مقالات وآراء

د.سعاد دنكلاي ..انطباعات تقييمية خاصة للأرتريين في الخارج

الهجرة كاتت مكسبا لمن اغتنمها ..وهجرة أرتريا في السودان معرفة و تنظير وخمول حركة وفي الدول الغربية .. وفي الخليج نشاط وتصالح.. وشباب الهجرة الجديدة يحتاجون علاجاً نفسياً وفيهم تفاني حاضر للاستيعاب.

منذ القدم تحدث الناس والكتاب  عن فوائد السياحة والسفر والاحتكاك بثقافات أخرى وشعوب مختلفة وكيف أنها تنمي مدارك الإنسان وتصقل شخصيته وتزيد من خبراته في الحياة ، ونحن الإرتريين كان سفرنا وتجوالنا في قارات العالم إجباريًا ولم يكن سياحة للترفيه بقدر  ما كان بحثاً عن الأمان وهروبًا من ويلات الحروب والدمار تارة ومن الاستبداد والطغيان تارة أخرى ، وبعيدًا عن مآسي اللجوء  ومعاناة الأسر من الشتات إلا أننا  كمجتمع إرتري امتلكنا فوائد الاختلاط والتعايش مع مجتمعات أخرى وبصفة عامة أحسنا الاندماج والتعايش في المجتمعات والدول التي استقررنا بها دون أن نذوب فيها كلياً وهذا أكسب مجتمعنا نكهة خاصة مميزة له لاسيما إذا تمكنا من استثمارها بطريقة مفيدة تخدم العمل العام الإرتري ، وهنا نحاول قراءة هذه السمات وهذه ليست دراسة علمية أو عمل إحصائي ميداني هي مجرد ملاحظات شخصية وأتمنى أن تخذ في هذا الإطار  وألا تحمل أكثر من ذلك .

 فمن أكثر الدول التي  استقر بها الإرتريون هما : السودان ، والجزيرة العربية  بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة ،حيث نشأت فيهم أجيال كاملة متشبعة  بثقافات تلك الشعوب وعاداتها  وأثرت في  نمط حياتها اليومي ومن ثم تكوينة الإنسان الإرتري فيها بصفة عامة بدون تعميم

  ■ إرتريو السودان :

_ التزاوج :

رغم اندماجهم الثقافي في المجتمع إلا أن التزاوج مع السودانيين ظل قليلًا لا يتناسب مع أعداد الإرتريين فيه أو السنوات التي قضوهافيه لأسباب كثيرة لعل أبرزها تعدد العرقيات الموجودة في داخل المجتمع

السوداني وانغلاق كل عرق على نفسه  والنظرة الاستعلائية لعرق على الآخر ، هذا من جانب السودانيين أما الجانب الإرتري فربما لأنه يرى نفسه مجتمعاً محافظاً  أكثر مقارنة بالمجتمع السوداني سواء قبل ثورة الإنقاذ أو بعدها.

_ االتعليم :

اتيحت لهم فرص التعليم في المراحل المختلفة والتحقوا بالجامعات السودانية والدراسات العليا  ونالوا  حظًا  وافرًا  من التعليم وتخرجت أعداد كبيرة منهم من حملة الشهادات

_ علاقتهم بارتريا الوطن قوية بحكم الجوار والحدود فتاريخ إرتريا وجغرافيتها وإنسانها حاضر فيهم ، رغم ذلك يجد الكثير منهم الحرج في التصريح بإرتريته سواء حمل الجنسية السودانية أو لم يحملها .

يجدون صعوبة في تأقلمهم  مع الشعوب الأخرى ( غير الارترية ،والسودانية ) البعض منهم غير متصالح مع ذاته وخصوصاً لونه  الأسمر!

_  ارتريو السودان يغلب عليهم البرود والسكون ، فهم قليلو الحركة وبطيئون ، يمتازون  بالنفس الطويل ويحسبون خطواتهم ،يفكرون كثيراً ويجادلون كثيراً

🔹️ في العمل العام:

تناسبهم المهام ذات الطابع التأطيري والتأسيسي ووضع الخطط والاستراتيجيات ، والتحليل وكتابة الدساتير

■ إرتريو السعودية والجزيرة العربية :

_التزاوج :

لم يحصلوا على الجنسية إلا حالات استثنائية قليلة  ،تزاوج الإرتريون مع السعوديين واليمنيين في ارتريا منذ القدم وقبل موجة النزوح واللجوء حيث كانت الهجرة عكسية _هجرة أهل الجزيرة العربية الى سواحل شرق أفريقيا _ وفي مقدمتها ارتريا واستمر التزاوج مع أهل الجزيرة حتى وقتنا الحاضر وزاد في السنوات الأخيرة

_ التحق الارتريون في مراحل التعليم الأساسي فقط وقليل منهم التحق بالجامعات السعودية ثم أغلقت أبوابها وأصبحت حكرًا على المواطنين ، لذلك وجد ارتريو السعودية صعوبة في الالتحاق بالتعليم الجامعي ناهيك عن الدراسات العليا

_ علاقتهم بارتريا الوطن ليست قوية يجهل الكثير منهم أبسط المعلومات عن تاريخ ارتريا وجغرافيتها وإنسانها ، لكنهم يصرحون بإرتريتهم متصالحون معها ومع ذواتهم . منفتحون على الشعوب الأخرى والثقافات المختلفة

_ يغلب عليهم سرعة  الحركة والإنجاز والإبداع بالإضافة  للاندفاع العاطفي ،لا يتوقفون كثيرًا في المواقف ، يمتازون بطلاقة اللسان والخطابة والاهتمام  بالمظهر العام

🔹️في العمل العام :

يناسبهم الاعلام ومخاطبة الجماهير ، والعلاقات العامة ،والمهام ذات الطابع التنفيذي

■ ارتريو أوروبا وأمريكا والغرب عموما :

أغلبهم هاجر راشدًا بعد أن تشكلت شخصيته في إحدى البيئتين السابقتين في الأغلب ولم نلحظ عليهم سمات تميزهم ، أما مواليد الغرب الجدد فلم نشاهد مشاركاتهم بعد  في الحياة العامة

■ القادمون من ارتريا حديثاً :

يسيطر عليهم الخوف في كل مناحي حياتهم منكفئين على أنفسهم أغلبهم صغار السن ،كثير منهم يعاني من  اضطرابات شخصية أو نفسية ويحتاج لجلسات علاجية قبل دمجه في المجتمع . وهذا ليس عيباً  أو قدحًا فيهم إنما محاولة لوصف الحال  فما يعانيه الشعب في الداخل وما يتحملونه يفوق تحمل النفس البشرية السوية .

وقريبًا منهم جيل ما بعد التحرير الذي نشأ داخل ارتريا وتمكن من الهجرة مباشرة للغرب  فهؤلاء يمتازون بارتباطهم الشديد بالوطن ويحتاجون  لكثير من التوجيه والاحتواء .

في العمل العام : اذا تم تأهيلهم فهم جند متفانون.

تقييم المستخدمون: 3.9 ( 1 أصوات)

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى