حشد عسكري أرتري على الحدود السودانية الشرقية ..النظام الأرتري يصادر السلع المهربة
تهريب السلع السودانية والنظام في أرتريا يسمح ثم يغدر بالتجار ويصادر السلع بصفة مباغتة
قال مصدر أرتري تواصلت معه وكالة زاجل الارترية للأنباء ” زينا ” أن أنشطة تهريب السلع من السودان إلى أرتريا مستمرة في الحدود خاصة معابر غير رسمية على حدود كسلا وأخرى على حدود مدينة قرورة موضحا أن حركة السلع ظاهرة مشهودة ولا يوجد في أرتريا منفذ آخر يلبي حاجة المواطنين من المواد الضرورية غير هذا التهريب .
وإن مما يشجع هذه الأنشطة أن النظام الأرتري يسمح بها كما أن السلطات السودانية تغض الطرف عن ملاحقة تهريب السلع
الأمر الذي يدفع بكثير من المواطنين الأرتريين والسودانين بممارسة مهنة التهريب والاتجار فيها .
وقال المصدر ” إن التجار أقاموا مخازن بعدد من المدن والقرى الأرترية الحدودية لحفظ وتوزيع هذه المواد المهربة إلى درجة حفر أحواض في الأرض وتجهيزها لحفظ مواد بترولية .وتجهيز مخازن كبيرة للإيجار تحفظ فيها السلع المهربة
كما هو مشاهد في مدينة ” علي قدر ” ومدينة ” تسني ” وبعض القرى التي تستقبل المواد المهربة بقصد توزيعها على عموم المدن والقرى الأرترية .
الجديد في ظاهرة التهريب أن النظام الذي يسمح عادة بممارسة مهنة التهريب أخذ يباغت التجار ويداهم مخازنهم بين فترة وأخرى بعد أن يتأكد أنها مليئة بكميات كبيرة يقوم بمصادرة هذه المواد ويقوم بتوزيعها على معسكرات الجيش وذلك لسد احتياجاته الضرورية وأكد المصدر أن سلعا مصادرة من تجار الحدود شوهدت موزعة على معسكر تدريب معلمين في العاصمة أسمرا وفي معسكر “ألبو ” بالإقليم الغربي ” قاش بركه ” وقال : إن أفراد من المتدربين قابلهم المصدر أكدوا له أن المعسكرات كانت تعاني من قلة المؤن خاصة سلعة العدس وقد تنفرج الأزمة موقتا كلما قامت السلطات بمصادرة السلع من التجار .
واستشهد المصدر بما حدث للتجار بتاريخ 3 ديسمبر الجاري في قرية “عد كيراي ” بالقرب من نقطة ” قرمايكا ” المقابلة لحدود كسلا باتجاه قرية عواض الماريا حيث داهمت قوى من الجيش الأرتري السلع المجمعة هناك وهي نقطة تجميع السلع من السودان قبل ترحيلها إلى المخازن في مدينة ” علي قدر ” الأرترية وقال : تمت مداهمة السلع ومصادرتها بعد أن كان النظام يغض الطرف عنها لأيام حتى تتجمع بصورة كبيرة .
التجار من جهتهم سألوا السلطات عما يحدث لهم فلم يجدوا تبريرًا وإنما قيل لهم : هذه أوامر حكومة عليا .
مما يذكر أن هناك نقاط تفتيش كثيفة في الطرقات تقوم باستقبال رشاوي من التجار أصحاب السلع المهربة حتى يقوم العساكر بتمرير سلعهم وإن المداهمات المصادرة للسلع ليست مألوفة وإنما تأتي بين فترة وأخرى مباغتة على يد قوى عسكرية مسلحة تحاصر المنطقة المستهدفة . ويرى التجار أنها تنشط في المصادرة كلما ظهرت حاجة معسكرات الجيش للطعام والمواد الضرورية لان الحكومة ليست لها ميزانيات محددة مرصودة لمثل هذه البنود .
من جهة أخرى تحدث قادمون من ارتريا لوكالة زاجل الأرترية للأنباء” زينا ” أنهم شاهدوا قوات عسكرية أرترية بكامل آلياتها الحربية سلاحا وسيارات نقل جنود تأخذ مواقع جديدة على طول امتداد الحدود مع السودان من الساحل حتى تصل قبالة كسلا .تقيم هذه القوات في محطات تمركز جديدة وبعضها يقوم بتعزيز المعسكرات القديمة وتعزيز نقاط العبور الحدودية الرسمية
سألت ” زينا ” مصدر محلل ارتري عن أهداف أنشطة الجيش الأرتري في الحدود السودانية فقال : إن النظام الأرتري يقوم بمثل هذه الانشط لتحقيق اغراض بينها :
- إشغال الجيش الأرتري عن التفكير في إحداث تغيير في البلاد ضد النظام الحاكم
- إرباك النظام السوداني بدعم أزماته المحلية بين مكونات مواطني شرق السودان
- الاستعداد لمبادرة عدائية ضد السودان في حال تصاعد الازمات المحلية وعجز حكومة السودان عن السيطرة فيها وحسمها بحل يرضي كل أطراف الصراع ويفرض هيبة الدولة على الإقليم.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم