مقالات وآراء

الدعوة إلى الوحدة تضليل مألوف الممارسة في الساحة

د.سعاد دنكلاي

جميل الدعوة الى الوحدة وجمع الكلمة والاصطفاف والعمل تحت مظلة واحدة ……وما إلى ذلك . ولكن ككل الأمور في الدنيا لا شيء فيها كامل أو مثالي ، وعليه وجب أن يخضع للموازنة بين سلبياته وإيجابياته ، وقد عانى الإرتريون كثيرًا قبل ذلك في نضالهم التاريخي من مثل هذه الشعارات البراقة والعبارات الرنانة  مثل (حادي حزبي ، حادي لبي ، والساحة لا تحتمل أكثر من تنظيم ..) ومن خالف فهو خائن يصنف في فئة الطابور الخامس والملاحقات والاقتتال المتبادل ،

لقد مرت الساحة الأرترية بدعوات براقة تنادي بالوحدة  ساقت المختلفين إلى كيان اتحد فيه ظاهرياً من هو مختلف جوهرياً لتصفق الجماهير له فرحاً وتعقد عليه آمالا -ربما- أكبر منه . فتتحد الكيانات هيكليًا وهي مختلفة فكريًا لتخوض صراعات داخلية طاحنة يختلط فيها الموضوعي بالشخصي وتصل فيها الخصومة الى العلاقات الفردية والاجتماعية وتهدد النسيج الاجتماعي بدلاً أن تبقى اختلافات فكرية في أروقة العمل العام . وينتج عن ذلك انشقاقات وانقسامات وانشطارات بل وانفجارات تؤدي إلى جروح لا تندمل ، ونزيف لا يتوقف ، تهدر فيها الطاقات ، وتبذل الجهود في تشويه الآخر، والعمل على انتقاصه،  وتحين الفرص لاصطياد أخطائه .

والأسوأ من ذلك كله أن تورث تلك الصراعات للجيل الذي يليه ليخوض معركة في التاريخ ، تاركاً الساحة للعدو الذي لا يختلف عليه الاثنان !!. من الأفضل للإرتريين والقائمين على العمل العام أن يحافظ كل على كيانه الخاص ويجمع أنصاره حوله ويوجه مجهوداته وطاقاته نحو العدو المشترك ويمكن التنسيق بينهم في حملات أو أحداث معينة تنسيق تعاون وتشارك دون اندماج أو توحد. فالساحة تسع الجميع وفي الاختلاف تنوع وإثراء . من اختلافنا نتعلم تقبل الرأي الآخر ، وفرق بين تقبله كما هو باختلافه وبين الاستماع له ثم محاولة إرغامه على  النزول عند رأي معين ! ومن تنوع الآراء نتعلم ممارسة الديمقراطية ، بل إن التنوع هو من يخلق فينا روح التنافس البناء والسعي الجاد .

ومن كان خائنا أو مندسا فلن يخفى على الجماهير والأيام كفيلة بفضحه واظهاره فلا داعي أن نشغل أنفسنا به ومن كان صادقا ومخلصا سيظهر أثره في عمله وانجازاته . والساحة كفيلة بتصفية المتقاعس ، والمتخاذل ، والمثبط لتثبت الأحق والأجدر بحمل شعلة الحق والحرية والعبور بها الى بر الأمان .

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى