مقالات وآراء

د.سعاد : اختيار شريك الحياة وضرورة التأهيل قبل الزواج

زاويتي

عندما تتخذ قرارا بالزواج فأنت تتخذ أهم قرار في حياتك قرار   يتجاوز الشريكين إلى العائلة الكبيرة للطرفين ومن ثم  المجتمع  ، قرار الزواج  يعني أنك تضيف   أسرة جديدة داخل مجتمعك و ستُمضي فيه زهرة شبابك وباقي حياتك ويمتد آثره بعد مماتك ،  التفكير   في الزواج  يعني أن تنشئ أفراداً  آخرين في المجتمع تكون  أنت  المسئول  عنهم مادياً  ومعنوياً  حتى ينشئوا   أفراداً صالحين  وفاعلين في مجتمعهم

قرار الزواج يعني أن تكون مستعداً   ليشاركك شخص آخر  حياتك  ومستعد للتنازل عن كثير من خصوصياتك من أجله  قد  تصل  حد التضحية أحياناً

فالزواج ليس فقط تلبية لرغبات  آنية ملحة فقط ! هو مؤسسة بين شريكين يسهم  كل  طرف بدوره  ويبذل جهده  لإسعاد  نفسه وشريكه ، فإذا كانت هذه المفاهيم واضحة لدى المقبلين على الزواج من الجنسين فإنهم بالتأكيد سيحرصون كل  الحرص في اختيار  الشريك المناسب وفق  طباعهم  وخصائصهم

ولذلك  نجد كثيراً  من المهتمين  والمستشارين الأسريين  ينصحون  بترخيص زواج”  يمنح لمن يجتاز دورات  تثقيفية  و( توعوية ) للمقبلين  على الزواج ، وإن كنا لم نصل بعد لمرحلة  “الترخيص”   لكن  بمقدورنا  على الأقل  أن نطلب  من المقبلين  على الزواج  حضور دورات  تثقيفية  وتوعوية عن الزواج  وعن  طبيعة العلاقات والتباينات  بين  المرأة والرجل  وفهم كل منهما لطبيعة  و احتياجات  الأخر  وحبذا  لو أضافها أهل العروسين  من ضمن  الاشتراطات  كما يحرصون على المظاهر  من الماديات و إقامة الحفلات .

فكثير من مشكلاتنا  الأسرية  والزوجية  التي قد تبدو كبيرة  يكون أساسها  عدم معرفة وقلة  وعي  بالطرف الآخر  الشريك  واحتياجاته النفسية البسيطة  حيث كانت الأجيال السابقة تتجاوز عنها وأصبحت في زماننا  سبباً للطلاق  والتفكك  الأسري .

إن المرأة بصفة عامة  والمرأة الإرترية  بصفة خاصة أكثر حرصاً  وبحثاً عن السعادة الزوجية  من الرجل ، فنجد في فتيات اليوم  من قطعت  شوطاً  في الوعي والفهم   في أهمية  حسن اختيار الشريك فما عادت  تجدي نفعاً  مصطلحات مثل : الستر ، والبنت مالها غير بيت زوجها  حيث تفضل البقاء عازبة على أن ترتبط بشريك لا تتوفر  فيه  المواصفات التي ترجوها ! هذا بالإضافة   للبون الشاسع   الحاصل في الجيل الحالي بين الفتيات  والشباب  من حيث مستوى التعليم والتأهيل  فهناك  فجوة واسعة بين الجنسين في الجيل الحالي  لا تخطئها  العين  قد تؤدي بنا   كمجتمع إرتري الى ما لا تحمد   عقباه  كعزوف الفتيات عن الزواج أو الزواج بغير الإرتري

وإن كنت  أؤكد على أهمية حسن اختيار شريك الحياة أو زوج المستقبل  إلا أني في المقابل   أشدد  على ضرورة رفع   مستوى الوعي بمؤسسة  الزواج والعلاقة بين الشريكين و فهم كلٍ  منهما للآخر  حيث أصبحت أدوات المعرفة   والحصول على المعلومة متاحة وفي متناول الجميع  لإنشاء  أسرة  مستقرة  سعيدة  وأبناء أسوياء ومن ثمٌ  مجتمع  سليم  معافى .

اختيار الزوج

شريك الحياة

دعوة إلى تأهيل الزوجين قبل الزواج

تقييم المستخدمون: 3.33 ( 3 أصوات)

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى