د.حسن سلمان يدعو إلى اجتهاد جديد للتعامل مع الوضع الأرتري ينبذ نسخ الأفكار المستوردة
دعا د. حسن محمد سلمان في ندوته مع مجموعة “حوار لوعي مشترك ” دعا إلى اجتهاد خاص جديد يلامس الواقع الأرتري ويعيب على اصحاب الأفكار والمبادئ العقدية أن يسعوا على إزاحة ومحاربة ما يعيش عليه الشعب من عهود بعيدة تشكلت لدينا فيها عقائد وعادات وإرث ممتد ومغروس .
واعرب د.حسن أن حزبه المؤتمر الإسلامي الأرتري أتى بطرح جديد يغاير ما عليه جماعة الإصلاح- وهو فصيل سلفي مغاير منافس – وأوضح ان مساعي حثيثة تمت خلال حوار استمر أكثر من 20 يوما انتهى إلى فشل بخصوص توحيد الرؤية بين تيارين متباينين في حركة الإصلاح حول العمل الوطني بمفهومه الجامع الذي يضم كل الإسلاميين على الأقل وينفتح إلى كل المواطنين .وأعرب أن حزبه ذو مرجعية إسلامية لكنه يدعو إلى اجتهاد جديد يستوعب أبعاداً ثلاثة : البعد الوطني المحلي الذي يذخر بخلفيات مختلفة دينيًا واجتماعيًا وجغرافياً وتجارب ونضال مشترك وإلى البعد الإقليمي الذي له تواصل مع أرتريا وروابط ومصالح لا يمكن تجاهلها إلى جانب البعد الدولي الذي له أطماع وحضور كثيف وطاغي يصعب تجاوزه . ورأى أن من الواجب مراعاة هذه الأبعاد الثلاثة عندم تقديم الطرح السياسي لمعالجة القضية الأرترية
ودعا د.حسن محمد سلمان جميع الأحزاب والقوى السياسية إلى عدم استنساخ تجارب وأفكار ومبادئ الآخرين لأنها إن كانت تتناسب مع أصحابها وفي بلادها فقد لا تتناسب مع الواقع الأرتري .
ندوة د.حسن حول المؤتمر الإسلامي الأرتري النشأة والتطور والرؤى الفكرية والسياسية نظمتها مجموعة ” حوار لوعي مشترك ” بتاريخ الجمعة 5 فبراير الجاري وقد بثت مباشرة في صفحتها بالزوم.
المتابع شاهد صعوبة كبيرة في نقل ترجمة سلسة إلى اللغة التجرنية لحديث د.حسن وذلك لاعتذار الأستاذ أمين جابر عن المواصلة في الترجمة لما يحتوي عليه حديث د.حسن من مصطلحات سياسية وشرعية وثقافية ولغوية قد يشق على غير المتخصص فهمها .مقدم الندوة الأستاذ بشير واصل في إدارة الندوة وترجمتها معالجا إشكالية اعتذار في وقت حرج والندوة جارية
د.حسن تحدث عن الاجتهاد الجديد مؤكدا أن رؤى العاملين في الجماعات الإسلامية الأرترية متوافقة إلى حد كبير حول ضرورة الاجتهاد الجديد الذي يضمهم مع الآخرين للعمل الوطني فهم ليسوا على إصرار لتنزيل الشريعة وفق فقههم لها القديم على الواقع الذي يفرض أولوياته. وأكد أن الإنسان ليس من السهولة بمكان أن تفرض عليه أفكارا ومبادئ لا يريدها فهو يتمتع بالمشيئة والإرادة الحرة ولهذا من الصعب سوقه دون اختياره موضحا أنه ليس مثل الطبيعة الأخرى التي تطاوع في التحريك دون إرادة منها.
وذكرت الندوة أن المؤتمر الإسلامي الأرتري ولد عام 2006م في ظرف قاس نتيجة خلافات حادة بين تيارين إسلاميين سلفيين في حركة الإصلاح، كان أحدها يسعى لحسم مخالفيه قسرًا فلاذ تيار د.حسن بإنشاء كيان تنظيمي جديد ليجد الحماية لقياداته ومنسوبيه وآرائه وأكدت الندوة أن خيارات التنظيم الجديد لم تكن ناضجة التشكل بداية فقد طرح في نقاشاته العمل في مجالات التعليم والتربية والدعوة ..بعيدا عن السياسة إلا أن الأمر استقر في النهاية إلى رؤية واجتهاد جديد يحمل فكرة العمل مع الآخرين بمفهوم جامع يرتب الأولويات وفق الأبعاد الثلاثة الوطنية الجامعة والإقليمية والدولية تراعي مصالح الأطراف المشتركة ..
” زينا ” تواصلت مع د.حسن سلمان تطلب توضيحا حول مفهم التجديد الذي يبشر يدعو إليه فقال :
يقوم الاجتهاد المطلوب على الإجابة عن النوازل المعاصرة حول السياسة وتشابكاتها الحديثة في إطار الدولة القطرية وتعدديتها الدينية والقومية وعلاقتها الدولية وما يتبع ذلك من قضايا الاقتصاد المتشابك الذي تهيمن عليه الرأسمالية بأدواتها القاهرة وكذلك كيفية الحفاظ على الهوية الوطنية وخصوصياتها في ظل العولمة الإمبريالية التي تكتسح الشعوب والأمم كل هذه الأمور تحتاج لإجابات غير تقليدية ومواكبة لروح العصر وتحدياته حتى لا تدخل الشعوب في الفتنة الدينية التي حذر منها القرآن الكريم وذلك بالشعور بالحرج وغياب التيسير.
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم