مقالات وآراء

د.سعاد دنكلاي تكتب : أدوار الجنسين في الحياة

أجاب : اتفقنا أنا وزوجتي أن تكون  هي المسؤولة عن الأمور الصغيرة وأنا مسؤول  عن الأمور الكبيرة

الصديق : وكيف ذلك !

أجاب : هي مسؤولة عن تربية الأبناء وتعليمهم واختيار نوعية التعليم ومسؤولة عن شراء البيت وأين تشتريه وأثاثه وطلاءه  وفي أي مدينة والسيارة ونوعها ولونها والإجازة أين نقضيها ومتى وكيف ؟

قاطعه : وأنت ما دورك ؟

أجاب : أنا دوري في الأمور الاستراتيجية الكبيرة  أقول رأيي في الحرب الروسية_ الاكرانية ، والانقلابات في أفريقيا ، وأبدي رأيي في كورونا  واللقاح وهل هو حقيقة أم مؤامرة كونية  .

ورد  مثل هذا المحتوى كثيرا  أو قريبًا منه بنفس المعنى  من باب الفكاهة ! … في  الحقيقة  لو تأملنا  لأدوار الجنسين في الحياة  وعلى ما أسسه الإسلام في المجتمع الأول  لوجدنا هو  ماأراده  الإسلام وقررته الشريعة وعليه فرض الجهاد على الرجال دون النساء

والولاية العامة والقضاء ومهام الدولة الكبرى  وكل ما يترتب عليه حماية الأمة أو الدولة من الخارج والأعداء  وهي مهام عظام لا تقتصر على ما يسمى اليوم ( الحكومة  أو النظام)  بل  إن أفراد المجتمع يشاركون فيه ، يشاركون  في صنع القرارات وطريقة التطبيق والتزام المجتمع هذا على مستوى المجتمع ، وعلى المستوى الفردي يقع  على عاتق  الرجل مسؤولية  إعالة أهله ونفقتهم والبحث عن سبل الرزق الحلال  وهاتان الوظيفتان الأساسيتان للرجال لا تدع لهم مجالاً أو وقتاً كافياً لأمور  أخرى …. ويبدو أنه في زماننا  المتأخر هذا حينما استأثر أصحاب النفوذ بالأمور               (  الأستراتيجية )  وحدهم يفعلون ما يشآون بالأمة ولا يسألون عما يفعلون  ويضيق على من يحاول التغيير والإصلاح وجد  الرجال أنفسهم في أدوارهامشيةليست  لهم فنازعوا  النساء أدوراهن في الحياة بزعم القوامة وحشروهن في زاوية البيت  “الجدار ”  ومسؤوليتها  فيه الطبخ والتنظيف ! وهكذا تحول اختلال الأدوار في الحياة عامة الى اختلال الأدوار في حياة الأسرة  … وبدلا  من خوض التدافع في معركة الحق والباطل والخير والشر  تحول  التدافع بين الرجل والمرأة والزوج وزوجته !.

في حين  يقرر الإسلام أن العلاقة الزوجية هي علاقة  شراكة و تكامل بين الجنسين فضل الله به بعضهم على بعض فلا يستقيم السير إلا على قدمين ولا تتضح الرؤية إلا بعينين  ولا يحلق الطائر إلا بجناحين وحدهم البشر  يخالفون  نظام الكون  ويعاند الإنسان فطرته التي فطره الله عليها .

في ظل  هذا الاختلال الوظيفي للجنسين في الحياة  لم يتمكن الرجال من إشباع حاجتهم النفسية في أدوارهم الحقيقة في الحياة ،فلجأوا  الى  سلب بعض أدوار النساء لعلها تشفي شيئا من غرورهم وحاجتهم النفسية _ وملء فراغ الإحساس بالرجولة الحقة _لتوضع  النساء في  ركن قصي بعيد عن دورها في الحياة والمجتمعوبقدر ما يكون   مجتمع ما  أو قُطر  معين يتمتع بهامش من الحرية والمشاركة في الرأي العام  تكون سطوة رجاله على نسائهم أقل  وكلما قل ذلك الهامش  زادت معاناة نساء ذلك المجتمع .

وإذا  غابت  الأم عن دورها ورسالتها الحقيقية في الحياة وأهمية وجودها  في المجتمع  وغرس ذلك في الأجيال  ضاع المجتمع بأسره ووقع في دوامة من التيه والتخبط  وصراع الأفكار والأدوار وهكذا  تعيش الأمة في أزمة فكرية وجودية  جعلها  عرضة لقلب المفاهيم  وتداولها على وجه السخرية والفكاهة

سبب الصراع بين الجنسين في البيت

عندما يتخلى الرجال عن أدوراهم يزاحمون النساء في أدوارهن فتكثر الصراعات بين الطرفين

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى