بــ(تَحِيِّةً لِلْوَطَنِ) للشاعر الأنيق عبد القادر ” زينا ” تستقبل العام الميلادي الجديد
تستقبل ” زينا ” العام الجديد بأمل وعمل – إن شاء الله – وبهذه المناسبة تنشر قصيدة ” تحية للوطن ” للشاعر عبد القادر وهي قصيدة متألقة متأنقة ترسم لوحة تخلد ابتلاءات قاسية تعرض لها الشعب الأرتري وتركز على مشاهد خالدة من مدن وقرى ( حريقيقو ، أمبيرمي ، قمهوت ، عايلت ، بركه ، عونا ، شعب … ) شهدت اعتداءات العدو الإثيوبي موضحًا كيف أن الشعب صمد في البلاء وعبر بنجاح وشموخ ولم يطأطئ رأسه ذليلًا . ” زينا ” قالت للشاعر: القصيدة لم تتطرق إلى الاستعمار الجديد؟ فقال :
يوجد في البيت قبل الأخير ( رسالة إنذار وتحذير للطغيان الحالي ) . وهي حقيقة أن هذا الشعب الخالد لن تعجز- إن شاء الله – مجاهداته أن تتجاوز طغيان اليوم كما تجاوزت طغيان الأمس
وَطَنَ الإِبَاءِ بِهِ الجَنَانُ مُعَلَّقُ
والمَجْدُ فِي تِلْكَ الرُّبَىٰ يَتألّقُ
إنِّي أرىٰ أوطانَ غَيْرِيَ دُونَهُ
مَن ذَا يُنَافِسُ مَوطِنِي وَيُسَابِقُ؟
ليْسَ الثَّرىٰ-مهما يكن مُتطاوِلاً–
شَأْوَ الثُّرَيَّا المُعتَلِيَّةِ يَلْحَقُ
يأيّها الوطَنُ الحبيبُ تَحِيَّةً
مِن وَالِهٍ يَهْوَىٰ رُبَاكَ ويَعشَقُ
يامَن تَأصَّل في النُّفوسِ غَرَامُهُ
فقُلوبُنا دوما بِحُبِّكَ تَخْفِقُ
المُؤْمِنونَ الأوّلونَ أَجْرتَهُمْ
وأضَفْتَهُمْ تَسمُو بِذَاكَ وتَسمُقُ
فَسَبَقْتَ يَثْرِبَ للصّحابَةِ مُؤْوِيًا
وَرَنَوْا إِلىٰ عَدْلٍ بِأَرضِكَ يُشْرِقُ
وبَنَىٰ مَلِيكُكَ مُلْكَهُ بِعَدَالَةٍ
والحَقُّ في أرضِ العَدالةِ يَأْلَقُ
رَجَعَ الطُّغَاةُ القَهْقَرَىٰ لَمّا رَأَوْا
طَغْوَاهُمُو حَتماً بِعَدلِكَ تُزهَقُ
وَبِصِدقِ أرضِكَ قَدْ مُنِحتَ شَهادةً
بِفَمِ الرَّسُولِ ومِن لَدُنْهُ تُوَثَّقُ
وَلِأَنَّ شَعبَكَ مِن تُرَابِكَ أَصلُهُ
فَخِصَالُهُ صِدْقاً تَفُوحُ وَتَنطِقُ
وَ لقد غَزَانا المُجْرِمونَ تَعَدِّياً
وقَدِ افتَرَوْا كَذِباً لِذَاكَ ولَفَّقُوا
قد سَاءَهُم أن تَستَقِلَّ بلِادُنا
فتَقَصَّدُوا كُلَّ البلادِ وأَحرقُوا
“وَنُقُوسهم” بَدَأَ الجرائمَ ناقِضاً
كلَّ العُهودِ ومَا نَهاهُ المَوْثِقُ
المُجرِمُونَ يُجاهِرُونَ بِجُرمِهِم
مَا دَامَتِ الدُّنْيَا بِهِم تَتَرَفَّقُ
غَصَبَ “النقُوسُ” بلِادَناَ مُتوحِّشاً
فَانقَضَّ يَجتَثُّ الكِرَامَ وَيُزهِقُ
فأتىٰ المَدَائِنَ والقُرىٰ فأبادَها
و الطَّائِرَاتُ بِقَصفِهَا تَتَلاحَقُ
عَايْلَتْ أَبَادَ الاجتِثَاثُ وبَعدَهَا
قُمْهُوتْ وحِرْقِيقُو يَشُنُّ ويُحرِقُ
بَرْكاَ الفَسِيحَةُ طَالَهَا بِمَذَابحٍ
مَن ذَا الَّذي مِن هَوْلِهَا لا يُشفِقُ؟
والعِيدُ فِي “عُونَا” استحالَ فَجِيعَةً
حتَّىٰ غَدَتْ “عُونَا” تَنُوحُ وتَشْهَقُ
وتوحَّشَ”الدَّرْقِي” على”إِمْبِيرَمِي“
فأبادَهَا الوَحشُ العَنِيفُ المُطْلَقُ
وأَتَىٰ عَلَىٰ “شِعبِ الغِلَالِ” إِبادَةً
حتَّىٰ الثَّرىٰ يأسَىٰ بِذَاكَ ويَنْطِقُ
دَبَّابُهُمْ تَصطَكُّ فَوْقَ أُبَاتِنَا
فَتُطَحِّنُ الأهْلَ الْكِرَامَ وَتَسحَقُ
وَغَدَا الفُؤادُ مُمزَّقاً لَمَّا رَأَىٰ
أحبَابَهُ تَحتَ الجَنَازِرِ مُزّقُوا
إنِّي رَأيتُ مَجَازِراً مِن وقْعِهَا
صُعِقَ الجَمَادُ وَمَا لَهُ لَا يُصعَقُ؟
ذَابَ الفُؤادُ لِهَوْلِ ذَاكَ وَكَيْفَ لَا
وَالأهْلُ فِي تِلك الإِبادَةِ دُقِّقُوا؟
إنّ الوُحُوشَ علىٰ ضَرَاوَةِ طَبْعِهَا
لكنْ أحَنُّ مِن الطُّغَاةِ وأرفَقُ
ذُقْنا المَئاسِيَ نَستَعِيدُ كَرَامةً
أروَاحُنا ثَمَنَ الكرامةِ تُزهَقُ
يأيُّها التّارِيخُ إنّكَ شَاهِدٌ
أنَّا الأُولَىٰ شَمْلَ الجَبَابِرِ فَرَّقُوا
سَائِلْ مَمَالِكَ أمْهَرَىٰ ومُلُوكَها
مَنْ غَيرُنَا عَرشَ النُّقُوسِ يُمَزِّقُ؟
ولْيَعلَمِ الباقونَ أنّ حُقُوقَنَا
في رَدِّهَا َ نَئدُ الطُّغَاةَ وَنُغْرِقُ
يأيُّها الشَّعبُ المُعَلُِّم لِلدُّنَىٰ
بِدُرُوسِكَ الدُّنيا غَدَت تَتَعَتَّقُ
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم