام يفتخر بأنه وحد الشعب والحقيقة أنه قسم الشعب إلى صفوة وعبيد ، النعيم للطائفة الأولى والعذاب للطائفة الأخرى على سنة عمرو ابن كلثوم الجاهلي :
ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ويشرب غيرنا كدرًا وطينا
إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر الجبابر له ساجدين
وهي نفسها نظرية الفراعنة الأقدمين (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)- سورة غافر – وينتهي بصاحب الرأي والفكر و الدين والخلق المعارض إلى السجن والتعذيب والقتل ويومنا هذا مع نظامنا أخو يوم المؤمنين مع فرعون ونظامه : ( لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) – سورة الأعراف .
ترجمة أغنية ختامية :
نختم هذا النص باختيار أغنية ختامية للشاعر الفنان الموهوب إدريس محمد علي
تناول فيها بالوصف المبدع مناطق وسكانا من مختلف ربوع الوطن في مشاهد وما كان يدري أن أهل (كبسا) الذين يصفهم بأنهم إخوانه سوف يغيبونه عند التمكين :
المشهد رقم ” 1 “
يصف الوطن بأنه مثل النبع الصافي والبئر الغزير يسخو بالخيرات ولهذا فهو محسود من قديم الزمان ومستهدف :
كمثل شاكت وعيلا
متيلا منتو إلا ليبلا
المشهد رقم ” 2 “
بركه :
يصف إقليم بركه بأنه شهد ميلاد الثورة ويفتخر بحامد عوتي مفجر الثورة واصفًا شباب بركة بأنهم شجعان يلوكون الحديد وهم رفقة عواتي .ويذكر مناطقهم : أغردات ، تسني ~، بارنتو ، أم حجر مستعذبا تردادها مؤكدًا أنها بلد الشجاعة والمروءة: ( إلا مسكن عوتي مسكب مروت وحطر) وينص على أنه لا أحد يقف في وجههم يوم النزال فهم نمور ضارية .وحاضرهم مثل ماضيهم.
- ولاد مطو من بركه – سب لحطين لتقرر
- من أغردات وتسني وبارنتو و أم حجر
- إلا مسكب عواتي أكان مروت وحطر
- أمعل ( بولو حرمد) منتو قطوم لبطر
مشهد رقم ” 3 ” الساحل الشمالي :
يتجه الوصف المبدع إلى شباب الساحل ليجدوا نصيبا في الأغنية التي وصفتهم بأنهم رشاق وسيوف مسلولة وأنهم مثل النمر الهابط من أعاليه ويرى أنه لا أحد يستطيع أن يقف في وجهه. أي أنهم شجعان وفرسان وإذا وجد موقف يستدعي الدفاع عن الحرمات كانوا في المقدمة .وأن من يعاديهم لا يحقق مقصده ويؤكده بالقسم : والله لا يحقق مقصده
- قطين مطأ من ساحل سيف حروط من بيتو
- ونن كروي من ساست إيتتكيد افيتو
- دول لعدوا لتورر سلف أدام سميتو
- قدبوه لنوي إيلأتمم نويتو *** والله إيلأتمم نويتو
المشهد رقم ” 4″ إقليم عنسبا
وتمضي الأغنية لتذكر أمجاد أهل حلحل ووادي عنسبا ومناطق منسع وسنحيت وتصفهم بأن الثورة استبشرت بمقدمهم ولعل الإشارة بالبرق ولمعانه تؤدي إلى هذا المعنى ويواصل في وصفهم أن نارهم لا أحد يستطيع إطفاءها إذا قصدوا الانتقام من عدوهم :
من أسمرا و حلحل كروا منا روريت ** تلو بيلا وبرقا..ادبر منسعا وسنحيت
ولاد وادي عنسبا ** إيتتقدر إساتوم حقو ننوا قل إكيت
المشهد رقم ” 5 ” كسبا :
تخص الأغنية سكان ” كبسا ” بنصيب من أوصاف الشجاعة فتذكر لهم السيف البتار وأن من يقترب منهم مؤذيا يجبر على الهزيمة مثل خلية النحل تطارد لامسيها المعتدين عليها في مقاومة شديدة عن حماها وتخاطب القصيدة أهل كبسا بأنهم إخوانه وهذا وصف إضافي متفرد لم يذكره لغيرهم وتصف القصيدة العاصمة أسمرا بأنها ” حلي وزينة المدن الأرترية ” :
حويي ولاد كبسا * سبلا أسيوف فضاضي**
إيتمتما بيت نهب غاوي لــ إيكون وبادي
سرقو عدنا أسمرا إيتتركب إب حادي
المشهد رقم ” 6 ” حظ إقليم سمهر :
تذكر القصيدة أن فارس سمهر أعلن الانضمام للثورة وكلمة “اسقر ” تشير إلى مصطلح يقوله الفارس عند الهجوم على خصمه أو عندما يعزم على فعل أمر عظيم وكأنه يتعهد أنه لا يتراجع إلى الوراء قبل تحقيق الهدف ولكل قبيلة من قبائل سمهر ” سقرات – segrat” خاصة بها مثل : فارس وأب رقاد وهمراريب ، وقباريت ، …. وربما لكل قبيلة من سكان أرتريا ” سقرات ” . ويصف الشاعر فارس سمهر بأنه تمساح طالع من البحر يحمي حماه ويلتهم كل من عاداه ، إنه يحمي الذمار ، ولا أحد عنده قدرة على مقاومته وتذكر القصيدة بشخصية لها تاريخ ماجد في مصوع تدعى حمال الأنصاري ويختم النص بأن البحر لنا نحن الأرتريين لا نعرفه لأحد ولا نسمح ليرد إليه الأجانب ( إيلتورد من جفر) :
عجي بيلا وأسقرا فارس مطا من سمهر ** إيلتقرب لمايو ألما فاقر من بحر
باطع حمال انصاري عنوان لإبو نتأمر ** إلا بحر نايناتا إيتتورد من جفر
ينص البيت الأخير أن البحر لنا لا لغيرنا ، وأهل سمهر لا يرد ماءهم أحد لكونهم حماة الديار والذمار.
المشاهد رقم ” 7 ” وصف دنكاليا:
تصف سكان دنكاليا بالشجاعة والبأس عند النزال وتبرز السكينة التي يرتدونها مثل ملابسهم ويقول : إنها تغسل من دم الأعداء لا بالماء وهذا كناية عن شجاعتهم وبأسهم ونكايتهم بعدوهم.
وتذكر مناطق بينها عاصمة الإقليم ” عصب ” بأن سكانها شجعان وأهل تاريخ وبأس وبطولة
تستسلم أمامهم فلول الأعداء مهزومة.
من دنكاليا ردأوا قنحوا عيلا وعصب ** أوكير ولاد دنكاليا منتو لإلوم لقالب
إلوم حرطت جردتوم من دم ادام تتحطب
المشهد رقم ” 8 ” الخصال الموروثة :
تختم القصيدة مفتخرة بأن هذه المشاهد البطولية يرثها الشعب الأرتري عن أجداده كابراً عن كابر وخلفاً عن سلف فهي ليست خصالا جديدة وإنما هي ثياب عز وفخر يورثها السابق للاحق:
إلي تاريخ ناي بديرتو * لهي كمن لهي ورثو
حطر لباس أبو ناتوا لتولدا لبسو.
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
نص الأغنية :
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم