حوارات
د.أمانئيل محرت آب في حواره مع ” زينا ” : أنا اعتز بنضالي مع الجبهة الشعبية وخرجت عليها لأن (PFDJ ) غير مسارها دعونا نبتعد عن المسائل الخلافية ونعطي الأولوية لتغيير النظام
رصاصة النظام الظالمة لم تفرق بين مسلمين ومسيحيين
أجرى الحوار الأستاذ محمد إدريس قنادلا – سويسرا
تواصلت ” زينا ” معه تطلب المقابلة
لم يتردد ، بل وافق مرحبا ، دفعت إليه الأسئلة فأنجز الإجابة بأسرع مما توقعنا
لم يتهرب من تاريخه ونضاله مع الجبهة الشعبية لتحرير أرتريا لكن يتهم الحزب الحاكم (PFDJ ) بأنه غير مسار الثورة وأضاع ثمرة النضال ، يتحدث الضيف بمرارة عما آلت إليه الدولة أرتريا على يد أسياس أفورقي وقال : طاغية صنعناه بأيدينا .
طرحنا إليه أكثر الأسئلة مثاراُ للجدال فأجاب إجابة العلمانيين التي تحصر الدين في زاوية الشؤون الخاصة لكل ملة ولا تتجاوزها لحكم وإدارة البلاد وترك الجواب غامضاً .
كما ترك الغموض يسيطر في إجابته عن سؤال التباين الجغرافي والعقدي والإثني والتاريخي بين المواطنين في ارتريا لكونه حول الإجابة إلى كتاب منشور في الشبكة
وأبدى عن نوايا طيبة وحرص شديد يجعل جهود المواطنين تتجه مجتمعة إلى تغيير النظام الحالي وتأجيل كل المسائل الخلافية حتى تأتي دولة القانون للفصل فيها
أنه د.أمانئيل محرت آب الذي كان جزئا من النظام لمدة تسعة وعشرين سنة والآن يعارضه بقوة ويبدى آراء إيجابية جامعة تدعو المواطنين إلى توحيد الصف وترتيب الأولويات لصالح واجب تغيير النظام وتأجيل مسائل الخلاف إلى مرحلة دولة القانون بعد زوال النظام .
المقابلة كانت باللغة الإنجليزية وقد تميزت باقتضاب شديد في بعض الأجوبة بخلاف ما عهد من الضيف من حديث إعلامي مسترسل هادف . و” زينا” : تنشرها بنصها وهذه ترجمة تقرب النص الأصلي إلى قراء اللغة العربية .
لو سمحت عرف نفسك لقارئ وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” نريد سرد مختصر لسيرتك الذاتية .
اسمي آمان ئيل محرت آب من مواليد أسمرة في 18 سبتمبر 1952
أكثر الناس اختلافًا هم المثقفون الأرتريون ، ولو اتفق هؤلاء لتوحدت كلمة الشعب الأرتري ، لم يختلف هؤلاء المثقفون برأيك ؛ وهم يدركون أن الوحدة هي سبيل النجاح ، و يدركون أن الحوار البناء أقرب الوسائل لتوحيد الرؤى و، يدركون أن الأغصان إذا تفرقت لا تكون شجرة ؟
ظاهرة الخلاف عامة في الشعب وليست خاصة بالمثقفين ، هناك مثقفون أفراد يؤيدون الجبهة والأغلبية ضد الجبهة . أنا أؤمن بحوار بناء لحل مشكلتنا ولا بديل عنه. ما أراه مفقودًا كفرد أننا لا نعطي الأولوية لما يجب القيام به ونقتل وقتنا وجهودنا في القضايا الجانبية.
وجدت في سيرتك أنك تنشر كتابات توصف بانها معتدلة لا شطط فيها تدعو إلى وحدة الشعب الأرتري وتعايشه السلمي وهذا مما حفزنا لإجراء هذا الحوار معك فهل من توضيح للأفكار التي تطرحها وهي تخالف نهج الجبهة الشعبية ، وتطمئن الوطن الأرتري أن القادمين أفضل من السابقين ؟
حكومة الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحالية قد خرجت عن مسارها ولا سبيل لها للنجاة ويجب أن تزال ويرمى بها في سلة المهملات ، مجموعة PFDJ لا تحترم حتي ميثاقها والمبادئ الستة التي وضعتها بنفسها للعمل فإنها لم تطبق من ذلك كله شيئًا
علمت من سيرتك أنك التحقت بصفوف الجبهة الشعبية عام 1974م وناضلت معها حتى ما بعد الاستقلال وكنت موظفًا في مناصبها العليا حتى وقت هجرتك إلى الخارج عام 2003م فهذه تسعة وعشرون عاما قضيتها في خدمة الجبهة الشعبية فما الأسباب التي جعلت د.أمانئيل ينقم على تنظيم هو جزء أصيل فيه ؟
أنا لم أنتقم من أحد ولم أندم أبدًا على كوني ناضلت في صفوف الجبهة الشعبية وإنما أنا ضد الحزب الحاكم ( PFDJ ) لأنه أصبح مثل كيان مفترس كما يقول المثل التيغرينية ክሳብ ትኣምን ኪድ። ኣብ ዘይትኣምኖ ምስ በጻሕካ ተመልስ እዩ ዝብል ምስላ ኣበው። ( أستمر في أداء رسالتك لطالما موجود ما تؤمن به .. ولكن عندما يصل الأمر إلى قضايا لا تؤمن بها وجب التوقف عند تلك المحطة )
تنظيم الجبهة الشعبية متهم بأنه طائفي وأنه ظالم مستبد وأنه أساء للوطن والمواطن الأرتري استهدف المسلمين خاصة في البداية ثم انتهى به الاستبداد إلى بعض المسيحيين وبالمقابل قرب فئات أخرى لأغراض طائفية وحزبية
هل لديك ما يصدق ويعزز هذه التهمة أو تمتلك ما يبطلها ويصححها وهي تهمة يرددها كثيرون من ضحايا النظام ؟
أوافق على أن الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة تضطهد الشعب الإريتري. ودعوى استهداف المسلمين بشكل انتقائي يصعب تقبلها لأن PFDJ دائمًا بتغيير لونه مثل الحرباء وهي آذت المواطنين جميعاً ، أنا أشعر بالقلق ، فالحكومة الحالية لإريتريا ليست حكومتنا ، وقد انتهى موعدها ويجب أن تذهب. رصاصة العدو لم تفرق بين المسيحيين والمسلمين. مات المسيحيون والمسلمون وأنا بنفسي دفنت كليهما في قبر واحد . هذا هو الإرث الذي أعرفه. وحدة الشعب تبقى ولكن الحكومة تأتي وتذهب.
لقد سمعت هذه التهمة مرات عديدة ووجدتها مثيرة للانقسام لذلك دعونا نترك القضية للباحثين والمؤرخين فمن فعل العمل الشنيع فلن يفلت عن العدالة سوف يحاكم يوما ما وسوف يكون مسئولاً عما اقترفت يداه من إجرام.
بعيدا عن آراء معارضيه كيف تعرف النظام الأرتري ورئيسه أسياس افورقي من خلال مسيرة نضاله وتجربة حكمه خلال نحوٍ من ستين عاما قبل التحرير وبعد التحرير ؟
أنا حقًا لا أفهم سؤالك . قاتلت الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا وحررت إريتريا. كان لها تاريخ إيجابي وسلبي وما زال رماديًا يحتاج إلى دراسة مناسبة. بعد الاستقلال ضلت طريقها وخرجت عن المسار الصحيح إذن هذا ما يمكنني قوله باختصار للإجابة عليه بشكل جوهري ، أحتاج إلى كتابة كتاب وأنا في طور الإعداد. Isaias هو من صنعنا. لقد فشلنا في جعله مسئولاً وتغير ببطء من سلطوي إلى ديكتاتور. لقد قدمت تفاصيل عن هذا وهو في : (መስርሕ ምዑኳኽ ውልቀ መላኺነትን ምስግጋር ናብ ዲሞክራሲያ). يمكنك الحصول عليه من صفحة ويب Sinitna.
توجد كيانات كثيرة معارضة للنظام الأرتري في دور الهجرة بعضها مدني وبعضها سياسي فأين أنت منها ؟
أنا ناشط ولست عضوًا في أي منظمة في الوقت الحالي.
الشعب الأرتري من حيث الديانات مختلف ، ومن حيث الجغرافية مختلف ، ومن حيث القوميات مختلف وربما من حيث التاريخ مختلف ومن حيث وجهة الهجرة مختلف ، ومن حيث الخلفيات المناصرة لكل ألوان الطيف السياسي مختلف فهل تتوقع أن تجتمع هذه الشرائح المختلفة لتأليف كيان موحد متعاون يحمي الوطن وينميه ويعيش فيه بسلام واستقرار
من حيث خبراتهم السابقة ، يمكن تقسيم المجتمع الإريتري إلى ثلاث مجموعات متميزة:
1) ) مجتمع محاربين وهو مكون من مقاتلين وعائلاتهم وكذلك من إريتريين كانوا يعيشون في المناطق المحررة وشبه المحررة.
2) ) إريتريو الشتات ، ويتكونون من إريتريين توجهوا إلى الدول الصناعية ودول الخليج العربي وإثيوبيا والسودان بصفة أساسية. ..
3) ) الإريتريون الذين بقوا في البلاد تحت الاحتلال الأثيوبي. تروي ذلك أطروحة الدكتوراه التي كتبتها عام 2000 وأعتقد أنها لا تزال صالحة. ربما يحتاج إلى القليل من التعديل والتنقيح هنا وهناك. درجة الدكتوراه الخاصة بي في المجال العام ، وإذا كنت مهتمًا ، فيمكنك البحث عن اسمي Amanuel Mehreteab على google ويمكنك الوصول على الكتاب ..
من إيجابيات النظام الأرتري أنه يحافظ على وحدة الوطن والمواطن فإن ذهبت عصى السلطان الجائر انفرط العقد واشتعلت حروب أهلية ..هذه دعوى يقول بها كثير من أنصار النظام أو من غيرهم فهل هي دعوى صادقة تفيد أن النظام يقف في وجه أبواب الحجيم حتى لا تأكل الأخضر واليابس?
هذه هي دعاية الحزب الحاكم PFDJ. إذا انهار النظام فلا أعتقد أن الحرب الأهلية ستبدأ. إن PFDJ لعنة على إريتريا وسنكون أفضل حالاً إذا ذهب النظام الحالي عاجلاً
المسلمون لديهم شريعة لها تفاصيل في إدارة الوطن والمواطن والمسيحيون ربما لديهم كذلك ما يدير حياتهم ، و العلمانية تلمع نفسها بأنها الخيار المفضل لإدارة البلاد والمواطنين وهي تفرض على الدين أن يبقى في دائرة ضيقة . أليس من العدل أن نترك للشعب الارتري حريته في اختيار النهج الذي يحكمه دون سوط من أحد علما أن الديانات تعتنق اختياراٌ لا تفرض على الناس إجباراً؟
لا أرى هذا على أنه مشكلة. إذا ذهبت إلى أي محكمة إريترية فهما يعملان معًا. إذا أراد المسلمون تسوية قضية زواجهم عن طريق شريعة ، فيمكنهم فعل ذلك. في دراستي الميدانية كنت قد جلست واستمعت إلى هذه المسائل ما نفتقده سيادة القانون ولا بديل عن سيادة القانون .
ما العوامل التي تجعل الجبهة الشعبية مستمرة حاكمة وهي لا تملك شرعية من شعبها ولا حسن سيرة تجاه المواطن وتجاه دول الجوار ولا تتحلى بخلق الوفاء والأمانة واحترام إرادة الشعب ومصلحته
حسب فهمي لم نعطِ الأولوية لقضيتنا وأن التركيز على القضية الرئيسية “التخلص من الحزب الحاكم” نحن نقتل وقتنا في غير قضية أو يمكن معالجتها في المستوى الثانوي.
في المساحة الحرة بم تنهي هذا القاء ؟
مرحبا بكم وشكراً على إجراء المقابلة ..
على هامش المقابلة هذه السيرة الذاتية للضيف الكريم :
-
الاسم : د. امانئيل محرت آب
-
مكان الميلاد : اسمرا – 1952
-
انضم إلى صفوف الجبهة الشعبية عام ١٩٧٤م وعمل في مختلف مهام تنظييمة إلى عام ١٩٩١م
-
بعد الاستقلال عمل في وزارة الدفاع الارترية
-
مابين ١٩٩٢ الي ١٩٩٧م عمل رئيس لجنة تسريح قوات الدفاع الأرترية حيث تم إخراج عدد كبير من صفوف الجيش إلى الحياة المدنية.
-
في عام 1997م عمل ماجستير في بريطانيا عن تنمية المناطق الريفية والحضرية كما أنجز درجة الدكتوراه حول تأهيل المجتمعات بعد فترة النزاعات
-
تم تجميد عمله من قبل اسياس افورقي.
-
عام 2003 لجأ إلى أمريكا
-
عمل لمدة سنة في البنك الدولي
-
كما عمل في روندا في مشروع تأهيل المجتمعات بعد الحروب
-
كما عمل ضمن البرنامج في عدد ٢٤ دوله في العالم
-
لديه كتابات مفيدة عن فشل الاقتصاد والبرامج التنموية في ارتريا كما أنه يطرح آراء إيجابية تجمع المواطنين الأرتريين لإنقاذ الوطن
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم