حكومة تقراي تهدد بإجراء الانتخابات الإقليمية السادسة والحكومة المركزية توافق على مضض والنظام الأرتري ينظر للتغييرات بقلق وارتياب.
أكدت حكومة إقليم تجراي الاثيوبي استعدادها الكامل لإجراء الانتخابات الإقليمية السادسة في تيجراي في التاسع من سبتمبر الجاري كما أرسلت بخطاب تحذيري وصف بالخطير وغير المسبوق إلى البرلمان الفيدرالي الاثيوبي ومجلس الوزراء والأحزاب المشاركة في حكومة أبي أحمد من اتخاذ أي إجراءات وخطوات تستهدف شعب إقليم تيجراي وخياراته … وهددت في الخطاب الذي تناقلته وسائل الاعلام الاثيوبية في الرابع من سبتمبر الجاري التي وجهته إلى حكومة اديس ابابا أن اتخاذ أي إجراءات تستهدف إقليم تيجراي ستكون بمثابة إعلان حرب على الإقليم وحملت البرلمان الأثيوبي وأبي أحمد تبعات ما سيحدث في حالة التدخل أو محاولة عرقلة اجراء الانتخابات الإقليمية المقررة أجراؤها في التاسع من سبتمبر الجاري في إقليم تيجراي … وجاءت الرسالة التحذيرية في الوقت الذي دعا فيه البرلمان الفيدرالي إلى اجتماع طارئ في السابع من الشهر الجاري لاتخاذ قرارات مهمة بشأن مخالفة إقليم تيجراي لقرار الحكومة الفيدرالية والمضي قدما لإجراء الانتخابات في وقتها المحدد … وجاء في الخطاب الذي بعثت به حكومة إقليم تيجراي إلى الحكومة الفيدرالية بأديس البابا أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال إيقاف إجراء الانتخابات التي اعتبرتها حق دستوري كفله الدستور الأثيوبي للمواطنين لانتخاب من يحكمهم … كما دعت حكومة تيجراي مواطنيها بالإقليم للاستعداد والتأهب للدفاع عن من يحاول سلب إرادتهم والتصدي لكافة أنواع التدخلات التي تستهدف حرية وكرامة شعب تيجراي كما دعا البيان كافة القوميات الأثيوبية إلى دعم ومساندة خيارات شعب إقليم تيجراي في الحرية والعدالة لكافة شعوب أثيوبيا كما توجه البيان إلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى دعم انتخابات إقليم تيجراي والخيار الديمقراطي لشعب تيجراي وإدانة كل محاولات التدخل والعرقلة التي تقوم به الحكومة الفيدرالية للتأثير على خيارات شعب تيجراي كما أكد البيان أن الازمة الخطيرة التي تمر بها البلاد هذه الفترة يمكن حلها فقط اذا أبدت الجهات المعنية استعدادها للحوار والعمل من اجل إيجاد حل للازمة التي تمر بها البلاد .. كما اكد علي عدم جدوي التهديد بالحرب لايقاف الانتخابات التي كفلها الدستور الاثيوبي للشعوب لاختيار من يحكمها وان أي اجراء يمكن اتخاذه ضد خيارات الشعوب يمكن ان تؤدي الي الفوضى والتفكك في اثيوبيا وان تقود البلاد من سيئ الي أسوأ … وذكر البيان بأن الدستور الاثيوبي يضمن للشعوب الاثيوبية حق تقرير المصير .. ويجب أن يكون معروفًا أن شعب تيغراي لن يتوقف أبدًا عن خياراته الدستورية وحذر البرلمان الفيدرالي وحكومة ابي احمد من اتخاذ إجراءات ضد اقليم تيجراي تنتهك الدستور الاثيوبي .. واعتبر مراقبون البيان الصادر من حكومة اقليم تيجراي بأنه غير مسبوق وتوجد مخاوف كبيرة من مواجهة عسكرية بين الحكومة الفيدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي تهيمن علي الإقليم .. مما قد يمهد الطريق لإنشاء دولة انفصالية في اثيوبيا خاصة مع إصرار حكومة تجراي في المضي قدما الي حق تقرير المصير للإقليم
وتحدثت مصادر إعلامية أن الحكومة الإثيوبية وافقت على مضض بإجراء الانتخابات في إقليم تقراي متلافية خطر المواجهة بين الطرفين وغاضة الطرف عن التهديدات القوية التي تصدر من حكومة تقراي بين فترة وأخرى كما أن الحكومة الفيدرالية الإثيوبية تنازلت عن تهديدات سابقة كانت تتوعد إقليم تقراي بحرب شاملة في حال إقدام الإقليم على إجراء الانتخابات دون التنسيق مع الحكومة المركزية التي أجلت الانتخابات في عموم البلاد بسبب جائحة الكورونا وعزا مراقبون تنازل أبي احمد عن تهديداته أنه فشل في كسب تأييد الأقاليم الإثيوبية لقراره إذ لم يقف معه غير إقليم الأمهرا مما اضطره أن يتعامل مع الواقع في إقليم تقراي ومع ذلك توجد مخاوف من عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات في إقليم تقراي الأمر الذي يدل على استمرار العقدة بين الطرفين.
وتحدث مصدر مطلع لوكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” موضحا أن النظام الأرتري يتابع إجراء الانتخابات في إقليم تقراي بقلق بالغ خوفاً من أن تنتقل عدواها إلى أرتريا
التي ترضخ لقبضة النظام الواحد الذي يسيطر على البلاد منذ الاستقلال بعقلية الهيمنة التي كان يدير بها الثورة والنضال قبل الاستقلال .وأكد المصدر : أن نظام أسياس افورقي لا يسره أن تكون تغييرات الأنظمة المجاورة عبر الخيار الشعبي الحر وعبر مبدأ التداول السلمي للسلطة بهدف إرساء دعائم حكم القانون بدلا من الحكم الجبري الجائر.
المصدر :
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم