حجي جابر لزاجل : لست سياسياً لكني منحاز لمأساة شعبي
بسم الله الرحمن الرحيم
أجرى الحوار : مصعب عبد الله
بمناسبة زيارته للسودان واحتفاء الارتريين به أجرت وكالة زاجل الارترية للأنباء الحوار التالي مع الإعلامي والروائي الإرتري الأستاذ حجي جابر فإلى النص :
—————————-
سيرتك الذاتية ؟ وهل نتوقع قريبا أن تضيف إليها إبداعاً جديداً ؟؟
أنا روائي من أرتريا صدر لي رواية سمراويت العام 2012 ومرسى فاطمة العام الذي تلاه ، وأتمنى بالفعل أن تكبر عائلة الإصدارات دون أن يؤثر ذلك على جودة الأعمال وهنا التحدي الحقيقي والصعب .
2- إنتاجك الأدبي ( رواياتك سمراويت ومرسى فاطمة ) كله مشبع بالسياسة حتى الثمالة فهل أنت منتمي للاتجاه سياسي تنظيمي ؟
أبدًا ليس بالضرورة أن يكون الانحياز للمسحوقين انتماء سياسياً . هو فقط نوع من المواساة وليتنا نملك ما هو أكثر . هناك شعب مسحوق بالاستبداد والتسلط والفقر والشتات وللأسف ليس بيدي شيء أقدمه غير أن أقول أن هذا ما يحدث للإرتريين . أما الانتماء السياسي الحزبي فهو مستبعد في هذه المرحلة التي تشهد تشرذماً لقوى المعارضة الإرترية بحيث لا يمكن أن يشكل ذلك إضافة للفرد من أي نوع .
3 – نلت من الشهرة ما يغبطك فيه الآخرون وأصدقائك في وسائط التواصل الاجتماعي إلى حدٍ لا تستطيع معهم عملياً لكثرتهم فإلى أي حدٍ أنت متواصل مع العالم الواقعي الارتري من تنظيمات أو اتحادات أو أدباء وكتاب وصحفيين وكيانات اجتماعية ؟
أنا مقصر في هذا الجانب رغم محاولاتي . فلكل شخص طاقة محدودة آخر الأمر ، وأنا غارق في الالتزامات الأسرية والتزامات المهنة كوني أعمل صحفياً لكني أحاول قدر المستطاع .
4 – التفاصيل الدقيقة التي تذكرها روايتاك الإبداعيتان تدل على أنك عميق المعرفة بالوطن إرتريا فكيف تأتى لك وأنت لانذ بالغربة – بعيدًا عن مرارات الوطن ومحنه – خليجي الانتماء نشأة وعملا وإقامة ؟
لنقل إني أبذل جهداً لتعويض هذا الأمر . فقد كتبت مرسى فاطمة بعد جهد بحثي كبير واستمعت لشهادات كثيرة وأحلت العمل لكثيرين لتقييمه من حيث المعلومات الواردة فيه . لكن في النهاية بعدي عن إرتريا لا يعني أنها لا تسكنني فأنا أحملها معي حيث حللت .
5 – أنت إعلامي محترف وكونك تعمل في قناة الجزيرة وسام شرف وتقدير من طرفهم لما لديك من إمكانات فهل أنت أدركت الأمنية أم لا تزال المسافات بينك وبين القمة المرتجاة شاسعة ؟
لم أعد أفكر كثيرًا في الصحافة . بدأ ( الأدب ) يأخذني شيئاً فشيئاً ، لذا بدأت تتلاشى أمنياتي في عالم الصحافة في مقابل أمنيات كبيرة في عالم السرد الساحر .
6 – إنتاجك الإبداعي غير محايد سياسياً فهل لك موقف معارض تجاه النظام الارتري أم أنت أديب وصل بك الخيال في الروايتين غاية معارضة لم تكن قناعتك السياسية جزءاً منها ؟
أنا منحاز للإرتري البسيط . لو حكم الشيطان في إرتريا وأحسن معاملة الإرتريين سأكون إلى جواره . غير ذلك سأبقى غير محايد بين الجلاد والضحية ، وأتمنى أن أظل على ذلك ما حييت .
7 – زرت السودان فاحتفى بك الارتريون هناك تقديرًا لجهدك الإبداعي فإلى أي حدٍ ترى أن الاحتفاء يدفع المبدعين إلى تحمل المسؤولية الاجتماعية أكثر ؟
نعم ، هذا ما فكرت فيه بالضبط . مسؤولية كبيرة ولا شك . وأنا بعد زيارتي للسودان لست حتماً كما كنت قبلها . وأتمنى أن أكون أهلا لما عوملت به هناك .
8 – صوت المبدع الارتري كان خافتاً ولا يزال فهل يعود ذلك إلى ظروف موضوعية أم إلى تواضع المنتج وهل من اقتراح لتجاوز محطات العجز والخفوت إلى الحضور والتأثير ؟
الأدب جزء من الحياة يتأثر ويؤثر فيها . لا يمكن لشعب يعاني و يفتقد أبسط مقومات الحياة أ ن يبرع ويبدع في الأدب . حين تتصرف هموم الإرتريين عن لقمة العيش والحريات الأساسية ستجد أدباً رفيعاً ، ومع هذا فهناك أصوات محترمة تشكل قاعدة سيبنى عليها ما هو قادم بعون الله .
9 – المبدع بين أمرين قد يبدوان متعارضين : ضرورة الشهرة والتسويق إلى الجماهير بهدف توصيل الرسالة وبين التواضع اللازم وعدم الاغترار بالنفس هل هناك من توفيق بين الأمرين ظفرتَ به في نفسك ؟؟
يبدو الأمر صعب بالفعل ، لكني أذكر نفسي دائماً أن أي شهرة إلى زوال وما يبقى بالفعل هو ما ينفع الناس . وهذه قاعدتي التي أرجو ألا أحيد عنها . أركز على تسويق العمل وليس نفسي ، وإن كان يصعب الفصل بين المنتج وصاحبه لكنها محاولات على أية حال .
10 – لا حظنا بعض المشاهد الصادمة من الناحية الأخلاقية والعرفية لمجتمع إرتريا المحافظ في رواية سمراويت في حين خلت رواية مرسى فاطمة من ذلك فما الدواعي التي جعلت عمليك مختلفين على الرغم من أن الأنثى ( سمراويت و فاطمة ) كانت سيدة الموقف في إبداعَيك ؟؟
أحترم رأيك لكني لا أتفق معه . أنا وصفت شاطئ قرقسم ولا أظن أني تجاوزت ما هو موجود بالفعل هناك ، ولن نتحدث هنا عن فكرة محاكمة النص أخلاقياً ومدى قبول أو رفض ذلك ، لكن النص برأيي لا يصل لهذا القدر مما وصفته بالمشاهد الصادمة . أما الاختلاف بين العملين فقد حرصت عليه ، وإلا لاكتفيت بنص واحد طالما أني لن أقدم شيئا مختلفاً . لكل نص بلا شك بينة وأجواء مختلفة عن الآخر .
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم