مقالات وآراء

تطرح تساؤلات عميقة حول: الأنثروبولوجي ( علم الإنسان) و الإنسان الإرتري

يقال الإنسان ابن بيئته وأن طبيعة موطنه الجغرافية وتضاريسه ومناخه تؤثر على نمط عيشه ومن ثم سلوكه ، فطباع ابن الصحراء تختلف عن طباع ومزاج ساكني المناطق الساحلية وكذا تختلف طباع سكان المناطق الجبلية عن الأخرين .

لكن هل لذلك تأثير في أن تكون هناك شعوب حية وفاعلة وأخرى خاملة ومستكينة ؟!!

وهل يؤثر ذلك في كون الإنسان متمردا أو مستسلما _ ” مسالما” كما يحلو للبعض وصفه_ ؟!!

وإلى أي حد يؤثر هذا العامل _ إن كان فاعلًا _ مع زيادة وعي الإنسان وتوسع مداركه ؟!!

وكيف يؤثر ذلك كله على الإنسان الإرتري ؟

في ملاحظة على بعض المشاهد اليومية العابرة مثلا :

* طفل سوداني (١٠ سنوات تقريبا) توفي رحمه الله وهو يقاوم قاتله بثمانية عشر طعنة بسكين … في حين أن شابا إرتريا يسلم محفظته وكل ما يملك لأي سارق بلطجي يعترض طريقه حفاظا على حياته وسلامته !

والمجتمع من خلف الشاب يرى أن هذا هو التصرف السليم والأفضل بحجة أن النفس مقدمة على المال !! إذا كنا نربي أبناءنا على ذلك فمن إذا للمهام العظام ؟!! ومن للذود عن الشرف والكرامة ؟!! و النبي صل الله عليه وسلم يقول : ( من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد )

ما الذي يجعل الإرتري يؤثر السلبية في ثوب “المسالمة” هل بسبب جيناته الوراثية ؟! أم نتيجة تأثره ببيئته الجغرافية ؟!

_أم هي سنوات الحرب الطويلة التي خاضها وذاق ويلاتها جيلاً بعد جيل قد لعبت دورها في تركيبة ونفسية الإنسان الإرتري وجعلته يكفر بأي عمل عنفي حتى لو كان دفاعا عن حريته وكرامته ؟!!

_أم هو الاستبداد والطغيان الذي يعمل على قهر الشعوب وكسر إرادتها ؟! … مع التسليم أن الطغيان ومقاومته يتلازمان ويتناسبان تناسبًا طردياً _ فكلما زاد البغي والظلم ازدادت وكسبت المقاومة انصارًا وكلما قل الظلم قلت حدة المقاومة .

_أم إن الشتات وحياة اللجوء الطويلة والبحث عن أدنى مقومات الحياة البسيطة الآمنة جعلت الإرتري يزهد في نفسه وفي كرامته ووطنه ؟!!

أم أن كل هذه الأمور مجتمعة جعلته يفقد روح المقاومة والتصدي ليبدو دائما سلبيا يتقمص دور المسالم المتسامح مهما سلبه الآخرون حقه ؟!! …

في المقابل يرى البعض أن الإنسان الإرتري لا يخشى العنف وقد مارسه من قبل في الوقت والوضع المناسبين فقاتل وقتل حتى نال استقلال بلاده وحرية إنسانه ليعود الى الفطرة السليمة السوية المسالمة والمتسامحة وأن هذا قمة الاتزان والرقي الإنساني.

لعله من المفيد لنا كمهتمين وباحثين أن نغوص أكثر ونبحث في انثروبولوجية  الإرتري وسبر أغواره علنا نهتدي الى الطريق .

0%

تقييم المستخدمون: 4.65 ( 1 أصوات)

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لقد اثرتي موضوعا غاية في الأهمية… حالة الإنسان الارتري.
    لكن ان اردنا نعرف جيدا طباع وسلوك الإنسان الارتري علينا دراسة المجتمع بكل شفافية من تاريخ 1850 حتى اليوم … سوف تتجلى لديك كم الظلم والقهر الذي تعرض هذا الإنسان الملغوب على أمره.
    1/ الحقبة الطبقبة وأثرها على نفسية الفرد .
    2/ تماهي الطبقية التي مورست في اجزاء واسعة من البلاد مع الإستعمار الايطالي.
    3/ فترة إنهاء عصر الطبقية.
    4/ مرحلة نشوء الاحزاب والحركات الوطنية.
    5/ فترة الكفاح المسلح.
    6/ فترة الحكومة الوطنية والامعان في قهر الإنسان.
    7/ الشتات الارتري.
    لو استطعنا على إنجاز هذه الدراسة كفيلة بأن تضعنا واقعنا المر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى