تفاصيل شاملة عن مظاهرة أنصار مدرسة الضياء بالعاصمة أسمرا..كيف بدأت ؟ كيف انتهت ؟ وهل لا تزال مستمرة؟
على الرغم من الإقرار بشجاعة وصمود إدارة مدرسة الضياء الإسلامية ومنسوبيها وعلى رأسهم الشيخ الفاضل موسى محمد نور رئيس مجلس إدارة المدرسة وعلى الرغم من الاعتراف بتخليد موقف هذه المدرسة في الصمود والتحدي للنظام وهي تعيش معه في قلب العاصمة أسمرا على الرغم من ذلك كله فإن الحدث تم تضخيمه حسب ما يتداوله الناس في الخارج إذ ذهب به بعضهم إلى مستويات فوق قدرات الحدث ككسر السجون وانشقاق الجيش وتوسيع نطاق المظاهرات إلى مدن وأقاليم أخرى .! ومن أجل البحث عن الحقيقة وتجلية للموقف تواصلت ( زينا ) بمصادر عليمة فأعدت هذه المادة .
تحدث مصدر حسن الاطلاع لوكالة زاجل الأرترية مفيدًا أن المظاهرة المناصرة لمدرسة الضياء الإسلامية لم تجد – حتى الآن – مؤازرة من المواطنين بالعاصمة أسمرا وإنما اقتصرت على طلاب وأولياء أمور الطلاب والطالبات وبعض المسلمين المصلين الذين كانوا حضورًا وقت انطلاقها في مسجد الخلفاء الراشدين ولهذا كان حجمها غير كبير وأنها لم تكن بمستوى يهدد العاصمة فضلاً أن يهدد أركان النظام مع التأكيد أنها حدث شجاع نادر المثيل في البلاد
ونقل المصدر عن شهود عيان وأناس قريبين من إدارة المدرسة أفادوا أن السلطات الرسمية سلمت المدارس الدينية خطابًا تضمن مصادرة وتأميم هذه المدارس لصالح وزارة التعليم .
إدارة مدرسة الضياء الإسلامية تواصلت مع وزارة التعليم بقصد التأكيد على أنها تدرس المنهج الرسمي للدولة لكنها ترفض التخلي عن التربية الإسلامية واللغة العربية كما ترفض الجمع بين الجنسين في فصل واحد وخلع الحجاب من الطالبات لأن ذلك يتعارض مع الشريعة الإسلامية وليس فيه ما يضر الحكومة بل إن الدين يقدم مساهمة إيجابية في استقامة أخلاق الطلاب والطالبات .
اشتد الخلاف بين الوزارة وبين رئيس مجلس إدارة المدرسة الشيخ موسى محمد نور الذي دعا مجلس الآباء وأولياء أمور الطالبات والطلاب إلى اجتماع عام أطلعهم فيه على التوتر والمشادة الحاصلة بينه وبين وزارة التعليم مؤكدًا أنه لن يستسلم أمام ضغوطات الوزارة
الاجتماع تم توثيقه بهاتف جوال من طرف أحد الحضور كما تم تسريبه إلى العالم عبر الشبكة العنكبوتية حتى صار له الصدى الواسع وهو المصدر الأقوى الذي وثق بالصورة والصوت للموقف الشجاع الذي وقفه الشيخ موسى وأعضاء إدارته وقال المصدر : لم يكن الأمر مرتباً له ولم تكن في الاجتماع كمرات تصوير إداراية ولا ترتيب إداري لنشر أخباره في العالم،وإنما ركز الاجتماع على استعراض الموقف المتوتر بين وزارة التعليم وإدارة المدرسة كما قصد الاجتماع بيان أهمية الدفاع عن المدرسة وبيان دورها الإيجابي في المجتمع وتبرئتها من شبه الدعم الخارجي بين ذلك خطاب الشيخ موسى ( الفيديو) فقد وضح أن ا لدعم الحقيقي تتلقاه المدرسة من أولياء الأمور لا غير
السلطات الرسمية اعتبرت الاجتماع تمردًا وتحريضاً على العصيان ومخالفاً للقانون
فسارعت باعتقال الشيخ موسى وبعض الإداريين لم يتضح عددهم ولا أسماء هم غير محمود يمني وصلاح الدين عنكر وأخوه وهم من أعيان المدرسة حسب حديث المصدر المطلع.
عقب اعتقال الشيخ موسى اتفق بعض أولياء أمور الطلاب والطالبات على حماية المدرسة وتجمعوا عندها وكانوا يتوقعون وصول الشرطة لمصادرة المدرسة
أول المواجهة كانت مع شرطي طلب مفتاح المدرسة بأمر الحكومة فرفض له المتظاهرون مما جعله يضطر للعودة دون تحقيق واجبه فأرسلت السلطات عدداً كبيراً من الشرطة مهيأً للاقتحام .
اشتد الموقف بين المتظاهرين وبين الشرطة التي داهمت المدرسة فاتجه المتظاهرون إلى مسجد الخلفاء الراشدين وعقب الصلاة فيه تعاظم عدد المتظاهرين وانطلقت المسيرة إلى مكتب الرئيس ومكتب المفتي الشيخ سالم ووزارة التعليم ثم عادت إلى مقر المدرسة مرة أخرى وانتهى الأمر بها إلى مسجد الخلفاء االراشدين قبل انفضاضها في مدة لم تتجاوز الساعتين بداية من الساعة الثالثة قبل العصر بتاريخ الثلاثاء 31 من شهر أكتوبر الماضي
حدث المظاهرة مثل حدث الاجتماع تم توثيق مشاهد منه عبر هواتف كما تم نشره عبر الشبكة العنكبوتية بالطريقة نفسها التي تم نشر فيديو الشيخ موسى محمد نور مخاطبا اجتماع أولياء أمور الطلاب والطالبات وهو عمل ناجح يسجل للنشطين كما أنه عمل ناجح يوضح أن إمكانية نقل الأحداث من الداخل متاحة ولم يمنع منه حتى الآن غير الرعب الذي زرعه النظام في قلوب الناس عبر مسيراته النحسة
تعرضت المسيرة خلال فعالياتها إلى إطلاق النار في مواقع مختلفة من مسارها كان أشدها عند بوابة وزارة التعليم حسب المصدر.
ولم تحدد المصادر حتى الآن عدد القتلى أو الجرحى أو المعتقلين بصورة يقينية مع التأكيد أن المظاهرة كانت سلمية لم تتجه لأتلاف الممتلكات العامة ولا إلى المواجهة مع الشرطة وإنما عبرت عن صمودها وعدالة مطالبها
وتحدث مصدر لزينا أن المظاهرة لم تجد تأييدًا واسعاً بين سكان أسمرا ولا زخماً جغرافياً خارج حي المدرسة والمسار الذي حددته لتنفيذ فعالياتها كما أنها لم تكن على قدرة لدعوة المواطنين من أنصارها للخروج معها وتأييدها خوفا من النظام القمعي الذي يمنع تنفيذ المظاهرات ويمنع الدعوة إليها والتحضير لها .
صاحبت المسيرة هتافات إسلامية من تكبير وتهليل كما طالبت بفك أسر الشيخ موسى والسماح للتعليم الديني ليستمر كما كان مستمرًا في عهود الاستعمار
عقب انتهاء فعاليات المظاهرة وعقب هدوء الأحوال تم ترتيب إدارة جديدة للمدرسة كما تم السماح لها من الجهات الرسمية أن تمارس نشاطها التعليمي ولا يعلم حتى الآن هل تم تعيين الإدارة من الموالين للحكومة أو لا؟ وهل تم إلغاء المواد الدينية واللغة العربية التي هي منشأ الأزمة بين إدارة المدرسة وبين وزارة التعليم.
إلا أن المصدر يؤكد استئناف النشاط الدراسي للمدرسة وإن كان الإقبال ضعيفا والنفوس منكسرة بسبب تغول الجهات الرسمية وبسبب الاعتقالات والقمع القاسي الذي تعرضت له المظاهرة السلمية كما يؤكد على هدوء الأحوال في العاصمة أسمرا إلا من تحسبات تحوطية حب ذرة يقوم بها النظام دوماً لحماية عرشه ويتهيأ. لقمع ردود أفعال محتملة.
تواصلت زينا مع أكثر من جهة تسأل هل توجد مظاهرات أخرى في مدن أخرى تؤازر مدرسة الضياء الإسلامية على النحو الذي تمتلئ به فضاءات الفيسبوك وحسابات الأفراد فأكدوا أنه لا يعلم حتى الآن ما يعزز فرضية مظاهرات شعبية تعم البلاد لصالح مناصرة مدرسة الضياء كما لا تظهر انشقاقات في الجيش والضباط تعبر عن تعاطفها مع المتظاهرين وتستبعد المصادر أن تكون هناك مظاهرات لما لتأثير النظام على حركة المواطنين وأنه ينتصر على الشعب بالرعب الذي يمنع حتى من نقل مشاهد من معاناة المواطنين في أرتريا على الرغم من أن الأمر متاح وأن النظام أعجز من أن يتعقب مادة إعلامية جريئة تنقل عبر الشبكة إلى العالم وأعجز من أن يوثق المواطنون للأحداث هناك وأن يرسلوها مادة إعلامية للنشر عبر الوسائل الإعلامية المرئية أو المقروءة .
تواريخ و تسلسل أحداث تم رصدها من أكثر من مصدر بالوطن هناك :
1 – تم إنشاء مدرسة الضياء الإسلامية بحي ” أخريا ” بالعاصمة أسمرا علي يد الأستاذ محمد بشير أحمد عام 1969م هو من خريجي الأزهر الشريف
2 – كان العدد بداية 69 طالبا وعدد الفصول 3 فقط في بيت مؤجر.
3- في عام 1970م أصبح للمدرسة لجنة تنفيذية من ثمانية أفراد بالإضافة إلى عدد آخر متعاون معهم .
4- في عام 1973م ضمت المدرسة عضوية جديدة من أولياء أمور الطلاب وغيرهم من أئمة المساجد والدعاة إذ بلغ عدد مجلس إدارتها 28 صادقوا على لائحة المدرسة الإدارية وتم اختيار إدارة تنفيذية من بين الأعضاء
5- بالجهد الشعبي تأسيساً وتسييرًا تطورت المدرسة من حيث البناء ومن حيث الموارد ومن حيث عدد قبول الطالبات والطلاب فقد بلغ منسوبوها 2800 طالبا وطالبة و50 موظفاً بين إداريين ومعلمين
6 – ظلت تدرس وتربي وتخرج الدفعات المتتابعة ولا تدخل في اصطدام مع الحكومات المتعاقبة و كانت تراعي المنهج الرسمي وتضيف من نفسها منهج التربية الإسلامية واللغة العربية وفق منهج الأزهر الشريف .
7- بتاريخ 2015 م طلبت السلطات الأرترية من إدارة المدرسة هاتفياً أن تدرس يوم الجمعة مثل بقية المدارس الرسمية.
8- بتاريخ 2016م أرسلت الجهات الرسمية خطابا إلى إدارة المدرسة يطالب بتنفيذ خمسة مطالب :
- التدريس يوم الجمعة
- تدريس المنهج الحكومي وإلغاء المواد العربية والإسلامية
- عدم توظيف الموظفين إلا بموافقة السلطات الرسمية
- عدم الفصل بين البنين والبنات في قاعات الدراسة
- منع الطالبات من الحجاب الإسلامي
ردت إدارة المدرسة على خطاب السلطات الرسمية بأنها لن تتخلى عن تدريس التربية الإسلامية واللغة العربية وأكدت أنها كانت تدرسها حتى أيام الاستعمار فمن باب أولى أن تجد مساحة من الحرية في ظل الاستقلال وبررت إدارة المدرسة موقفها بأنها تحافظ على حقوقها وأنها لا تخالف القانون وتلتزم بالمنهج الرسمي للوزارة بالإضافة إلى المنهج الديني واستمرت المشادة بين الطرفين
9 – لمعالجة الموقف زار وفد من المدرسة برئاسة الشيخ موسى محمد نور وعضوية أربعة من إدارة المدرسة ومن وجهاء المنطقة زاروا مكتباً معنياً بوزارة التعليم فتطاول عليهم المسئول ورفض التفاهم معهم متهماً إياهم بأنهم كانوا يطاوعون السلطات الاستعمارية الإثيوبية والآن يرفضون توجيهات وسياسات الدولة .
10 – مدير إدارة مجلس المدرسة الشيخ موسى محمد نور رفع شكوى ضد المسئول المتطاول إلى وزير التعليم سمري رأسوم وهو كذلك خير المدرسة بين تدريس المنهج الرسمي أو خيار الصدام المتهم في رأيهم.
11 – عندما تأزم الموقف بين المدرسة والوزارة من أدنى المسئولين إلى أعلى إدارة فيها دعا الشيخ موسى محمد نور إلى الجمعية العمومية للمدرسة ضمت أئمة 29 مسجداً من مساجد العاصمة إلى جانب أولياء أمور الطلاب والطالبات في اجتماع عام يطلعهم على الموقف الصعب المتأزم بينه وبين الوزارة
12 – توصل الاجتماع على ا تفاق ينص على أهمية الالتزام بمنهج الحكومة التعليمي بالإضافة إلى المنهج الإسلامي مؤازراً موقف الشيخ موسى ومخطئا الجهات الرسمية.
13 – تتابعت الشكوى إلى جهات عليا في الحزب الحاكم يقوم بها الوزير سمري رأسوم وإدارة المدرسة كل طرف يتهم الآخر وتعززت شكوى الوزير بخطابات كائدة من جهات أمنية حاقدة على المدرسة.
14 – بنهاية شهر سبتمبر عام 2017 م استدعي الشيخ موسى محمد نور والشيخ أحمد سعيد بشير رئيس أوقاف أسمرا إلى مكتب الشرطة طلب منهم عدم التصعيد بين المدرسة وبين الوزارة ودعاهما إلى الانصياع لتوجيهات ا لوزارة و تم تهديدهما في حال عدم الانصياع.
15 – في نهاية شهر سبتمبر 2017م تم مصادرة معهد الدين الإسلامي بمسجد الخلفاء الراشدين وتشريد طلابه البالغ عددهم حوالي 800 وكان ذلك رسالة واضحة تنذر بقرار مماثل يستهدف مدرسة الضياء الإسلامية.
16 – بتاريخ 17 أكتوبر 2017م دعا الشيخ موسى محمد نور أولياء أمور الطالبات والطلاب إلى اجتماع يطلعهم على الموقف التصاعدي السلبي بينه وبين الجهات الرسمية واتفق الاجتماع الذي حضره ما يقدره بالآلاف من المعنيين بالمدرسة اتفق الجميع على عدم تسليم المدرسة للحكومة بناء على أنها مدرسة خاصة تدرس منهج الحكومة ولها خصوصية ملحة لتدريس الدين الإسلامي والتربية والأخلاق حسب تعليمات الإسلام وهو ما لا يتوفر في المدارس الرسمية بالبلاد.وهذا الاجتماع هو الذي تم توثيقه بالفيديو عبر جهاز هاتف وتسريبه إلى العالم عبر الشبكة العنكبوتية دون تحضير كمرات وتجهيزات توثيق من الإدارة حسب المصدر.
17 – بتاريخ 20 من شهر أكتوبر 2017م تم اعتقال الشيخ موسى محمد نور وعدد من معاونيه وأرسلت الحكومة في وقت لاحق لاستلام المدرسة لجنة مكونة من سبعة من المسلمين وثلاثة من المسيحيين
18 – اعتقال الشيخ موسى حرض الناس على المظاهرة التي انطلقت بتاريخ الثلاثاء 31 أكتوبر الماضي ، اندلعت دون تحضير مشاع ودون الدعوة إلى التضامن معها ودون تكوين إطار منظم لها وإنما كانت عفوية هاتفة مناصرة للشيخ موسى ومدافعة عن المدرسة وخصوصيتها وبهذا تسجل مدرسة الضياء الإسلامية سابقة خالدة تصل الموقف الشجاع إلى مواقف مماثلة في التاريخ وقفه المسلمون ضد السلطان الجائر.
19 – استمرت المظاهرة يوما وحدًا حسب بعض المصادر إذ بدأت في الساعة الثالثة وانتهت بعد العصر في تمام الساعة الرابع والنصف بالتوقيت المحلي ثم تقطع نشاطها وتضاءل أعدادها نتيجة القمع القاسي حسب المصدر تلتها اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين والشخصيات المؤثرة في الحدث وملاحقات أمنية شديدة القسوة استهدفت النشطين في المظاهرة وفي المدرسة بينهم ما يزيد عن 17 شخصية مسؤولة بالمدرسة وتعد من وجهاء المجتمع وناشطيه
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم
دمتم سندا للإعلام النزيه