حوارات

د. محمد خير عمر في حوار مع ” زينا ” : الجغرافية والتاريخ والشعب والموقف الإقليمي وقرارات عدائية من آبي أحمد عوامل لصالح حكومة تقراي

لن تحسم المعركة عسكريا وإنما سوف يطول أمدها ما لم يتدخل المجتمع الدولي  مصلحاً

تقارير تفيد أن أكثر من 90 ألف لاجئ أرتري بتقراي معرضون للخطر ويد أفورقي  الظالمة وصلت هناك تلاحق الهاربين منها

       أجرى الحوار أ.باسم القروي

ضيف ” زينا ” أكاديمي متمكن ، كان عميدا لكلية الزراعة بجامعة أسمرا ، فهاجر عن الوطن مثل غيره وأخذ ينافح مسجلاً حضورًا كثيفاً ، في الوسط المعارض،  يتابع بوعي،  وينتقد  النظام بوضوح ، يحب أن يعرف بأنه باحث مهتم بشؤون منطقة القرن الأفريقي ، لكونه يدرك ترابط هذه المنطقة وتداخلها شعوبا ومصالح كما أن إشعال نار في جزء منها يصل لهيبه الطرف الآخر.

طلبت منه المقابلة ليتحدث عن  الأحداث الساخنة الخفية في إثيوبيا   وتأثيراتها على أرتريا ودور النظام الأرتري في مجريات  الصراع ، وافق بانشراح واشترط ألا تزيد المقابلة على ربع ساعة وأن تكون صوتا لا خطا ، رحبت بالشرط فطرحت أسئلة خفيفة اختار من بينها وأعرض عن البعض الآخر.  فعذرته والتزم بالمدة الزمنية التي شرطها  وأنجز المقابلة في وقت مناسب .

 ” زينا ” تنشر المقابلة لاحقا بالفيديو  في قناة زاجل باليوتيوب كما جاءت .وتقدم  هنا تلخيصا خطيا لها.

كان السؤال الأول :

سقطت  عاصمة إقليم تقراي ” مقلي ” فعبر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد  عن احتفائه وانتشائه بالنصر،  فأعلن  عن حسم التمرد في تقراي ،كما أعلن عن نوايا التعمير بعد التدمير في تقراي. !! هل انتهت المعركة فعلاً  وهل يوجد  لدى آبي أحمد ما يبرر هذا السرور الغامر ؟

فأجاب الضيف الكريم بأن مقلى لم تسقط وإنما انسحب منها تقراي حفاظا على إقليمهم من التدمير ، مؤكدا أن حكومة آبي أحمد – وبمشاركة فعالة من النظام الأرتري استخدمت الآلة العسكرية الفتاكة فكانت الحكمة انسحاب قوات تقراي  عن المواجهة المجنونة مختارة ما يشبه حرب عصابات .وتستطرد الإجابة موضحة عجز الحكومة المركزية عن حسم المعركة حتى  الآن على الرغم من إعلانها الاستيلاء على  عاصمة الإقليم ” مقلي ” وقد مضى ما يزيد عن شهر. وحسم آبي أحمد لم ير في الميدان وإنما كان أماني  حالمات في الإعلام.

وتحدث  د.محمد خير عمر عن شرعية الحرب بالنسبة لتقراي وذكر أن الخلاف بين الطرفين سياسي ودستوري وقانوني فكان الأفضل معالجته سلما متهماً آبي أحمد بأنه أوسد أبواب السلم والحوار واختار الحرب فخاضها تقراي دفاعا. وأكد د.محمد خير  أن المعركة لم تنته وإنما متواصلة .وقد انتقلت من مواجهة مباشرة إلى ما يشبه حرب عصابات .وسألته عن كبرياء تقراي العسكري هل تلاشى  فقال : لم يتلاش فلا يزال لدى تقراي ما يفعله ضد خصمه  أفورقي وآبي أحمد .

موقف تقراي مبرر

وسألته عن مبررات وشرعية  تغذية الخصومة في تقراي  فأوضح أن الجبهة الشعبية لتحرير تقراي تستمد  شرعيتها من شعب تقراي الذي يؤيدها والقرارات التي اتخذها آبي احمد الأخيرة من تسريح موظفين من تقراي  من أماكن عملهم ومن سجن بعضهم  ومن تسريح موظفين من  قوات حفظ السلام في دول خارجية بسبب انتمائهم لتقراي، هذه  الإجراءات أدت  إلى تغذية العداء بين شعب تقراي والحكومة المركزية وبجانب ذلك أن آبي أحمد عمل من خلال  حزب النهضة ، على الاستيلاء على كل صلاحيات حكومات الأقاليم ، يعين من يريد ويسقط من يريد ، وآبي أحمد اتخذ منفردًا       قرار اعلان الحرب على تقراي بخلاف الراحل ملس زيناوي  فقد اتخذ قرار الحرب  ضد أرتريا عبر البرلمان .

 

موقف الحكومة المركزية غير مسنود بشرعية دولية ولا شعبية   ؟

وتحدث د.محمد خير عن شرعية قرارات الحكومة الإثيوبية  كونها تمتلك شرعية دولية وسند شعبي . قال : لا أظن ذلك لأن الدول الإفريقية أغلبيتها غير جيبوتي طلبت التفاوض حتى السودان طلب التفاوض بين الطرفين  وآبي احمد رفض المبادرة السودانية والاتحاد الافريقي طرح مبادرة وآبي آحمد رفضها مؤكدًا أن هناك تقارير تفيد أن الدول الأوروبية  طلبت من آبي أحمد التفاوض مع تقراي لحسم الخلاف بين الطرفين ومعنى ذلك أنها غير مرحبة بالحرب.وأن تقراي كسب تعاطفهم في معركته ضد الحكومة ولهذا نجد الإعلام الغربي يركز على هذا الجانب

ما مصير أكثر من 90 ألف لاجئ أرتري يقيم في تقراي :

ومضت المقابلة تسأل عن الغموض والمخاوف  بشأن اللاجئين الأرتريين المقيمين في تقراي  هل من معلومات عن مصيرهم ؟

فتحدث الضيف الكريم  مؤكدا أن الموقف  مقلق جدا ، يوجد ما يقارب 100 ألف لاجئ  في تقراي .

وتقارير الأمم المتحدة حاليا تفيد ان كل المواد التي كانت في المعسكرات قد نفدت ، وحسب تقارير نتلقاها من داخل أرتريا وتقراي تفيد أن بعض الناس غادروا المعسكرات هربا من الحرب التي حاصرتهم  بين الطرفين . وقد كان من بينهم ضحايا غير معروفين وقد يكون من بينهم من أجبر على الاقتتال مع طرف آو آخر ،  وتتحدث تقارير أن جيش النظام الأرتري دخل معسكر عدي حنساس للاجئين الأرتريين بإقليم تقراي ،فدمر الممتلكات ونهب ودمر وثائق الأمم المتحدة ،ونسمع أن هناك من اقتيد إلى أرتريا قسرا فإن صح ذلك فسوف ينكشف لاحقا. وذكر أن الحكومة الإثيوبية لا تسمح بدخول الإعلام والمراقبين  إلى إقليم تقراي بالذات المناطق التي تسيطر عليها وتساءل الضيف   . وإذا كل شيء على ما يرام فلماذا تخاف حكومة آبي أحمد  من دخول المراقبين أو الصحفيين؟  وحذر من أنه   إذا تأكد أن الحكومة الإثيوبية أخلت بالقوانين الدولية للجوء وتم إجبار اللاجئين من المعسكرات إلى أرتريا قسرا فهذا يمكن من اتهام آبي أحمد بمخالفة القوانين الدولية وقال : الوضع مقلق جدا ويحتاج إلى تدخل دولي

انتصار حكومة آبي أحمد يمكن أفورقي من القيام بأدوار خطيرة جديدة  في إثيوبيا

سألت الضيف الكريم عن توقعاته بانتهاء الحرب فأجاب بأن الحرب لم تنته بعد ، وربما  تأخذ فترة أطول مما يتوقع، وأبدى تخوفه من أنه  إذا انتصر آبي أحمد فمعنى ذلك أن أسياس يجد ما يريد ، يفعل ما يريد ، مستدلا على ذلك بكلمة آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي التي اكدت بوضوح  مشاركة النظام الأرتري في الحرب  فقد عبر آبي أحمد أن النظام الأرتري شارك في دعم القوات الإثيوبية بالطعام والتسليح كما أنه سهل لها أن تهاجم حكومة تقراي بمحاور ثلاثة  :زلامسا ، طرونا ، بادمي – تكمبيا.  وأكد  الضيف  مشاركة النظام الأرتري في القتال وتوجد تقارير تفيد  بوجود جرحى إثيوبيين داخل أرتريا يتعالجون وجرحى أرتريين في إقليم امحرا  يتعالجون في مستشفيات إثيوبية وتوقع د.محمد خير أنه إذا انتهت المعركة لصالح الحكومة الإثيوبية فإن أسياس أفورقي سوف تكون له اليد الطولى ،  يعمل كما يريد ليس في تقراي فحسب وإنما في إثيوبيا  وهذه نتيجة من شأنها إعادة  المقاومة الأرترية إلى الوراء.

الاتفاق بين النظامين عام 2018م ؟

وسألته : عن تحليله للاتفاق الذي وقعه د.آبي أحمد وأسياس أفورقي  عام  2018م : ما  الذي حققه ذلك الاتفاق؟ هل من مكاسب تعود على الشعب الأرتري ؟

فأجاب الضيف أن الاتفاق الذي وقعه آبي أحمد عام 2018 م تقريبا اتفاق بين شخصين ولا يعلمه الشعب الإثيوبي ولا الشعب الأرتري ، نحن نعلم أنه في ارتريا لا يوجد برلمان ولا شيء وفي إثيوبيا لم  يطرح الاتفاق في البرلمان ، ولهذا لا أحد يدري هذا الاتفاق ولا عن محتوياته ، واحتمال ما نراه الآن جزء من الاتفاق لأن كلا الشخصين معروفان بعدائهما للجبهة الشعبية لتحرير تقراي .وتحدث عن تجاهل إعلام النظام الأرتري عما  يحدث من حرب طاحنة تشارك فيها قواته فاكد أن ذلك هو طبيعة النظام الأرتري فهو منذ سنين يعتقل ولا يتحدث وينكر وجود معارضين فليس غريبا في سيرته ان يحيط نفسه وتصرفاته بالكتمان علما أن الإقليم الوحيد الذي شارك في المعركة ضد تقراي هو الجيش من إقليم الأمحرا أما بقية الأقاليم فهي محايدة على الرغم من أن ادعاء آبي أحمد مشاركتها في الحرب خاصة إقليم العفر .

وختم حديث الضيف كما بدأ بشكر وكالة زاجل الأرترية للأنباء ” زينا ” على إتاحة الفرصة.

 ملاحظة : ينشر النص الفيديو كاملا ًفي قناة زاجل باليوتيوب .

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى