تقديرات مصادر ” زينا ” : أكثر من 200 ألف إثيوبي مقبلين على الهجرة إلى السودان الذي جهز معسكرات إيواء ثلاثة بطاقة استيعاب ربما لا تزيد عن 15 ألف نسمة فقط
السودان يعيش بين مخاوف الاختلالات الأمنية والواجب الإنساني تجاه اللاجئين الجدد
مزارعون في الحدود يتوقعون خسائر كبيرة بسبب تصرف اضطراري لمهاجرين إثيوبيين على محصولهم ومنتجاتهم الزراعية
توجهت اعداد كبيرة من الإثيوبيين نحو السودان بحثاً عن السلام والأمن وهربًا من الحرب المندلعة في بلادهم بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم تقراي. وذكر مصدر عليم لــ” زينا ” أن الأعداد الضخمة التي تقف على الحدود رغبة في العبور تقدر بأكثر من 200 ألف نسمة تضم أسراً بكاملها وفئات مختلفة الأعمار أتت هاربة من الحرب وقد يكون بين اللاجئين عساكر .
وأكد المصدر الذي تواصلت معه وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” أن الجهات السودانية المختصة في الحدود قلقة من الهجرة الكثيفة ولهذا تجتهد في إقناع الجموع المهاجرة بعدم العبور إلى الأراضي السودانية وتماطل في فتح الحدود بصورة سلسلة امام المهاجرين . وبرر المصدر للموقف السوداني أنه قد يكون خوفا من ضخامة العدد المهاجر وإنه ربما يكون فوق قدرات المعسكرات التي تم تجهيزها لاستقبال الهجرة الجديدة التي ربما لا تزيد طاقتها الاستيعابية عن 15 ألف نسمة .
وذكر المصدر ان المسؤولين السودانيين وبالتنسيق مع المفوضية السامية المختصة بشؤون اللاجئين جهزت ثلاثة معسكرات لإيواء اللاجئين الإثيوبيين وهي معسكر ( أم قرقور) ومعسكر (أم راكوبة) ،اللذان يقعان في ولاية القضارف ، ومعسكر (الشجراب ) الذي يقع في ولاية كسلا ، وهي مواقع يقيم فيها لاجئون سابقون وقد تمت إضافة تجهيزات جديدة فيها لاستقبال الأعداد الجديدة
وفي إجابة عن سؤال طرحته ” زينا” قال المصدر إن الأعداد الضخمة التي تقف في الحدود بين السودان وإثيوبيا وهي تنتظر فرصة العبور أخذت تنتشر في المشاريع الزراعية المقامة بين ضفتي الحدود وتعمل على تأمين معيشتها من المحصول والمنتجات الزراعية في أرض المزارع دون استئذان من أحد استجابة لحاجتها واضطرارها الأمر الذي قد يسبب خسائر كبيرة لأصحاب المزارع وقال المصدر : إن المزارع كانت تتنظر الحصاد لكنها الآن تتعرض للأذى بسبب الهجرة الإثيوبية الكثيفة التي هربت من الحرب ولم تجد حتى الآن فرصة العبور إلى السودان فهي تلتمس معيشتها فيما تيسر لها في المزارع الخاصة بمواطني البلدين وهي مزارع شاسعة وكان موسمها واعداً حسب تقديرات المزارعين .
وأفاد المصدر أن سواد الجموع الإثيوبية المهاجرة ينتمي إلى قوميتي ( والغايت والأمحرا ) إلى جانب عدد ضئيل أتى بمعبر ( القُدِي ) وهو ينتمي إلى قومية تقراي التي لا تزال تحتفظ بصمود في المعارك الجارية بينها وبين الحكومة المركزية المدعومة من النظام الأرتري.
وقال المصدر إن لديه معلومات تؤكد أن الحكومة الإثيوبية المركزية في أديس أبابا حذرت السودان من نتائج سلبية تترتب على فتح الباب للهجرة الإثيوبية الجديدة وذلك خوفا من أن تكون هجرة عساكر قد تسبب اختلالات أمنية داخل السودان ولهذا يفضل المسؤولون الإثيوبيون عدم فتح الباب لاستقبال مهاجرين إثيوبيين الأمر الذي يجعل السودان يقارن بين الموقف الإنساني الذي يوجب عليه الترحيب وبين المحاذير الأمنية التي توجب عليه التريث والاحتياط.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم