د.حسن سلمان لــ ” زينا ” يصف الصراع السوداني بأنه معقد
من مضامين المقابلة :
– الحرب في السودان تزيد من بؤس اللاجئين الأرتريين كما تمتد تأثيراتها السالبة على الدولة أرتريا والنظام الأرتري لم يكترث بمعاناة المواطن في الداخل والمهجر.
– الدعم السريع والإمارات حليفا النظام الأرتري فهم شركاء فيما يحدث للسودان
– السودان ميدان صراع دولي والمفاوضات الجارية جاءت لتدارك فشل الدعم السريع في مهمة الانقلاب لصالح النفوذ الأمريكي وحلفائه في السودان.
– من أخطاء القوات المسلحة أنها مالت لصالح القوى العلمية وتجاهلت الشعب السوداني وقواه المحافظة فحدث تمكين للعلمانيين جوبه برفض شعبي كبير من أنصار الشريعة والقيم المجتمعية النبيلة .
– في حال فشل القوات المسلحة في الحرب تزداد المخاوف من تفكك الدولة السودانية
– الخطاب الدعوي الذي يطلب من الفقراء الزهد تخديري يخدم الطبقة الغنية الحاكمة والمترفة ولا يعالج معضلة التوزيع غير العادل للثروة والسلطة .
نص المقابلة :
ما توصيفك للصراع الدائر في السودان بين طرفيه الجيش والدعم السريع
الحمدُ للهِ وَالصلاةُ وَالسلامُ على رسولِ اللهِ الأمين، أما بعد:
الصراعُ الدائرُ في السودان هو صراعٌ بين مؤسسةِ القوات المسلحة السودانية، باعتبارها مؤسسة الدولة الرسمية المكلفة دستورياً بحماية البلادِ من المهدداتِ الداخليةِ والخارجيةِ والمسئولة في المراحلِ الانتقالية عن السيادة الوطنيةِ بحكم الواقعِ الثوريِ الذي أطاحَ بالنظام السابق، وبين أحدِ الأذرعِ التابعةِ للقوات المسلحةِ وهي قواتُ الدعمِ السريع، ولعل السببَ الرئيس في ذلك هو التطلعاتُ والطموحُ السياسيُ لقيادةِ الدعمِ السريعِ لتكونَ مستقلةً ومتحالفةً مع قوى سياسيةٍ بعيداً عن مؤسسةِ القوات المسلحة، مع وجودِ تحالفاتٍ لها خارج الدولةِ السودانيةِ، مما جعلَ طبيعةَ الصراعِ الدائرِ تتجاوز الأطرَ المحليةَ لتأخذَ بعداً إقليمياً ودولياً، وهذا يجعلُ من الصراعِ صراعاً معقداً وليسَ بسيطاً.
ما انعكاسات هذا الصراع على المهاجرين الأرتريين في السودان
الصراع الدائر له آثار كبيرة على وجود الإرتريين في السودان، وذلك لأن السودان هو الدولة الأكبر استضافة للوجود الإرتري، سواء من خلال مخيمات المهاجرين التي طال أمدها، أو من خلال المقيمين إقامة رسمية أو غير رسمية، فإن الأحداث ستؤثر على جميع هؤلاء في ظل غياب حكومة مسئولة ومهتمة بمواطنيها. ولقد رأينا ذلك من خلال غياب الدور الرسمي للسلطات الإرترية في عمليات الإجلاء التي حصلت خلال الحرب، ولم نجد أي اهتمام بالمواطنين الإرتريين. كما أن كثيراً من المواطنين الإرتريين فروا من جحيم النظام وتسلطه، فليس من السهل على هؤلاء الذهاب والعودة لإرتريا، وهذا يصعب ويعقد من عيشهم داخل السودان بطبيعة الحال، مع غياب الدور الفعال للأمم المتحدة.
هل من آثار مباشرة للحرب في السودان على الشعب الأرتري بالداخل
يشكل السودان عمقاً استراتيجياً للشعب الإريتري عموماً وللمسلمين منهم خاصةً، وبالتالي المساس بالاستقرار في السودان يؤثر على هذا العمق مباشرةً، وذلك بسبب التداخل الكبير بين الشعبين في المصالح الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وزادت أهمية السودان بالنسبة للشعب الإرتري بعد الحرب الإثيوبية الداخلية الأخيرة؛ حيث زاد تدخل النظام الإرتري في تلك الحرب من العداوات، وخاصة مع شعب تقراي المجاور، وبالتالي يعتبر السودان حالياً منفذاً مهماً للشعب الإريتري كما أن الحرب الدائرة ستؤثر مباشرةً على الوضع المعيشي والاقتصادي، وخاصةً بالنسبة لمن يقطنون في المناطق الحدودية مع السودان، حيث يوجد تبادل تجاري ومصالح مختلفة.
تحليلك لموقف النظام الأرتري من هذه الحرب وهل يميل إلى أحد طريفي الصراع .
بالنسبة للنظام الإرتري، ومن خلال المتابعة لمواقفه خلال السنوات الماضية، لم يكن على وفاق تام مع القوات المسلحة السودانية لعدة أسباب، منها الموقف من حرب التقراي، بجانب علاقاته المتميزة مع الإمارات، التي لم تخف مساندتها للدعم السريع حاليًا، وزيارات قائد الدعم السريع لإرتريا قبل الأحداث بفترة كل ذلك يجعلنا نميل إلى الرأي بأن النظام الإرتري كان على علم بمجريات وسير الأحداث في الخرطوم. ولكن، عندما لم تتم السيطرة السريعة لقوات الدعم السريع كما كان متوقعاً، صمت رأس النظام الإرتري لفترة من الزمان، ثم خرج على الناس محللًا لما يجري ومقدمًا النصح على طريقته المعهودة في محاولة للرجوع خطوتين إلى الوراء كي يبعد نفسه عن الاتهام، وعمومًا لم يكن له من الناحية العملية موقفًا واضحًا.
السودان تعرض لسياسة شد الأطراف بحروب قبلية عنيفة إلى درجة إزهاق الأرواح وإتلاف او نهب المال الحرام وكانت تهم تتجه إلى أطراف حاكمة أنها تؤجج الصراع بين القبائل لتسلم هي ومقابل أنهاك الهامش والآن اشتعلت النار بين الحاكمين فهل يدخل الصراع الحالي بين قوى تقليدية في الاستئثار السلطة وقوى صاعدة تريد حصتها غير منقوصة
الصراع في السودان في بعده المحلي ومنذ الاستقلال على السلطة والثروة بمداخل مختلفة وأيدولوجيات متباينة وقد استمر هذا الصراع لعقود من الزمان ولا يزال مستمرًا، وخلال السنوات الماضية كانت الولايات الشرقية والغربية والجنوبية مسرحًا لتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين خارج العاصمة، وقد راح ضحية هذا الصراع الكثير من الأبرياء ، وأدى هذا الصراع خارج العاصمة للإطاحة بحكومة حمدوك وحلفائها من الحرية والتغيير،ثم انتقل الصراع إلى العاصمة القومية الخرطوم من خلال الجولة الثانية من مفاوضات الاتفاق الإطاري، ونشأة حالة من الانقسام بين المدنيين والعسكريين حول مستقبل الإصلاحات الأمنية والعسكرية، واستطاعت القوى المدنية إحداث شرخ داخل المكون العسكري بكسب الدعم السريع وإبعاده عن القوات المسلحة، ونظرًا للواقع العسكري المتنامي للدعم السريع في الخرطوم، فقد نشبت حرب داخل العاصمة بين حلفاء الأمس من القوى العسكرية. وبالتالي فإن وصف الصراع بأنه بين “قوى تقليدية وأخرى حديثة صاعدة” غير دقيق لأن هناك تداخلاً كبيراً بين المكونات وتشابك في طبيعة التحالفات في كلا معسكري الصراع، ويُمكن القول بأن القوى الصاعدة غير متماسكة ومفككة، ولا تجتمع على رؤية واضحة المعالم، كما أن التداخل بين المطالب المحلية المشروعة وبين الأطماع الخارجية المتحالفة مع هذه القوى الصاعدة، أو “الحديثة” كما يسميها البعض، يجعل من مشروعية هذه المطالب والتحركات محل شك وريب، ويجعلها أداة وظيفية لتدمير الدولة أكثر مما يعطيها مشروعية في تحقيق مطالبها الداخلية التي ليست محل نزاع.
الأطراف الدولية والإقليمية لها حسابات متعارضة في سلم وحرب السودان ..من المستفيد من الصراع السوداني – السوداني في الوقت الحاضر؟
يشهد العالم خلال السنوات الماضية سباقاً دولياً كبيراً تحول في بعض المواقع إلى صدام مسلح كما هو الحال في الحرب الأوكرانية، وبطبيعة الحال فإن قارة إفريقيا هي إحدى ساحات هذا السباق، ومنطقة القرن الإفريقي بشكل أخص. ولا نستبعد أن الحروب التي دارت وتدور في كل من إثيوبيا والسودان وكثير من دول المنطقة لها ارتباطٌ مباشر بـهذه السباقات الدولية، ومنذ سقوط النظام السابق، مالت كفة السودان لصالح الولايات المتحدة وحلفائها لاعتبارات عديدة ولكن دون أن يكون ذلك خالصاً، لأن القوى الشرقية روسيا والصين حاضرة كذلك، ولكن في الحرب الحالية رأينا قلقاً دولياً من تصاعد الحرب واتساع نطاقها، حتى لو كانت هناك بعض الأطراف متورطة في الأحداث الجارية، ولكن لما لم يتم الحسم سريعاً، بادر الجميع في مجلس الأمن للحفاظ على سلامة ووحدة الدولة السودانية، والمساهمة في احتواء الحرب، لأن تفكك الدولة السودانية مخاطره كبيرة على الإقليم كله، وعلى أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر، مع العلم بأن الولايات المتحدة تقوم استراتيجيتها على السيطرة على السودان كاملاً، فإذا تعذر ذلك، فلا يستبعد أن تذهب إلى التفكيك، كما هو الحال في طريقة تعاملها مع العديد من الملفات في المنطقة، وخلاصة القول، يصعب الجزم حاليًا بأن هناك طرفًا إقليميًا أو دوليًا هو المستفيد من هذه الحرب، لأن الأمور لم تمضِ بالصورة التي كانت ترغب فيها بعض الأطراف المساهمة في الصراع، ولكن غالبًا ستعمل المفاوضات الجارية في السعودية على تعزيز النفوذ الأمريكي والقوى الموالية لهم محليًا وإقليميًا إذا ما استجابت القوات المسلحة لذلك، وفي كل الأحوال فإن الخاسر الأكبر من هذه الحرب هو الشعب السوداني الذي فقد الأمن والأمان في بلاده، كما أن مصر تعتبر إقليميًا أكثر المتضررين، وذلك لأن الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالسودان، وكثير من السودانيين يعتبرون مصر وجهتهم المفضلة أو المتاحة للهجرة مما يشكل عبئًا كبيرًا على الحكومة المصرية.
معظم الأطراف في السودان جيشا أو معارضيها من الدعم السريع أو الحركات المسلحة تعلن أنها مع الاتفاق الإطاري وهو يستبعد الشريعة الحاكمة ولم يبق لأنصار الاتفاق الشرعي إلا عدد من ناس الأشواق العاطلين عن ا لقوة مالا وسلاحا وعدداً.. كيف ترى مستقبل الشريعة الحاكمة في السودان
من الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها قيادة القوات المسلحة السودانية هو اعتماد أطراف سياسية معينة في المرحلة الانتقالية واعتبارها المعتمدة دستوريًا لقوى الثورة، وتقاسمت معهم السلطة من خلال الوثيقة الدستورية، واستبعدت كافة التيارات الإسلامية من المشاركة في المرحلة الانتقالية، مما عزز دور القوى العلمانية المناوئة للشريعة وفاعليتها في الدولة والمجتمع. وهذا يجعل من المرحلة الانتقالية مرحلة تمكين من نوع آخر، وبموافقة القوات المسلحة والقوى الخارجية، وبالتالي يعقد الوضع على دعاة الشريعة في السودان مستقبلًا، إذا ما تم التوافق على دستور علماني غير قابل للنقض في المرحلة الدستورية ، وأرى أن هذه المواقف قد عقدت عملية الانتقال بشكل طبيعي لأنها حولت الصراع السياسي في السودان إلى صراع هوية، وبالتالي فإن التيار الإسلامي بمختلف توجهاته الغالبة تحول لعامل معيق لاكتمال التحول الانتقالي المفضي للعلمانية، وفي نفس الوقت صار رديفًا لمواقف القوات المسلحة في صراعها مع الخصوم، حتى ولو كانت قيادة القوات المسلحة غير مؤتمنة على موضوع الشريعة وهوية السودان المسلمة، وهي التي فتحت المجال للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كل ذلك فيما سبق من سنوات، وأما مستقبل الشريعة في السودان، فهو رهين بطبيعة المرحلة القادمة بعد الحرب، ومن هي القوى السياسية المهيمنة على المشهد القادم، ودور النفوذ الغربي في عملية التحول ومدى الوعي والإدراك المجتمعي بطبيعة المخاطر التي تجلبها عملية تنحية الشريعة وعلمنة الدولة كل ذلك عوامل مؤثرة في الموقف من الشريعة في السودان.
في الخرطوم توجد حركات مسلحة لها سلاح وجنود بعشرات الآلاف وتمتلك من السلاح ما تهدد به خصومها .أين هي الآن من الحرب وهل من أدوار تقوم بها؟
الحركات المسلحة موجودة في الخرطوم وخارجها، وهي محايدة في هذا الصراع وليست مع أي طرف، وإن كانت مصلحتها مع القوات المسلحة لأسباب عديدة تمليها عليها طبيعة الاتفاق المبرم في جوبا مع القوات المسلحة ، وكذلك طبيعة التركيبة الاجتماعية والسياسية في إقليم دارفور وأن انتصار الدعم السريع بشكل عام يمثل تحدياً كبيراً مستقبلاً بالنسبة للحركات المسلحة في دارفور ، ولهذا فهي تحاول القيام بأدوار وسيطة في هذا الصراع، وتؤيد المبادرات السلمية، وربما يظهر لها دور مستقبلاً في دارفور تحديداً.
ما المخاوف الحقيقية التي تنتظر السودان في حال عدم اتفاق الطرفين على توقيع سلام
المخاوف في حالة عدم انتصار القوات المسلحة وعدم حسم المعركة لصالحها، أو الوصول لعملية سلام تحفظ وحدة الدولة السودانية، تكمن في تفكك الدولة، والدخول في حرب أهلية يصعب معها وحدة الدولة والشعب السوداني، كما أن ذلك سيتيح للقوى الطامعة في الموارد السودانية من التدخل، وتكريس حالة الضعف والتمزق ودعم الصراع وإدامته كما أن السلام المطلوب ليس أي توقف للحرب وتأجيل استمرارها، بل المطلوب إيقاف الحرب بتناول أسبابها وجذورها التي أدت لاشتعالها، وإلا فإن بعض أنواع السلام هي تأجيل لها والسماح للفرقاء لالتقاط الأنفاس وتجميع القوى لمزيد من الحرب والضحايا.
ظهرت حالات اعتداء منظم خلال أيام الحرب استباحت البنوك والمحال التجارية والمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة واستباحة الأرواح من أجل النهب شارك فيها عساكر ومدنيون أين الأخلاق والقيم النبيلة التي يجب أن يتحلى بها المسلم وقت السلم والحرب وهل يعود تفشي هذه الأخلاق وبكثرة إلى فشل الدعوة الإسلامية في تهذيب سلوك المواطن وإلى فشل الدعاة إلى الله في التأثير على الشارع العام الذي اجتالت الشياطين ؟
مسألة الأخلاق هي مسألة قابلة للتنشئة والتغيير والتطوير، وتساهم فيها الفطرة والدين والعرف بمساهمة أساسية، وهناك جملة من العوامل التي تؤثر في الأخلاق العامة للشعوب، فليس هناك صفات وأخلاق ثابتة لا تتغير نصف بها شعبا معينا فمثلا الفقر والحروب والتهجير تؤثر في أخلاق المجتمعات وكذلك يؤثر الترف والغنى الفاحش باتجاه آخر، ولا شك في أن الشعب السوداني قد اشتهر بالعديد من الصفات الإيجابية، ولكن تتابع الحروب والهجرات والتفاوت الهائل في المجتمع اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا يولد العديد من السلوكيات المجتمعية الخاطئة التي تنطلق من الشعور بالظلم والغبن والرغبة في الانتقام من المجتمع، فالقضية ليست قضية فشل الخطاب الدعوي وإنما فشل السياسات الحكومية التي لم تحقق الكرامة الإنسانية وتقرب الفجوات الطبقية بين أفراد المجتمع، وعجزت عن تحقيق السلام والتنمية في الولايات، مما أدى لنزوح الكثير من المواطنين للعيش على هوامش العاصمة القومية، مما يزيد في دواخلهم الشعور بالظلم والغبن والرغبة في الانتقام متى ما تيسر لهم ذلك كما أن هناك بعض القوى السياسية التي تساهم بشكل ممنهج في صناعة الفوضى، تحقيقًا لأغراض سياسية ضيقة، وبطبيعة الحال هذا لا يعفي الدعاة والخطاب الدعوي من التقصير واختزال الخطاب الدعوي في خطاب وعظي ينتهي مفعوله بانتهاء الخطيب من خطبته ولا يلامس الاحتياجات الحقيقية للناس ولا يطرح مبادرات عملية لتنزيل الخطاب الديني واقعيًا وعمليًا فالخطاب الديني الذي يخاطب الفقراء والجوعى بالزهد ولا يعمل على معالجة مشكلات الفقر فإنه يولد ردة فعل عكسية بأنه خطاب تخديري لصالح الطبقات المتحكمة في السلطة والثروة وخلاصة القول فإن خطاب التقوى إن لم يكن مصحوبا بفعل الإحسان لا يجدي نفعا قال تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) وقال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
مصطلح الحركة الإسلامية في السودان والترويج بأنها الفاعل الخفي في الأحداث الدموية في السودان كيف تقرأ ذلك وما حقيقة ذلك الفعل من حيث الواقع ؟
القول بأن الحركة الإسلامية هي الفاعل الأكبر في الأحداث الجارية لا يخلو من المبالغة والأجندات السياسية ومحاولات الشيطنة ، فالحركة الإسلامية عملياً فقدت السلطة السياسية بسقوط نظام البشير، وعانت كثيراً خلال سنوات حكومة حمدوك ، وبطبيعة الحال كذلك ليس من المنطق تهميش دورها وتأثيرها بأي شكل من الأشكال سواء في مؤسسات الدولة أو حركة المجتمع، وخاصةً عندما نتعامل مع الحالة الإسلامية كتيار عام وليس كحالة حزبية محدودة ، ولكن يجب التنويه إلى أن التيار الإسلامي يعاني من مشكلة أساسية وهي أن القوى الخارجية المتحكمة في تسيير دفة المسار الانتقالي لا تريد وجودًا فاعلاً للتيار الإسلامي بل فكرة الانتقال في الأصل مبناها على استئصال هذا التيار وتهميش دوره وتفعيل أدوار لقوى لا تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة، مما جعل الانتقال يعتمد على القوى والنفوذ الخارجي مسنوداً بالقوات المسلحة وبعض القوى السياسية المدنية خفيفة الوزن، وهمها تعظيم مكتسباتها الحزبية أكثر من تحقيق مطالب الثوار من الشباب السوداني الذي وجد نفسه خارج معادلة المرحلة الانتقالية.
وخلاصة القول: فإن الحركة الإسلامية، أحد الفواعل في المشهد السياسي الراهن، ولكنها ليست الفاعل الأكبر ولا الفاعل الأوحد، بل ربما كانت الفواعل الخارجية وتأثيرها أكبر بكثير من الفواعل المحلية جميعاً، وهذا هو الحال في كل بلد تطرح أجندته في مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث يتم تكليف مبعوث أممي، وهو في الحقيقة الحاكم الفعلي المعبر عن مصالح القوى الدولي وهو مشاهد في كل مبعوث أممي في مناطق الصراعات والأزمات كالعراق وسوريا واليمن وليبيا و المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين كما أن السعيد من اتعظ بغيره.
وختاماً، الشكر لكم في منصة زاجل وإدارتها لإتاحة هذه الفرصة، ونسأل الله تعالى أن يحفظ السودان وأهله، وأن يقيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وكافة شعوب المنطقة.
د.حسن سلمان لــ " زينا " يصف الصراع السوداني بأنه معقد
- الدعم السريع والإمارات حليفا النظام الأرتري فهم شركاء فيما يحدث للسودان
- الحرب في السودان تزيد من بؤس اللاجئين الأرتريين كما تمتد تأثيراتها السالبة على الدولة أرتريا والنظام الأرتري لم يكترث بمعاناة المواطن في الداخل والمهجر.