دراسة جدوى إيطالية لتشييد سكة حديد بين أسمرا وأديس أبابا هل تدعمها دول الخليج والقوى الغنية الأخرى ذات المطامع الاستعمارية
قال محلل سياسي أرتري معارض تواصلت معه ” زينا ” تعليقا على تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي “ جوزيبي كونتي ” التي وعدت بدعم دراسة جدوى الخط الحديدي بين أسمرا وأديس أبابا قال : إن إيطاليا لم تعد الإثيوبيين والأرتريين بتشييد سكة الحديد بين أسمرا وأديس أبابا وإنما وعدت فقط بدعم دراسة جدوى الطريق الذي من المفترض أن يمتد على مسافة تصل 706 كم بين عاصمتي البلدين وهي مسافة تزيد عن المسافة بين عصب وأديس أبابا التي تصل إلى 624 كما أن المسافة الجديدة تعد من أعقد المعابر البرية لوعورة المنطقة التي تغطيها جبال شديدة الوعورة بين الارتفاع الشديد والانحدار الشديد الأمر الذي يضاعف من صعوبة التنفيذ وضخامة التكلفة وإن كانت المهمة غير صعبة بالنسبة للإيطاليين الذين لا تزال آثارهم باقية في شق الطرق والأنفاق والبناء في أرتريا.
الخط الجديد إذا أنجزت إيطاليا دراسة جدواه سوف يتجه به النظامان الأرتري والإثيوبي إلى دول الخليج وبعض الدول الغنية الكبرى ذات المقاصد الاستعمارية من أجل توفير الدعم اللازم له باعتبارهم الداعم الكبير ماديا لاتفاقيات السلام بين البلدين ومن أجل زيادة أنشطتهم الاستثمارية في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر وهو قد يكون محفزا لكونه يساهم بتسهيل الوصول إلى السوق الإثيوبية التي تضم أكثر من مائة مليون نسمة.
وقال المحلل الأرتري المعارض إن اختيار طريق أسمرا – أديس لتشييد الخط الحديدي يأتي خدمة لمقاصد عرقية ودينية وسياسية لكلا النظامين لأن من شأنه إحياء وتنمية القرى التي يمر بها الخط الحديدي بخلاف لو تم تشييد الخط الرابط بين أديس وعصب فأنه يمر بقرى كلها مسلمة وفيها معارضة عفرية قد لا تكون مطاوعة للنظام الأرتري..
وربما لهذا الغرض اعرض عنه الطرفان على الرغم من أنه سهل من حيث الجغرافية والمسافة القريبة ونشط مسلوك من حيث الواقع .
وأكد المحلل السياسي إن دولة إيطاليا لم تبد استعدادها لتبني تشييد السكة حديد الرابطة بين أسمرا وأديس وإنما وعدت أنها سوف تقوم بدعم دراسة الجدوى فلم يبق أمام النظامين في حال أثبتت الدراسة جدواه إلا أن يبحثا عن داعمين آخرين أثرياء مقابل مزيد من البيع للوطن الأرتري خاصة إلى الداعمين الجدد أما إثيوبيا فهي المستفيد الأكبر لأن الوطن هناك تحميه مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقانونية من المزاد العلني بخلاف أرتريا التي يحكمها نظام الفرد الواحد الذي يجعل من أولوياته توفير الحماية لنفسه عبر الداعمين الأثرياء والأقوياء وإن أتى ذلك على حساب الشعب الأرتري .
يذكر أن رئيس الوزراء الإيطالي صرح خلال لقائه الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في زيارته لإيطاليا أنه اتفق الطرفان على دعم إيطاليا لدراسة جدوى تشييد مشروع سكة حديد بين أسمرا وأديس أبابا دعما لجهود السلام بين البلدين وتعزيزا لمساعي وجهود التنمية
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم